منتديات التصفية و التربية السلفية

منتديات التصفية و التربية السلفية (http://www.tasfiatarbia.org/vb/index.php)
-   الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام (http://www.tasfiatarbia.org/vb/forumdisplay.php?f=2)
-   -   لَا تُخِيفُوا أَنْفُسَكُمْ بَعْدَ أَمْنِهَا (http://www.tasfiatarbia.org/vb/showthread.php?t=18265)

أبو أيوب صهيب زين 09 Mar 2016 03:01 PM

لَا تُخِيفُوا أَنْفُسَكُمْ بَعْدَ أَمْنِهَا
 
<بسملة1>

لَا تُخِيفُوا أَنْفُسَكُمْ بَعْدَ أَمْنِهَا


الحَمدُ لله رَب العالَمين و الصَّلاةُ وَ السَّلامُ علَى أَشرَف الأَنبيَاء وَ المرسَلينَ ، أمَا بَعدٌ :
فإنَّ الغفلة المُطبِقَة عَمَّا قَضاه الخالِق وَقدّرهُ، مِن قِسمةِ المعِيشة بَينَ النَّاس وَ تفاوتهم فيها، جَعَلَتِ الكَثِيرِينَ مع ما هم فيه من ضيق حالٍ وَقلّة كسبٍ ومعِيشَة، يستَدِينونَ ويقترِضونَ؛ لِيتوسّعوا في المباحاتِ و يتمَتعوا بزهرةِ الحياةِ، و لما صرنا نعيش زمنا قلَّت فِيه القناعةُ، و زادَ فيه حرصُ الناسِ على التفاخر بمظاهر التّرف ، وَجعل كل امرئ يقَلِّد من حولهُ فِيما يركَبونَ و يَلبسُونَ، وَ يجَاريهم فِيما يأكلونَ وَيشربونَ،حتى صار البعض يستدين من هنا و هناك ليجاريهم فيما هم فيه واقعون ،وقد ثبت في مسند الإمام أحمد -<رحمه الله>- (17593) من حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه؛ أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ( لا تُخيفوا أنفسكم بعد أمنها)، قالوا : وما ذاك يارسول الله ؟ قال: ( الدَّين )». فمن باب النصح[1] و التنبيه ،رأيت أن أنبه على نقاط مهمة ،حول مسألة الدين -و ما يتعلق بها- ، و التي قد تخفى على الكثيرين بغض النظر عن أصحابها، فالله وحده المستعان و هو الهادي إلى سواء السبيل .

معنى الدَّين

1ـ معنى الدين في اللغة:
قال ابن منظور في " لسان العرب " (13/168،167) :" الدَّين: واحد الديون ، معروف . وكل شيء غير حاضر دَينٌ ، والجمع أَدْيُن مثل أَعْيُن ،ودُيونٌ ؛....
ودَنْتُ الرجل: أقرضته مَدِينٌ ومَدْيون .
ودِنْتُ الرجلَ وأَدَنْته: أَعطيته الدين إلى أَجل .
وقيل : دِنْتُه أَقْرَضْتُه ، وأَدَنْتُه اسْتَقْرَضته منه . ودانَ هو : أَخذَ الدَّيْن .
وتدايَنَ القومُ ، وادَّايَنُوا : أَخَذُوا بالدَّين ،والاسم الدِّينَةُ .. وأَدَنْتُ الرجلَ إِذا أَقرضته. وقد أَدَّانَ إذا صار عليه دين ".إهـ.
وجاء في " الصَّحاح " (5/2118،2117) : " دان فلان يَدِين ديناً استقرض ، وصار عليه ديَن ، فهو دائن ، وأنشد الأحمر : نَدِينُ ويَقْضي الله عنا وقد نَرَى مصارع قوم لايَدِينون ضُيَّع .
ورجل مَدْيون كثر ما عليه من الدَّين . وادَّان فلان إِدَانَة إذا باعَ من القوم إلى أجل. وادَّان: استقرض ، ومنه قول عمر رضي الله عنه فادَّان معرضا أي استدان ، وهو الذي يعترض الناس فيستدين ممن أمكنه ، وتَدَايَنُوا : تبايعوا بالدَّين ، واستدانوا : استقرضوا ".

2.معنى الدين في الاصطلاح :قيل في معناه أقوال متعددة منها :
قال ابن نجيم في " فتح الغفار شرح المنار " (3/20) :" الدين لزوم حق في الذمة ". فيشمل الحقوق المالية والحقوق غير المالية كصلاة فائتة وزكاة وصيام وغير ذلك ، كما يشمل ما ثبت بسبب قرض أو بيع أو إجارة أو إتلاف أو جناية أو غير ذلك .
وقال الإمام القرطبي في " الجامع لأحكام القرآن " (3/377) : " حقيقة الدين عبارة عن كل معاملة كان أحد العوضين فيها نقداً ، والآخر في الذمة نسيئة ، فإن العين عند العرب ما كان حاضراً ، والدين ما كان غائباً ".
قال ابن الهمام في " فتح القدير " (5/431) : " الدين مال وجب في الذمة ؛بدلاً عن مال أتلفه ، أو قرض اقترضه ، أو مبيع عقد بيعه ، أو منفعة عقد عليها ".


في حكم الإستدانة

مشروعية الاستدانة: وقد دلّ عليها الكتاب والسنة والإجماع والعقل.

أما الكتاب؛ فقد قال الله تعالى: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا تَدَايَنتُم بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَاكْتُبُوهُ )، فأمر الله سبحانه عباده المؤمنين بكتابة الدين إلى أجل، وهذا وجه إباحته. قال ابن عاشور في " التحرير والتنوير " (3/98) : " شرع الله تعالى للناس بقاء التداين المتعارف بينهم كي لا يظنوا أن تحريم الربا والرجوع بالمتعاملين إلى رؤوس أموالهم إبطال للتداين كله. وأفاد ذلك التشريع بوضعه في تشريع آخر مكمل له وهو التوثق له بالكتابة والإشهاد ".

ومن السنة: قوله -<صلى الله عليه وسلم>- : ( ما من مسلم يقرض مسلماً قرضاً مرتين إلا كان كصدقتها مرة )[ أخرجه ابن ماجه :في " سننه " -كتاب الصدقات -باب القرض (2/60) برقم: (2455) ، وصححه وحسنه الألباني: في الإرواء (5/266)]

والإجماع؛ وقد نقله الزيلعي في " تبين الحقائق " (4/59) ، وابن حجر الهيثمي في " تحفة المحتاج " (4/297) ، والرحيباني " مطالب أولى النهى " (3/223).

والعقل؛ فإن في الدين مصالح عدّة: منها :
- صون العباد عن الوقوع في الربا -كما أفاده القرافي في " الذخيرة " (5/295)-.
- أن في الدين تفريجاً عن المسلم ، وقضاء لحاجته ، وعوناً له ، فكان مندوباً إليه ،وهو من التعاون على البر والمعروف -كما أفاده ابن قدامة في " المغني " (6/430)-.
وغير ذلك من المصالح.


في خطورة الإستدانة

بالرغم مما سبق من بيان مشروعيته ، إلا أنه قد ثبتت أحاديث عديدة في الترهيب من الدين و الوعيد فيه ، فقد بوب الإمام النوويّ في صحيح مسلم فقال : بَاب مَنْ قُتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كُفِّرَتْ خَطَايَاهُ إِلَّا الدَّيْنَ : و ساق بسنده إلى عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ -<رضي الله عنه>- : أَنَّهُ سَمِعَهُ يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَامَ فِيهِمْ فَذَكَرَ لَهُمْ: أَنَّ الْجِهَادَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَالْإِيمَانَ بِاللهِ أَفْضَلُ الْأَعْمَالِ . فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ ، أَرَأَيْتَ إِنْ قُتِلْتُ فِي سَبِيلِ اللهِ تُكَفَّرُ عَنِّي خَطَايَايَ؟ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: نَعَمْ ، إِنْ قُتِلْتَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَأَنْتَ صَابِرٌ مُحْتَسِبٌ ، مُقْبِلٌ غَيْرُ مُدْبِرٍ . ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كَيْفَ قُلْتَ؟ . قَالَ: أَرَأَيْتَ إِنْ قُتِلْتُ فِي سَبِيلِ اللهِ ، أَتُكَفَّرُ عَنِّي خَطَايَايَ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: نَعَمْ ، وَأَنْتَ صَابِرٌ مُحْتَسِبٌ ، مُقْبِلٌ غَيْرُ مُدْبِرٍ ، إِلَّا الدَّيْنَ ، فَإِنَّ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ قَالَ لِي ذَلِكَ .[4]

قال النوَوي -<رحمه الله>- : قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِلَّا الدَّيْنَ ) فَفِيهِ تَنْبِيهٌ عَلَى جَمِيعِ حُقُوقِ الْآدَمِيِّينَ ،وَأَنَّ الْجِهَادَ وَالشَّهَادَةَ وَغَيْرَهُمَا مِنْ أَعْمَالِ الْبِرِّ لَا يُكَفِّرُ حُقُوقَ الْآدَمِيِّينَ ، وَإِنَّمَا يُكَفِّرُ حُقُوقَ اللَّهِ تَعَالَى .[5]

فيا سبحان الله ما أعظم الأمر !

قال ابن الجوزي -<رحمه الله>- : وَهَذَا الحَدِيث يتَضَمَّن التحذير من الدّين، لِأَن حُقُوق المخلوقين صعبة شَدِيدَة الْأَمر تمنع دُخُول الْجنَّة حَتَّى تُؤَدّى، وَقد كَانَ عَلَيْهِ السَّلَام يمْتَنع فِي أول الْإِسْلَام من الصَّلَاة على ذِي الدّين، كل ذَلِك للتحذير من حُقُوق المخلوقين، فَكيف بالظلم؟ ...وَالْأولَى الحذر من الدَّين، والأغلب أَنه لَا يكَاد يُؤْخَذ إِلَّا بِفُضُول الْعَيْش .[6]

و عن عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ يَقُولُ : أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : لَا تُخِيفُوا أَنْفُسَكُمْ بَعْدَ أَمْنِهَا ، قَالُوا : وَمَا ذَاكَ يَا رَسُولَ اللهِ ؟ قَالَ : الدَّيْنُ .[7]

مخافة و أي مخافة يا عباد الله !!

كما ثبت أيضا عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( يُغْفَرُ لِلشَّهِيدِ كُلُّ ذَنْبٍ إِلَّا الدَّيْنَ ) .[8]

و من تنبيهات السلف على هذه المسألة ، و التذكير بخطورتها على أصحابها ، أن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال موصيا مولا حمران -رحمه الله- :" يا حمران !، اتق الله ، ولا تمت وعليك ديْن ، فيؤخذ من حسناتك ، لا دينار ثَمَّ ولا درهم ".[9]

فالحاصل أنه لا ينبغي للمسلم أن يتهاون بشأن الدَّيْنَ ، فلا يستدين إلا لحاجة ، فإذا استدان فمتى قدر على سداد دينه سدده فوراً، تبرئة لذمته ، فإذا لم يقدر على السداد أوصى به ورثته من بعده ، أو تحلل من صاحبه ، لخطورة الأمر كما سبق ذكر الأحاديث و تنبيه الأئمة عليه .

الحث على الصدقة و قضاء حوائج الناس و إعانتهم عليها

السعي في حوائج الناس لقضائها و إدخال السرور عليهم من أحب الأعمال إلى الله عز و جل ، فعَنِ ابْنِ عُمَرَ -<رضي الله عنهما>- : أَنَّ رَجُلا جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ! أَيُّ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ ؟ وَأَيُّ الأَعْمَالِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( أَحَبُّ النَّاسِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى أَنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ , وَأَحَبُّ الأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى سُرُورٌ تُدْخِلُهُ عَلَى مُسْلِمٍ ، أَوْ تَكَشِفُ عَنْهُ كُرْبَةً ، أَوْ تَقْضِي عَنْهُ دَيْنًا ، أَوْ تَطْرُدُ عَنْهُ جُوعًا ، وَلأَنْ أَمْشِيَ مَعَ أَخِ فِي حَاجَةٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَعْتَكِفَ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ - يَعْنِي مَسْجِدَ الْمَدِينَةِ - شَهْرًا ).[10] و الشاهد من الحديث قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( أَوْ تَقْضِي عَنْهُ دَيْنًا ) فجعل قضاء الدين عن الغير من أَحَبّ الأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ ، فانظروا يا رعاكم الله فيما نحن فيه مفرطون من الخير...

و قد اختلف أهل العلم في تفضيل القرض على الصدقة و مما استدل به مُفَضلوا القرض على الصدقة ما رُوي عَنْ أَبِي أُمَامَةَ , عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , قَالَ : ( دَخَلَ رَجُلٌ الْجَنَّةَ فَرَأَى عَلَى بَابِهَا مَكْتُوبًا : الصَّدَقَةُ بِعَشَرَةِ أَمْثَالِهَا ، وَالْقَرْضُ بِثَمَانِيَةَ عَشَرَ ).[11]

و روي عن الحسن البصري -<رحمه الله>- أنه قال : لأن أقضى لمسلم حاجة أحب إليَّ من أن أصلي ألف ركعة .[12]

وكان كثير من السلف يشترط على أصحابه في السفر أن يخدمهم اغتناما لأجر ذلك ، منهم عامر بن عبد قيس وعمرو بن عتبة بن فرقد مع اجتهادهما في العبادة في أنفسهما .اه[] و على هذا جرى صنيع السلف ، عكس ما نحن عليه اليوم من تفريط في بذل الخير ، و صنع المعروف ، إلا من رحم الله و الله المستعان .[13]
هذا حال السلف فكيف بحالنا ! ما بالنا نتغافل اليوم عن هذه الفضائل .. !!

في فضل إنظار المعسر و الوضع له فيه

والمَدِين المعسر يستحسن إمهاله حتى ييسر الله له ، لما فيه في التآلف و الترابط و المحبة ، ولا يجوز تحميله زيادة على الدين ، و لا شك أن الأفضل الصبر عليه قدر الإمكان ، حتى يفتح الله عليه ، قال الله تعالى:( وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَن تَصَدَّقُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ ). [14]

قال ابن كثير -<رحمه الله>- في تفسيره للآية : قوله تعالى : ( وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة وأن تصدقوا خير لكم إن كنتم تعلمون ) : يأمر تعالى بالصبر على المعسر الذي لا يجد وفاء ، فقال : ( وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة ) [ أي ] : لا كما كان أهل الجاهلية يقول أحدهم لمدينه إذا حل عليه الدين : إما أن تقضي وإما أن تربي . ثم يندب إلى الوضع عنه ، ويعد على ذلك الخير والثواب الجزيل ، فقال : ( وأن تصدقوا خير لكم إن كنتم تعلمون ) أي : وأن تتركوا رأس المال بالكلية وتضعوه عن المدين . وقد وردت الأحاديث من طرق متعددة عن النبي صلى الله عليه وسلم - ثم ساق عدة أحاديث في فضل إنظار المعسر- .اه [15]

و في إنظار من تعسّر عليه أداء دينه فضل عظيم في الآخرة فضلا عن الدنيا ، فعن حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( تَلَقَّتِ الْمَلَائِكَةُ رُوحَ رَجُلٍ مِمَّنْ كَانَ قَبْلَكُمْ ، قَالُوا : أَعَمِلْتَ مِنَ الْخَيْرِ شَيْئًا ؟ قَالَ : كُنْتُ آمُرُ فِتْيَانِي أَنْ يُنْظِرُوا وَيَتَجَاوَزُوا عَنِ الْمُوسِرِ : قَالَ :قال: فَتَجَاوَزُوا عَنْهُ . وَقَالَ أَبُو مَالِكٍ ، عَنْ رِبْعِيٍّ : كُنْتُ أُيَسِّرُ عَلَى الْمُوسِرِ ، وَأُنْظِرُ الْمُعْسِرَ ).[16]

و مما رُوي عن السلف في العمل بهذه الفضيلة و المسابقة إليها ما رواه عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ -<رحمه الله>- أَنَّ أَبَا قَتَادَةَ -<رضي الله عنه>- طَلَبَ غَرِيمًا لَهُ ، فَتَوَارَى عَنْهُ, ثُمَّ وَجَدَهُ فَقَالَ : إِنِّي مُعْسِرٌ ، فَقَالَ : آللهِ ؟ قَالَ : آللهِ . قَالَ : فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ :( مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُنْجِيَهُ اللهُ مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، فَلْيُنَفِّسْ عَنْ مُعْسِرٍ أَوْ يَضَعْ عَنْهُ ). [17]

قال النووي -<رحمه الله>- في شرحه للحديث : وَمَعْنَى ( يُنَفِّسُ ) أَيْ يَمُدُّ وَيُؤَخِّرُ الْمُطَالَبَةَ ، وَقِيلَ : مَعْنَاهُ يُفَرِّجُ عَنْهُ . وَاللَّهُ أَعْلَمُ . [18]

و قال القرطبي -<رحمه الله>- : والتنفيس عن المعسر : تأخيره إلى الإمكان . والوضع : الإسقاط .[19]

و مما سبق ذكره في هذا الفصل يتضح لك أنه مما لا شك فيه ، أن مثل هذا الخلق الكريم -ألا وهو الصبر على المستدين أو الدفع له فيه- ، لا يخص الله به إلا الأصفياء النجباء من خلقه ، فعلى المسلم أن تكون له القدوة في الصالحين ، و قد دلت على فضل هذه العبادة الكثير من النصوص ، من الوحيين و قصص السلف ، لايسعنا بسطها ، فهنيئا هنيئا لمن يسر الله عليه لهذا العمل و وفقه للصبر على الناس ...

ما المراد بالمعسر و ما ضابط الإعسار ؟

الإعسار في اللغة :
قال ابن فارس : العين والسين والراء أصل صحيح واحد يدل على صعوبة وشدة. فالعسر نقيض اليسر، والإقلال أيضًا عسرة، لأن الأمر ضيق عليه شديد "[19-2] .

وفي الاصطلاح عند الفقهاء : أن ضابط الإعسار الذي يوجب الإنظار ألا يكون له مال فائض عن حوائجه الأصلية يفي به دينه. فلا يعد معسرًا من كانت أمواله النقدية قاصرة عن وفاء ديونه، وله أموال أخرى غير نقدية يستطيع بيعها لوفاء دينه.[19-3]

في اختلاف نوايا المستدينين و حكم الشرع فيهم

المتأمل في هذه النقطة بالذات، يجد أن نوايا الناس عند الاستدانة لا تخرج على ضَربَين، فإما أن يَقترض العبد ناويا السداد و الوفاء في أقرب فرصة تتوفر له فيها ذلك، و إما أن يتحايل على المَدين و هو لا ينوي الوفاء بدَينه و لا يظهر له ذلك ، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ( مَنْ أَخَذَ أَمْوَالَ النَّاسِ يُرِيدُ أَدَاءَهَا أَدَّى اللَّهُ عَنْهُ وَمَنْ أَخَذَ يُرِيدُ إِتْلَافَهَا أَتْلَفَهُ اللَّهُ ).[20]

و قال بدر الدين العيني -<رحمه الله>- : (من أَخذ أَمْوَال النَّاس يُرِيد أداءها أدّى الله عَنهُ ) :يَعْنِي: يسر لَهُ مَا يُؤَدِّيه من فَضله لحسن نِيَّته، وَ ( من أَخذ أَمْوَال النَّاس يُرِيد إتلافها على صَاحبهَا أتْلفه الله )، يَعْنِي: يذهبه من يَده فَلَا ينْتَفع بِهِ لسوء نِيَّته، وَيبقى عَلَيْهِ الدّين، ويعاقب بِهِ يَوْم الْقِيَامَة.[21] فلا هو لحقّ غيره وفّى ، و لا هو لحاجة لبّى .

و قال الحافظ ابن حجر -<رحمه الله>- في شرحه للحديث :قوله صلى الله عليه و سلم : ( أتلفه الله ) : ظاهره أن الإتلاف يقع له في الدنيا ، وذلك في معاشه أو في نفسه ، وهو علَم من أعلام النبوة ؛ لما نراه بالمشاهدة ممن يتعاطى شيئاً من الأمرَين .وقيل : المراد بالإتلاف عذاب الآخرة , قال ابن بطال : فيه الحض على ترك استئكال أموال الناس والترغيب في حسن التأدية إليهم عند المداينة وأن الجزاء قد يكون من جنس العمل .. .وفيه : الترغيب في تحسين النية والترهيب من ضد ذلك وأن مدار الأعمال عليها .[22]

وعَن صُهَيْب -<رضي الله عنه>- عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( أَيُّمَا رَجُلٍ يَدِينُ دَيْنًا وَهُوَ مُجْمِعٌ أَنْ لَا يُوَفِّيَهُ إِيَّاهُ لَقِيَ اللَّهَ سَارِقًا ) .[23] فانظروا بارك الله فيكم كيف جعل النبي عليه الصلاة و السلام صاحب النية الخبيثة المستغل لثقة غيره به ، جعله كالسارق عافنا الله و اياكم .

و من تأمل جيدا في واقعنا اليوم ، و كيف يتحايل بعض الناس ممن خبثت نفوسهم على إخوانهم قبل الإستدانة ، متعمدين إظهار الإسراع في الوفاء ، على عكس ما يبطنون في سرائرهم ، رآى العجب العُجاب ، و كثيرا ما فسدت بمثل هذا العلاقات ،و قطعت به الأرحام ، بل و سفكت حتى الدماء ، نسأل الله السلامة و العافية .

في وجوب إعلام المستدين للمقرض بحالته في وفائه بالدين

مما تقتضيه سماحة ديننا الشريف أن الإنسان إذا أراد الاقتراض فله ذلك -فلا يوجد منا إلا ويأتي يوم يحتاج فيه شيئا من إخوانه- ،ولكن عليه أن يكتفي بما يستطيع سداده ، ولا حرج عليه في ذلك -إن شاء الله- ، لذا فالواجب عليه أن يبين حاله للمقرض ، حتى لا يكون غاشاً له ، ولا مغررا به ، إذا تأخر أو عجز عن السداد والوفاء ، لعموم قوله -<صلى الله عليه وسلم>- : ( لا ضرر ولا ضرار ) .[24-1]

قال ابن قدامة -<رحمه الله>- : " وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَسْتَقْرِضَ ، فَلْيُعْلِمْ مَنْ يَسْأَلُهُ الْقَرْضَ بِحَالِهِ ، وَلَا يَغُرُّهُ مِنْ نَفْسِهِ ، إلَّا أَنْ يَكُونَ الشَّيْءُ الْيَسِيرُ الَّذِي لَا يَتَعَذَّرُ رَدُّ مِثْلِهِ ".[24]

"فلهذا ينبغي للإنسان أن لا يقترض إلا لأمر لا بد منه .هذا إذا كان له وفاء ؛ أما إذا لم يكن له وفاء ، فإن أقل أحواله الكراهة ، وربما نقول بالتحريم ، وفي هذه الحال يجب عليه أن يبين للمقرض حاله ؛ لأجل أن يكون المقرض على بصيرة " .[25]

في أن نفس المؤمن مرتهنة بدينه حتى يقضى عنه

من تتبع النصوص ، و تقصى كلام أهل العلم ، علم أن أمر الدين ليس بالهين كما يظن البعض و يعتقدون ، إذ تعد تعلقه بصاحبه إلى ما بعد الحياة الدنيا ، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :( نَفْسُ الْمُؤْمِنِ مُعَلَّقَةٌ بِدَيْنِهِ حَتَّى يُقْضَى عَنْهُ ) .[26]

قال المباركفوري -<رحمه الله>- قوله صلى الله عليه و سلم : ( نفس المؤمن معلقة ) قال السيوطي : أي محبوسة عن مقامها الكريم . وقال العراقي : أي أمرها موقوف لا حكم لها بنجاة ولا هلاك حتى ينظر هل يقضى ما عليها من الدين أم لا .اه[27]

و ثبت أيضا عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَحْشٍ -<رضي الله عنه>- أنه قَالَ :( كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ ، ثُمَّ وَضَعَ رَاحَتَهُ عَلَى جَبْهَتِهِ ثُمَّ قَالَ : سُبْحَانَ اللَّهِ ! مَاذَا نُزِّلَ مِنَ التَّشْدِيدِ ؟ فَسَكَتْنَا وَفَزِعْنَا ، فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ سَأَلْتُهُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَا هَذَا التَّشْدِيدُ الَّذِي نُزِّلَ ؟ فَقَالَ : وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ! لَوْ أَنَّ رَجُلا قُتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ أُحْيِيَ ، ثُمَّ قُتِلَ ، ثُمَّ أُحْيِيَ ، ثُمَّ قُتِلَ ، وَعَلَيْهِ دَيْنٌ مَا دَخَلَ الْجَنَّةَ حَتَّى يُقْضَى عَنْهُ دَيْنُهُ ) .[28]

و في مخلص القول على هذه الأحاديث و الوعيد الوارد فيها ،و في غيرها مما لا يسعنا بسطه خشية الإطالة ، يقول ابن عبد البر النمري المالكي-رحمه الله-: والدين الذي يُحبَسُ به صاحبُه عن الجنة ، والله أعلم ، هو الذي قد تَرك له وفاءً ولم يوص به ، أو قدر على الأداء فلم يؤد ، أو ادَّانه في غير حق ، أو في سرف ومات ولم يؤده.[29]

وأحاديث الوعيد في مسألة الدَّيْن كثيرة كثيرة ، وقد نبهنا على بعضها في بداية المقال، لذلك فإن الواجب على المستدين أن يسرع في أداء الأمانات إلى أهلها بستديد ديونه ، إبراءً لذمته، قبل أن تُقتَص منه يوم لا ينفع مال ولا بنون.

في علة التشديد على مسألة الدَين و الاستدانة

لما كانت هذه الشريعة مبنيّة على درفء المفاسد و جلب المصالح أتى التّشديد في أمر الدين لما فيه من المفاسد على مستوى الفرد وعلى مستوى المجتمع ، و يقول القرطبي -<رحمه الله>- في معرض كلام له حول هذه المفاسد : " قال علماؤنا : وإنما كان شينا ومذلة لما فيه من شغل القلب والبال ، والهم اللازم في قضائه ، والتذلل للغريم عند لقائه ، وتحمل منته بالتأخير إلى حين أوانه ، وربما يعد من نفسه القضاء فيخلف ، أو يحدث الغريم بسببه فيكذب ، أو يحلف له فيحنث ، إلى غير ذلك ، وأيضا فربما قد مات ولم يقض الدين فيرتهن به ، كما قال عليه السلام : ( نسمة المؤمن مرتهنة في قبره بدينه حتى يقضى عنه ).[30] وكل هذه الأسباب مشائن في الدين تذهب جماله وتنقص كماله ".[31]


أدعية لتحصيل الرزق والغنى وقضاء الدين

لا شكّ أن من أعظم ما يفرّج الله به عن عباده تقواه سبحانه و تعالى و هو القائل في كتابه : (وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ۚ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا (3)) [المجادلة] و كذلك دعاؤه الذي هو من أحب العبادات إليه كما صح عنه عليه الصلاة و السلام في الحديث المشهور : ( الدعاء هو العبادة ) و ثبت بخصوص ما ذكرنا في هذا الباب في السنة الصحيحة أدعية كثيرة لكشف الهموم ، وتفريج الكربات ، وقضاء الديون ، وتحصيل الغنى ، فمن ذلك :
قول رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَا أَصَابَ أَحَدًا قَطُّ هَمٌّ وَلا حَزَنٌ فَقَالَ : اللَّهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ ، وَابْنُ عَبْدِكَ ، وَابْنُ أَمَتِكَ ، نَاصِيَتِي بِيَدِكَ ، مَاضٍ فِيَّ حُكْمُكَ ، عَدْلٌ فِيَّ قَضَاؤُكَ ، أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ ، سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ ، أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ ، أَوْ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ ، أَنْ تَجْعَلَ الْقُرْآنَ رَبِيعَ قَلْبِي ، وَنُورَ صَدْرِي ، وَجِلَاءَ حُزْنِي ، وَذَهَابَ هَمِّي ، إِلا أَذْهَبَ اللَّهُ هَمَّهُ وَحُزْنَهُ ، وَأَبْدَلَهُ مَكَانَهُ فَرَجًا ، قَالَ فَقِيلَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَلا نَتَعَلَّمُهَا ؟ فَقَالَ بَلَى ، يَنْبَغِي لِمَنْ سَمِعَهَا أَنْ يَتَعَلَّمَهَا ) [32]

و عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -<رضي الله عنه>- قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْمُرُنَا إِذَا أَخَذْنَا مَضْجَعَنَا أَنْ نَقُولَ : ( اللَّهُمَّ رَبَّ السَّمَاوَاتِ وَرَبَّ الْأَرْضِ وَرَبَّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ رَبَّنَا وَرَبَّ كُلِّ شَيْءٍ فَالِقَ الْحَبِّ وَالنَّوَى وَمُنْزِلَ التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْفُرْقَانِ أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ كُلِّ دَابَّةٍ أَنْتَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا اللَّهُمَّ أَنْتَ الْأَوَّلُ فَلَيْسَ قَبْلَكَ شَيْءٌ وَأَنْتَ الْآخِرُ فَلَيْسَ بَعْدَكَ شَيْءٌ وَأَنْتَ الظَّاهِرُ فَلَيْسَ فَوْقَكَ شَيْءٌ وَأَنْتَ الْبَاطِنُ فَلَيْسَ دُونَكَ شَيْءٌ اقْضِ عَنَّا الدَّيْنَ وَأَغْنِنَا مِنْ الْفَقْرِ) [33].

و صحّ عَنْ عَلِيٍّ -<رضي الله عنه>- أَنَّ مُكَاتَبًا جَاءَهُ فَقَالَ : إِنِّي قَدْ عَجَزْتُ عَنْ كِتَابَتِي فَأَعِنِّي ؟! قَالَ : أَلَا أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ عَلَّمَنِيهِنَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، لَوْ كَانَ عَلَيْكَ مِثْلُ جَبَلِ صِيرٍ دَيْنًا أَدَّاهُ اللَّهُ عَنْكَ ؟! ، قَالَ : قُلْ : ( اللَّهُمَّ اكْفِنِي بِحَلَالِكَ عَنْ حَرَامِكَ وَأَغْنِنِي بِفَضْلِكَ عَمَّنْ سِوَاكَ )[34 .]

و كذا قوله صلى الله عليه وسلم لمعاذ -<رضي الله عنه>- : ( ألا أعلمك دعاء تدعو به لو كان عليك مثلُ جبلِ أُحُدٍ دَيناً لأداه الله عنك ؟ قل يا معاذ : اللهم مالك الملك ، تؤتي الملك من تشاء ، وتنزع الملك ممن تشاء ، وتعز من تشاء ، وتذل من تشاء ، بيدك الخير ، إنك على كل شيء قدير ، رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما ، تعطيهما من تشاء ، وتمنع منهما من تشاء ، ارحمني رحمة تغنيني بها عن رحمة من سواك )[35].


هذا ما رأيت وجوب التنبيه عليه ، و التذكير به ، من بين الكثير من الفروع المتعلقة بهذه المسألة ، و في فتاوى الأئمة ما يغني عما خلفت ذكره .
و في الأخير أسأل الله أن ينفعني و إياكم بما نقلت ، و يوقظ من غفل عما سطرت ،و أن ييسر أحوالنا و المسلمين آمين
و هو حسبنا و نعم الوكيل و صلى الله على نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين .

أخوكم .

[1][عملا بما رواه جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ : بَايَعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى إِقَامِ الصَّلَاةِ ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ ، وَالنُّصْحِ لِكُلِّ مُسْلِمٍ .متفق عليه]والكلام منقول بتصرّف .
[2][أخرجه أحمد في "مسنده" برقم :(1584) و صححه الألباني في "صحيح الترغيب" (2462)]
[3][أخرج البخاري في "صحيحه"برقم: (4467) ومسلم في "صحيحه" برقم: (1603)و غيرهما عن عائشة -رضي الله عنها- قَالَتْ: تُوُفِّيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَدِرْعُهُ مَرْهُونَةٌ عِنْدَ يَهُودِيٍّ بِثَلَاثِينَ .]
[4][أخرجه مسلم في "صحيحه"برقم: (1885) ]
[5][المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج (13-28)]
[6][كشف المشكل من حديث الصحيحين (2/150) ]
[7][أخرجه البيهقي في "سننه الكبير"برقم: (11077) ،(11078) وأحمد في "مسنده" برقم: (17593) ،و(17679) و حسنه الألباني في صحيح الجامع ( 7259)]
[8][أخرجه مسلم في "صحيحه" برقم: (1886)]
[9][مصنف عبد الرزاق " ( 3 / 57 )]
[10][رواه الطبراني ( 12 / 453 ) وصححه الألباني في " صحيح الترغيب " ( 955 )]
[11][أخرجه الطبراني في المعجم الكبير برقم : (7967) و ابن الجوزي في البر و الصلة (380) و حسنه العلامة الألباني في السلسلة الصحيحة برقم: (3407)]
[12][قضاء الحوائج لابن الجوزي" (ص/48)]
[13][ "لطائف المعارف" لابن رجب و الكلام له (232)]
[14][البقرة/280]
[15][تفسير إبن كثير -رحمه الله- للآية 280 من سورة البقرة]
[16][أخرجه البخاري في "صحيحه"برقم: (2077) ومسلم في "صحيحه" برقم: (1560)]
[17][أخرجه مسلم في "صحيحه" برقم: (1563)]
[18][المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج (10/174)]
[19][المفهم لما أشكل من صحيح مسلم (4/436)]
[2-19]["معجم مقاييس اللغة" له (4/319]
[3-19][مجلة المجمع الفقهي الاسلامي (7/643)من الشاملة]
[20][أخرجه البخاري في "صحيحه" برقم :(2387)]
[21][عمدة القاري لشرح صحيح البخاري (12/266)]
[22][" فتح الباري بشرح صحيح البخاري" ( 5 / 54 )]
[23][رواه ابن ماجة ( 2410 ) ، وصححه الألباني في " صحيح ابن ماجه "]
[24][" المغني لابن قدامة" (6/430)]
[24-1][أخرجه ابن ماجة وغيره ،و صحَّحه الألبانيُّ في «الإرواء» (3/408)]
[25]["الشرح الممتع لابن عثيمين رحمه الله" (9/95)]
[26][أخرجه الترمذي (1078) و صححه الألباني في "صحيح الجامع" (6779)]
[27]["تحفة الأحوذي شرح جامع الترمذي" (4/164)]
[28][أخرجه النسائي في "سننه" برقم: (4605)و حسنه الألباني في صحيح "سنن" النسائي (4367)]
[29][التمهيد لابن عبد البر -رحمه الله- (23/238)]
[30][رواه الترمذي (1078) و تشهد له الأحاديث التي سبق ذكرنا لها]
[31]["الجامع لأحكام القرآن" (3/417)]
[32][رواه أحمد في "مسنده" ( 3712 ) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود رضي الله عنه .وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (1822) .
[33][رواه مسلم في "صحيحه" (2713)]
[34][رواه الترمذي (3563) ، وحسنه الألباني في صحيح الترمذي .]
[35][رواه الطبراني في معجمه الصغير عن أنس بن مالك -رضي الله عنه-. وحسنه الألباني في "صحيح الترغيب والترهيب" (1821).]

ابومارية عباس البسكري 09 Mar 2016 03:20 PM

جزاك الله خيرا أخي صهيب ونفع بك

أبو عبد السلام جابر البسكري 10 Mar 2016 08:35 AM

جزاك الله خيرا أخي صهيب على ما كتبت وسطرت ونصحت ، جعل ذلك كله في ميزان حسناتك.
موضوع مهم جدا في عصرنا هذا .

أبو أيوب صهيب زين 11 Mar 2016 08:19 AM

آمين , و أنتم فجزاكم الله خيرا

أبو سهيل محمد القبي 23 Sep 2016 02:15 PM

بارك الله فيك أخي

نسيم منصري 23 Sep 2016 02:49 PM

بارك الله فيك و نفع الله بك أحسنت إختيار الموضوع

عبد الله بوزنون 24 Sep 2016 02:26 PM

موضوع مهمّ ...جزيتم خيرا.

أبو معاذ محمد مرابط 25 Sep 2016 03:51 PM

سبحان الله!
مقال رائع قصرنا في حقّه كثيرا! مع أنه كتب قبل أشهر!
فبارك الله فيك أخي صهيب وُفّقت أخي الفاضل في اختيارات الموضوع من عنوانه إلى خاتمته. فجزاك الله خيرا.
مقال علميّ حاز شروط الكتابة: من سلاسة عبارة واختصار غير مخلّ، وتذكير القارئ وتعليمه مسائل الباب.
فما أحوجنا لمثل هذه المقالات المفيدة

أبو أيوب صهيب زين 25 Sep 2016 06:14 PM

أحسن الله إليكم جميعا أحبتنا في الله .
و جزا الله خيرا أخانا نسيم فهو من ذكّر به .
و شكرا خاص موصول لأخويّ عبد الله و أبي معاذ -وفقهما الله- على تشجيعهما لأخيهما

أبو أحمد مراد شابي 26 Sep 2016 12:00 AM

جيد....بارك الله فيك أخي .....اللهم اغننا بفضلك عمن سواك.

صدق القائل....

‏لا تقرضن الصديق قرضا
إن شئت أن تقتني وداده
فالقرض مثل النكاح حلو
والرد أنكى من الولادة

(انظر: كشكول ابن عقيل ص٥٧)

لزهر سنيقرة 26 Sep 2016 09:26 AM

بارك الله فيك أخي صهيب على هذا المقال الطيب النافع الذي حوى علمًا ونصحًا وتحذيرًا، يصب في أصلي التصفية والتربية العظيمين، نسأل الله لنا ولإخواننا التوفيق والسداد.

أبو أيوب صهيب زين 26 Sep 2016 05:53 PM

آمين
بوركت أبا أحمد
_____________________________
أحسن الله إليكم شيخنا و بارك فيكم

و جزاكم الله خيرا على مروركم الطّيّب الذي عطّر المكتوب أعلاه .

محمد طيب لصوان 26 Sep 2016 11:36 PM

بارك الله فيك أخانا الكريم

أبو سهيل محمد القبي 27 Sep 2016 12:59 AM

بل أنا من ذكّرتُ به أبا أيوب، فلا تنسني من دعاءك (ابتسامة)

أبو أيوب صهيب زين 29 Sep 2016 11:31 AM

هه اضحك الله سنك يا ابا سهيل

جزاكم الله خيرا أنت و محمد و نفع بكم .


الساعة الآن 12:08 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013