°° المكثرون في رواية الخبر °°
بسم الله و الصّلاة و السّلام على رسول الله، أما بعد:
قال أحدهم: المكثرون في رواية الخبر ..... أبو هريرة يليه ابن عمر فأنس فزوج النّبيّ فالحبر ..... فـجابـر فـخذريّ رواية الخبر: أي الأحاديث التي نقلوها عن النّبيّ - صلى الله عليه و آله و سلّم - :: أبو هريرة - رضي الله عنه - :: *اسمه ونسبه : اشتهر أبو هريرة رضي الله عنه بكنيته حتى لم يعرف اسمه على وجه الدقة ، حيث اختلف أهل العلم في اسمه ، وسبب ذلك أن كنيته غلبت على اسمه كثيراً ، والذي يهمنا هو شخص ذلك الرجل رضي الله عنه وأرضاه . والأشهر في اسمه أنه : عبد الرحمن ، وقيل : عبد الله ، وقيل كان اسمه عبد شمس فغيره النبي صلى الله عليه وسلم إلى عبد الرحمن - لإصابة لابن حجر ( 4/202) ، والاستيعاب لابن عبد البر بهامش الإصابة (4/205 وما بعدها ) -. وهو من قبيلة عربية معروفة ، فهو دوسي ، ودوس بطن من الأزد . لماذا سمي بأبي هريرة ؟؟؟ قال رضي الله عنه : ( كنت أرعى غنما لأهلي، فكانت لي هريرة ألعب بها، فكنوني بها ) - سير أعلام النبلاء ( 4 / 182 ) -. *حبّ المؤمنين لأبى هريرة: أبو هريرة رضي الله عنه يحبه كل مسلم ومؤمن فمن وجد غير ذلك في قلبه فهذا معناه أن هناك نقص عظيم في إيمان هذا الإنسان : فعن يزيد بن عبد الرحمن قال : حدثني أبو هريرة، قال: والله، ما خلق الله مؤمنا يسمع بي إلا أحبني. قلت: وما علمك بذلك ؟ قال: إن أمي كانت مشركة، وكنت أدعوها إلى الاسلام، وكانت تأبى علي، فدعوتها يوما ; فأسمعتني في رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أكره. فأتيت رسول الله، وأنا أبكي، فأخبرته، وسألته أن يدعو لها. فقال : (( اللهم اهد أم أبي هريرة )). فخرجت أعدو أبشرها، فأتيت، فإذا الباب مجاف، وسمعت خضخضة الماء، وسمعت حسي، فقالت: كما أنت، ثم فتحت، وقد لبست درعها، وعجلت من خمارها، فقالت: أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا عبده ورسوله. قال: فرجعت إلى رسول الله، أبكي من الفرح كما بكيت من الحزن ; فأخبرته، وقلت: ادع الله أن يحببني وأمي إلى عباده المؤمنين. فقال: (( اللهم، حبب عبيدك هذا وأمه إلى عبادك المؤمنين، وحببهم إليهما )) - أخرجه مسلم في صحيحه ( 2491 ) -. *عبادته و ورعه : أبو هريرة رضي الله عنه اشتهر بالعبادة : - فعَنْ أَبِي عُثْمَان النهدي قال : ( تَضَيَّفْتُ أَبا هريرةَ سَبْعًا فكان هو وامرأَته وخادمه يَعْتَقِبُون الليل أَثلاثاً يُصَلِّي هذا ثم يوقظ هذا ) - أخرجه البخاري في صحيحه ( 5125 ) -. فكل واحد له ثلث من الليل فيقوم أبو هريرة ثلث الليل الأول وامرأته الثاني والخادم الثالث ، فذكر الله تبارك الله وتعالى لا ينقطع في بيت أبي هريرة رضي الله عنه . - وقال كذلك رضي الله عنه : ( إني لأستغفر الله وأتوب إليه كل يوم اثني عشر ألف مرة وذلك على قدر ديتي ) - أخرجه أحمد في الزهد ، وأبو نعيم الأصبهاني في معرفة الصحابة . انظر : المطالب العالية للحافظ ابن حجر -. *زمن الخلفاء الراشدين والولايات التي تولاها أبو هريرة رضي الله عنه : - في زمن عمر رضي الله عنه استعمل عمر أبا هريرة رضي الله عنهما على البحرين، فقدم بعشرة آلاف. فقال له عمر : من أين هي لك ؟ قلت: خيل نتجت، وغلة رقيق لي، وأعطية تتابعت. فنظروا، فوجدوه كما قال: فلما كان بعد ذلك، دعاه عمر ليوليه، فأبى. فقال: تكره العمل وقد طلب العمل من كان خيرا منك: يوسف عليه السلام ! فقال: يوسف نبي ابن نبي ابن نبي وأنا أبو هريرة بن أميمة. وأخشى ثلاثا واثنتين. قال: فهلا قلت: خمسا ؟ قال: أخشى أن أقول بغير حلم، وأقضي بغير حلم، وأن يضرب ظهري، وينتزع مالي، ويشتم عرضي - أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء 1/380 ، وانظر : سير أعلام النبلاء للذهبي ( 2 / 612) -. - وتولى ولاية المدينة في زمن معاوية رضي الله عنهما : وكان يدخل السوق وهو يحمل على ظهره حزمة من الحطب وهو يومئذ أمير على المدينة : أوسعوا للأمير . ويضحك رضي الله عنه وأرضاه - أخرجه أبو نعيم في الحلية ( 1 / 384 ) ، وابن عساكر في تاريخه ( 67 / 373 ) -. * من مواعظه وحكمه : - عن أنس، عن أبي هريرة، قال: ألا أدلكم على غنيمة باردة ؟ قالوا: ماذا يا أبا هريرة ؟ قال: الصوم في الشتاء - أخرجه أحمد في الزهد ص 221 -. - وكان يقول : اللهم إني أعوذ بك أن أزني ، أو أعمل بكبيرة في الإسلام . فقيل له : كيف تدعو بذلك ! وأنت صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأن على خير ؟! فقال رضي الله عنه : ويحكم ، وما يُؤَمِّنني وإبليس حي ؟! *مروياته ومن روى عنهم ورووا عنه : المروي عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسة آلاف وثلاثمائة وأربعة وسبعون ، 5374 حديثاً - جوامع السير لابن حزم ص 275 -، قلنا إن أبا هريرة أكثر الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأكثرَ الناسُ النَّقلَ عنه حتى بلغ عدد من روى عنه 800 نفس تقريبا . وروى هو كذلك رضي الله عنه عن بعض الصحابة كأبي بكر وعمر وعائشة والفضل بن العباس وغيرهم رضي الله عنهم . فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: حَفِظْتُ مِن رسول الله -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- وِعَاءيْنِ، فَأَمَّا أَحَدُهُمَا فَبَثَثْتُهُ في النَّاس ، وأَمَّا الآخر فلو بثثته ، لقطع هذا البلعوم - أخرجه البخاري في صحيحه ( 120 ) -. *وفاته: كان أبو هريرة رضي الله عنه إذا مرت به جنازة قال : روحي فإنّا غادون ، أو اغدي فإنّا رائحون ، موعظة بليغة ، وغفلة سريعة ، يذهب الأول ، ويبقى الآخر . وتوفي أبو هريرة رضي الله عنه على المشهور في سنة 57 هـ ، وقيل : 58 هـ ، وقيل : 59 هـ ، والله أعلم متى كانت بالضبط . ولكن توفي أبو هريرة رضي الله عنه وبقي العلم الكثير الذي نقله عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا شك بأنه أكثر من روى الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم . وقد كان ابن عمر يترحم عليه في جنازته ويقول : كان يحفظ على المسلمين حديث النبي صلى الله عليه وسلم . ودفن في البقيع وصلى عليه الوليد بن عتبة . |
اقتباس:
والمكثرون في رواية الأثر** أبو هريرة يليه ابن عمر. وأنس والبحر(1) كالخدري **وجابر وزوجة النبي. والله أعلم. ------------------------------- (1)هو ابن عباس |
أخي الحبيب رمزي وفقه الله .
لفظ البيتين كما نبه عليه الأخ أبو الفضل حفظه الله : والمكثرون في رواية الأثر** أبو هريرة يليه ابن عمر. وأنس والبحر كالـخدري **وجابر وزوجة النبي. وهما من«ألفية السيوطي في علم الحديث» (ص/185-186). كما أرجو منك ومن كل عضو يكتب معنا في هذا المنتدى أن يكتب عبارة :"منقول " عند النقل من المنتديات الأخرى . وفقكم الله إلى الخير . |
الساعة الآن 03:05 PM. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013