أخي الفاضل أبا عبد الرحمن جزاك الله خيرا
أما ما ذكرته فهو عين ما نقصده وهو أن نجد من أطلق هذا الوصف على الرواية لا على الراوي بغض النظر ما هو تعريفه عنده هل هو مطابق للضعيف بمعناه الخاص أو يتميز عنه بوصف خاص. كما أن قولك أن كل حديث ضعيف هو متروك لا يسلم لك على مذهب الإمام أحمد وكثير من المتقدمين الذين كانوا يقسمون الحديث إلى قسمين صحيح وضعيف، وأظنك تعلم أن كثيرا من المحققين منهم شيخا الإسلام بينا أن الإمام أحمد يقصد بالضعيف الذي يقدمه على الرأي الحسن لغيره، فيمكن القول أن الضعيف عنده قسمان ضعيف متروك وضعيف غير متروك. قال شيخ الإسلام $: (وأمَّا نحن فقولنا: إنَّ الحديث الضَّعيف خير من الرَّأي، ليس المراد به الضَّعيف المتروك، لكن المراد به الحسن، كحديث عَمرو بن شعيب عن أبيه عن جدِّه، وحديث إبراهيم الهجري، وأمثالهما ممَّن يحسِّن التِّرمذي حديثَه أو يصحِّحه. وكان الحديث في اصطلاح ما قبل التِّرمذي: إمَّا صحيحا وإمَّا ضعيفا، والضَّعيف نوعان: ضعيف متروك، وضعيف ليس بمتروك، فتكلَّم أئمَّة الحديث بذلك الاصطلاح، فجاء من لم يعرف إلا اصطلاح التِّرمذي، فسمع قول بعض الأئمَّة: الحديث الضَّعيف أحبُّ إليَّ من القياس، فظنَّ أنَّه يحتجُّ بالحديث الذي يضعِّفه مثل التِّرمذي...)منهاج السنة النبوية (4/341-342). وفي مشاركتي الأولى ذكرت أن أول من وجدته ذكره باسمه الصريح هو ابن فرح ثم ابن جماعة، وذكره الذهبي باسم المطروح وعرَّفه بتعريف خاص وكذا فعل ابن جماعة وهكذا. |
اقتباس:
نعم كلام ابن دحية ظاهرٌ في أنه أراد به تسميةً اصطلاحيةً، فهو مع كلام ابن فرح ردٌّ على من نسب الحافظ ابن حجر رحمه الله إلى اختراع هذا النوع، ولو سُلم لهم أنه اخترعه ولم يُسبق إليه فهو قضية اصطلاحية، والمقرر في العلوم كلها أن لا مشاحة في الاصطلاح إذا لم ينبن عليه أثر، وهذه منها، فلا ضير على من أطلقه بالمعنى الذي ذكره الحافظ، شرط أن لا يُفسَّر به كلام العلماء السابقين له إلا على ما تقتضيه سياقات كلامهم، والله أعلم. |
لقد أرسلت رابط السؤال حول الحديث المتروك لفضيلة الشيخ محمد بازمول -حفظه الله-، وطلبت منه رأيه فقال: "هذا البحث في الحديث المتروك بحث ماتع ... جزى الله خيراً الجميع ... فقد أجادوا وأفادوا . نفع الله بهم الإسلام والمسلمين" |
مهدي
والله أثلجت صدورنا بهذا العمل العظيم وهي شهادة نفتخر بها فجزاك الله خيرا |
اقتباس:
و أنا أيضا أخي |
إن أهم الأمور عند المناقشات العلمية هو تحديد محل النزاع والبحث دون أي لبس، وإلا لن يصل المتباحثون إلى أي نتيجة.
والأمر كذلك هنا، ولكن أظن أنه لم يتضح لبعض إخوتي الأفاضل ذلك، فلعلي أزيد الأمر إيضاحا فأقول: ما قصدته أنا بمشاركاتي في هذا الموضوع هو: أن أذكر مَن مِن العلماء أطلق مصطلح أو بعبارة أخرى لفظة المتروك على الرواية لا على الراوي، بغض النظر إلى ما يقصد به هو من المتروك حينها، حتى ولو قصد المعنى اللغوي. ولا أظن أحدا يخالف في أن الإمام أحمد أطلقه على الرواية لا على الراوي. وأنا أعلم بأن الإمام أحمد استعمله للمعنى اللغوي فهو واضح، ولكن استعماله له مقصود خاصة على مراده كما وضحته في المشاركة السابقة. وهذا هو عين ما يفعله العلماء عند دراسة بعض المصطلحات، وأعطيكم مثالا: الحديث الحسن بعد تصريح العلماء واتفاقهم أن أول من شهر مصطلح الحديث الحسن، وعرفه وأكثر من استعماله هو الإمام الترمذي تجدهم يذكرون ويصرحون بأن ثمة جملة من العلماء استعملوا مصطلح الحسن قبل الترمذي وإن اختلفت أقوال العلماء في تحديد مقاصد المطلقين هل قصدوا الحسن اللغوي أو قصدوا الحسن الاصطلاحي. والشاهد من كلامي أن العلماء لتحديد المصطلح ينقلون كل من استعمل تلك اللفظة حتى ولو استعملها استعمالا لغويا محضا ثم يجتهدون في وضع التعاريف. هذا والله أعلى وأعلم. ولا يفوتني أن أتقدم بالشكر الجزيل للأخ مهدي الذي تكفل بنقل الموضوع إلى الشيخ الفاضل. |
جزاكم الله خيرا، ويسرني ما يسركم أخي الكريم أبا معاذ ...
جاء في لسان العرب :ترك : الترك : ودعك الشيء ، تركه يتركه تركا واتركه . وتركت الشيء تركا : خليته . وتاركته البيع متاركة . وتراك : بمعنى اترك ، وهو اسم لفعل الأمر وقد أشكل علي حمل كلام الإمام أحمد -رحمه الله- على المعنى اللغوي، فأرجو زيادة توضيح، وهل من ضابط يجعل للتفريق في كلام أهل العلم بين الاستعمالات اللغوية والاصطلاحية، أم أن الأمر بحسب المقام والسياق؟ |
قال الشيخ أحمد شاكر- رحمه الله – في تعليقه على ( '' ألفيّة السّيوطيّ '' ، ص : 23) : ( الرّاوي إذا انفرد بالحديث وكان متّهما بالكذب ، سواء في الحديث و في غيره ، أو بالفسق ، أو كان ذا غفلة ، أو كثير الوهم ؛ سمّي ما انفرد به : (( المتروك )) ) اهـ .
هذا تعريفه اصطلاحا عند المتأخّرين ، وقد يستعمله أهل الشأن و يقصدون به المقابل للحديث المعمول به . قال القاضي عياض - رحمه الله - كما في '' ترتيب المدارك ''، ( 1 / 81 ) : ( .. قال البهلول بن راشد و غيره ما رأيت أنزع بآية من مالك بن أنس مع معرفته بالصّحيح و السّقيم و المعمول به من ( الحديث المتروك ) و ميزة الرّجال و صحّة حفظه ... ) اهـ . و قال ابن القيّم - رحمه الله - كما في '' الصّواعق المرسلة '' ، ( 2 / 542 ) : ( .. ومن لم يبلغه الحديث لم يكلّف أن يكون عالما بموجبه فإذا لم يبلغه و قد قال في تلك الناّزلة بموجب ظاهر آية أو حديث آخر أو بموجب قياس أو استصحاب فقد يوافق ( الحديث المتروك ) تارة و يخالفه أخرى وهذا السبب هو الغالب على أكثر ما يوجد من أقوال السلف من أقوال مخالفا لبعض الأحاديث ... ) اهـ . و قال السندي – رحمه الله - في '' حاشيته على سنن ابن ماجه '' ( 2/ 8 ) برقم : ( 2157 ) : ( .. الأقرب أنّه يقال : إنّ الخلاف في الأجرة ، و أمّا الهديّة فلا خلاف لأحد في جوازها ، ( فالحديث متروك ) بالإجماع ، لكن ظاهر كلام أبي داود أنّه معمول به على ظنّ أنّه في الأجرة ) اهـ . و الله أعلم . |
جزاكم الله خيرا إخواننا الأفاضل جميعا على ما أفدتموني و أفدتم غيري به من خلال هذه المشاركات النافعة المباركة و الله يرعاكم
|
اقتباس:
وبارك الله في كلّ الأعضاء |
و إيّاك أخي أبامعاذ ، فإنّي – بدوري – شاكر لك و لجميع إخواني إفاداتهم و مشاركاتهم التي تحمل العلم و الحلم و الأدب .
|
أستسمح الإخوة الكرام على إحياء هذا الموضوع من جديد، والغرض الإفادة بكلام الشيخ عبد الله البخاري -حفظه الله- ضمن شرحه المطبوع للمنظومة البيقونية، حيث أكّد مجمل ما تفضّل به الإخوة الأفاضل خلال تدخّلاتهم البنّاءة، مضيفا إليها فوائد عزيزة.
وأرجو أن يعذرني أهل الطيبة والكرم إذ عجزت عن كتابة كلام الشيخ برمّته، لذلك صوّرته الصفحات المقصودة، ورفعتها في أحد المواقع، ثمّ وضعت الروابط المناسبة، مع الإشارة إلى عدم ظهور صور أو أمور محرّمة عند تصفّح الملفّات -فيما بدا لي، والله أعلم-. https://www.opendrive.com/files?OF8yOTAyODk3MF92bHRjbg https://www.opendrive.com/files?OF8yOTAyODk5M19rYWVHcg https://www.opendrive.com/files?OF8yOTAyODk4N181ZWVPMA https://www.opendrive.com/files?OF8yOTAyOTAwMV9iYVAzbA وكان الأحبّ إليّ إدراج الصور مباشرة في هذه المشاركة أو رفعها، لكن لم أحسن إدراجها، ولم أتمكّن من رفعها إلّا بجودة رديئة جدّا، يستحيل معها قراءة النصّ. https://www.opendrive.com/files?Nl8zMTI3NzMyMF9kVkt5RQhttps://www.opendrive.com/files?Nl8zMTI3NzMyMF9kVkt5RQ |
الساعة الآن 11:09 AM. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013