منتديات التصفية و التربية السلفية

منتديات التصفية و التربية السلفية (http://www.tasfiatarbia.org/vb/index.php)
-   الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام (http://www.tasfiatarbia.org/vb/forumdisplay.php?f=2)
-   -   «الحلقة الثانية» من: إِنبَاء الألبّاء بما أخفاه المُفرّقون من شرٍّ وبَلاء (http://www.tasfiatarbia.org/vb/showthread.php?t=24474)

أبو معاذ محمد مرابط 29 Jul 2019 07:01 PM

«الحلقة الثانية» من: إِنبَاء الألبّاء بما أخفاه المُفرّقون من شرٍّ وبَلاء
 
<بسملة1>


إِنبَاء الألبّاء بما أخفاه المُفرّقون من شرٍّ وبَلاء
«الحلقة الثانية»

...تابع

نجمةقال بلال «صفحة: 3»: «فبعد هذا راسلنا الشيخ جمعة حفظه الله برسالة نطلب فيها النظر في الأمر».
قلت: وضِّح أكثر يا بلال! واعترف بأنّ مفتي الواتس لم يُجبكم! وهو المنتظر منه، لأنّكم لم تسألوا عن الشيخ الجليل عبد الغني أو الشيخ عبد الحكيم، بل سألتم عن خاصّة السَدنَة، والسؤال عن هذه الشريحة الذهبيّة يتطلّب من مفتي التفريق الكثير من الحكمة والرويّة والمزيد من التُؤدة والرَزانة، عكس السؤال عن مشايخ الإصلاح وطلبة العلم! يا بلال هل صدّقت بأنّ شيخك لا يخشى في الله لومة لائم وأنّ قلبه حديدي في ذات الله؟! هل كنتَ جادّا عندما انتظرتَ كلمة واتسابية من متولّي كبر هذه الفتنة يجيبك فيها عن يونسي؟! ما أوسع خيالك يا رجل.
من لطائف جمعة وغرائبه: أنّه جبان كذلك حتى في الواتس، وليس عن المواجهة فحسبّ، فمئات الأسئلة في هذه الفتنة لم يجب عنها، أمّا إذا رغب في إطفاء جمرة قلبه أو نشر ما يريد فيجيب وإن اضطر على صناعة السؤال على الطريقة البوروبِيّة! وهو جانب خفيّ من شخصية هذا الرجل لا يعرفه الكثير من الناس!
ومن أمثلة ذلك: تزكيته لي يوم أن وصفني بالمرابط على الثغور! فقد كانت مناسبتها: أنّ جمعة طلب من صديقِه المُتستّر وجنديّه الخفِيّ «إلياس»، أن يسأله عنّي! وكان ذلك يوم: «14 /08 /2017»، كما أخبرني إلياس وصديقه طارق.
والمثال الثاني: يوم أنّ زاره الأخ الفاضل منصور مدير مدرسة عكاظ لمناقشة الوضع، وبعد أن سأله عن مصير المدرسة أجابه جمعة: «لا تخف سأطلُب من الإخوة أن يطرحوا عليّ سؤالا عنك!»، ومعنى كلامه: سأُثني عليك وعلى المدرسة بعد توقيفك لمرابط والشيخ الفاضل خالد –وفقه الله-!
فالحاصل: أنّ هذا التصرّف المُحيّر هو مسلك من مسالك جمعة الغريبة التي تشبه إلى حدّ كبير مسالك الحزبيين، ومن ركّز في الأسئلة التي تطرح عليه، وأدام النظر في مناسباتها وتفطّن لفارق الوقت بينها وبين الإجابة علِم حقيقة ما ذكرته، وهو إيغال منه في الخيانة، فبعد أن خان السلفيين في أجوبته المبنية على الكذب والتعمية أضاف إلى ذلك خيانتهم حتى في الأسئلة! والله المستعان.
ومن المهمّ جدًّا أن أنقل للقارئ قطعة من سؤال بلال الذي طرحه لجمعة، ليقف بنفسه على حقيقة مرّة! قال بلال بعدما طرح على شيخه جمعة موضوع يونسي: «مع العلم شيخنا أنّنا بفضل الله نحن من وقف في وجه المميّعة والصعافقة وكلّ من طعن فيكم وفي إخوانكم المشايخ».
التعليق: ترجمة كلام بلال باختصار: مع العلم شيخنا أنّنا حقّقنا شرط الولاء الشخصي، وبايعناكم على النصرة في بداية الفتنة، والتزمنا بمواثيق هذه البيعة فقمنا في وجه الصعافقة ونكَّلنا بهم! فاطمئن شيخنا فنحن من حزبكم.
قلت: لقد أدرك الأتباع أنّ شيوخهم لم يهضموا الدعوة السلفيّة الربّانية، حيث أقاموا أوثَق عُراها على أشخاصهم ومصالحهم، فكلّ من بصم ووقّع على قانون المريد الذي سطّره هؤلاء الرؤوس، فهو ناجٍ لا محالة من مخالبِهِم القاتِلة، وهذه البصمة تُرخّص لصاحبها الدخول إلى معسكر التفريق من أوسع أبوابه مهما عظمت فواقره، وهذا هو السبب الوحيد الذي حمل «مُرتزقة المناصِب» على الاصطفاف مبكّرا في هذه الفتنة أمام مكاتب السادة.
يا بلال في الحقيقة أنّا لا ألومك بقدر ما ألوم شيوخك، فأنت شاب صغير تعثّرت في هذه الفتنة واختلطت عليك مفاهيم كثيرة، لذلك أنت تسعى الآن لكسب ودّ جمعة لعلّك تظفر بنّصر مؤزّر في معركتك ضد يونسي، لأنّك عرفت بعد نظر وتفكير بأنّك في حرب خاسرة مع الطفل المدلّل لمتولي كبر هذه الفتنة ما لم توجّه فوهة جمعة إلى صدر خصمك، فأنت تسعى لتحقيق هذا المغنم المفقود، أمّا نصرة دين الله، وتحمّل العواقب في سبيل الدفاع عنه كما فعل الرجال فهذا آخر ما تفكّر فيه، «ولكلّ امرئ ما نوى».
نعم يا بلال! كما قلتُ لك فالملامة الكبرى تقع على شيوخك الذين أساؤوا للإسلام إساءة عظيمة، ولم يقدروه حقّ قدرِه، فحصروا بهاءَه وصفاءه وكماله في موقف النّاس منهم وحكمهم فيهم، وخصّصوا كلّ أوقاتهم في تتبّع ومطاردة من ساء قوله فيهم، أو تجرّأ على نقدهم، ونسوا أنّ الله بعث محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم لانتشال البشريّة من مستنقع الجاهليّة، فأرسله بأعظم دين، وأجلّ شريعة، وامتنّ على الخلق بإكماله وتمامه، فقال سبحانه في كتابه: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا}.
تركَ المفرِّقة تعاليم وشرائع وسُنن هذا الدّين القويم ولم يُوظّفوها في منهجهم، ولم يجعلوها مصدر قواعدهم في الحكم على الناس، واكتَفوا بعلاَمةٍ واحدة في التمييز بين السعيد والشقيّ، وبين الصالح والطالح، وبين العالم والجاهل، وبين الصادق والكاذب، وقالوا بلسان حالهم: كُن مع ابن هادي وفركوس، ولن يضرّك ذنب بعد ذلك، وانتَصِر لجمعة ولزهر ولن تُساء في منهجك ولن تسأل عن مستواك، واطعن في خصومهم ولن تطال بكلمة ما بقيت على هذا النهج الغريب عن دعوة خاتم الأنبياء والمرسلين صلى الله عليه وسلم.
يا بلال! لو كان شيخك جمعة ممّن يحكم بين النّاس بالعدل، ويرفع رأسَه بعقيدة الولاء والبراء بمفهومها السلفيّ الحقيقي، لما احتَجتَ إلى هذه المقدمّة، ولما اضطُرِرت إلى إبراز بطاقة الانخراط، فالمنصف يجيب النّاس من منطلقات إسلامية واحدة، لا تتغيّر ولا تتبدّل بحال، فكان من المفترض أن يجيبك جمعة بما يدين الله به في يونسي حتى لو كنتَ صعفوقا، لكنّه الهوى حين يتنافس على الريادة فيه التّابع والمتبوع.
كم هي شاقّة الكتابة في الواضحات، وكم هو متعبٌ الردّ والنّقد في الضروريات، وإلاّ كيف نفسّر جهل هؤلاء بمسلّمات الدين؟! ألم يقف هؤلاء من قبل على قوله صلى الله عليه وسلم كما في «البخاري 3475، ومسلم:4410»: «لو أنّ فاطمة بنت محمّد سرقت لقطعت يدها»؟! ألم ينتبهوا إلى سبب وروده وأنّ هذه المرأة تنتَسِب إلى بني مخزوم وهم من أشرف وأنبل بطون قريش؟! ألم يدرك جمعة ومن معه أنّ قريشا أرسلت واحدا من أحب الناس إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم ليكلّمه في القضيّة؟! أجهل لزهر أنّ النبي صلى الله عليه وسلم أنكر عليهم إقدامهم على الشفاعة في حدّ من حدود الله وخطب فيهم وأكّد لهم أنّ بنته الشريفة فاطمة رضي الله عنها لو فعلت نفس الفعلة لأقام عليها الحدّ؟! فالقضيّة متعلقة بإقامة شرع الله على أرضه! وليست متعلقة بتثبيت دعائم المصالح الشخصية وعقد الولاء والبراء عليها ومحاربة من يتأخّر عن تطبيقها.
فعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: أَنَّ قُرَيْشًا أَهَمَّهُمْ شَأْنُ المَرْأَةِ المَخْزُومِيَّةِ الَّتِي سَرَقَتْ، فَقَالُوا: وَمَنْ يُكَلِّمُ فِيهَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم؟ فَقَالُوا: وَمَنْ يَجْتَرِئُ عَلَيْهِ إِلَّا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، حِبُّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكَلَّمَهُ أُسَامَةُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَتَشْفَعُ فِي حَدٍّ مِنْ حُدُودِ اللَّهِ؟ ثُمَّ قَامَ فَاخْتَطَبَ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّمَا أَهْلَكَ الَّذِينَ قَبْلَكُمْ، أَنَّهُمْ كَانُوا إِذَا سَرَقَ فِيهِمُ الشَّرِيفُ تَرَكُوهُ، وَإِذَا سَرَقَ فِيهِمُ الضَّعِيفُ أَقَامُوا عَلَيْهِ الحَدَّ، وَايْمُ اللَّهِ لَوْ أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ سَرَقَتْ لَقَطَعْتُ يَدَهَا».
قلت: يا جمعة أما وسِعَك هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فتجعله منارة تهتدي بها، وتحكم بحكمه صلى الله عليه وسلم في قضيّة يونسي وأودينة ومن كان على شاكلتهم؟! وتُجيب السائل الحيران وتقول له: لو أنّ ابني عبد الرحمن خالف منهج السلف لحذّرت منه! أتظنّ نفسك يا جمعة خارجًا عن خطاب ربّ العالمين:{وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل}؟! ويحك يا مسكين لقد أثقلت كاهِلك طيلة هذه الفتنة بحكومات كثيرة ظالمة أصدرتها بدوافع الهوى والانتقام، فناصِرُك هو الشريف الذي يُكرم، وخَصمُك هو الضعيف المقهور الذي يُهان.
يا بلال: لقد فكّرتُ مليًّا عندما بلغتُ هذا الموضع من المقال، وتساءلتُ في نفسي: ألم يكن موقف جمعة من يونسي كفيلا لرجوع بلال -لا عن منهجه المنحرف- بل عن الوثوق بجمعة على الأقل، أو قُل: البراءة منه في هذه الجزئية فقط؟! ثم تداركت واستدركت وقلت جوابا: لقد قرأنا في تصانيف النّاس أعاجيب من أخبار وقصص المتعصّبة، وكنّا نستغرب بل ننكر وقوع الكثير منها، إذ لا يستقيم عقلا أن يقع مخلوق أكرمه الله بنعمة العقل في مثل هذه الدركات الدنيّة السافلة، اللّهم إلاّ إذا تعطّل عقله وصار من جملة المجانين، فبلال ومن معه لم يخرجوا عن قوانين التعصّب ولم يختلفوا عن أسلافهم ممّن ربط مصيره في الدنيا والآخرة بقول شيخه وحكمه، فقد سلّم لشيخه –هدى الله قلبَه- في كل أحكامه من بداية الفتنة، فحركات شيخه وسكناته صادرة -في تفكيره- من مشكاة النبوّة! فمن كان يفكر بهذه الطريقة لا يُنتظر منه أن يتفطّن لمزالق شيخه الذي يدعوه إلى هذا التعصّب المقيت ويقول له بلسان حاله مُطَمئِنًا له في كلّ وقت وحين {مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ}، وما الحيلة وقد سُلب هؤلاء المتعصّبة نعمة الشيوخ الصادقين والأئمّة المُتّبعِين كالإمام مالك القائل: «إِنَّمَا أَنا بشر أخطئ وَأُصِيب فانظروا فِي رَأْيِي فَكل مَا وَافق الْكتاب وَالسّنة فَخُذُوا بِهِ وَمَا لم يُوَافق الْكتاب وَالسّنة فاتركوه»، والشافعي القائل: «إِذا وجدْتُم فِي كتابي خلاف سنة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقولُوا بهَا ودعوا مَا قلت»، وأحمد القائل: «لَا تكْتبُوا عني شَيْئا وَلَا تقلدوني وَلَا تقلدوا فلَانا وَفُلَانًا وخذوا من حَيْثُ أخذُوا»، قال أبو شامة رحمه الله بعدما أورد جملة من هذه النصوص في «مختصر المؤمّل ص:61»: «وذَلِك الظَّن بِجَمِيع الْأَئِمّة».
قلت: فما أشدّ الغبن الذي وقع فيه أتباع المفرّقة بعدما غابت عن حياتهم الدعوية مثل هذه الجواهر الحسان، ووجدوا بدلها عبارات التقديس وقد نقشت لهم في ألواح التبعيّة العمياء، وأُلزموا بحفظها والعمل بمقتضاها، ونُهوا عن معارضة الشيخ إن هو أشهر خنجر الطعن، وعلّقت على جدران معيشتهم لوائح العقوبات التي يستحقها كلّ من سوّلت له نفسه أن يسأل أويستفسر، فيا خسارة هؤلاء! أسأل الله أن يفكّ أسرهم، وأن يرزقهم توبة ورجوعا قبل أن يباغتهم ملك الموت وهم على هذا المنهج المشين {وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ}.
نجمةقال بلال «صفحة: 3»: «ثمّ ذهبنا إلى العاصمة لزيارة مشايخنا واستشارتهم في بعض الأمور منها قضية يونسي، فيسّر الله لنا لقاء المشايخ حسن آيت علجت ولزهر وجمعة».
التعليق: كلامك ينقصه شيء مهمّ يا رجل! لقد قصّرت في موضع لا يسمح فيه بالتقصير فما الذي اعتراك؟! انظر جيّدا يا بلال وركّز لعلّك تهتدي إلى مكمن الخلل، فأنا مستغرب كيف لم تتفطّن إلى هذا المأزق الكبير؟! لكن لا بأس سأُعينك على نفسك وأقول: في الحقيقة أنت لم تَزر أحدا بما أنّك لم تذكر اسم الريحانة ولم تتحدث عن زيارة مفتي إفريقيا، وفوزان الجزائر! يا مُتهوّر أخبرنا بكلّ صدق أين هو موضع الدكتور في هذه القضية الشائكة؟! أين هو أثره في نازلتكم وهو الذي أوصاكم جمعة في بداية الفتنة بالرجوع في النوازل والفتن إليه فقط؟! يا بلال افهم عنّي جيّدا وركّز في كلامي: إن كنتَ زُرتَه ولم تذكره فهي مصيبة، أمّا إذا لم تزره أصلا فالمصيبة أعظم! فرجاء وضّح لنا الفكرة جيّدا لأنّ الفوضى بادية على كتابتك!
نجمةقال بلال «صفحة: 3»: «وأمّا الشيخ جمعة حفظه الله فلمّا كلّمناه بشأن يونسي وما يقوم به قال لنا: «أعقد لكم مجلسا لأسمع من الطرفين»، فقلنا للشيخ: «هذا الذي نسعى إليه لكن بلالا نشر طعوناته وقد بلغت الآفاق فمن حقّنا أن ندافع عن أعراضنا وديننا».
التعليق: انظر يا رعاك الله إلى جمعة كيف أُلهِمَ في قضية يونسي وفجأة تذكّر أحكام الشريعة، وعمِل بما أقرّته الفطر السليمة، فقال للكاتب: «أعقدُ لكم مجلسًا لأسمع من الطرفين»!
قلت: وَيْ وَيْ ويْ يا جمعة! أين كان هذا التفكير السديد في خصومتك مع إخوانك وفي حربك لمن انتصرَ لهم؟! ما كنّا نعلم أنّكم تجيزون في منهجكم السماع للطرفين! قل –بربّك- يا جمعة لماذا أخفيتَ هذا عن أتباعك، وأقنعتهم حتى عطّلوا عقولهم وخالفوا أساسيات الحكم بين النّاس التي علمتها حتى العجائز؟! ألم تعدّوا السماع لمشايخ الإصلاح جريمة يعاقب عليها القانون التفريقي؟! ألم تُجبروا الشباب على تهميش أقوال خصومكم؟! ألم تعادوا ربيع السنّة لأنّه سمع من الطرفين؟! يا جمعة أهي الفنون التي أخبرتنا عنها؟! لا إله إلاّ الله، بئس تنظيمكم السرّي الذي فرض عليكم أن تخالفوا سرّكم علانيتكم، وأن تقولوا ما لا تفعلون، كلّ ذلك لتحقيق مصالحكم الشخصيّة الفانية، {ومن يهن الله فما له من مكرم إن الله يفعل ما يشاء}.
وأنتم يا متعصّبة التفريق: هل وجدتم اختلافا بين الصورتين، أو تعارضا بين القضيتين؟! فمشايخ الإصلاح لا يُستمع إليهم ولا يُجلس معهم لأنّهم مميّعة –حاشاهم- وفي مقابل ذلك يونسي كذلك منحرف كذّاب صاحب فتنة كما وصفه خصومه، الذين هم بدورهم في ميزان الرجل صعافقة لا يُؤتمنون! فأجيبوا أنفسكم ولا تجيبونا نحن: لماذا أُلغِيت قاعدة الاستماع للطرفين في القضيّة الأولى، وطُبِّقت في الثانية؟! ألم نقل لكم من قبل بأنّ شيوخكم ينطلقون في فتاويهم وتجريحاتهم وأحكامهم من منطلقات شخصيّة لا غير؟!
نجمةقال بلال «صفحة: 3»: «فقلنا للشيخ: «هذا الذي نسعى إليه، لكن بلالا نشر طعوناته وقد بلغت الآفاق فمن حقّنا أن ندافع عن أعراضنا وديننا».
التعليق: أوّلا: اعترافك بسعيك في الاجتماع مع المنحرف يونسي ليس بالغريب! لأنّك رضيت بمرتبة التعصّب المشينة، ومن كان هذا حاله فلا عجب إن هو اقتفى آثارَ شيوخه لأنّ التابع تابع، لكن يعظم الأسى ويشتدّ الحزن، وتَذرِف عليكم القلوب حِممَها قبل أن تذرف عليكم العيون دموعها، عندما نتذكّر حقيقة مرّة وهي أنّ متعصّبة المذاهب وجدوا في كتب أئمة الإسلام وصاياهم الأثرية بترك تقليدهم ونبذ التعصب لأقوالهم، وهي نوافذ هداية قد تفتح قلب المتعصب في أي لحظة يعيد فيها التفكر والنظر في أقوال شيوخه المقتدى بهم، أمّا أنتم أيّها اليتامى فقد خلّف لكم شيوخكم، وورّثوا لكم تَرِكة من وصايا التقديس، إن لم يخلّصكم ربّكم من تبعاتها ستبقى مصدر إضلال لكم ولأبنائكم، وينبوع انحراف كلّما نظرت فيها أعينكم وكلما تناقلتها ألسنتكم، فإذا كان متعصبة المذاهب قد ضلوا الطريق مع إنكار الأئمة عليهم فكيف سيكون حالكم يا من خدعتم في دينكم؟!
يقول الإمام ابن القيم رحمه الله في «إعلام الموقعين 3/484»: «وأعجب مِن هذا أن أئمّتهم نَهَوْهم عن تقليدهم فعَصَوهم وخالفوهم، وقالوا: نحن على مذاهبهم، وقد دانوا بخلافهم في أصل المذهب الذي بنوا عليه، فإنهم بنوا على الحجة، ونهوا عن التقليد، وأوصوهم إذا ظهر الدليل أن يتركوا أقوالهم ويتبعوه، فخالفوهم في ذلك كله وقالوا: نحن مِن أتباعهم، تلك أمانيهم، وما أتباعهم إلا مَن سلك سبيلهم واقتفى آثارهم في أصولهم وفروعهم».
يا بلال أنت تتأرجح بين موقفين فاختر واحدا منهما:
1-إمّا أنّك صادق في سعيك في الاجتماع مع يونسي فنقول لك حينها: ولماذا طبّلتَ لشيوخك ووافقتهم في نفورهم من مشايخ الإصلاح ورفضهم للاجتماع معهم؟!
2-وإمّا أنّك كاذب انتهازي تريد خلاص نفسك من ورطتها فيقال لك: ليس مثلك من يخوض في مثل هذه المعارك التي لا يقوى عليها إلاّ أهل الصدق والشهامة، فها أنت قد خسرت أول معاركك بعدما رضيت بظلم شيوخك وصرتَ كالشاة المتخبطة في دمائها، بعدما اغترفت من مستنقع البغي الذي انغمس فيه شيوخك، فسارع يرحمك الله إلى فكاك نفسك من محتشدات التفريق واهرب بجلدك قبل أن تنزل عليك عقوبة الله التي تنزل على كل جبّار ظلوم، وعلى كلّ من وافقه وسانده وناصره، {فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي اليَمِّ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ*وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ القِيَامَةِ لاَ يُنصَرُونَ، وَأَتْبَعْنَاهُمْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ القِيَامَةِ هُم مِّنَ المَقْبُوحِين}، نسأل الله أن يمنّ عليكم بالتوبة والإنابة، وأن يرزقكم الصدق والإخلاص، فما أسعدَها من لحظات نُكحّل فيها أعيننا برؤيتكم وقد رجعتم إلى جماعة المسلمين، فاللهم حقّق ذلك عاجلا غير آجل، {وما ذلك على الله بعزيز}.
ثانيا: أمّا حديثك عن حقّك في الدّفاع عن نفسك بعدما نشر يونسي مطاعنه! فهو حديث يُضحك المفجوع، ويُنطق الأبكم، والعجيب أنّنا في كلّ مرّة نتأكد بأنّ فيروسا خطيرا أصاب ذاكرتكم من كثرة ما شاهدناكم تنكرون الثابت عندكم، وتثبتون المنكر عندكم، ومن كثرة الأمثلة المرتبة في ذهني بإمكاني أن أفتتح سلسلة جديدة أسرد فيها قصصكم الكارثية في هذا الباب، وما جاء في هذه الفقرة يعتبر أنموذجا حيّا لهذه الحقيقة، فبعدما سلبَ المفرقون –رؤوسا وأتباعا-من المظلومين حقّهم في الدفاع عن النفس وهو حقّ منحه لهم رب العالمين، يخرج علينا هذا الرجل بعد سنة ونصف ليتكلّم عن حقّه في الدفاع عن عرضه! وهو نفسه قد طبّل وصفّق -بلا تردد- لشيوخه وأبواقهم عندما كانوا يعدّون من جرائم الطلبة كتاباتهم في الدفاع عن أنفسهم، وهو كغيره من المتعصبة رفع بيده الظالمة شعارات التفريق التي كُتبت بمداد الكذب على الله، ومنها «قانون المريد» الذي سطّره المرتزق بويران وركض المتعصّبة للتوقيع عليه زرافات وحدانًا، {وَمَن يُضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُّرْشِدًا}.
عجيبة من عجائب المفرّقة وقعت في سنة: «1439 هـ»:
أنّهم طرحوا أسئلة على خصومهم وبعثوا برسالة إليهم، وبعدما استجاب المرسل إليه لطلبهم أنكروا عليه وقالوا لماذا أجبت فلست أهلا للجواب؟! نعم حدث هذا من شيخهم الأكبر وقائدهم الأشرّ جمعة الذي كتب رسالته الفاشلة التي وضعته في أدراج النسيان وهي: «رسالة إلى خالد حمودة ومن كان على شاكلته»، وقد اتفق البشر على أنّ الرسالة حقّها الجواب، لاسيما إذا أكّد مُرسلُها المغزى من كِتابتها بطرح أسئلة مباشرة على المُخاطب كما فعل جمعة عندما قال في صدر رسالته: «فقط عندي بعض الأسئلة أريد أن أطرحها عليك، فأقول...»، ثم أكّد ذلك مرة أخرى بطرحه خمسة أسئلة يائسة! فماذا فعل المتعصّبة بعدما أجاب الشيخ الفاضل خالد حمودة –حفظه الله- عن أسئلته؟! ركبوا الصعب والذلول، واستغشوا ثيابهم، ووجّهوا صوب الرجل رماحهم، ليس لأنّه أخطأ في مسألة أو أساء في كلام –وهو مما أنكروه بلا شك- لكنهم ناقشوه في أصل جوابه وقالوا عن بكرة أبيهم: من تكون حتى تردّ على الشيخ جمعة؟! وليس هذا الموقف المخزي إلا نتيجة عن تصوّر معكوس لحقيقة هذا الدين العظيم.
ومنه يتبيّن أنّنا ربما نخطئ عندما نناقشهم في حكم دفاع المظلوم عن نفسه! لأنّ هذا من العبث بعدما تحققنا من موقفهم العنيف ونظرتهم السامّة وتأكدنا بأنّهم لا يرون خصمهم مظلوما، بل هو عندهم عكس ذلك تماما! فهو الظالم الباغي الفاجر الفاسق الجاهل المتعالم! لهذا سهل عليهم تجريده من كل حقوقه التي مُنحت في دنيا الناس حتى للحيوانات، وليس هذا موضع بسط هذا الجانب الظلامي من جوانب الحياة التفريقيّة لأنّ الحديث عنه يتطلّب وقتا أطول.
قلت: ليس من اللائق بصاحب الحق أن يغلبه هؤلاء المنحرفون، فيغض الطرف عن مسائل شرعية حرّفتها ألسنتهم، ويتجاهل قواعد سلفية بدّلتها أقلامهم، لذلك نقول لهم بكلّ حزم وصرامة: لم ولن نسلّم لكم في مسألة دفاع المظلوم عن نفسه، بل سنناقشكم الآن في حكم دفاع الرجل عن نفسه إذا تكلّم فيه خصمه –ولنفرض أنّ خصمه هو عالم من العلماء- فهل شرع الله المطهّر أجاز له أو حرّم عليه أن يجيب ويتكلّم؟! بغض النظر هل كان ظالما ابتداء في خصومته أو مظلوما، أفتونا بنصوص الوحيين إن كنتم صادقين؟!
وفي حقيقة الأمر -كما تعلمون- هو سؤال تعجيزي لا أكثر ولا أقل، لأنّنا واثقون بأنّ جواز ذلك متفق عليه بين المسلمين وغير المسلمين، فلن ننتظر أجوبتكم لأنّنا زهدنا فيها بسبب جهلكم من جهة وبسبب تجربتنا معكم في مرات كثيرة من جهة أخرى، فكم طرحت عليكم الأسئلة وكم رفعت في وجوهكم الإشكالات ومع ذلك لم تنطقوا ببنت شفة! وهي مخازي قد رُقمت في سجلات تاريخكم.
وحتى يستفيد القارئ -ولعلّ المفرق يستفيد كذلك- أذكر دليلا واحدا بلغ من الوضوح والصحة ما يجعل أمة من المفرقة ترجع للحق بمجرد قراءته طبعا إن هي تركت التعصب لمدّة لا تتجاوز مدة قراءة هذا الحديث:
فقد روى «البخاري: 700، ومسلم1040» في صحيحيهما عن جابر رضي الله عنه: قال كان معاذ يصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم ثم يأتي فَيَؤُمُّ قومَه فصلّى ليلة مع النبي صلى الله عليه وسلم العشاء ثم أتى قومه فأمَّهم، فافتتح بسورة البقرة فانحرف رجل فسلم ثم صلى وحده وانصرف، فقالوا له: أنَافَقتَ يا فلان؟! قال: لا والله! ولآتيَنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم فلَأُخبِرَنّهُ، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إنّا أصحاب نواضح نعمل بالنهار وإنّ معاذا صلى معك العشاء ثم أتى فافتتح بسورة البقرة فأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم على معاذ فقال: يا معاذ أفتّان أنتَ؟ اقرأ بكذا واقرأ بكذا»، وفي لفظ البخاري: «فتّان، فتّان، فتّان».
قلت: وإن اختلفنا أيّها المفرّقة في مسائل كثيرة متعلقة بأصول الدعوة السلفية لكنّنا لم ولن نختلف في وجوب اتّباع هذا النبي العظيم صلى الله عليه وسلم الذي سنُمتَحن به في قبورنا، ونُسأل عن طاعته يوم القيامة! فما لكم تخالفون هديه وتعصون أمره؟! أما قرأتم قول ربّكم: {فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم}.
يا قومنا أخبرونا بصدق وعدل، لماذا لم ينكر رسول الله صلى الله عليه وسلم على الشابّ الذي صلّى خلف معاذ رضي الله عنه عندما تكلّم وأجاب وبيَّن بعدما اتُّهم وشكَّ البعض في نفاقه؟! لماذا استمعَ إليه نبيّ الرحمة صلى الله عليه وسلم مع أنّ مشكلتَه كانت مع صحابي جليل كبير القدر والمنزلة، أعلم الأمّة بالحلال والحرام، وأحد قرّاء الصحابة الكبار، وأحد عمال النبيّ صلى الله عليه وسلم ورسوله إلى اليمن، وهو ممّن نصَّ النبيّ صلى الله عليه وسلم على محبّته وأكّدها بالقسم فقال كما في «سنن أبي داود 1522»: «والله إنّي لأحبّك»، فلماذا لم يُسكِت النبي صلى الله عليه وسلم ذاك الشاب، ولم يلزمه بالصمت حفاظا على منزلة صاحبه؟! لماذا لم يقع هذا أيّها المفرقة بل وقع عكس ذلك حيث أنكر النبي صلى الله عليه وسلم على صاحبه الجليل معاذ بن جبل رضي الله عنه وشدّد عليه؟! أليس هذا نبيّكم الذي فرضت عليكم طاعته؟! بأيّ حق خالفتم هديه وقهرتم الضعفاء وأخرستم ألسنتهم وقطعتم أناملهم وحرّمتم عليهم الدفاع حتّى على أنفسهم؟!
وهنا قضية شائكة يجب علاجها لأنّها من مخلفات فتنة المفرقة:
فقد منعوا المظلوم –لفرط قسوتهم وجهلهم-من الدفاع عن نفسه مع أنّ الشريعة السمحاء أعطت الصغير الحقّ في إنكار المنكر ودفع الظلم حتى لو لم يكن طرفا في النّزاع! فهذا معاذ رضي الله عنه ينتصر لأخيه كعب بن مالك رضي الله عنه كما في قصّته المشهورة في «البخاري 4418»، حيث قال كعب رضي الله عنه: «لم يذكرني رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بلغ تبوك، فقال وهو جالس في القوم بتبوك: ما فعل كعبٌ؟ فقال رجل من بني سلمة: يا رسول الله، حَبسَه بُرداه ونظرهُ في عِطفِه، فقال له معاذ بن جبل: بئس ما قلت، والله يا رسول الله ما علمنا عليه إلا خيرا، فسكتَ رسول الله صلى الله عليه وسلم».
قلت: لا أدري بأي قلب يعي المفرق مثل هذه النصوص؟! فهذا معاذ رضي الله عنه يتدخل في موضوع لم يكن معنيا به، ويتكلم في حوار وقع بين الرجل وبين النبيّ صلى الله عليه وسلم فينتصر لأخيه ثم يقرّ النبي صلى الله عليه وسلم صنيعه بسكوته! ولو كان الأمر بيد المفرّق لقال لمن رآه يقوم بما قام به معاذ رضي الله عنه: وما دخلك أنت؟! العبرة بحاضر الرجل وليس بماضيه؟! وكيف تتكلم بحضرة الكبار؟! وغير هذا من التأصيلات الفاسدة.
والحاصل: أنّ الظلم بمجرّد وقوعه يوجب على من وقف عليه ورآه إنكاره، ولا يشترط عليه قبل الكلام أن يبلغ سنّا محدّدا ولا أن يكون معنيّا بالقضيّة، وإنّما يلزم المُنكِر فقط أن يتكلّم بعلم وحكمة، لأنّ نصوص الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لم تُخصَّص بفئة معيّنة، ولم يُحدَّد للنّاس سنّ معيّن لكي ينكروا ما وقفوا عليه من فساد وباطل، بل ليس من شرط الإنكار أن يكون المُنكر عالما إماما، بل يشترط عليه فقط أن يضبط المسألة التي يريد الكلام فيها، وكلّما كانت المسألة أوضح كلّما سُهّل على النّاس الكلام فيها، بخلاف المفرّقة الذين اشتدّ بهم البلاء حتّى ضيّقوا على الناس في مسائل اتّفقت على إنكارها الفطر السليمة، ولا تحتاج إلى كبير علم وفهم حتى تُنكر وتُرفض، كوصفِ جمعة المفتري طلبة العلم بالكلاب الناطقة والمندسّين!
ومن شواهد الحق المبطلة لمحدثات المفرقة في هذه القضية: أنّ نصوصا كثيرة تظافرت على وجوب نصرة المؤمن والدفاع عن عرضه، لأنّه الأصل الذي يجب التزامه، فإذا رأى المؤمن الظلم وهو يقع على أخيه وتحقق من براءته فلا يحق لأحد كائنا من كان أن يحرّم عليه الكلام، وفاعل ذلك مُحدث في دين الله، ومحرّف لتعاليمه الشريفة التي أكّدت وحثّت على ضرورة نصرة الأخ، وهي التعاليم التي ناقضها المفرّقة وساروا عكسها، فقد جاء في «سنن الترمذي 1931» عن أمّ الدرداء رضي الله عنها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من ردّ عن عرض أخيه ردّ الله عن وجهه النّار يوم القيامة».
قلت: ألا يخشى المفرّق أن يكون محاربا لأخيه المسلم في قضيّة ربّما نجّاه ربّه من النّار بسببِها؟! فلله العجب كم من حِكَمٍ ربّانية عارضها هؤلاء القوم بجهلهم وتعنّتهم، فربّ العالمين ببالغ حكمته قد حسم مادّة الشرّ فحرّم الغيبة وأوجب على مستمعها أن ينكرها حتى تصان الأعراض ويردع الظالم المعتدي ويعيش المسلمون في أمان وسلام، كلّ هذا لا تبصره عين المفرّق، فيأتي بعجلته المدمّرة فيسهّل مسالك الغيبة ابتداء بالطعن في الأعراض ثم يُكمل مشوار التسهيل فيُحرّم الكلام على من وقف على هذا الظلم ويمنعه من نصرة إخوانه! فأيّ فساد حلّ بالأمّة بسبب طيش هؤلاء السكارى؟!
إنّنا إذ نناقش المفرقة في مثل هذه القضايا الدقيقة فنحن في حقيقة الأمر نخاطبهم على حسب عقولهم وفهومهم، ولو أنّنا وسّعنا طرق البحث معهم لما انتهينا من الكتابة والردّ، فمثلا: قد تنزّلنا مع المفرقة في نقاشنا معهم في جواز إنكار الصغير لغيبة الكبير، وإثبات حقّه في الدفاع عن أخيه وإن لم يكن معنيا بالقضية، ولم نفتح معهم باب النقاش لنقنعهم بأنّ شريعة الله جاءت على نقيض منهجهم في تقديس الكبار! ففتحت بنصوصها العظيمة باب الإنكار على المعظّمين في قومهم في عموم المسائل وليس في الغيبة فقط، فالصغير له الحق أن ينكر على الكبير إن هو وقع في انحراف أو هفوة، ففي «سنن ابن ماجة 4007» عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قام خطيبا، فكان فيما قال: «ألاَ لا يَمنَعنَّ رجلاً هيبةُ النّاس أن يقول بحق إذا علمه»، فما أشدّ وقع هذه الأحاديث على القلوب الطاهرة الصادقة المعظمة لحدود الله! كحال راوي الحديث أبي سعيد رضي الله عنه قال الراوي: «فبكى أبو سعيد وقال: قد والله رأينا أشياء فهبنا»، فرضي الله عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كم كانت قلوبهم معظّمة لنصوص الشريعة.
وفي هذا المقام أقول للمفرقين: هل بكيتم كما بكى أبو سعيد رضي الله عنه عندما وقفتم على هذا النصّ الجليل؟! أم أنّكم وفّرتم دموعكم للنياح فقط على الدكتور فركوس عندما يكتب من تصفونهم بالصغار ردودهم عليه؟! أصلح الله شأنكم.
وخلاصة القول: أنّ بلالا تذكّر أخيرا -بعدما أصابته شرارات الطعن- قضيّة الدفاع عن النفس، واحتجّ على شيوخه وأقرانه بحقّه في الإجابة عن المسائل التي أثيرت حوله، وهكذا يفعل كلّ من أخلّ بالقاعدة النبوية العظيمة: «لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحبّ لنفسه» كما مرّ بنا سابقا، وبتصرّفه هذا يثبت بنفسه أسبقية من يصفهم بالصعافقة إلى فهم الدين ومعرفة منهج السلف عندما تكلّموا وتشجّعوا ونطقوا بالحق، ودافعوا عن أنفسهم ولم تمنعهم هيبة الشيوخ من بيان الحجة وإظهار المحجّة، ولو أنصف هذا الرجل لشكرهم واعترف لهم، ورجع عن باطله، لكن ما الحيلة وسنن الله نافذة في عباده: {فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}.
نجمةقال بلال «صفحة: 3»: «فقال لنا الشيخ: «لقد أمرته بحذفها»، فقلنا له: «هي موجودة إلى اليوم»، فاستنكر َحفظه الله وقال لنا: «سأكلمه ليحذفها»»، ثم قال بلال في الحاشية «9» من نفس الصفحة: «وما زالت موجودة إلى يومنا هذا رغم أنّ الشيخ جمعة حفظه الله كرّر هذا الطلب مرارا».
التعليق: لستَ أنت يا جمعة الذي يأمر يونسي فاعرف قدر نفسك! ولو كنتَ ذاك الرجل لسارع لامتثال أمرك! ولو خالط الإنصاف بشاشة قلبك يا عبد المجيد لتركت الرجل من أوّل يوم وأنت من أخبر الناس بمرضِه، وإنّي على يقين أنّك تذكر جيّدا كلامي فيه قبل سنة ونصف يوم أن وصفتُه في ردّي عليه بأنّه: «لا يرى حرمة لأحد مهما علت منزلته»! لكنّك أبيت الانصياع للحق المبين الذي جاء من جهة خصمك مرابط!
ثم أخبرني يا جمعة هل أمرتَه بحذف منشوراته لأنّها حملت باطلا وظلما؟! أم لأنّها حق وصواب لكن واجب التحفظ في هذه المرحلة جعلك تسعى للتخلص منها؟! أم أنّك جهلت تفاصيل القضية فعجزت عن تسيير الخصومة؟!
إن كانت الأولى: فأين نصرتك للمظلومين وأين حكمك في الرجل؟!
وإن كانت الثانية: فأين رُفعت صلابتك في الحق وأين ذهب موقفك الحازم في مثل هذه القضايا المنهجية؟! فكيف أجزت لنفسك التستر عن خصوم يونسي وقد وصفهم بالصعافقة؟!
أمّا إن كانت الثالثة: فهو تأكيد آخر يُضمّ إلى باقي التأكيدات التي أقْنَعتْنَا -منذ أن عرفناك- بأنّك من أضعف خلق الله، وأعجزهم عن الإصلاح بين الناس، فمنذ أن عرفتك وأنا أعلم عنك هذه الحقيقة، فإصلاحك بين الناس لا يختلف عن إصلاح لزهر القائم على إحراج الخصوم والتشديد عليهم ليحذفوا ويكتموا ما يعتقده كل واحد في الآخر ولو كان ذلك من الحق الذي يمس أصول الدعوة، فأكثر ما يبهج قلوبكم أن يقوم جنودكم في المجلس ويعانق بعضهم بعضا على طريقة المعذرة والتعاون! وهو بلا شك إصلاح مؤقت ظرفي سرعان ما يتلاشى عند أول امتحان.
يا جمعة اتّق الله واشهد شهادة حق على نفسك وأخبرني: هل اجتمعتْ فيك صفات المُصلح؟! وأنتم يا أسود الكرتون ويا صغار التفريق أعْنِيكُم يا بطانة جمعة كإلياس مداني ومحمد مزيان ونسيم بوقرين ومحمد كربوز وعبد الكريم لخداري وسعيد بوشن، وباقي القائمة التي أعلنت ولاءها لهذا المفسد على حساب أئمة السنة وجبال التوحيد، أخبروني جميعا: هل جمعة بأخلاقه السيئة ونفسيّته الهائجة يقوى على وظيفة الإصلاح بين الناس؟! أُسهّل عليكم الجواب وأنقل لكم كلاما نفيسا لإمام الدنيا سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله ثم أعطيكم كامل الوقت لتقارنوا بين ما ذكره الشيخ وبين ما وقفتم عليه من أخلاقيات جمعة، تفضلوا وتمعّنوا في كلامه ثم احكموا بأنفسكم!
قال رحمه الله وهو يتحدث عن صفات المُصلح كما في «مجموع الفتاوى 9/270»: «ينبغي أن يكون ذا حلم وتقوى لله وعمل صالح، وإنصاف للنفس من النفس حتى يتوسّط بين الناس بما أعطاه الله من العلم والبصيرة والإنصاف والتواضع، حتى يتوسط بين من زيّن لهم الشيطان الاختلاف والفرقة، ومن صفاته أن يكون جواداً كريماً سخياً، يستطيع أن يبذل المال في الإصلاح بين الناس، فالمصلح من صفاته الخلق الحسن والتواضع والجود والكرم وطيب الكلام وحسن الكلام وعدم سوء الكلام، يتوسط بكلام طيب وأسلوب حسن ورفق وجود وكرم، إذا دعت الحاجة إلى وليمة أو مساعدة بذل حتى يتمكّن من الصلح، ومما يتعلّق بالصلح أيضاً بذل المال ولو بطريق السلفة والقرض، يتحمّل حمالة يقترض من بعض إخوانه ليصلح بين المتنازعين والمختلفين من قبيلتين أو قرابتين أو أخوين أو ما أشبه ذلك، قد يحتاج إلى بذل المال ولو بالاقتراض ويعطى من الزكاة إذا تحمل للإصلاح، فالمصلح بين الناس جدير بأن يُساعد ويُعان حتّى ولو من الزكاة، في الحديث الصحيح أن الرسول صلى الله عليهِ وسلم قال: «إن المسألة لا تحل لأحد إلا لأحد ثلاثة وذكر منهم رجلاً تحمل حمالة فحلت له المسألة حتى يصيبها ثم يمسك» رواه مسلم».
قلت: كلّ ما رأيناه في هذه الفتنة من صنائع جمعة لا يدلّ ولو بإشارة واحدة على أنّ صفات المصلح تتوفر فيه؟! ذكرت هذه الفترة تحديدا لأنّ أكثر الناس لا يعرفون جمعة إلاّ في هذه الفتنة، أمّا معارفه قبل هذه الأحداث فهم يقينا أعرف من غيرهم بمستوى الرجل وقدراته في ميدان الصلح، اللهم إلاّ من حجب الهوى عن بصيرته!{وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا}.
وهنا استدراك مهمّ: لا يستبعد أن يكون جمعة كذابا عندما أخبر بلالا بأنّه أمر يونسي بحذف منشوراته، بل لو قلنا أنّ هذا هو الأصل لما ظلمنا هذا الرجل الذي أصبح ظاهرة في الكذب، والله المستعان.

إذا عُرِفَ الإنسان بالكذْب لم يَزل *** لدَى النّاس كذَّابًا ولو كان صادقَا
فإن قال لا تُصغي له جُلساؤه *** ولمْ يَسمعوا منه وإن كان ناطقَا

وممّا يؤكد لي هذه الفرضية هو معرفتي العميقة بحقيقة العلاقة بين جمعة وطفله المدلّل يونسي، فالرجل يدرك أكثر من غيره عقلية يونسي ونفسيته، وهو من أخبَر الخلق بطرقِه الماكرة التي يستعملها هذا المفسد مع خصومه، لكنّه مراوغ مخادع لا يقول الحق ولا يعمل به، يتظاهر كما في هذه الواقعة بما لا يعتقد، وكأنّه سئل عن شاب صغير يجهل أسلوبه وتفكيره إلى درجة أنّه استغرب واستنكر إبقاءه للمنشورات بعدما أنكر عليه! وهي حيلة لا تنطلي إلاّ على أمثال هذا المغفل المسكين صاحب الكتابة.
وليأخذ القارئ الكريم هذه القطعة النادرة التي تنقل شيئا من وقائع يونسي الضاربة في التاريخ، حتى يقتنع أكثر بأنّ جمعة خائن لا يؤتمن، وأنّه متستّر على المبطلين، ساكت على منكراتهم:
ففي يوم «21/10/2011»، علّق على يونسي في سحاب خدنُ جمعة وذراعه الأيمن في الإفساد «جلال أودينة»، بعد أن تهجّم هذا الأخير على طلبة العلم ووصفهم بالتّيوس ومنهم المشايخ الفضلاء مصطفى قالية وحسن بوقليل، وقال له: «أرجوا منك أخي بلال أن تكفّ عن إخوانك -وقد كلمتك في الإعراض عن هذا الأمر مرارا- وما ساءك منهم فقابله بالإحسان، ورجائي هذا يسبقه رجاء الشيخين الفاضلين -عبد المجيد وعبد الغني عويسات- فأعرض عن القوم إكراما للشيخين الفاضلين واستجابة لرغبتهما، وليعلم الإخوة الأفاضل أن ما خطّه اليونسي في تعقيبه على إخوانه ما هو إلا سطوة اليراع لا غير، فاعف واصفح ولا تشمت بنا الأعداء يا فاضل».
قلت: إذا أقنعتَ نفسك يا بلال كروز بأنّ جمعة سيتكلّم في يونسي، أو أنّه سيُنصفكم فأنت مغفّل لا تصلح للدعوة، لأنّك من أعرف الناس بيونسي ومن أخبرهم كذلك بجمعة! فقلّي بربّك كيف انطلت عليك هذه الحيلة؟! أم أنّ قانون المريد قد تجذّر في قلبك وأنبتَ مثل هذه المواقف المخزية التي لا تُشرِّف عاقلاً!
يا بلال اقطع طمعك ولا تفكر مرة أخرى في سحب كلمة من جمعة في يونسي: لأنّك ربما ستُصدمُ بعكس مرادك وتجد يونسي محذّرا من جمعة فاضحا لمخازيه الكثيرة التي يحتفظ بها في أرشيفه! وخذ منّي هذه الدرّة النادرة من تاريخ الرجلين: ففي يوم من الأيّام بلغ جمعة أنّ يونسي يشيع في الطلبة أنّه -أي جمعة- يستفيد منه في اللغة! فثارت ثائرة جمعة وغضب من يونسي لكنه لم يقابله بكلمة واحدة، فما الذي فعل يونسي عندما بلغه الخبر؟! ذهب مسرعا لجمعة وأنكر ما اشيع عنه ووبّخه وقال له: من تاريخ هذا اليوم ستكون علاقتي بك علاقة صحبة وليس علاقة تلميذ مع شيخه لأنّي لم أتوقع منك هذه المعاملة بعدما بلغك خبر!
هذا يونسي يا رجل هو من ينصح جمعة وهو من ينكر عليه كما فعل يوم أنّ أصدر بوق الأخضرية بويران ردّه على العنابي فأنكر على جمعة تقريظه للكتاب وقال له: بأي حق تقرظ لهذا الجاهل الذي لا يحسن الكتابة! فاعتذر جمعة بأنّه لم ينتبه! وقصص الباب لا تكاد تنتهي يا بلال وما ذكرته لك سمعته بنفسي مشافهة من يونسي! فهل اقتنعت الآن بأنّك تضيع أثمن أوقاتك وأنت تجري خلف هذا المطلب الخيالي؟! ركّز وانظر في نفسك واسألها فهي تعرف الحق بلا شك.
نجمةقال بلال «صفحة: 3»: «فمرّت الأيّام ومازال افتراؤه علينا في صفحات الفيس بوك، وسعى هو من يحسن الظن به، لرفع تجريح الشيخ لزهر حفظه الله له بنشر تزكيات جديدة للشيخ جمعة حفظه الله».
التعليق: مرّت الأيّام ولم تُحرّك وصية جمعة شعرة في رأس يونسي المُتصلّب! وهي حادثة تُلخّص قيمة جمعة الحقيقية، وأنّ تظاهره في هذه الفتنة بالصلابة والقوّة إنّما هو تمثيل فقط! وقد فضحه يونسي وأظهر معدنه الحقيقي أمام الناس، ولو كان جمعة صاحب حقّ لتكلّم في يونسي كما تكلّم في مرابط! لأنّه اعترف بقلمه كما في الحلقة الأولى من «الجواب عن الجواب» بأنّ من الأسباب التي حملته على الطعن في مرابط أنّه: «صار لا يقبل النصح حتى من أقرب الناس إليه ممّن يكبره سنّا ويفوقه علمًا»، وفي «الحلقة الثالثة» قال: «سماحة والده الشّيخ لزهر سنيقرة قد نصحه، وشدّد عليه في ذلك؛ فأبى إلا أن يعقّ الوَلَدُ والدَه، ويتمرّد التلميذُ على شيخه»، وذكر في نفس الحلقة أنّ: «عدم قبول النصيحة يُنبئ عن التكبّر والتطاول والغرور؛ وقد بيّن النبي صلى الله عليه وسلم حقيقة الكبر فقال: «الكبر بطر الحقّ وغمط الناس» رواه مسلم (147)، قال الإمام النووي رحمه الله في «شرح مسلم» (2/90): «بطر الحقّ هو دفعه وإنكاره ترفّعًا وتجبّرا». وهذا الذي بُلِيَ به صاحبك؛ بل ابتليتما به».
قلت: فجمعة وبلال أكّدا من قبل أنّ يونسي لم يتقبل النصيحة ولم يحذف منشوراته مع أنّ شيخه جمعة نصحه! فماذا ينبئنا موقفه هذا؟! هل ستَسُدّ عليه المنفذ يا جمعة كما فعلتَ معنَا عندما حصرتَ أسباب رَدِّنا للنصيحة في سبب واحد وهو: «التكبّر والتطاول والغرور»؟! أم أنّك ستلجأ إلى وضعية النعامة؟! بخٍ بخٍ يا جمعة ما أشجعك وما أرجلك في هذه الفتنة فلست أنت الذي يتشبه بالنعام! رجاء أرِنا الآن حمرة وجهك بعدما تمرّد عليك تلميذك، قم من فراش الهزيمة أيّها البطل الغيور على السنة، وتكلّم في يونسي وانتصر لهذا المنهج الذي فارقت أئمة الدنيا من أجله!
ثم هل من تفسير يا بلال لقولك: «وسعى هو من يحسن الظن به، لرفع تجريح الشيخ لزهر حفظه الله له بنشر تزكيات جديدة للشيخ جمعة»، هل فعلاً زكّاه جمعة تزكيات جديدة بعد تجريح لزهر له؟! على كلّ حال أعتذر فأنا لا أشكك في نقلك لأنّك من أخبر الناس وأوثقهم بشيوخ التفريق وقولك لا يرد بحال لأنّك موقّع على قانون المريد ومصطفّ من أول يوم في طابور التفريق، لكن عذري أنّني اندهشت من جمعة كيف يزكي يونسي بعدما جرّحه لزهر! فهل أغلق عليه إلى هذا الحدّ فصار يجهل أبسط المستجدات الواقعة بين أتباعه وأقرانه؟! وإن ثبت هذا فهي باقعة ما لها راقعة، لأنّها تثبت تلاعب يونسي بشيخه جمعة الذي خطف منه تزكيات ليَرجُمَ بها صديق الدرب لزهر! فعلى هذا الترجيح نستطيع أن نقول بكل طمأنينة بأنّ جمعة يُمْلَى عليه، ويُزكي المنحرفين الذين حذّر منهم شيوخ السنّة في الجزائر –لزهر- وهو لا يعلم!
أمّا إذا رجّحنا القول الثاني –وهو الحاصل- والذي مفاده أنّ جمعة وقف على تفاصيل الواقعة وسجّل تزكياته ردّا على لزهر فهنا يكون الوضع أخطر بكثير! وقبل بيان خطورة هذا الترجيح أنقل للعقلاء تزكية جمعة ليونسي الذي تثبت صواب هذا الترجيح.
قال السائل في محادثته الخاصة مع جمعة: «شيخنا فيما يخصّ الدورة العلمية التي سيقوم بها الشيخ بلال يونسي حفظه الله كنّا نريد الحضور، لكن بعض طلاب العلم ينقلون تحذير الشيخ لزهر من بلال يونسي فأشكل علينا مع العلم شيخنا أنّه لم يقدم أدل –يقصد أدلة- على جرحه، شيخنا هل نلتحق بالدورة وجازك الله خيرا»، فأجابه جمعة: «نعم التحق» «1».
قلت: ليتأكّد الآن المشكّكون والشاكّون في أحكام العارفين بنفسيّة جمعة، وليقتنعوا بصحّة قولهم فيه عندما وصفوه بالتجبّر والتكبّر والتهوّر، وأنّه لا يبالي بمن خالفه مهما علت منزلته، ومهما قويت علاقته به، ففي جوابه المنقول آنفا ورد ذكر لزهر سنيقرة -وما أدراك ما لزهر- ومع ذلك أجاب جمعة باستخفاف كبير «نعم التحق!»، وكأنّ السائل نقل له حكم شاب صغير متهوّر في يونسي، فلم يُفصّل، ولم يَحترز، ولم يذكر له مكانة لزهر ولم يطمئنه بأنّه سيحدثه في الموضوع ليُنهِي خلافه مع يونسي، بل أجابه بجواب مستهتر كشف زيف شعارهم: «على قلب رجل واحد»، وأبان عن حقيقة الصراعات الخفية الدائرة في الدّهاليز بين رؤوس التفريق، وهذه الحادثة تمثّل نزرا يسيرا من مجموع المعارك الطاحنة التي تكاد تُفتّت صخرتهم الهشّة.
أخي القارئ لك أن تتخيل وتقول: إذا كان جمعة يجيب عن رفيق دربه لزهر بهذا الشكل كيف سيكون جوابه عن خصومه يا ترى؟! ونحن لا نشكّ قدر أنملة أنّ جمعة يتكلم بصفته القائد العام للقوات التفريقيّة!
لفتة مهمّة: كنّا من قبل نحسب جمعة من أئمّة المفرّقين ومن مُقدَّميهم! وإذا بنا نصدم بحقيقة أخرى متعلّقة بقيمة هذه الأجوبة والأحكام عند فئة من أتباعه! فمثلا هذا بلال كاتب هذا الرد رأينا انزعاجه من نشر تزكيات جمعة ليونسي، وقد أظهر بكل وضوح قلقه من استعمالها في الباطل! وهنا أقول للمفرقين: إذا كان هذا حالكم مع أجوبة شيوخكم! فكيف جوزتم لأنفسكم الإنكار علينا عندما رددنا كلامهم ونبّهنا على خطر استغلال تزكياتهم من طرف البعض، بل استغلال الشيوخ أنفسهم لهذه التزكيات التي صارت تمنح لتحقيق أغراضهم الشخصية؟! يعني مرة أخرى يا بلال نُثبت لكم أنّ من تصفونهم بالصعافقة هم أفقه منكم بمسائل الدعوة وأعلم بشيوخكم منكم؟!
نجمةقال بلال «صفحة: 3»: «فتيقّنّا أنّ يونسي لن يتوقّف عن اعتدائه وظلمه ولا ينبغي لنا زيادة تأخير البيان لأنّه: لا يجوز تأخير البيان عن وقت الحاجة، ونصحا لمن لايزال يحسن به الظنّ من إخواننا».
التعليق: بما أنّك مريد للجماعة واسمك بلال وليس «محمد مرابط» فلك كامل الحق في الانتفاخ، ومسموح لك بأن تعظم نفسك وتتكلم وكأنّك أهل للكلام والنقد وكأنّ الأمة تنتظر نصحك: «فتيقّنّا ... ينبغي لنا.. ونصحا لمن..»، فتكلم يا رجل كما تشاء فبويران لن يكتب فيك حرفا واحدا، ولن ينتقد غرورك، ولن يلزمك أحد بالسكوت فأنت في مملكة التفريق التي من دخلها صغيرًا صار كبيرا، ومن دخلها حقيرا صار شريفا، ومن دخلها جاهلا صار عالما، ومن دخلها كاذبا صار صادقا، فهي مملكة العجائب وقلعة المعجزات!
ثم حدثني بتفصيل أكثر: كيف تيقنت بأنّ يونسي لن يتوقف عن ظلمه؟! هل غسلتَ يدك من جمعة واقتنعتَ بأنّه لن ينصفكم ولن يُحذّر من صديقه؟! ما أغباك يا رجل وما أبلدك إن كنت تفكر بهذا الشكل! لأنّك قبل أكثر من سنة وقفت بنفسك على تزكية مذهلة صدرت من جمعة في حق يونسي يَظهر منها بأقل تأمّل أنّ جمعة لا ولن يتكلّم بحرف واحد في الرجل، لكنّكم انتهازيون سكتم عن باطل شيوخكم فابتلاكُم الله بنقيض قصدكم، وها هي التزكية التي قصدتُها وفيها دافع عن صديقه يونسي يوم أن نُشِر فيه بيان كتبَه من وصفوا أنفسهم بطلبة زواغي:
قال جمعة: «...أنا أتعجّب كيف هذه المدّة المديدة كلّها التزم الصمت، ثمّ اليوم بالذات يخرج عن صمته، لينشر مثل هذا البيان مّما يؤكد أنّ من نشره مغرض، ومثير الفتن، لأنّ تلك الأخبار قد أكلها الزمان وشرب، أيضا فقد ذكر أشياء غير صحيحة وهي على خلاف الواقع، ولهذا أدعو الناشر أن يتقي الله تعالى ولينظر ما يكتب، فإنهم ستكتب شهادتهم ويسؤلون، وأخونا بلال نحسبه على خير ومحبا للسنّة غيورا على المنهج، وليس بمعصوم وكفى بالمرء نبلا أن تعد معايبه، ولعلهم حنقوا عليه لما أوجعهم بردوده وقض مضاجعهم، لهذا أنصح الإخوة الفضلاء ألا يتداولوا مثل هذه المنشورات بل لا يقرؤوها أصلا حتى تكون على البال راحة وتعود على المغرضين حسرة، وإذا أرسلت إلى هاتف أحدهم فليمحها والله الهادي إلى الصواب» «2».
قلت: يا بلال تأمل جواب شيخك جمعة، وكأنّ السائل سأله عن مقالِك! فجوابه يلائم وضعك، وكأنّه يخاطبك بقوله: «أنا أتعجّب كيف هذه المدّة المديدة كلّها التزم الصمت، ثمّ اليوم بالذات يخرج عن صمته، لينشر»، يا بلال مقالك: «يؤكد أنّ من نشره مغرض ومثير الفتن»، لأنّ: «تلك الأخبار قد أكلها الزمان وشرب»، فارجع عن غيّك فشيخك يدعوك إلى أن: «يتقي الله تعالى ولينظر ما يكتب، فإنهم ستكتب شهادتهم ويسؤلون»، أيّها الكاتب لقد بلغ يونسي عند شيخك منزلة الأئمة الذين قيل فيهم «إذا بلغ الماء قلّتين لم يحمل الخبث» فهو كما قال: «نحسبه على خير ومحبّا للسنّة غيورا على المنهج، وليس بمعصوم، وكفى بالمرء نبلا أن تعد معايبه»، أمّا أنتم فلا ندري سبب عداوتكم فلعلكم كما ذكر جمعة: «ولعلهم حنقوا عليه لما أوجعهم بردوده وقض مضاجعهم».
وأنت يا جمعة: إنّا –والله- نستغيث بربِّنا ونستجيره وندعوه أنّ يرفع عن السلفيين فسادك وإفسادك وضلالك وإضلالك، فقد تجاوزت حدودك وانحرفت بالشباب انحرافا شنيعا، تطعن في مشايخ السنّة وعلمائها، وتحتقر دُعاتها وطلبتها، وتزدري جهودهم وجهادهم، وتبطش بتراثهم، وتحكم عليهم: بالتخذيل والحزبية والتمييع والاحتوائية، وتصفهم بالكلاب الناطقة والمندسين، وترميهم بالفاحشة وتحرض عليهم أبواقك المرتزقين، فلا أنتَ ذكرت ماضيهم كما ذكرت ماضي مجنون سكيكدة يونسي، ولا أنت اعتبرت أخطاءهم من نبلِهم كما اعتبرت ذلك مع السفيه يونسي، أشغلتَهم –أشغلك الله- وأحزنتهم وأبكيتهم، أحرجتهم بين أقاربهم وجيرانهم، ولم تذكر كما ذكرتَ عن يونسي أنّهم ليسوا بمعصومين! حرّضت عليهم المريض والسفيه والمجنون والفاسق ولم تستشعر محبّتهم للسنة وغيرتهم على المنهج كما فعلت مع خليلك يونسي! أسأل الله أن يعاملك بعدله وأن يقتصّ منك لهؤلاء المظلومين، أيّها المخادع الخائن، والظالم المتجبّر.
وأنت أيّها المتعصب المقلّد: أطل جلستك وفكّر وقل كما هي عادتك: مرابط يطعن في المشايخ لأنّني لن أبالي بقولك بعدما ضربت لك موعدا بين يدي العزيز الجبار، يومها تبلى السرائر، وتجد في صحيفتك سوء عملك، وتتأكد يوم لا ينفع ندم ولا تراجع أنّ الأسماء بين يدي الله ساقطة وإنما يساق الظالم إلى حتفه مهما بلغت منزلته، فقل ما شئت واعتقد ما تريد وأنت تقرأ في الدنيا أنّ أوّل من تسعّر بهم النّار رجل تعلّم العِلم وعلّمه، ستعلم غدا هل سينفعكم شيوخكم وقد وقفتم على ظلمهم وبغيهم وتلاعبهم وتلونهم، تكلَّم كما تشاء أيّها المتعصب فأنت في دنيا الكلام، وإن شئت اسأل نفسك قبل أن يباغتك ملك الموت! أهذا دين الله؟! أهذه شريعة الرحمن؟! أهذا منهج السلف الذي اخترتُه لنفسي؟ يُطعن في صاحب الفضيلة الشيخ عبد الغني وتُهان كرامته ويُشطب على سيرته الزكيّة التي دامت أربعين سنة! ويُحتجّ لذلك بمقولة الظلم والبغي «العبرة بحاضر الرجل»، أمّا الطفل الشقيّ، والغرّ الحقير يونسي فيقال عنه: «كفى بالمرء نبلا أن تعد معايبه»؟! تكّلَم يا ظالم فهي فرصتُك السانحة أو اخرس إلى الأبد! قُلْهَا وروحك بين جنبيك قبل أن تقولها في ذلك اليوم العصيب {إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذَابِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ قَالُوا لَوْ هَدَانَا اللَّهُ لَهَدَيْنَاكُمْ سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِنْ مَحِيصٍ}، تشجّع واصدع بكلمة الحق وفُكَّ الأغلال التي وضعت على رقبتك حتى لا يقال لك يوم القيامة: {أَنَحْنُ صَدَدْنَاكُمْ عَنِ الْهُدَى بَعْدَ إِذْ جَاءَكُمْ بَلْ كُنْتُمْ مُجْرِمِينَ}، احذر نقمة الله وعذابه، احذر مكر الله وعقابه، فقد انحرفتَ وحرّفتَ بعدما أقيمت عليك حجج الله، لأنّك عرفت السلفية من دروس الألباني وابن باز والعثيمين، وفهمت منهج النقد من تراث مقبل وربيع والنجمي وعبيد، ومع ذلك ختمت عيشَتك وسوّدت تاريخك باتِّباع فركوس وجمعة ولزهر على باطلهم؟! أين عقلك يا ولد؟! تركت من وصفه الألباني – وما أدراك ما الألباني – بحامل لواء الجرح والتعديل وتعلّقت بستائر جمعة البالية الممزّقة؟! أعرضتَ عن وصايا الجابري صاحب الثمانين ووجّهت وجهك شطر موريدا وبوسنّة وجلواح وسائر المريدين؟! هل أصابتْكَ دعوة والديك؟! أم أنّك دعوتَ على نفسك بالهلاك فاستُجيب لك؟! فسّر لي تركَك للهدى بعدما عرفته وتحريفك للدين بعدما علمته؟! هل تعلم يا مسكين أنّ تارك الحق بعد معرفته أبعد من الهداية من غيره؟! {كيف يهدي الله قوما كفروا بعد إيمانهم وشهدوا أنّ الرسول حق وجاءهم البينات والله لا يهدي القوم الظالمين}.
قلت: إنّ السبب الرئيس في تلوّن جمعة ومن معه، وتغيّر أحوالهم وتعدد مواقفهم في المسألة الواحدة، أنّهم تركوا الدليل ونطقوا بالأباطيل، نصرة لأنفسهم، ومن كان هذا حاله سيضطرب وهو لا يشعر، ويُكشفُ زغلُه أمام الخلق وهو لا يدري، يقول أبو الوفاء كما في «الآداب الشرعية 1/281»: «من صَدر اعتقَاده عن برهان لم يَبق عندَهُ تلوُّن يُراعِي به أحوال الرِّجال»، إي ورّبي إنّه لحقّ! فكيف يجتمع دليل وتلوّن؟! وكيف يلتقي برهان وبهتان؟!
اليوم عرفت وعرف غيري لماذا شنّع جمعة على «بلاسم الجراح» ولماذا جعل تلك المقالة التي كتبتُها قبل الفتنة سببا في تجريحي! لأنّني قلت فيها أشياء كثيرة لامست نفسيّة جمعة المريضة، ومنها على سبيل المثال: «وما قدرها حقّ قدرها –أي الدعوة- من أهان حملتها بحقّ وغمز في أتباعها بصدق، وتبرّأ منهم وتنكر لجهودهم لأنهم خالفوا هديه ولم يخالفوا هديها، وأنكروا أصوله ولم ينكروا أصولها، وعارضوا توجيهاته ولم يعارضوا توجيهها»، سبحان الله! تأكدت اليوم بأنّ جمعة معذور عندما افترى عليّ وادّعى في بداية الفتنة أنّني كتبت المقالة ردّا عليه -ويعلم الله أنّه كاذب- لأنّه أيقن بأنّ فقراتِها خاطبت وِجدانَه، فأجابها مباشرة مع أني لم أذكره! ولو أنّه عرف منهج السلف لأدرك -حتى لو قصدته بمقالي- أنّ هذا من التعريض المحمود على الطريقة النبويّة «ما بال أقوام» فأمره هيّن ولا يستدعي تلك الحرب الضروس!

نجمةوقفات يسيرة على إجابة جمعة الأخيرة:
وردةقال جمعة: «أتعجّب كيف هذه المدّة المديدة كلّها التزم الصمت، ثمّ اليوم بالذات يخرج عن صمته مّما يؤكد أنّ من نشره مغرض، ومثير الفتن».
قلت: اترك إثارة العواطف ودعك من زخرف القول، وتحدث بلغة العلم واذكر لنا حكم الله فيمن رأى منكرا ولم يغيره في وقته؟ هل يسقط عنه واجب البيان مع تقادم الأحداث ومرور الأوقات؟! فهذا هو العلم المُحقّق الذي تميّز به أهل السنة عن غيرهم.
ثم أخبرني: لماذا تأخّرت أنت عن بيان أخطاء مشايخ الإصلاح عشرة سنين كاملة وسكتَّ عن انحرافاتهم وقد كنتَ تعلمُها كما ذكرت أنت ومن معك؟! أيجوز لك ما يحرم على غيرك؟! وهل يجوز لنا أن نحكم عليك بأنّك «مغرض، ومثير الفتن» كما حكمتَ على من ردَّ على يونسي بسبب تأخرّه؟!
وردةقال جمعة: «وأخونا بلال نحسبه على خير ومحبا للسنّة غيورا على المنهج».
قلت: ما شاء الله على هذه الأخلاق العالية! أمّا خصومك في هذه الفتنة فهم يُبغضون السنّة، ولا يغارون على المنهج، ونحسبهم على شرّ! إنّه الهوى يا جمعة ولا أدري هل دعوتَ يوما بدعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم: «وأسألك كلمة الحق في الغضب والرضا»، كما رواه النسائي في «سننه 1305» من حديث عمار بن ياسر رضي الله عنه؟!

... يتبع بالحلقة الثالثة وفيها:

قصّة جمعة مع طارق سمّاحي أحد أركانه في بسكرة

كتبه:
أبو معاذ محمد مرابط
26 ذو القعدة 1440 هـ
الموافق لـ 28 /07 /2019
الجزائر العاصمة



الهامش:
«1» الرابط: https://2.top4top.net/p_1301jcqha1.jpg
«2» الرابط: https://2.top4top.net/p_13020310g1.jpg

أبو عبد الله بلال أمقران 29 Jul 2019 09:47 PM

بارك الله فيك و جزاك الله خيرا

مهدي بن صالح البجائي 29 Jul 2019 10:51 PM

لله درك أيها المرابط، لله درك، لله درك!

أبو همام القوناني 29 Jul 2019 10:59 PM

حفظك الله شيخ محمد

كمال بن سعيد 29 Jul 2019 11:11 PM

أصبت كبد الحقيقة بارك اللّه فيك وفضحت ازدواجية تعاملهم ومكيالهم بمكيالين إن تعلق الأمر بهم استعملوا قواعد السلف لردّ الظلم والعدوان وإن تعلق بغيرهم طبقوا عليهم قواعدهم الفاسدة .
قال بلال «صفحة: 3»: «فتيقّنّا أنّ يونسي لن يتوقّف عن اعتدائه وظلمه ولا ينبغي لنا زيادة تأخير البيان لأنّه: لا يجوز تأخير البيان عن وقت الحاجة، ونصحا لمن لايزال يحسن به الظنّ من إخواننا».
يا بلال لماذا لم تستعمل قاعدة التهميش اقتداء بفركوس !؟ وهذا كلامك سطرته بيدك أنه لا ينبغي تأخير البيان عن وقت الحاجة رغم أنّ القضية تتعلق بك ولمّا طالب السلفيون فركوسا ومن معه بالأدلة لأنّ الأمر لايحتمل الإنتضار والفتنة أدت إلى التفريق وشقّ الصف ولم نر منكم إلاّ الموافقة على بدعة التهميش وهانحن اليوم نراك تقول الأمر لايحتمل تأخير البيان وفرق بين محنتك وبين الفتنة التي فرّقت السلفيين أين اختفت كل هذه القواعد المذكورة في ردك من الاجتماع والسماع لجميع الأطراف ومن حقّ الرد والدفاع أم أنكم ألغيتموها لمّا تعلق الأمر بخصومكم فاتق اللّه يابلال وعد إلى رشدك وفر من المفرّقة فرارك من الأسد بعد أن خبرتهم بنفسك ورأيت تناقضاتكم الكثيرة والمخالفة لمنهج السلف ألم يأن الآوان يابلال لتقف مع نفسك وقفة تدبر وتأمل وقفة محاسبة ومعاتبة وفقك اللّه لاتباع الحقّ الذي بينه العلماء فهو الهادي إلى سواء السبيل .

عبد القادر بن يوسف 29 Jul 2019 11:16 PM

مقال نفيس جدا .
جزاك الله خيرا أخي محمد وبارك فيك ونفع بك.

من قرأ هذا المقال بتجرد عرف حقيقة متولي كبر هذه الفتنة -عامله الله بعدله-
لكن ومن يرد الله فتنته فلن تملك له من الله شيئا.

واصل نصرك وقواك وثبتنا وإياك على الحق المبين.

علاء الدين محديد الداموسي 29 Jul 2019 11:19 PM

لله درك،فقد بينت لهم ما ابتلوا به من أدواء في هذه الفتنة،و وصفت لهم أدويتها من الكتاب و السنة وشرط الإنتفاع وهو ترك التعصب و التقديس فنسأل الله أن يخلصهم من هذه الأغلال و أن يهديهم إلى صراطه المستقيم .

عبد الرحمن كرمية 29 Jul 2019 11:27 PM

ما شاء اللّه.. يبارك اللّه.

جزاك الله خيرا يا من جعلك الله شوكة في حلوق المفرقة -رؤوسا وأبواقا-.

واللّه يا شيخ محمد إن مقالاتك وردودك -التي ولله الحمد والمنة لم يفتني منها ولا سطر واحد منذ بداية فتنة جمعة - قد جعلت لنا قبل المفرقة كمركز لإعادة التربية السلفية حيث تعلمنا منها ما جهلنا من أصول منهجنا المبارك وذكرتنا ما نسينا منه وذلك نظريا وتطبيقيا وهذا المقال المبارك أحسن مثال، فنصوص الكتاب والسنة التي استشهدت بها في مواطن كثيرة من المقال معروفة لدى الجميع لكن السر يكمن في اسقاطها على الحوادث والوقائع التي أنزلت لأجل معالجتها ومثال ذلك حديثا جابر وكعب رضي الله عنهما.

وأما إلزامك للمفرقين بأصولهم الباطلة وأقوالهم المنكرة فهو أكثر ما يميز مقالاتك.

فكيف بعد هذا كله لا تعذر مفسد بوزريعة لما قال بأن مقالاتك تأخذ عنها أجرا وذلك أنه لما يقرأها يتصور لو وفق أحد المفرقين لكتابة معشار ما تكتبه كيف تكون مكافأته؟!! حتى صاروا لا يتقبلون فكرة أنك لا تمتلك سيارة فاخرة لأنها أقل ما قد يجازى به هذا الذي يتمنوه في صفهم!

بارك الله فيك شيخنا الغالي.

عمر رحلي 29 Jul 2019 11:40 PM

بعد قراءة المقال المزبرج عرفت السر من قول شيخنا عبدالخالق عن المفرق أنه لايستطيع مواجهة عصفور.... واصل جهادك أخي محمد فأنت على ثغر،أرجو من الله لك القَبول.

أبو عبد الرحمن العكرمي 29 Jul 2019 11:41 PM

بوركت أيها المناضل المنافح ،فوالله لقد نصحت وبررت

ثم ما بال هؤلاء أطاشت عقولهم أم فتنوا في دينهم !!

لا إله إلا الله ، فتن وهوى غلاب والله العاصم .

ذكرني ذكرك لقضية استفادة جمعة من يونسي في اللغة،بعجيبتين اثنتين !

الأولى أنني سمعت بأذني ووعى قلبي،مرات عديدة وبعضها أمام بعض المصعفقة البلهاء اليوم!
سمعت بلالا يونسي يقول : (أنا ألقن الشيخ جمعة الفتوى أحيانا!)
نعم بلال يلقن الأصولي الفقيه الفتوى لا مسائل اللغة ، وزد تفصيلا آخر حكاه حين قال لي :
(كنت أكون مع جمعة في السيارة فيتصل به سائل ، فيقص جمعة علي السؤال طالبا للجواب ، فأمليه عليه)
نعم يقلنه الفتوى ! لا على سبيل التعليم والتدرب ، فبلال أرفع من أن يتعلم من جمعة ، بل على سبيل الانتفاخ والمشيخة!


أما الأخرى ، فإن جمعة لما لقيته ديسمبر من عام 2017 حكى لي قصه العشرين طعنة في السلفيين حواها مقال الشيخ عزالدين رمضاني ، وليطمئن قلبي قال لي :
(حتى بلال على علمه ومعرفته بالبلاغة لم يتفطن لها!)
و زاد بلال قائلا :(حتى الشيخ فركوس لم يتفطن لها!)

هكذا ينتفخ الشيخ إذا ظن من نفسه تفوقا على تلميذه!
و لست أرى اتفاقهما في الفتن إلا اتفاق مشارب ومصالح وأهواء
لا اتفاق عقيدة وعلم وهدى والله المستعان.

فاتح عبدو هزيل 29 Jul 2019 11:48 PM

جزاك الله خيرا

مختار حرير 29 Jul 2019 11:55 PM

لله درك يا أيها الشيخ المرابط، لله درك ما أصدق لهجتك، لله درك ما أقوى حجتك، لله درك ما أقوى شكيمتك، ولو لم يكن للمفرقين إلا أن فقدوا هذا القلم وصاحبه لكانت أمارة كافية على أن رب العزة قد خذل القوم.
وما قلته في بلال ينسحب على كثير من طلبة زواغي على اختلاف أجيالهم فقد عايشت أنا وإخواني معاناتهم مع جمعة في قضية يونسي وأودينة ولكن كما قلت وفقك الله هو التعصب لا يبقي لصاحبه عقلا ورجولة.

أبو البراء خالد 30 Jul 2019 12:16 AM

جزاك الله خيرا أبا معاذ! فوالله لقد نصحت وبيَّنت ووعظت وخوَّفت.
أسأل الله تعالى أن ينفع بهذه الكتابة المباركة الصَّادقة المؤيَّدة بالبرهان.
لله درك يا رجل!

يونس بوحمادو 30 Jul 2019 12:23 AM

بارك الله فيك شيخ محمد على هذا المقال النافع،مازالت فضائح المفرقة تتوالى وتتتابع، وفي هذا المقال ظهرت سفالة شيوخ التفريق وخستهم، وأنهم سيقة للرعاع من صغار العقول، ضعاف التدين، عديمي التربية السلفية، فبيت المفرقة قادته رويبضة، أما الرؤوس فليسوا سوى ناطقين رسميين، كلهم مبطونون ببطانة السوء من الصعاليك المجرمين الكذبة، ثم يرمون الأفاضل بأمراضهم الفتاة.

زهير بن صالح معلم 30 Jul 2019 01:58 AM

لله درك يا شيخ محمد وعلى الله أجرك، صراحة: عرفت يونسي في سكيدة سنة 2009 أو 2010، وكان مهمته التي يظهرها هي ربط الناس وخاصة أئمة المساجد بالمشايخ، فكنت أحسن به الظن، ثم بعد شيء من المخالطة عرفت خفته وتعالمه بل وتكبره واحتقاره لإخوانه، فطعن لي مرة في الأئمة السلفيين في سكيكدة، فدافعت عنهم بما أعرفه عنهم مع إثباتي لأخطاءهم، فقال لي: يا زهير انت ما تعرفهمش، هذو عندهم زوج وجوه يظهرون احترام المشايخ وفي السر يطعنون فيهم وذكر أخطاء لبعضهم، وطعن في منهجهم جميعا وقال: نحي الشيخ منير منهجه سلفي لكنه عامي، وكان يطعن في نوايا من يسعى منهم لجلب المشايخ لإلقاء محاضرات في مساجدهم ويزعم أنهم يريدون الحصول على التزكيات، حتى إن الأخ عبد النور حميطوش إمام مسجد بوعباز بذل جهدا كبيرا حتى استصدر رخصة لحسان آيت علجت لإلقاء محاضرة في مسجده أظن سنة 2013، فاتصل به بلال فاعتذر ولم يلقها، وقد حدثني بعلاقته الوطيدة بجمعة، وعرفت شيئا من ذلك بالمطالعة في الانترنيت أحيانا، ولما بدأت إرهاصات هذه الفتنة بالظهور، وقرأت تلك القصيدة السيئة التي كتبها يونسي في أحد أقارب عمر حمرون (الذي قيل أن المراد به الشيخ رضا بوشامة) استشعرت خطورة هذا الرجل ، وأنه قد يكون سببا في فتنة كبيرة بين المشايخ، مع إحسان ظن مني بجمعة في ذلك الوقت.
والآن تيقنت بعد قراءتي لمقالاتك القيمة عن هذا الرجل ابتداء من المدهش ومرورا بالحلقة الأولى من هذا المقال وانتهاء بهذه الحلقة أنه وأمثاله هم من كان وراء هذه الفتنة، وصدقت أيها الفاضل لما حذرت المشايخ قبيل الفتنة من شياطين الانس والجن الذين يريدون الافساد بينهم، ولكن هذه الكلمة الصادقة عوض أن تدفع جمعة إلى الاستفادة منها، هيجته وأثارت حفيظته، فأعلن حربه وبداية مشروعه التفريقي الخاسر.
نسأل الله لنا و لهم الهداية، ونسأل الله تعالى أن يحفظكم أخانا الكبير أبا معاذ ويسدد خطاكم ويمدكم بعونه، ويجزيكم خير الجزاء على نصحكم وصبركم وجهادكم في سبيل بيان الحق وتوضيحه للناس.
والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل.


الساعة الآن 11:56 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013