[للإثراء]:بمناسبة إنطلاق دروس إذاعة التصفية والتربية .." أهمية تقييد الفوائد و كيفية ذلك".
 

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه أما بعد :
لا يخفى علينا أن إهمال تقييد الفوائد و النقاط المهمة من خلال قراءة الكتب و حضور الدروس و المحاظرات أو متابعتها و سماعها تكاسلا أو بحجة أن الواحد منا يعرفها يعتبر خطأ فادحا ، فكم من الفوائد كنت تعرفها أخي الحبيب وقد نسيتها ولم تجدها عندما إحتجتها ، و كذلك إهمال مذاكرة تلك الفوائد بعد تقييدها يعتبر كذلك من الاهمال ايضا ويؤدي الى نسيانها.
قال الإمام النووي رحمه الله: (ولا يحتقرن فائدة يراها أو يسمعها في أيِّ فنٍّ كانت بل يُبادِر إلى كتابتها ثم يواظب على مطالعة ما كتبه...) اهـ.
وقال أيضًا: (ولا يؤخِّر تحصيل فائدة وإن قَلَّت إذا تمكَّن منها وإنْ أمِنَ حصولها بعد ساعة لأن للتأخيرِ آفاتٌ ولأنه في الزمن الثاني يُحَصِّل غيرَها) اهـ.

فكم من الدروس و المحاظرات و الدورات العلمية التي حضرتها أو استمعت إليها ، و كم من الكتب التي قرأتها و فوت على نفسك خيرا كثيرا بسبب عدم تقييد الفوائد المستنبطة منها وثم نسيانها ، و حتما أنك شعرت بالأسف والحسرة عندما إحتجتها و لم تجدها ، فطريقة طالب العلم و العلماء المتقدمين والمتأخرين هي تقييد الفوائد ، و مع مرور الوقت ستجد بإذن الله أنك حصلت من هذا التقييد على كنز عظيم و صيد ثمين.


و بالمناسة السعيدة على قلوبنا المتمثلة في إنطلاق دروس إذاعة التصفية والتربية السلفية لهذا الموسم لثلة من مشايخنا الأفاضل جزاهم الله عنا و عن هذه الدعوة السلفية خيرا و نفع بهم وبما سيقدمون ، أنظر من هنا => ( البرنامج التفصلي لإذاعة التصفية والتربية السلفية لهذا الموسم )، و رفعا للهمم بإذن الله أرجو من الإخوة الأحبة من خلال ما تقدم ذكره إثراء الموضوع حسب التجارب الشخصية أو توجيهات المشايخ والعلماء السلفيين حسب هذه النقاط :

- ما أهمية تقييد الفوائد ؟

- كيفية تقييد الفوائد أثناء القراءة أو الاستماع للمادة المسموعة ؟

- طريقة فهرست الفوائد ؟

- كيفية مراجعة هذه الفوائد ؟

- نصائح او توجيهات او تنبيهات ..

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته..... أما بعد :

فهذه الكلمات لفضيلة الشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله ألفيتها مشتملة على عدة نصائح لا يستغني عنها طالب العلم.......أسال الله ان يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه.............

قال الشيخ حفظه الله :ــــ

"هذا وإن من المهمات في مسير طلب العلم أن يعتني بحفظ العلم المنتخب وأعني بحفظ بالعلم المنتخب الذي يتصيده من الكتب أو مما سمعه من العلماء أو المشائخ أو طلبة العلم ذالك أن تعليم العلم يكون معه فوائد قد لا يجدها الأكثرون في الكتب ولهذا لابد من التقييد والتقييد يكون في دفتر خاص وقل ما تجد أحد من أهل العلم إلا وكان له في سن الطلب دفتر خاص أوراق مجموعة يكتب فيه ماينتخبه من المهمات مما يقرأ أو مما يسمعه من الشيوخ لأنك إذا كنت تقرأ ستجد أشياء كثيرة ليست ملفتة للنظر ولست بحاجة إليها في فترتك التي تعيشها وتارة تجد أشياء مهمة كذلك في ما تسمعه من العلماء أو المعلمين فإن ثمت أشياء مهمة وثمت أشياء من قبيل الوصف ؛الوصف يمكن أن يدرك بمراجعة بعض المراجع القريبة ونحو ذلك أما ما كان من قبيل التعاريف أو التقاسيم أو التصوير أو ذكر الخلاف أوذكر الراجح أو أو ذكر وجه الإستدلال فهذا لابد من تقييده ، إذاً فكان من اللوازم لك أن تتخد لك كراسة خاصة تكتب فيها الفوائد والفوائد هذه إما أن تكون مقروءة أو مسموعة والذي أريد أن تكتبه في هذا المنتخب أو الكراسة أن تعتني فيه بكتابة التعاريف أو الضوابط ، لأن العلم نصفه في التعاريف والضوابط وأنتعتني فيها بذكر القيود إذا سمعت قيداً في مسألة فإن القيد أهميته كأهمية أصل المسألة لأنه بدون فهم القيد يكون تصور أصل المسألة غير جيد بل قد يكون خطأ فتنزلها في غير منزلتها أو التقاسيم تجد في بعض كتب أهل العلم مثلاً قول بأن هذه المسألة تنقسم إلى ثلاثة أقسام ، أو هذه الصورة لها ثلاث حالات ، لها خمس حالات ، لها حالتان وكل حالة تنقسم إلى حالتين ، يقول ابن القيم رحمه الله تعالى [ العلم إدراكه في إدراك تقاسيمه ] فذهنك من الحسن بل من المتأكد أن تعوده على ضبط التعاريف ضبط القيود ، على إدراك التقسيمات ، إذا رأيت في كلام بعض أهل العلم أن هذه تنقسم إلى كذا وكذا فمن المهم أن تسجل ذلك وأن تدرسه وأن نتحفظه لأن في التقسيمات ما يجلوا المسألة وبدون التقاسيم تدخل بعض الصور في بعض، وتدخل بعض المسائل في بعض، أما إذا قسمت فإن في التقسيم مايوضح أصل المسألة فإن بكل حالة قسم لان لكل حالة قسماً .

أيضاً من المهمات لك في مسيرك في طلب العلم فيما تقيده الكراسة أو الكراسات ستجد أنك مثلاً بعد مضى سنة من طلبك العلم تجد أنك تستغرب ما كتبته في تلك السنة بعد مدة لماذا ؟ لأنك أول ما كتبت كانت كانت المكتوبات كانت المسائل جديدة عليك فكتبت لتحفظ وبعد أن حفظت ودرست وكررت ما كتبته في هذه الكراسة صارت واضحة وضوح اسمك لديك وبالتالي فإن المعلومات تزيد وكلما ازدادت المعلومات بحفظ ما سبق يكون السابق واضحاًً لديك لست محتاجاً لعناء في تناوله من العقل أو الذهن

لأنه صار محفوظاً منصوراً بقيوده و بضوابطه .

إذاً من المهم أن ترتب نفسك في أن تنتخب مما تقرأ أو مما تسمع أشاء مهمة تتعلق بما ذكرنا إما بالتعاريف ، وإما بالضوابط ، أو بالقيود أو بالتقاسيم أو بالدليل ، أو بوجه الإستدلال وهذا يشمل جميع العلوم سواءاً من ذلك العلوم الصناعية ، يعني علوم الآلة أو العلوم الأصلية التي هي المقصودة وحبذا لو تبدأ بهذا من اليوم فتجعل لك منتخباً تنتخب فيه الفوائد ثم تتحفضها ثم بعد مدة سترى أنها صارت سهلة ميسورة فتنتقل إلى غيرها فيجتمع العلم بعد مدة ، أسأل الله جل وعلا أن يجعلنا وإياكم ممن يسر عليه العلم ، ويسر عليه العمل ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد

المصدر: الشريط الثاني لشرح كتاب التوحيد لفضيلة الشيخ صالح آل الشيخ حفطه الله

منقول من شبكة سحاب
https://www.sahab.net/forums/index.p...topic&id=75348

جزاكما الله خيرا وبارك فيكما أيها الأحبة .

" الفوائد التي لا تكاد تطرأ على الذهن ، أو التي يندر ذكرها والتعرض لها ، أو التي تكون مستجدة تحتاج إلى بيان الحكم فيها ، هذه اقتنصها ، قيدها بالكتابة لا تقول هذا أمر معلوم عندي ، ولا حاجة أن أقيدها ، فإنك سرعان ما تنسى ، وكم من فائدة تمر بالإنسان فيقول هذه سهلة ما تحتاج إلى قيد ، ثم بعد فترة وجيزة يتذكرها ولا يجدها ، لذلك احرص على اقتناص الفوائد التي يندر وقوعها أو يتجدد وقوعها وأحسن ما رأيت في مثل هذا كتاب " بدائع الفوائد " للعلامة ابن القيم ، فيه بدائع العلوم ، ما لا تكاد تجده في كتاب آخر ، فهو جامع في كل فن ، كلما طرأ على باله مسألة أو سمع فائدة قيد ذلك ، ولهذا تجد فيه من علم العقائد ، والفقه ، والحديث ، والتفسير ، والنحو ، والبلاغة " .
مجموع فتاوى ورسائل الشيخ محمد بن صالح العثيمين - ج 26 - الفقه 16 العلم