ذَبِيحُ أُمِّ البَوَاقِي!. قَصِيدَةٌ فِي رِثَاءِ الفَتَى "نَصْرِ الدِّينِ"..
بسم الله الرّحمن الرّحيم الحمد لله ربِّ العالمين، والعاقبة للمتَّقين، ولا عدوان إلَّا على الظَّالمين، وأصلِّي وأسلِّم على المبعوث بالحقِّ المبين، وآله الطَّيِّبين الطَّاهرين، وصحابته الغرِّ المحجَّلين، وعلى التَّابعين وتابعيهم بإحسان إلى يوم القيامة والدِّين، وبعد.. فهذه أبياتٌ متواضعاتٌ خطَّتها اليمين، والقلب يعتصر أسًى ولوعةً، يكاد يسبقُ فيها دمعُ المآقي مداد الدَّواة، رثاءً لفتى أمِّ البواقي المغدور به، الفتى "نصر الدِّين"، أسأل الله تعالى أن يجعله ذخرًا لوالديه يوم القيامة، وأن يعامل بعدله تلك الأيادي الآثمة، الَّتي لم تَرع فيه حقَّ دينٍ ولا قرابةٍ، ولم ترحم فيه صغر سنٍّ ولا براءةً، ولم تعرف لهذه الأيَّام المباركات فضلًا ولا حرمةً!. كما أسأله تعالى أن يوفِّق ولاة الأمر في هذا البلد، ويعينهم على تطبيق أحكام شرعه المبارك في من ولَّاهم عليهم من المسلمين، ومن هذه الأحكام الثَّابتة: حكم القصاص الَّذي سمَّاه الله عزَّ وجلَّ في كتابه العزيز "حياةً"، فقال تعالى: ﴿وَلَكُمْ فِي القِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾ (البقرة 179). قال الشَّيخ السَّعدي -رحمه الله- في تفسيره للآية: ".. ثمَّ بيَّن تعالى حكمته العظيمة في مشروعيََّة القصاص فقال : وَلَكُمْ فِي القِصَاصِ حَيَاةٌ أي: تنحقن بذلك الدِّماء، وتنقمع به الأشقياء، لأنَّ من عرف أنَّه مقتول إذا قتل لا يكاد يصدر منه القتل، وإذا رُئي القاتل مقتولًا انذعر بذلك غيره وانزجر، فلو كانت عقوبة القاتل غير القتل، لم يحصل انكفاف الشَّرِّ، الَّذي يحصل بالقتل، وهكذا سائر الحدود الشَّرعيَّة، فيها من النِّكاية والانزجار ما يدلُّ على حكمة الحكيم الغفَّار، ونكَّر "الحياة " لإفادة التَّعظيم والتَّكثير. ولمَّا كان هذا الحكم لا يعرف حقيقته إلَّا أهل العقول الكاملة والألباب الثَّقيلة، خصَّهم بالخطاب دون غيرهم، وهذا يدلُّ على أنَّ الله تعالى يحبُّ من عباده أن يُعمِلوا أفكارهم وعقولهم، في تدبُّر ما في أحكامه من الحكم والمصالح الدَّالَّة على كماله وكمال حكمته وحمده وعدله ورحمته الواسعة، وأنَّ من كان بهذه المثابة فقد استحقَّ المدح بأنَّه من ذوي الألباب الَّذين وجَّه إليهم الخطاب، وناداهم ربُّ الأرباب، وكفى بذلك فضلًا وشرفًا لقوم يعقلون. وقوله: لَعلََّكُمْ تَتَّقُونَ، وذلك أنَّ من عرف ربَّه وعرف ما في دينه وشرعه من الأسرار العظيمة والحكم البديعة والآيات الرَّفيعة، أوجب له ذلك أن ينقاد لأمر الله، ويعظِّم معاصيه فيتركها، فيستحقَّ بذلك أن يكون من المتَّقين."اه. ذَبِيحُ أُمِّ البَوَاقِي!. قَصِيدَةٌ فِي رِثَاءِ الفَتَى "نَصْرِ الدِّينِ".. أَيَا أُمَّ البَوَاقِي مَا دَهَاكِ؟! *** أَلَا تَبْكِينَ يَا هَذِي فَتَاكِ؟! أَلَا فَلْتَبْكِ نَصْرَ الدِّينِ حَتَّى *** إِذَا جَفَّتْ دُمُوعُك مِنْ بُكَاكِ فَجُودِي بِالدِّمَاءِ وَلَا تُبَالِي *** لِنَصْرِ الدِّينِ فَلْتَبْكِ البَوَاكِي فَخَلِّ الكِبْرَ وَلْتُجْرِ المَآقِي *** بِدَمْعٍ لَيْسَ يُجْرِيـهِ سِوَاكِ فَتًى كَالبَدْرِ لَمَّا تَمَّ نُورًا *** قُبَيْلَ العِيدِ يَرْحَلُ عَنْ حِمَاكِ! وَمَا كَانَ ارْتِحَالُهُ عَنْكِ بُغْضًا *** لِقُرْبِكِ فَالفَتَى لَا مَا قَلَاكِ وَلَكِنَّ المَنِيَّـةَ عَاجَلَتْـهُ *** بِلَا ذَنْبٍ؛ لَعَلَّهُ إِذْ هَوَاكِ! كَأَنِّي بِالفَتَى يَمْضِي صَبَاحًا *** بِمِحْفَظَةٍ سَعِيدًا فِي رُبَاكِ يُرِيدُ الفَصْلَ قَبَّلَ عِنْدَ بَابٍ *** لَهُ أُمًّا سَنَاهَا مِنْ سَنَاكِ وَخَاطَبَهَا: أَيَا أُمِّي وَدَاعًا *** سَأَرْجِعُ فِي المَسَاءِ لِكَيْ أَرَاكِ فَلَا تَنْسَيْ أَعِدِّي بَعْضَ حَلْوَى *** لِتَسْلَمْ يَا حَبِيبَةُ لِي يَدَاكِ وَأَيْنَ أَبِي؟ أَغَادَرَ وَقْتَ فَجْرٍ *** كَعَادَتِهِ لِيَعْمَلَ فِي انْهِمَاكِ؟ وَهَلْ أَوْصَى بِمَصْرُوفِي صَبَاحًا؟ *** أَدَسَّهُ فِي فِرَاشِكِ أَوْ رِدَاكِ؟ كَأَنِّي بِالفَتَى يَمْضِي بِحُلْمٍ *** جَمِيلٍ حِينَ جَلْبَبَهُ دُجَاكِ بِكَبْشِ العِيدِ يَحْلُمُ لَهْفَ نَفْسِي *** مَعَ الأَغْنَامِ يَرْعَى فِي رُبَاكِ سَيُحْضِرُهُ -بِلَا شَكٍّ- أَبُوهُ *** يُقَيِّـدُهُ بِأَشْطَانٍ سِمَاكِ وَيَذْبَحُهُ صَبِيحَةَ يَوْمِ عِيدٍ *** وَتَعْلُو (اللهُ أَكْبَرُ) فِي سَمَاكِ وَلَمْ يَدْرِ الفَتَى المِسْكِينُ حَتَّى *** غَدَا كَالصَّيْدِ مُلْقًى فِي شِبَاكِ وَصَارَ هُوَ الذَّبِيحَ لِشَرِّ أُنْثَى! *** لَحَاكِ اللهُ يَا هَذِي لَحَاكِ يُسَاقُ إِلَى المَقَابِرِ دُونَ خِلٍّ *** عَلَى خَشَبٍ وَيُودَعُ فِي ثَرَاكِ وَلَوْ بَيْنَ الوُحُوشِ لَكَانَ يَنْجُو *** فَبَعْضُ الوَحْشِ قَدْ يَأْسَى لِبَاكِ! وَلَكِنْ تِلْكَ لَمْ تَرْحَمْهُ حَتَّى *** غَدَا المِسْكِينُ ثَمَّ بِلَا حِرَاكِ! أَلَا قُولُوا لِمَنْ ذَبَحَتْهُ عَنِّي *** أَلَا قُولُوا لَهَا: تَبَّتْ يَدَاكِ فَإِنْ يَكُنِ القِصَاصُ شَفَوْا غَلِيلِي *** وَكُلَّ المُسْلِمِينَ فَهُمْ عِدَاكِ أَلَا يَا حَبَّذَا السَّيَّافُ يَهْوِي *** بِسَيْفٍ قَاطِعٍ يَبْغِي قَفَاكِ قِصَاصًا ذَاكَ شَرْعُ اللهِ رَبِّي *** وَأَكْرِمْ بِالنَّعِيِّ إِذَا نَعَاكِ وَإِنْ يَأْبَوْا عَلَيْنَا ثَمَّ لُقْيَا *** أَمَامَ اللهِ إِنَّـهُ مَنْ بَرَاكِ كتبه أبو ميمونة منوّر عشيش عفا الله عنه |
بارك الله فيك أخي أبا ميمونة على هذه المشاعر .
تغمد الله الفقيد الطفل نصر الدين و جعله ذخرا لوالديه في الجنة آمين. فعلا تأثرنا بالقصة وأسأل الله أن يمكن القصاص في أرض الجزائر . |
جزاك الله خيرا وأحسن إليكم أبا ميمونة
نسال الله جل وعلا أن ييسر لهذه الأمة أمر رشد ! |
" وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الألْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتّقُونَ "
جزاك الله خيرا أخَانا أبا ميمونة رحم الله الطّفل نصر الدين،وجعله ذخرا لوالديه |
جزاكم الله خيرا على هذه القصيدة المؤثرة
نسأل الله أن يُصلح ولاة أمور المسلمين و أن يُوفقهم للهدى و الرشاد و أن يُعامل أولئك المجرمين بما يستحقون |
أبا ميمونة حفظك الله ورعاك وسدد على الحق خطاك.
أتحفتنا كعادتك ، جزاكم الله خيرا أهل التصفية وشعرائها. منتدى لا يكتب فيه أمثالكم ، صراحة : أهله جيع . |
حركت النفوس وهيجت الفؤاد و زلزلت الأركان بقريضك المؤثر جزاك الله خيرا أبا ميمونة ورحم الله نصر الدين و أفاض على أهله وأفرغ عليهم صبرا من عنده و عجل الله القصاص من تلك الأيدي الفاجرة. |
ما أعظم جرأة الناس وما أقبح أثرهم!
أناس هانت عندهم دماء الأطفال الأبرياء في أيام نُهي فيها عن الأخذ من الشعر والجلد، ما أسرع هلكتهم وأشنع صنعتهم! بارك الله فيك أيها المنور، وجعل الفقيدَ ذخرا لوالديه، وألبسهما لباس الصبر، آمين. |
شُكْرٌ وامْتِنَانٌ.
جُزيتم خيرًا أيُّها الأفاضل، أشكر لكم اهتمامكم وتفاعلكم..
|
لله درّك أبا ميمونة أسلت دموعنا ، نسأل الله الكريم أن يربط على قلوب والدي الفتى .
|
الله المستعان، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
نسأل الله تعالى أن يصبِّر والدي الطفل، ويعوِّضهما خيرًا في الدنيا والآخرة. وجزاك الله خيرًا شاعرنا المجيد. |
الله أكبر ، إنّا لله وإنّا إليه راجعون.
أسأل الله بمنّه وكرمه وعظيم فضله وإحسانه أن يلهم ذويه الصّبر وأن يجعله ذخرا لهما. حفظك الله أبا ميمونة. |
شُكْرٌ وامْتِنَانٌ.
جُزيتم خيرًا أيُّها الأفاضل، أشكر لكم اهتمامكم وتفاعلكم..
|
الساعة الآن 12:56 PM. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013