منتديات التصفية و التربية السلفية

منتديات التصفية و التربية السلفية (http://www.tasfiatarbia.org/vb/index.php)
-   الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام (http://www.tasfiatarbia.org/vb/forumdisplay.php?f=2)
-   -   من عيون مسائل مقدمة تفسير ابن كثير رحمه الله. (http://www.tasfiatarbia.org/vb/showthread.php?t=14243)

أبو مالك أبو بكر حشمان 14 Oct 2014 03:34 PM

من عيون مسائل مقدمة تفسير ابن كثير رحمه الله.
 
من عيون مسائل مقدمة تفسير ابن كثير رحمه الله .


بسم الله الرحمان الرحيم

الحمد لله رب العالمين والعاقبة الحسنى للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين المعتدين .
وبعد :
لما كانت مقدمات الكتب ذات أهمة كبيرة؛ إذا لا يحسن قراءة أي كتابة إلا بعد قراءة مقدمته، لأن كل مؤلف يحاول أن يبرز سمات كتابه ويذكر مسائل تتعلق بالموضوع الذي شرع في تأليفه، و مناهج كتابة المقدمات يختلف من كاتب لآخر، بين مجمل ومفصل، وبين مختصر وباسط.

ولقد اعتنى بعض المفسرين في تفاسيرهم بذكر مقدمات ممهدات لما في الكتاب من محتويات، وكل واحد منهم يذكر ما يراه مناسبا للمقام، ومن بين هؤلاء الحافظ عماد الدين أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير الدمشقي (774) رحمه الله، فقد كتب مقدمة لتفسيره جعلها تمهيدا لكتابه و ذكر فيها من عيون المسائل التي تتعلق بالتفسير وأصوله فأحببت أن أقيدها وأذكرها على شكل نقاط لعل الله ينفع بها.


المسألة الأولى : مواضع الحمد في القرآن الكريم :

1 _ افتتح كتابه بالحمد فقال (الحمد لله رب العالمين) .
2_ وافتتح خلقه بالحمد فقال تعالى: (الحمد لله الذي خلق السموات والأرض وجعل الظلمات والنور ثم الذين كفروا بربهم يعدلون) .
3_ واختتمه بالحمد فقال بعد ما ذكر مآل أهل الجنة وأهل النار (وترى الملائكة حافين من حول العرش يسبحون بحمد ربهم وقضي بينهم بالحق وقيل الحمد لله رب العالمين).
3_ أهل الجنة يلهمون تحميده وتسبيحه :( دعواهم فيها سبحانك اللهم وبحمدك وتحيتهم سلام وآخر دعواهم ان الحمد لله رب العالمين ).

المسألة الثانية : الواجب أن نأتمر بما أمرنا به من تعلم كتاب الله المنزل إلينا وتعليمه، وتفهمه وتفهيمه.


قال رحمه الله :" (فالواجب) على العلماء الكشف عن معاني كلام الله وتفسير ذلك وطلبه من مظانه وتعلم ذلك وتعليمه كما قال تعالى: (وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه فنبذوه وراء ظهورهم واشتروا به ثمنا قليلا فبئس ما يشترون) ... فذم الله تعالى أهل الكتاب قبلنا بإعراضهم عن كتاب الله المنزل عليهم وإقبالهم على الدنيا وجمعها واشتغالهم بغير ما أمروا به من اتباع كتاب الله. فعلينا أيها المسلمون أن ننتهي عما ذمهم الله تعالى به، وأن نأتمر بما أمرنا به من تعلم كتاب الله المنزل إلينا وتعليمه، وتفهمه وتفهيمه" .


المسألة الثالثة : أحسن طرق التفسير.

قال رحمه الله :" فإن قال قائل فما أحسن طرق التفسير ؟
(فالجواب) أن أصح الطريق في ذلك أن يفسر القرآن بالقرآن فما أجمل في مكان فإنه قد بسط في موضع آخر فإن أعياك ذلك فعليك بالسنة فإنها شارحة للقرآن وموضحة له، بل قد قال الامام أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعي رحمه الله تعالى كل ما حكم به رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو مما فهمه من القرآن ... فإذا لم نجد التفسير في القرآن ولا في السنة رجعنا في ذلك إلى أقوال الصحابة فإنهم أدرى بذلك لما شاهدوا من القرائن والأحوال التي اختصوا بها، ولما لهم من الفهم التام والعلم الصحيح والعمل الصالح لا سيما علماءهم وكبراءهم"

وقال رحمه الله في موضع آخر :" إذ لم تجد التفسير في القرآن ولا في السنة ولا وجدته عن الصحابة، فقد رجع كثير من الأئمة في ذلك إلى أقوال التابعين ... وتابعيهم ومن بعدهم فتذكر أقوالهم في الآية فيقع في عبارتهم تباين في الألفاظ يحسبها من لا علم عنده اختلافا فيحكيها أقوالا، وليس كذلك فإن منهم من يعبر عن الشيء بلازمه أو بنظيره، ومنهم من ينص على الشيء بعينه، والكل بمعنى واحد في أكثر الأماكن فليتفطن اللبيب لذلك والله الهادي.
وقال شعبة بن الحجاج وغيره: أقوال التابعين في الفروع ليست حجة فكيف تكون حجة في التفسير ؟ يعني أنها لا تكون حجة على غيرهم ممن خالفهم وهذا صحيح. أما إذا أجمعوا على الشيء فلا يرتاب في كونه حجة، فان اختلفوا فلا يكون قول بعضهم حجة على قول بعض ولا على من بعدهم ويرجع في ذلك إلى لغة القرآن أو السنة أو عموم لغة العرب أو أقوال الصحابة في ذلك".


المسألة الرابعة : أقسام الإسرائيليات .

قال رحمه الله :"ولكن هذه الأحاديث الإسرائيليات تذكر للاستشهاد لا للاعتضاد فأنها على ثلاثة أقسام (أحدها) ما علمنا صحته مما بأيدينا مما يشهد له بالصدق فذاك صحيح (والثاني) ما علمنا كذبه مما عندنا مما يخالفه (والثالث) ما هو مسكوت عنه لا من هذا القبيل ولا من هذا القبيل فلا نؤمن به ولا نكذبه ويجوز حكايته لما تقدم، وغالب ذلك
مما لا فائدة فيه تعود إلى أمر ديني."


المسألة الخامسة : أحسن طريقة في حكاية الخلاف .

قال رحمه الله :"فهذا أحسن ما يكون في حكاية الخلاف: أن تستوعب الأقوال في ذلك المقام وأن تنبه على الصحيح منها وتبطل الباطل وتذكر فائدة الخلاف وثمرته لئلا يطول النزاع والخلاف فيما لا فائدة تحته، فتشتغل به عن الأهم فالأهم. فأما من حكى خلافا في مسألة ولم يستوعب أقوال الناس فيها فهو ناقص إذ قد يكون الصواب في الذي تركه، أو يحكي الخلاف ويطلقه ولا ينبه على الصحيح من الأقوال فهو ناقص أيضا، فإن صحح غير الصحيح عامدا فقد تعمد الكذب، أو جاهلا فقد أخطا، وكذلك من نصب الخلاف فيما لا فائدة تحته أو حكى أقوالا متعددة ت لفظا ويرجع حاصلها إلى قول أو قولين معنى فقد ضيع الزمان وتكثر بما ليس بصحيح فهو كلابس ثوبي زور، والله الموفق للصواب."


المسألة السادسة : تفسير القرآن بالرأي .

قال رحمه الله :"فأما تفسير القرآن بمجرد الرأي فحرام... أي ( من قال في كتاب الله برأيه فأصاب فقد أخطأ) لأنه قد تكلف ما لا علم له به وسلك غير ما أمر به فلو أنه أصاب المعنى في نفس الأمر لكان قد أخطا لأنه لم يأت الأمر من بابه ... ولهذا تحرج جماعة من السلف عن تفسير ما لا علم لهم به - فذكر آثار كثيرة عن السلف – ثم قال : فهذه الآثار الصحيحة وما شاكلها عن أئمة السلف محمولة على تحرجهم عن الكلام في التفسير بما لا علم لهم فيه.
فأما من تكلم بما يعلم من ذلك لغة وشرعا فلا حرج عليه، ولهذا روى عن هؤلاء وغيرهم أقوال في التفسير ولا منافاة لأنهم تكلموا فيما علموه وسكتوا عما جهلوه، وهذا هو الواجب على كل أحد،فإنه كما يجب السكوت عما لا علم له به فكذلك يجب القول فيما سئل عنه مما يعلمه لقوله تعالى: (لتبيننه للناس ولا تكتمونه) ".

وفي الأخير من كانت له إضافة أو تعقيب فليتفضل به مشكورا مأجورا.
وصلى الله على نبينا وعلى آله وصحبه من سار على هديه وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .


الساعة الآن 09:16 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013