منتديات التصفية و التربية السلفية - فائدة عظيمة و غالية في معرفة الإنسان قدر نفسه

* فائدة غالية : *

قال الشيخ عبد الله بن عبد الرحيم البخاري حفظه الله تعالى :

"....لو وقف كُلُّ امرئ عند حَدِّه، وعَرَفَ كلٌّ قدر نفسِهِ، وعرفت الناس أوصـــاف العلماء، وطرائق العلماء، ومَن يُستفتى، ومَن يُسأل، ومَن هو الأهلُ لذلك، والله لأراحوا أنفسهم، وأراحوا النَّاس معهم، وَسَلِمَتِ البلادُ والعبادُ من كثير من هذه الفتن.

(اجلسْ فقد آذيت وآنيت)
الصلاةُ قائمة، والجموع مجتمعة، يأتي ــ والخطيب يخطب ــ يريد أن يتخطى رقاب الناس فيجلس في الصف الأول، إذا ما أردتَ الصف الأول بَكِّرْ، أليس كذلك؟! أما تأتي والخطيب يخطب، وأنت تتقحم، وترتقي رِقاب الناس؟! ما يصلح، لا يصلح.

[[[لابُدَّ أن تَعرِف قدر نفسك]]]
يتكلم في معضلة أمسك عنها كِبارُ أهل العِلم، وفحول العلماء، وأطباء العِلل، ولا يُحْسِنُ أحدُهم أن يصلي!! كما مَرَّ.
ويظن أنَّه بتجميعِه ــ أول كانوا يجمعون الكتب، الآن حتى كتاب ممكن ما تجد كتاب في البيت عنده، إنما تجد ماذا؟ هذا ... هذا الجهاز، الذي يعني بدل أن يُستعمل أو يستعمله الكثير في الخير، صاروا يستعملونه في أيش؟! في الشر، أنا أقول: استمعْ إلى شروحات العلماء، هذه من نعمة الله، استمعْ إلى خطاباتهم، إلى توجيهاتهم، إلى شروحاتهم، إلى ... إلى ... إلى ...
فبدل أن يستمعوا، يسمع إلى الشُّذَّاذ والأغمار الذين هم في قعر الدُّنيا، لكن أراد أن يكون له صيحة، رأى النَّاس تصيح؛ فصاح معهم؛ فأثرَّ على نفسه، وأثَّرَّ على غيرِهِ، وأثَّرَّ على مجتمعه، وأضرَّ بالدعوة في بلدِه.
كم هي الدعوات التي تضررت في كثيرٍ من البلدان بحماقات بعض الحمقى؟!
نحن لا نتكلم من خيال، نتكلم من خيال؟! لا نتكلم من خيال، هذا واقع لا يُكابره ولا ينكره إلا جاحد. يــا أبنائي، والله وصيـــة مشفـق: أمْسِكُــوا، وليعرِفْ كُلٌّ قدر نفسه هذا ليس سُخرية بالنَّاس، هذا من الشفقة على النَّاس. يقول عبدالله بن مسعود: (مَن أفتى النَّاس في كُلِّ ما يسألونه، مجنون). كم الذين يُفتون في كُلِّ ما هَبَّ وَدرج؟!
يا أخي ارحمْ نفسك لا تُهلكْها، لا تُهلكْها. ولا تُهلك النَّاس معك، ولا تُشغبْ على النَّاس.
أَقْبِلْ على ما ينفعُك، تعلَّمْ أمرَ دِينك، لا تخضْ فيما لا يعنيك، الزمْ غرزَ العلماء، السلامة في هذا.
أمَّا كلُّ قضية لابُدَّ لكَ فيها سهمٌ! بجهل! ومحاولة البروز! والمظاهرة، بل بعضهم يأتي ويصوِّبُ ويُخَطِئُ أهلَ العِلمِ بجهلٍ وهوى!! وإذا جاءك* *يسأل عن رمضان، وما يتعلق بالفِطر والصيام ونحو ذلك، ما عَرَف الجوابَ! صحيح؟! وإذا جاءك لِعُمرة ... تجاوزتُ الميقات ونسيتُ التلبية، فعلتُ كذا .... لا يعرف الأجوبة في هذا!*
ثم يتكلم في معضلات، ومزالق!!
بعض البلدان سالتْ دِماء، بمثل هذه الكلمات ينشرها فلان، وينشرها علان، صحيح؟!*
هلا سكتوا وانصتوا؟! فأراحوا الناس واستراحوا؟!
يعني ســـؤال: أيعجزُ أهلُ العِلمِ الفحول إذا ما نَزلت نازلة في أي مكان، يتكلم في ليلتها؟! إن كانت شرقًا ولا غربًا؟ شمالًا وجنوبًا؟! لماذا يُمسِكون أحيانًا؟!
ثمَّةَ أمور لا يعيها إلا العَالِمون، وتغيبُ أذهان هؤلاء الأغمار، تقحموا هذه المهالك وأقحموا أنفسهم والنَّاس معهم، فلا تكن مِن هؤلاء، وأنا لا أعني شخصًا؛ لكن احرصْ على أن تسلم، احرصْ على أن تسلم ويسلم إخوانك أيضًا معك، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

من محاضرة (وقفات مع رسالة الإمام الآجري في أخلاق العلماء/الجزء الأول).