قالوا في النبي محمد صلى اللّه عليه وسلّم كما قالوا في عيسى عليه السلام
قال الشيخ عبدالله بن حميد -عليه رحمة الله - : قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم : « لتتبعن سنن من كان قبلكم » ، ومن سنن من قبلنا أن قالوا : إن عيسى هو الله ، أو إبن الله ، أو ثالث ثلاثة .
فهل وُجِد في هذه الأمة من قال : إن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم كذلك ؟ نقول : نعم ؛ وُجد في تركيا أناس يقولون : " إنّ الرّسول صلّى اللَّه عليه وسلّم نور من الله ، و جزء من الله ، وليس بشرًا " ففي إحدى السنوات الماضية إجتمعنا بمفتي تركيا ، و كان معه أخو رئيس الوزراء ، و اسمه ' سليمان ' ، و كان لا يجيد العربية و معه مترجم ، و سأل عن مسائل الحج تتعلق بمذهب الحنفية ، و أجيب عنها .. ثم أنتقل فسأل عن الرسول صلى اللّه عليه وسلّم ، فقال: ما رأيك في محمد ؟ . فاستغربت السؤال، وقلت: من أي ناحية !؟ قال : هل هو بشر ؟ قلت : نعم ؛ بشر - بهدوء حتى أعرف ما عنده - ، و سقت له الآيات { قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ } [سورة الكهف الآية 110] ، و نحوها . فقال : هذا تنزل منه و تواضع ، و إنما جاء على صورة بشر لأجل أن يكون مُشاكلا للمدعوّين من البشر ، فإنهم إذا شاكلهم صار ذلك أحرى لقبول دعوته ، و إلا فهو ليس ببشر . قلت : ما يقول المفتي ؟ فقال : إنه جزء من الله . كما قالت النصارى سواء بسواء ، لكن مثل هذا لا يُحتج عليه بالقرآن و السنة هذا لا يصلح معه إلا الحجج العقلية ، قلت : ( محمد ) جزء من الله !!؟. فقال: نعم . فقلت : هل محمد صلى اللّه عليه وسلّم موجود أو توفي ؟ فقال : لا ؛ ليس بموجود ، بل مات ؛ لأن الله يقول : { إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ }. [سورة الزمر الآية 30 ] قلت : إذا كان محمد صلّى اللَّه عليه وسلّم مات ، وهو جزء من اللّه ، فيكون الرب مشلولاً حينئذٍ ! ؛ لأن جزءًا منه مات . فبقي ساكتا ، ثم قال : أوقعتني في حيرة ، حسبي الله عليك . لم يستطع الجواب ، هذا شأنهم ، و هذا مصداق قول الرسول صلى اللّه عليه وسلّم : ( لتتبعن سَنن من كان قبلكم ) . / مقتطفة من شرح كتاب التوحيد \ ص 254 - 255 / |
الله المستعان،،
جزاك الله خيرا أخي على هذا النقل الطيب. ورحم الشيخ عبد الله بن حميد. |
الساعة الآن 04:54 AM. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013