منتديات التصفية و التربية السلفية

منتديات التصفية و التربية السلفية (http://www.tasfiatarbia.org/vb/index.php)
-   الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام (http://www.tasfiatarbia.org/vb/forumdisplay.php?f=2)
-   -   "أحبُّك في الله...!" للمُرابط أبي معاذٍ -وفقه الله تعالى- (http://www.tasfiatarbia.org/vb/showthread.php?t=20490)

سفيان بن عثمان 09 Mar 2017 01:25 PM

"أحبُّك في الله...!" للمُرابط أبي معاذٍ -وفقه الله تعالى-
 
أحبّك في الله!
كلمة عرف جلالتها من عرف معناها! فقد عهدنا اليوم سماعها، لكن للأسف أكثر من يقولها لا يعرف حقيقتها.
كنت قبل زمن بعيد أستشكل قول الشيخ الفوزان حفظه الله عندما كان ينصح بعدم الاكثار من ترداداها، لكن سرعان ما توصلت إلى مضامين كلامه الذي لا يصدر إلا من متمرّس في علوم الشريعة ومجرّب في هذه الدنيا الدنيّة.
تأكدت من مغزى كلامه يوم أن رأيت بعيني فضيلة الشيخ محمد بن هادي المدخلي يبكي بتأثر كبير بعدما قال له أحد الجلوس: يا شيخ أحبك في الله.
نعم! اطمأنّت نفسي لكلامه يوم أن رأيت آثار الجهل بمعاني المحبة في الله ظاهرة في حياتنا الأخوية، إنها حقيقة والله: أفضلنا من يقولها ولا يدرك معانيها.
اعلم - أرشدك الله لمرضاته- أن الرجل الذي يجلس في الصف الأوّل وتراه ملازما للرواتب وقراءة القرآن وأنت لا تعرفه ولا تعرف حتى اسمه! هو أحق بأن تقول له أحبك في الله من ذلك الصاحب والصديق الذي تقولها له ليل نهار وهو لا يستحقها.
نعم لا يستحقها -والله- لأن حبك له هو حبّ طبيعي جبلت عليه، وهذا سرّ خفي يغفل عنه الكثير: لقد أحببت هيئته، أحببت حسن كلامه، أحببت مواقفه، أحببت فيه الوفاء، أحببت حديثه ونفسه المرحة!! أما أنك أحببته لطاعة الله وبعده عن معصية الخالق فهذا والله شيء عزيز جدا، ويصعب التفريق بين هذا الحب الذي وردت فيه نصوص اقشعرت منها جلود الذين آمنوا وبين ما اسلفنا ذكره من الحب الطبيعي، والذي هو في عرف العوام من نوع (نشتيك)!
أخي الفاضل: تريد أن تعرف الحقيقة؟! انتبه وانظر إلى الغابرين ممن كنت تحبهم في الله كيف انقلبت العلاقة والصلة إلى قطيعة وتهاجر بمجرد أن أساء الواحد منكم إلى الآخر؟! فكيف طارت أوراق ذلكم الحب في الله؟ للأسف فالجواب الصادق: لم يكن أصلا!
هل تعلم أيها العزيز: أن الحب في الله لا يزيد بالإحسان ولا ينقص بالإساءة؟! هل تعلم أخي الموفق أن الرجل مهما أعطاك وأحسن إليك ووقف بجنبك فحبك له هو حب طبيعيّ وتفضيلك له عن غيره هو وفاء منك يقع حتى من الكافر؟ هل تعلم أخي الكريم أن من أحببته لله حقا فهو كذلك حتى لو سبّك وطعن فيك وأخذ مالك؟
هذا نص واحد يظهر عظمة ما نستهين به: فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : "إنّ الله تعالى يقول يوم القيامة : أين المتحابون بجلالي؟ اليوم أظلّهم في ظلّي يوم لا ظلّ إلاّ ظلّ ،
يقول ابن تيمية رحمه الله :"فقوله :أين المتحابون بجلال الله ؟ تنبيه على ما في قلوبهم من إجلال الله و تعظيمه مع التحاب فيه ، و بذلك يكونون حافظين لحدوده، دون الذين لا يحفظون حدوده لضعف الإيمان في قلوبهم".
يا إخواني الأفاضل: أنبّه على هذه الحقيقة حتى لا تختلط علينا الحقائق، وحتى نأتي البيوت من أبوابها، فقد أخطأنا كثيرا في هذه المفاهيم الشرعية و التي ترتب عليها خلط كبير في علاقتنا مع الناس.
فاعرفوا معنى الحب في الله ولا يكون هذا إلاّ بمراجعة كلام الأئمة وقبل هذا نصوص الشريعة، وبعد ذلك ستجد في نفسك تعظيما لهذه الكلمة، وستعرف وقتها أن مستحقيها أقل من القليل. نسأل الله أن يبصرنا بعيوبنا وأن يسلك بنا مسالك الهداية والرشاد.
وفق الله الجميع
أبو معاذ محمد مرابط.
إنتهى .

أبو معاذ محمد مرابط 10 Mar 2017 04:45 PM

جزاك الله خيرا أخي سفيان ونفعني الله بما نقلت وسائر المسلمين.

أبو عبد السلام جابر البسكري 15 Mar 2017 05:07 PM

قال رجل لمحمد بن واسع : إني لأحبك
فقال محمد:أحبك الذي أحببتني له.
اللهم إني أعوذ بك أن أُحب لك وأنت لي مبغض أو قال ماقت
[المخلصيات1628].

أبو عبد الله بلال يونسي 02 Jun 2017 06:11 AM

شهادة حق في أخي الأستاذ الكبير أبي معاذ محمد مرابط أعز الله به دينه ...
 
بسم الله الرحمن الرحيم
بارك الله في أخي الكريم سفيان بن عثمان على كلماته الصادقة الطيبه .
وأما أخي أبا معاذ فشهادة حق فقد عرفته -رغم أني لم ألتق به وجها لوجه- رجلا برا رحيما عطوفا كريما خلوقا حليما وفيا نصوحا ذكيا أبيا ولا أزكي على الله أحدا .
وهذا الذي أقوله هو عن تجربه فقد سبق لي وأن أسأت إليه ومع ذلك لم ألق منه إلا الكرم وسماحة الإسلام ودماثة الأخلاق التي تنبيء عن معدنه الخالص بارك الله فيه .
وهذه شهادتان مني له أنقلهما عن شيخنا الأصولي الفقيه أبي عبد الرحمن عبد المجيد جمعة الجزائري:
الأولى: يوم سألت شيخنا عن أمر دار بيني وبين كبير النفس أبي معاذ فقال لي شيخنا عنه بالحرف الواحد ( خويا مرابط رجل فاضل ) وبقي يكررها الشيخ مرارا ..
الثانية: جاء أحد المسترشدين إلى فضيلة الشيخ ليسأله إعانة أو توجيها لنصح أو توجيه أحد الدكاترة المتأثرين بمذهب الرافضة من أقارب هذا السائل فكان جواب شيخنا بقوله:
( أعرف أخا متخصصا في هذا الشأن -أو لعله قال في الرد على الرافضة- اسمه محمد مرابط هو يعينك في هذا الأمر) وقد كان كلام شيخنا متزامنا مع ردود أخي مرابط على الرافضة وأذنابهم وذبه عن كاتب الوحي الصحابي الجليل معاوية وإخوانه رضي الله عنهم .
والشهادة الأولى سمعتها بأذني من الشيخ إلي مباشرة .
والثانية بواسطة من لا أتهمه .
فبوركتما يا سفيان ويا مرابط المرابط .
وكتب بلال يونسي

أبوعبد الله مهدي حميدان السلفي 02 Jun 2017 05:29 PM

نحن كذلك أحببناه منذ عرفناه عبر هذا المنتدى الطيب ، وكذلك عبر وسائل التواصل ، وندعو الله أن ييسر لي لقاءه في القريب العاجل.


الساعة الآن 04:17 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013