منتديات التصفية و التربية السلفية

منتديات التصفية و التربية السلفية (http://www.tasfiatarbia.org/vb/index.php)
-   الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام (http://www.tasfiatarbia.org/vb/forumdisplay.php?f=2)
-   -   شهادة وبيان حول ما وقع في جلستي وكلامي مع الدكتورين فركوس وجمعة (http://www.tasfiatarbia.org/vb/showthread.php?t=24333)

مصطفى شملال 13 Apr 2019 04:09 PM

شهادة وبيان حول ما وقع في جلستي وكلامي مع الدكتورين فركوس وجمعة
 
<بسملة1>


شهادة وبيان حول ما وقع في جلستي وكلامي مع الدكتورين فركوس وجمعة
تنبيه: أنا مستعدّ للمباهلة على ما شهدتُ به في هذا المقال كلمة كلمة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وبعد:

الدافع للكتابة وإظهار الشهادة هو الانتصار لدين الله، والذبّ عن منهج السلف، وعملا بقول الشيخ العلاّمة ربيع السنة بن هادي المدخلي، حيث قال عن جمعة وصاحبيه: «حذّروا منهم وردّوا عليهم ولا تجبنوا».
والشهادة منزلتها عظيمة قال جلا وعلا: {ولا تكتموا الشهادة ومن يكتمها فإنه آثم قلبه والله بما تعملون عليم}.
وفي «صحيح مسلم» عن زيد بن خالد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ألا أخبركم بخير الشهداء؟ الذي يأتي بشهادته قبل أن يسأل»، وفي رسالة عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى أبي موسى الأشعري رضي الله عنه: «والمسلمون عدول بعضهم على بعض في الشهادة».
وقد ذكر الشيخ عبد الرزاق البدر في رسالته «آثار الفتن»: «وكان منهج سعد بن أبي وقاص وعبد الله بن عمر وجماعة من الصحابة أن الحل في الأمر الذي كان بين معاوية وبين علي ليس السيف، إنما الحل السعي في الصلح والتروي في الأمور ونحو ذلك».
ولقد سلك الشيخ ربيع والشيخ عوسات نفس المنهج، حيث دَعَيَا الدكتور عبد المجيد جمعة أصلحه الله إلى توحيد الصف ولمّ الشمل وجمع الكلمة، إلا أنّه أبى إلا ركوب الفتنة وإضرام نارها وتسعير لهيبها، حتى أتت على الأخضر واليابس، وتلطخ بها الصغار والكبار، وخاض فيها الجاهل فأضر، وتبعها الطالب فحار، وتفاقم أمرها حتى شاع وذاع، بل حتى من خطط لها خاب وخسر في حسابه، ناسيا أو تناسى أنّ القاعدة الكبرى تقول: «درء المفاسد أولى من جلب المصالح»، فأين الفقه والأصول؟!
ألم يتذكروا ما ثبت في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ستكون فتن القاعد فيها خير من الماشي والماشي خير من الساعي»، وفي الأدب المفرد عن علي بن أبي طالب أنه قال: «لا تكونوا عجلا مذاييع بذرا، فإن من وراءكم بلاء مبرحا ـ أو مكلحا ـ وأمورا متماحلة ردحا» صححه الألباني.
فأين أنت يا دكتور عبد المجيد من هذه النصوص الساطعة؟! نعم، تركتها وسعيت في الفتنة والفرقة، وخالفت أصل الجماعة، وحِدت عن السبيل، بل خالفت من زكاك، ولم تتأثر بنصيحة الكبار: الشيخ ربيع والشيخ عبيد، وفضلت الغوص في سواد الاستقلالية المذمومة! لمَ لا نكون جميعا مفاتيح الخير ومغاليق للشر، وندور مع السنة حيث دارت؟!
نعم، هذه شهادة وبيان، للسلفيين عامة، ولأتباع المفرقين خاصة، الذين ساقهم مشايخهم إلى جهل التقليد والتقديس، وعَنَت التعصب الذميم، وجعلوهم ينكرون ما كانوا يعرفون ويسبّون من كانوا يحبون ويجلون، وزرعوا في قلوبهم الحقد والغل والوغر على مشايخ الإصلاح الذين زكاهم أعلم أهل الأرض بحال الرجال والجرح والتعديل: الشيخ ربيع والشيخ عبيد الجابري.
ومن عجائب وغرائب الدكتور عبد المجيد جمعة ومن معه، ما عشته لا ما سمعته من غيري، بل ما وعاه قلبي وسمعَته أذني وشهده بصري، حتّى صار من العلم الضروري الذي لا يجادلني فيه أحد.
وقبل الخوض في غمار الأحداث وما جرى في سيارة الدكتور الفاخرة بباب الواد في تلك الجلسة التي كشفت غطاء الدكتور، أذكر أني اصطحبت أحد إخواننا إلى مدينة مفتاح لزيارة صديق لنا، وكان بينهما شغل، وهو من المقربين من الدكتور جمعة، فسألني عن موقف شيخنا محمد بن يحيى ـ حفظه الله بما يحفظ عباده الصالحين وجميعَ أهل السنة ـ فأجبته: «الشيخ مع الأدلة وكبار العلماء» فأنكر وقال: لابدّ أن يرجع إلى مشايخنا، فاتّصل بالدكتور عبد المجيد، فسألت جمعة بنفسي: «هل صحيح أنك حذرت من الشيخ محمد بن يحيى»، قال: «أنا قلت: احترزوا منه، ولم أحذر منه!!»، سبحان الله أما علم الدكتور أن الاحتراز يعني: تجنبه والتحصن منه وتوقِّيه؟!
ثم أنكر على الشيخ ابن يحيى نشره مقالا للشيخ توفيق وفواز المدخلي وقال: «هذا دليل على أنه مع الإصلاح، وأنّ الإصلاح أفلسوا علميا، وعبد الغني عوسات خائن، ورضا كذاب، أما نحن لسنا جمهورين، ندعو إلى الكتاب والسنة».
نعم كل هذا صدر من الدكتور! فقلت في نفسي: أين كان هذا لمَّا كان الشيخ عبد الغني يجول ويصول في ربوع البلاد، وينشر التوحيد في العباد، ويرد على أهل الزيغ والأهواء، ويرسم ويبين المنهج السلفي، أهكذا يرمي الصغيرُ الكبير، أهكذا يعامَل أقدم داعية في المنهج السلفي في بلادنا؟! هذا والله من أعجب العجاب، أن تُجرّح بلا أدنى بينة!
من هنا فهمت من الدكتور عبد المجيد جمعة أنه يريد تسفيه الشباب، وجعلهم حلقة في يده، يلعب بها كيف يشاء، ومن لعبه أنّه قال: «على محمد بن يحيى أن يكتب بيانا يوضح فيه موقفه» سبحان الله!! ألم أقل له من قبل: الشيخ بن يحيى مع الأدلة والكبار؟! وكأنّه يقول: انضمّوا إلى سعة حزب الجمهور، ودعوكم من القلّة وإن كانت مع الأكابر.
فليعلم الدكتور عبد المجيد جمعة -أصلحه الله- أنّ الشيخ محمد بن يحيى صاحب مواقف، لا يخاف في الله لومة لائم، هكذا نحسبه والله حسيبه، أذكر أنه رد على شيخنا العلاّمة الفهّامة صاحب العلوم والفنون المختلفة البارع فيها الملقب بالمكتبة المتنقلة صاحب العقيدة الصحيحة محمد سالم ولد عدود في مسألة أوذي بسببها وصبر، وأذكر أنّه عرضها على الشيخ ربيع وأقرّه عليها وشكره على صنيعه هذا، وبلغه ما حدث له من الأذية في برج منايل فأوصاه بالصبر والثبات والرد والكلام بالعلم والحجة والبرهان ولذلك كان سنة «2015 م»، فالشيخ لن تؤثروا فيه بالشهرة وغيرها، والشيخ ثابت في هذه الفتنة، لا تزعزعه الأكاذيب، ولا الألاعيب، يدور مع الدليل الصحيح، بل له فضل في انتشار المنهج السلفي في حواضر شنقيط كما يشهد ذلك الأخوة السينيغاليون.
وبعدها رجعتُ إلى قريتي ومسجدي الذي طلعت عليه شمس السلفية بعد أن كان فيه إمام لم يقدم درسا واحدا، ولا فتح كتابا، ولا عَلَّم صغيرا أو نهى كبيرا، بل كان يُحِلُّ ما يستحسن الناس، وهذا كله ليس عمدا بل جهلا، ثم أصبح المسجد عامرا بعد أن كان فارغا، وزيدت فيه مساحة، وفُتحت كتب وأقيمت دروس عامة وخاصة، في التوحيد وذم الشرك والتقليد، وانتشرت السنة، وحُذِّر من خطر البدع، وأغلقت المخمرة، وأنشأت حلقة خاصة لتدريس الجزرية وعلم المواريث، ونسمع القراءات عند الشيخ عمر شلالي الذي أقوم بجلبه ورده إلى العاصمة، حتى نزلت صاعقة الدكتور عبد المجيد جمعة عندما حذر مني، لا لبدعة وقعتُ فيها، ولا لكفر أو شرك صدر مني، بل سبب تحذيره وحكمه الجائر هو أنّني سئلتُ مرة بعد انتهاء حلقة تسميع القرآن من بعض الطلبة فأجبت: الشيخ محمد بن يحيى مع الشيخ ربيع في أنّ كِلا الطرفين لديهم أخطاء، جمعة حقق كتب أهل البدع، ولزهر طعن في الشيخ ربيع، وأضفت لهم: هذه فتنة، على الإنسان أن يتحرّى ولا يأخذ بكل ما يسمع خاصة إذا كان المصدر غير موثوق، ولا يتعصب إلا للحق، ذكرت لهم بعض الأمثلة منها: كلام لزهر في أنه استولى على موقع التصفية والتربية، وأنّه كان يدفع التكاليف، ظنّا مني أنّه حق والحمد لله أني علمت أنه إنما كان مشرفا فقط، وسمعت كلام الشيخ عبيد في حكم هذه المسألة، ومن جملة ما فاتهم أيضا لمَّا قال العلامة الفوزان : علماء الجرح والتعديل في القبور، والشيخ العباد لمَّا ألَّف «رفقا أهل السنة بأهل السنة» رد عليه العلماء، إذن الكل يتقيد بالأدلة لا بآراء الرجال.
فقام أحد الحساد والسفهاء اسمه إبراهيم ولم يكن من الذين يحضرون حلقة تسميع القرآن، ولا من الذين سألوني، فنشر أنّ مصطفى إمام «تيزي نعلي سليمان» يطعن في لزهر وجمعة، فلكم الحكم أيها القراء: هل أنا طاعن أم ناقلٌ كلام الشيخ ربيع، فقام إبراهيم الأفّاك الأثيم بذبحي ككبش فداء تزلفا لجمعة الذي رضي وفرح بها ولم يتبين من كلام المجهول، فأحرز من الدكتور سلسلة من الأحكام الظالمة المظلمة وهي:
1 ـ يهجر.
2 ـ لا تصلوا عنده الجمعة.
3 ـ الانصراف المباشر بعد الصلوات الخمس.
4 ـ لا تحضروا دروسه العامة ولا الخاصة.
5 ـ لا تلقوا عليه السلام.
6 ـ لا تحضروا تسميع القرآن في مسجده، ولا دروس الجزرية والمواريث.
وصار بعض أتباعه يحرشون العوام بدعوى أن الشيخ مصطفى يطعن في المشايخ، ولم يصدقوا في ذلك بحمد الله، للسابقة المعروفة في ذكر العلماء والثناء عليهم، خاصة شيخ الإسلام، وابن القيم، والألباني، والشيخ عوسات، وكذلك مشايخ التفريق قبل الفتنة، فخابوا وخسروا في التحريش والتكذيب ولله الحمد والمنة.
فسارعت بعدها إلى باب الواد، لعلي أظفر بلقاء الدكتور عبد المجيد جمعة، فكان ذلك بعد أيام في سيارته الفاخرة بباب الواد، فقلت: (أنا الذي كلمتك قبل أيام من مفتاح بجوال الأخ فلان)، ففي السيارة كُشف حال الدكتور، قلت لجمعة: هل حذّرت مني؟ قال: «أنا لا أعرفك كيف أحذر منك؟!»، قلت في نفسي: هذا عجيب! ثم قلت له: (هل تعرف إبراهيم من النّاصرية؟)، قال: (لا أعرفه)، قلت في نفسي: ذاك عجيب، وهذا غريب، فوصفته للدكتور فعرفه، فبان أن جمعة يجهل النّاقل حالا وعينا إلا أنّه صدَّقه، وهذا علمٌ يجهله الأولون والآخرون، ولا يوجد إلا عند جمعة، فقلت: (كيف تُحذِّر مني ولا تعرفني ولا تعرف ناقل الكلام؟!)، فسكت الدكتور فأحسن في هذه، وقال: «مستعد للتراجع»، ثم قال: «أكتَب بن يحيى البيان؟!»، فقلت: (ليس بعد)، فقال: «هو مع القوم، والدليل الاستفاضة، ولم ينكر ما يشاع ويذاع عنه، وهو إقرار، والإقرار سيد الأدلة»، وأنا أؤكد له: الشيخ محمد بن يحيى مع الكبار والأدلة، وأخبرته أن الشيخ محمَّدًا زار الشيخ ربيعًا في عمرته الأخيرة في بيته، وعُقد مجلس حافل بحضور الكثير من الإخوة، فحثه على السعي في جمع الكلمة، ولَمِّ الشمل، وتوحيد الصف، وتربية الشباب على الدليل، وذمِّ التقليد والتعصب، ونصرة المظلوم، فقال جمعة: «لابد أن يرجع إلينا، نحن أعلم بما عندنا»،.
واستدل بقاعدة بلديِّ الرجل وساق خلافًا بين الامام وأحمد وابن خزيمة في أحد الرواة فقال: (أخذ العلماء بقول ابن خزيمة وتركوا قول أحمد)، فجعل منها قاعدة مطردة لا تُناقش، وتبيَّن أن الدكتور يهرف بما لا يعرف، أو يحاول استعمال القاعدة والشُّبَه لكسب الرعاع ـ لا الأتباع ـ لنصرته في عدوانه على العلماء، وأعاد الإنكار على الشيخ محمَّد بن يحيى: (لماذا نشر مقالا لتوفيق وفواز المدخلي؟!)، وبدأ وجهه يتمعَّر ويرتفع صوتُه ويتكلم بتوتُّر، ولو رآنا أحد من الخارج لقال هم في شجار، وبدأ سلسلة الطعونات في الأبرياء:
1- «أفلس القوم علميا».
2-«كيف ينشر بن يحيى لفواز المدخلي المجرم، وحيدوش السوقي الخبيث»؟!
3-«حيدوش أخبث من البليدي».
4-«عبد الغني خائن، كان يقول: أنت تأمر وأنا أُنفِّذ!! عجيب وغريب».
5-«رضا كذاب».
6-«مجلة الإفساد لا الإصلاح».
7-«عبد الغني وعبد الخالق كانا يطعنان في بن يحيى وأنا كنت أدافع عنه».
فقلت: (هل أنت الذي شجعت بعض الإخوة لجمع أخطاء الشيخ محمد بن يحيى؟)، فغضب وقال: «الرجل بحاضره لا بماضيه»، قلت: (لما اجتمعت ببعض الأخوة في تيزي وزو هل أنت من أذن لبائع المسك (وهو يطعن في الشيخ فركوس ويقول عنه: أمواله سحت لأنه يعمل في الاختلاط ) بنشر مقال في الطعن والكذب الصريح والافتراء القبيح في الشيخ عبد الغني وبن يحيى؟!)، فقال: «لا أذكر»، علما أنه لم يزر المدينة إلا هو، وكذلك الذين جمعوا الأكاذيب والبهتان على الشيخ محمد بن يحيى وشجَّعهم جمعة وهو لا يعرفهم حالا ولا عينا، بل وصلوا إليه عن طريق صهر الطاعن في الألباني الذي يقول: الألباني مرجئ، وقد أجلسه الشيخ عبد الغني في ذراع بن خدة إلا أنه مازال على خُبثه، وفيهم من كان يقول: لزهر لا يعرف ترقيع الصلاة، وفيهم من يطعن في الشيخ ربيع وفي الشيخ فركوس، هؤلاء هم من جَمعوا الأكاذيب بتشجيع الدكتور، نعم، هكذا يُجنِّد جمعة السفهاء.
وقلت: (الشيخ حسن بن عبد الوهاب البنا كان مع ابن هادي ثم تراجع لمَّا علم أن ابن هادي ليس على شيء)، قال: «هذا تقليد للشيخ ربيع»، وأنكر على الشيخ ربيع نقده في تحقيق كتب أهل البدع، لأنّ هذا عمل قديم.
فتطاول على الجميع، وجعل من نفسه صاحب الحق، ومن يخالفه صاحب الباطل، وظن أن الحق يُعرَفُ بالرِّجال، وافترقنا وكانت كلمته الأخيرة: «بن يحيى تصعفق»، وأنه سيتراجع عن تحذيره مني إن كتبت بيانا أتبرؤ فيه من الشيخ محمد بن يحيى، وأيضا على أن نرجع عنده ومعنا إبراهيم الكذاب حتى نتقابل، ثم يرفع عني التحذير، وأُجنَّد في حزب الجمهوريين، ويرضى عني الدكتور.
خرجنا من السيارة الفاخرة أنا وصاحبي، فكان أول تعليق لصاحبي: «هذا هو جمعة، قال: «علمُه حبر على ورق، أين العمل بالعلم، الشيخ محمد بن يحيى أفضل منه، جمعة ليس فيه سمت العلماء».
بعد أيام اتَّصلت بالدكتور حتى نتقابل مع الكذاب، فقال: (أنا مشغول، اتصل بي مرة أخرى)، وقال: «قل لابن يحيى يكتب بيانًا ولا يذكر فيه الشيخ ربيع»، وكان ذلك آخر عهدي به، وقد رجع عنده صاحبي حتى يعطينا موعدًا فسأله جمعة: «هل مصطفى مازال يحضر دروس بن يحيى؟»، قال: نعم، فقال: «لا أستقبلكم حتى يتخلى عن بن يحيى»!
ثم عزمت على الذهاب إلى الدكتور فركوس لعله ينصفني، فانتقلت بعد أيام إلى العاصمة (القبة) فلقيت الشيخ بعد صلاة الصبح وقلت له: (عندي سؤال خاص)، قال: «ارجع مرة أخرى لضيق الوقت وكثرة الناس»، فقلت: (إن شاء الله).
فجلست في الشارع أسمع لكلامه وأنا أقول في نفسي: هل يجوز لنا الجلوس في الرصيف وفي الطريق؟ أين حق الطريق وحق ولي الأمر؟ ولاحظت من الحاضرين من هو نائم على كرسيه، وفي نهاية الجلسة لقيت أحد الاخوة فسلمت عليه وقلت له: ألم تكن تدرس في مدرسة عكاظ، قال: بلى، انسحبت منها، فقلت لِمَه؟ قال: حذر جمعة ووافقه الشيخ فركوس، فقلت: وما سبب التحذير، قال: يطعنون في المشايخ، فطالبته بالدليل فقال: الشيخ فركوس عالم وهو يعرفهم!! قلت له: وهل هذا دليل؟ هم أيضًا يعرفونه جيِّدا، أين البيان والحجة والبرهان؟ فبُهت!! وقال لي آخر: وأنت موقفك من الفتنة؟ قلت: أنا مع الأدلة والكبار، فاحمرَّ وجهه وغضب: أنت لست مع مشايخنا؟ قلت: أنا مع الدليل، فنظر فيّ كأني جنيت جناية عظمى، فقلت: أعطيني دليلا واحدًا على التأكل بالدعوة أو غيرها من التهم التي أُلصقت بمشايخ الإصلاح فقال: اذهب عند الشيخ فركوس، فقلت: أنت على ماذا بنيت موقفك في هذه الفتنة؟ فقال: المهم أنا مع الشيخ فركوس، فقلت له: السلفي يتبع الحق المقرون بالدليل لا الأشخاص، إن أخطؤوا السبيل أخطأ معهم، ففرّ منّي فرار العدوِّ من عدوه.
ثم عدت إلى الشيخ فقال: «اترك رقم هاتفك، سأتصل بك»، فرجعت إلى مسجدي، وبعد أيام اتصل بي الشيخ وظننته أحد الإخوة، فقلت: (شيخ مخلوف؟)، قال: «لا، الشيخ فركوس»، فضحكت وضحك الشيخ، فقلت: «أنا مصطفى شملال إمام متطوع في ضواحي برج منايل، أحد ملازمي الشيخ محمد بن يحيى، عبد المجيد جمعة يحذّر منّي ومن مسجدي وحضور دروسي، ويُنفّر النّاس من صلاة الجمعة، ويأمر بهجري وعدم حضور حلقة تسميع القرآن ومن حلقة المواريث، ويأمر بالانصراف بعد الصلاة مباشرة، لا لبدعة وقعت فيها، ولا لكفر صدر منّي نُصِحت فيه ولم أتراجع، بل لأني أدرس على الشيخ محمد بن يحيى، وأنّ موفقي في هذه الفتنة أنّي مع الأدلة والكبار».
ومن هنا بدأ الجواب من الشيخ الذي حيَّر عقلي واستبعده فؤادي، لِمَا يحمله من الاحتقار والتعدي وعدم الإنصاف، حيث قال: «بن يحيى هذا خليك مَنُّو وروح عند الشيخ عند عبد المجيد وتوب، وادِّيلو زوج شهود، ومع الوقت نشوفو: ولَّا راك صادق في التوبة تاعك يرجع لك الخير لي كان عندك»، نعم هذا ما قاله الشيخ.
ثم بدأ سلسلة من التّهم في مشايخ الإصلاح فوصفهم: بالاحتوائيين، والحلبيين، واتّهمهم بالتأكّل بالدعوة، ومصاحبة المخالفين، والطعن فيه، ولم يعط دليلا واحدا ولا نصف دليل، بل والله وتالله وبالله ولا حرفا واحدا، وشريعتنا السمحة تقول كما في الأربعين النووية من حديث ابن عباس رضي الله عنهما: «لو يُعطَى النَّاس بدعواهم لادَّعى رجالٌ أموالَ قومٍ ودماءَهم، لكن البينة على المدَّعي واليمين على من أنكر». رواه البيهقي وبعضه في الصحيحين.
سبحان الله! هذه تُهم لو أنزلت على جبل لجعلته هباء منثورا، فكيف والشيخ ألبَسَها لمشايخ الإصلاح ظلما وزورا، وهم منها براء، وقد مرَّ على الفتنة أكثر من سنة ولم يُقِم الشيخ دليلا واحدا على ما أشاع وأذاع منها، بل هذا من الظلم الذي لا يختلف فيه اثنان، ويتبرّأ منه كل إنسان، وباب التوبة مفتوح له ولغيره بدون الذهاب إلى جمعة وإحضار الشهود، وقد تاب من هم أفضل منه بكثير، فلا غضاضة عليه في التوبة والإنابة، إذ التوبة من العبادات الجليلة التي تعبَّد بها لله تعالى أشرفُ الخلق وأعظمهم مقامًا، وعلى رأسهم الصادق المصدوق، وإبراهيم الخليل، عليهما الصَّلاة والسلام، والتَّائبُ حبيب الله.
وكلُّ ما قلته سمعته من الشيخ محمد علي فركوس، فما أنا إلا شاهدٌ وناقلٌ لما سمعت، ومن قال إني طاعن فليراجع كتب اللغة: مادة طعن، بل مستعدٌّ أيضا للمباهلة، والله أعلم.


كتبه:
مصطفى شملال أبو زكريا الزواوي
يوم الإثنين 27 جمادى الثاني 1440
الموافق: 4 مارس 2019

أبو عبد الله بلال أمقران 13 Apr 2019 08:14 PM

لقد ظهر الحق و بان انحراف الثلاثة عن منهج السلف و وجب التحذير منهم و من منهجهم

أبو عبد الله بلال أمقران 13 Apr 2019 08:18 PM

- من كلام فركوس تظهر حزبية القوم و تجمهرهم و مخالفتهم للعلماء الكبار و خاصة حقدهم الدفين على الشيخ ربيع حفظه الله بسبب دعوته للصلح و الإجتماع ...

عمر رحلي 13 Apr 2019 08:25 PM

بارك الله فيك أخي مصطفى على هذه الشهادة والشجاعة التي أصبحت من نوادر هذا الزمن ،ومما يستفاد من هذه الحادثة أن جمعة يفقد أعصابه ويذهب توازنه إذا سمع عن طالب علم صدع بالحق أو تاب من منهج الحدادية لكن نبشره أن الشباب سيرجع وسيتركوه كما تركه العلماء والطلاب...

أبو معاوية محمد شيعلي 13 Apr 2019 08:25 PM

جزاء سينمار لما غلونا في فركوس ومجدناه ها نحن نجنى ثمار ما حصدنا و لا تجني من العنب الا الشوك و الحمد لله ظهر جليا خبث القوم و مكرهم فاللهم اهدهم أو كف عنا شرهم ...

أبو محمد وليد حميدة 13 Apr 2019 08:28 PM

شكر الله لك

مهدي بن صالح البجائي 13 Apr 2019 08:29 PM

بمثل هذه المواقف يفخر السلفيون لا كمن باع دينه لدنيا غيره وشيء من دنياه المحرمة!
جزاك الله خيرا شيخ مصطفى وشكر الله لك الإدلاء بشهادتك.

أبو البراء علي 13 Apr 2019 08:33 PM

حفظك الله أخي الفاضل ،بارك الله فيك على شهادتك
بان معدن القوم وكُشف زيفهم ومن المعلوم أن الشيء من معدنه لا يستغرب جمعة عجينة فركوس وتربيته وكلاهما عندهم النرجسية وحب الرياسة والزعامة
سقطوا وأسقطوا لا كثرهم الله

أبو حذيفة عبد الحكيم حفناوي 13 Apr 2019 08:34 PM

سبحان الله العظيم !
فتنة جابت العالم طولا وعرضا بنيت على الكذب والظلم والتعدي .
اللهم إنا نبرأ إليك من هذا المنهج الفاسد ، والذي - والله العظيم - لم نره عند الألباني ولا ابن باز ولا ابن عثيمين ولا ربيع ولا الجابري ولا غيرهم من السلفيين ، فالحمد لله الذي عرفنا المنهج السلفي من غير طريق هؤلاء .

جزاك الله خيرا على هذه الشهادة .

أبو جويرية عجال سامي 13 Apr 2019 08:38 PM

جزاك الله خيرا اخي الفاضل على هذه الشهادة الشجاعة وهذا النفس السلفي الطيب الذي مليء حرصا وحبا للحق وإيثارا له .. لا زلت أذكر كلمة قرأتها للشيخ خالد حمودة يقول ما طلبنا العلم لنكون إمعات .. كنت وقتها أحاول فهم ما يجري والتحقق من المرويات وسبرها وسبر ما فيها مما ذكرت أدلته فما وجدت القوم على شيء ، فاستحييت من الله ان أقف في صفهم دونما حجة ولا دليل .. الحق ثقيل ، عليه نور وفيه قوة ووضوح وآية الباطل التناقض والتخفي به عن العقلاء فجزاك الله خيرا اخي وبارك فيك ونفع بمقالك هذا ورزقك أجره لما فيه من ذب عن المظلومين وبيان حثيث للمغرر بهم خلف جُدُر إحسان الظن ..

فاتح بن دلاج 13 Apr 2019 08:39 PM

جزاك الله خيرا الاخ مصطفى شملال على هذه الشهادة التي تكشف مخطط جمعة التخريبي للدعوة السلفية و قد بين هذا الشيخ ربيع حيث قال ان منشأ هذه الفتنة هو جمعة وقال الشيخ عبيد عن جمعة انه متولي كبر هذه الفرقة .

أبو معاوية محمد شيعلي 13 Apr 2019 08:41 PM

أسال الله أن يعوضك خيرا ممافقدت و يبارك لك ما صنعت و حسبجنا الله و نعم الوكيل

يحي بلغيت 13 Apr 2019 08:43 PM

بارك الله فيك أخي مصطفى على شهادتك و صدقك و موقفك السلفي.
انتهى الوقت فما عليهم إلا التوبة و الرجوع إلى الحق.
ثبتنا الله و إياك على الحق.

أبو يحيى صهيب 13 Apr 2019 08:49 PM

بارك الله فيك أخي مصطفى على هذه الشهادة الصادقة لا مرية فيها ولا افتراء بمثل هذا يعتز السلفي ويفخر ويصدر بالحق ولا يخشى في الله لومة لائم.. ابشر فان للباطل جولة ثم يتلاشى وسيعلو الحق ويظهر والشباب سيرجع..حفظك الله وبارك فيك أخي الكريم

أبو عبد الله بلال أمقران 13 Apr 2019 08:53 PM

«بن يحيى هذا خليك مَنُّو وروح عند الشيخ عند عبد المجيد وتوب، وادِّيلو زوج شهود، ومع الوقت نشوفو: ولَّا راك صادق في التوبة تاعك يرجع لك الخير لي كان عندك»، نعم هذا ما قاله الشيخ.


هل يقول هذا الكلام عاقل فضلا عن سلفي فضلا عن عالم سبحان الله جبروت و سطوة و حب رياسة و التكلم و كأنه المعصوم هذه كفيلة بإسقاطك يا فركوس


الساعة الآن 09:22 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013