ليس من الحكمة نشر كثير من التقارير والتعليق عليها ، ﻷنها قد تضعف عزائم أهل اﻹيمان وتشعرهم بالخوف والحزن، ولكن ينبغي رد ذلك إلى الراسخين (أقول : الراسخين ) فهم أولى بالعلم به ، والنظر في مصلحة نشره أو الكف عن ذلك .
لقول الله تعالى: "وإذا جآءهم أمر من اﻷمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي اﻷمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ولولا فضل الله عليكم ورحمته ﻻتبعتم الشيطان إلا قليلا ."
قال ابن السعدي رحمه الله : "هذا تأديب من الله عن فعلهم غير الائق وأنه ينبغي لهم إذا
جاءهم أمر من اﻷمور المهمة والمصالح العامة مايتعلق باﻷمن وسرور المؤمنين أو الخوف الذي فيه مصيبة عليهم أن يتثبتوا ولا يستعجلوا بإشاعة ذلك الخبر، بل يردونه إلى الرسول ، وإلى أولي الأمر منهم ، أهل الرأي والعلم والنصح والعقل والرزانة ، الذين يعرفون الأمور ، ويعرفون المصالح وضدها ، فإن رأوا في إذاعته مصلحة ونشاطا للمؤمنين وسرورا لهم وتحرزا من أعدائهم فعلوا ذلك ، وإن رأوا مافيه مصلحة ، أو فيه مصلحة ولكن مضرته تزيد على مصلحته ، لم يذيعوه ....."
هذا إخواني ما ينبغي علينا في مسائل اﻷمن والخوف، والكر والفر ، وألا نتقدم بين يدي العلماء.
ومن فوائد الآية الكريمة: النهي عن العجلة والتسرع في نشر الأمورمن حينها .
واﻷمر بالتأمل قبل الكلام، والنظر فيه، والتعليق عليه .
وفيها التوفيق والتأدب لمن أخذ بتعليم الله،
وأن اﻹنسان قد يجني على نفسه الشر ،
وأن العبد إذا لجأ إلى الله لطف به سبحانه .
هذا وإن أصبت فمن الله الواحد اﻷحد ، وإن أخطأت فمن نفسي اﻷمارة بالسوء والله ورسوله منه برآء ،
جنبنا الله وإياكم سوء العجلة .
ورزقنا حسن الفهم عن السلف .
والوقوف عند عتبة الراسخين .
أسأل الله العظيم التوفيق للجميع .