منتديات التصفية و التربية السلفية

منتديات التصفية و التربية السلفية (http://www.tasfiatarbia.org/vb/index.php)
-   الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام (http://www.tasfiatarbia.org/vb/forumdisplay.php?f=2)
-   -   [موضوع للمشاركة] ما أبعدت النجعة في فهمه ثم ظهر لك خطؤك! (http://www.tasfiatarbia.org/vb/showthread.php?t=13003)

فتحي إدريس 20 Apr 2014 02:13 PM

[موضوع للمشاركة] ما أبعدت النجعة في فهمه ثم ظهر لك خطؤك!
 
إن الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.

أما بعد:

فهذا موضوع من المواضيع الترويحية التي لا تخلو من فائدة بإذن الرحمن، أحببت أن أفتتحه مع إخواني في الله حرصا على الفائدة والإفادة، واطلاعا على ما يجول في ذهنهم، وما يسرح به تفكيرهم، فهذا الموضوع قائم على ما يصادف طالب العلم حال اشتغاله بكتاب ربه تعالى، أو سنة نبيه صلى الله عليه وسلم، أو آثار الصحابة والتابعين رضي الله عنهم ورحمهم، أو كلام أهل العلم رحمهم الله، مما فهمه الطالب على غير وجهه، ثم فتح الله عليه وأعانه فاطلع على سوء فهمه فضحك على نفسه مع نفسه، وقد عبرت في العنوان بـ(ما أبعدت النجعة) دعوة إلى من كان فهمه قريبا يحوم حول الحمى بدليل الأولى، فكيف يدعى إلى المشاركة من أبعد في الفهم، ويترك من كان قريبا، فأرجو من إخواني حفظهم الله أن يشاركوني في هذا الموضوع وأن يثروه، ولن يخلو من فائدة بإذن الله، إذ أنك بعد ذكر ما فهمته وأخطأت فيه تذكر ما وقفت عليه مما دلك على خطأك فنأخذ بذلك المعنى الصحيح، ونتمتع بما جال به فكرك وفهمك.

ولا يفوتني أن أنبه إلى أن هذا الموضوع لن ينقص من قدر إخواننا حفظهم الله فالخطأ وحتى الاجتماع عليه إذا كان فيه رجوع لأهل العلم الثقات وتصحيح للفهم والخطأ لا يلام عليه المرء، ولا أدل على هذا من اجتماع الصحابة رضي الله عنهم على الخطأ في قوله صلى الله عليه وسلم: «...ومعهم سبعون ألفا يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب ثم نهض فدخل منزله فخاض الناس في أولئك الذين يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب، فقال بعضهم: فلعلهم الذين صحبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال بعضهم: فلعلهم الذين ولدوا في الإسلام ولم يشركوا بالله، وذكروا أشياء فخرج عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: «ما الذي تخوضون فيه؟» فأخبروه، فقال: «هم الذين لا يرقون، ولا يسترقون، ولا يتطيرون، وعلى ربهم يتوكلون»[رواه البخاري (5752) ومسلم (374)] ومع ذلك لم يلمهم النبي صلى الله عليه وسلم ولم ينقص ذلك من قدرهم رضي الله عنهم.

وبما أنني صاحب المقال فلا محيص ولا محيد من طرح فهمي الذي أبعدت فيه على الإخوان ترويحا لهم وإفادة بعدُ بالصواب، فأقول:

قد مر معي قول علي رضي الله عنه: «قرنت الهيبة بالخيبة، والحياء بالحرمان» فنظرت فيه وفكرت مليا، فقلت المراد بقوله: "الهيبة" على أن يكون الإنسان يهابه الناس ويوقرونه ويجلونه، وبقوله: "الخيبة" الحرمان والخسارة، فلفقت بينهما، وجمعت على أن الإنسان الذي يطلب الهيبة عليه أن يكون ذا مروءة وتقوى وخوف من الله تعالى وغير ذلك، وهذه كلها تحمله على أن يحرم نفسه من كثير من الأشياء التي يتعاطاها غيره ممن لا مروءة له ولا تقوى ولا يسعى لهذا الأمر.

فإذا بي أقف على المعنى الصحيح في كتاب "الأمثال" لأبي الخير الهاشمي –رحمه الله- قال:

«قرنت الهيبة بالخيبة: أي من هاب الأخطار خاب عن بلوغ المعالي».

فإذا بي أضحك على نفسي مع نفسي بعد الوقوف على كلامه وآن لإخواني أن يستمتعوا معي!

في انتظار تجاوبكم حفظكم الله، وفي شوق إلى فهمكم وأمثلتكم حفظكم الله...

أبو البراء 20 Apr 2014 02:37 PM

بارك الله فيك أخي فتحي على هذه الملحة.
وأنا أشركك بثنتين: واحدة عن أشياخي، وواحدة عن نفسي، أمَّا الَّتي عن أشياخي فقد حدَّثنا بها شيخنا صالح السّحيمي ـ حفظه الله وأطال الله عمره في طاعته ـ أنَّه قرأ في الكتاب المدرسي لما كان صبيًا: ويقول المصلي: "رب اغفر لي بين السجدتين"، قال شيخنا: فكنت أقول إذا جلست بين السجدتين: "رب اغفر لي بين السجدتين! رب اغفر لي بين السجدتين"!
وأما الَّتي عن نفسي فقد قرأت في الصغر في سنن أبي داود أن النَّبي صلى الله عليه وسلم كان يفتخ أصابع رجليه في السجود، فسقطت عليَّ النقطة على الخاء، فظننت أنَّ من سنَّة النبي صلى الله عليه وسلَّم أن يفرِّج بين أصابع رجليه في السجود، ثمَّ انتبهت إلى صوابه بعد برهة، وأنَّه بالخاء المعجمة، ومعناه أنَّه يوجِّهها إلى القبلة حال سجوده.

عبد الرحمن رحال 20 Apr 2014 02:48 PM

موضوع أعجبني كثيرا جزاك الله خيرا أخي الفاضل فتحي وبارك فيك
أما مشاركة أخينا الكريم خالد هي لطيفة و جملية جدا. بارك الله فيكم.

عبد الرحمن رحال 20 Apr 2014 03:12 PM

1-وهذه أخرى وقعت لي أنا و أحد الإخوة من أصدقائي -حفظه الله- كنا ذكرنا حديث النبي صلى الله عليه وسلم "إذا دعي أحدكم فليجب"
ثم تكلم أحد الإخوة الأفاضل قائلا لنا ( قالك وإذا كان صائم يصلي ركعتين) -ابتسامة- فرد عليه صديقي بل المقصود في الحديث " إذا دعي أحدكم فليجب فإن كان صائما فليصل وإن كان مفطرا فليطعم " رواه مسلم معنى فليصل ، فليدع.


2- وهذه مرة كنا في المسجد تكلمت أنا وأحد إخواني مع أخ أراد أن يصلي فقلنا له استتر بسترة فذهب وجعل السترة من خلفه -ابتسامة-.

أبو معاوية كمال الجزائري 20 Apr 2014 04:03 PM

لعلّ هذا الذي كتبته أخي الفاضل فتحي، ممّا يعين كثيراً على الإنصاف من النفس، وكسرها وتعريفها مكانتها وقدرها.
وإنّي لأذكر الكثير عن نفسي في الباب، حتى أني لأنكر بعضه لشدّته وغرابته، ومنه ما كنتُ أقرِِؤه من قول الله جلّ وعلا: "أم أنا خيرٌ أم هذا الذي هو مهين ولا يكاد يُبين "
فكنت أتلوها : يَبين، بالفتح، ولم أتفطّن لفداحة ذلك الخطأ بالرغم من استماعي للآية تتلى مراراً من مختلف القراء، والفضل لله ثمّ لأخي الفاضل الشيخ حسن بوقليل حفظه الله الذي نبّهني عليها، من غير تعنيف فجزاه الله خيراً.
ولولا ضيق الوقت وضعف الاتصال بالشبكة عندي لذكرتُ من هذا عن نفسي الكثير.
علّمني الله وإيّاكم نافع العلم ورزقنا صالح العمل برحمته ومنه وكرمه.

أبو عبد السلام جابر البسكري 20 Apr 2014 07:09 PM

بارك الله فيكم على الموضوع الشيق - إبتسامة -

احببت أن أشارككم بهذه:

كنت جالسا يوما مع صديق لي فمر بنا شخص قال صباح الخير ولم يبدأ بالسلام.

فكشر صديقي في وجهه ولم يرد عليه.

فرددت عليه أنا التحية.

قال لي صديقي : ألا تعلم حديث : من بدأ بالكلام قبل السلام فلا تحبوه.

قلت مستغربا : لا تحبوه !!

- إبتسامة - قلت أعلم الحديث ولكن ليس فلا تحبوه ، الحديث فلا تجيبوه .

عن ابن عمر قال :قال صلى الله عليه وسلم : من بدأ بالكلام قبل السلام فلا تجيبوه . قال الشيخ الألباني : ( حسن ) انظر حديث رقم : 6122 في صحيح الجامع

وهكذا تبين لصديقي خطأه في تطبيق الحديث الخاطيء.

أبو محمد سامي لخذاري السلفي 21 Apr 2014 04:32 AM

جزاكم الله خيرا اما انا فكنت كلما مر بي قول الله تعالى { إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون لا يسمعون حسيسها} يقع في نفسي ان من انعم الله عليه في الدنيا فما ادى شكرها مبعد عن الجنة يوم القيامة موكل الى ما شغل به حتى وقفت على تفسيرها ولله الحمد - إبتسامة -

محمد طيب لصوان 21 Apr 2014 05:19 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو معاوية كمال الجزائري (المشاركة 48350)
ومنه ما كنتُ أقرأه من قول الله جلّ وعلا: "أم أنا خيرٌ مِّن هذا الذي هو مهين ولا يكاد يُبين "
.

لعل الخطأ لا زال يتبعك في هذه الآية أخي كمال ( ابتسامة)

فتحي إدريس 21 Apr 2014 06:00 PM

جزاك الله خيرا شيخ خالد وبارك فيك وحفظ الله الشَّيخ العلامة صالحا السحيمي وأطال عمره في طاعته.
والشكر موصول لبقية الإخوة المعلقين حفظهم الله وجزاهم خيرا.
ولا زلت في انتظار بقية الإخوة حفظهم الله...
أسأله تعالى أن يرزقني وإخواني سرعة البديهة ودقة الفهم والاستنباط.

أبو خليل عبد الرحمان 21 Apr 2014 06:35 PM

جزاك الله خيرا أخي فتحي على فتح باب لا يخلو من فوائد :
1- الإنحراف عن الفهم الصحيح ليس عيبا ما دام المنحرف مستعدا للرجوع و التعلم ، و إنما العيب في من أصر مستكبرا على خطأه ، أو منعه الخجل من الرجوع إلى الصواب أو التعلم من غيره خصوصا إذا كان المصحح أصغر منه .
2- إن من تأمل ما حصل أو يحصل من انحراف في الفهم عند أقرانه ، بل حتى الشيوخ تنبسط نفسه للعلم . كما قالت الخنساء : و لولا كثرة الباكين .....
3- إن الإنحراف عن الفهم الصحيح كسر لأنف الغرور و الإعجاب ، و معرفة قدر النفس
4- إن الإصابة في الفهم نعمة من الله ، فقد كان شيخ الإسلام يقرأ مئة تفسير ، و مع ذلك يقول : اللهم يا معلم إبراهيم علمني ، و يا مفهم سليمان فهمني . ، و ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء .
5- ذكر الشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله - ما ملخصه - من المستحسن أن يفسر الطالب الآية بنفسها قبل أن يطلع علي العلماء فيها ، و في ذلك دربة و تربية للملكة ، و قد ذكر من قبله الشيخ الفقيه ابن بدران الحنبلي - ناصحا - أنه كان يجتمع مع رفاق له ، و يحاولون أن يفكك المتن قبل عرض الشيخ .
6- إذا أعمل الطالب - من باب الدربة - فهمه في النصوص ، و كلام العلماء ،ثم إذا اطلع بعدها على كلام العلماء ، و وقف خطأه كانت عاملا قويا في ترسيخ العلم
7- الترويح عن النفس
.
أسأل الله أن تكون مشاركة في محله - آمين

فتحي إدريس 21 Apr 2014 06:59 PM

جزاك الله خيرا أخي الفاضل أبا خليل على ما تممت به موضوع أخيك، ولكنني قرأت ما سطرت يراعك وكلي شوق لمعرفة ما وقع لك، ولكنني لم أظفر بشيء في النهاية، مع ما حواه التعليق من نفائس حفظك الله، فأرجو أن تتم الفائدة مشكورا مأجورا.

ندير بومدين حمادي 23 Apr 2014 07:19 PM

جزاك الله خيرا أخانا فتحي على هذا الموضوع الماتع
أما بالنسبة لي فكنت كلما قرأت حديث تميم الداري رضي الله عنه "الدين النصيحة" استشكلتُ أن تكون النصيحة لله ولكتابه ولرسوله قاصرا لفظ النصيحة على معناها العرفي فأصرف الحديث إلى أن النصيحة تكون من الله و تكون من كتابه و تكون من رسوله صلى الله عليه وسلم إلى آخر الحديث وذلك إلى أن وفقني الله إلى قراءة شرحه لابن رجب رحمه الله فنسأل الله أن يوفقنا للعلم النافع والعمل الصالح والفهم السديد

عبد المجيد عبد الجبار ابو عبد الرحمن 23 Apr 2014 09:19 PM

بارك الله فيكم
أما بالنسبة لي
فقد كنت وانا في زمن الصبا أقرأ قوله جل في علاه
**وإن نشأ نغرقهم فلا صريخ لهم **
أقرؤها
** فلا ضريح **
والذي أكد لي تصحيفي وجعلني غافلا عن التصحيح هو فهمي لهذا الذي صحفته
أنهم إن غرقوا في البحر فإن جثثهم تفقد وبالتالي لا يدفنون في **ضريح**
ثم بعد زمن غير يسير اهتديت إلى الصواب في الآية وفي غيرها من الأمور
فلله الحمد على نعمة الاستقامة

أبو عبد الرحمن العكرمي 23 Apr 2014 09:54 PM

جزاك الله خيرا , أدخلت و إخواني المعلقين سرورا على القارئين

من طرائفي و عجائبي , أنني أول الاستقامة كنت لا أعرف الكوع من الكرسوع و لا الفاعل من المفعول , و كنت أضعف شيء في اللغة و فقهها و إعرابها , و كنت لفرط جهلي باللغة , أحسب أن الغائط هو الريح لا ما تعرفون , فكنت ألزم نفسي ما يلزم لمن أتى غائطا و الله المستعان


و من هذا الصنف أيضا أذكر أن والدي أيام الصبى ألزمني و إخوتي بحفظ سورة من القرآن و كان نصيبي سورة الأعلى بحكم أنني أقدرهم على الحفظ مع أنني أصغرهم و كان نصيب أخي الأكبر سورة القدر , فكان أخي كلما قرأ قوله تعالى : (( تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ)) فكانت ترتعد فرائسه و يتملكه رعب شديد لأنه فهم قوله تعالى : و الروح فيها . على المعنى الدارج , أي كما نقول بالعامية : نروحوا فيها , بمعنى نهلك و نضيع , فكان يسأل والدي و هو خائف : علاه تنزل الملائكة و نروحوا فيها ؟؟


و غير هذا كثير إن ذكرته ذكرته لكم .

أبو معاوية كمال الجزائري 23 Apr 2014 10:14 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عبد الرحمن العكرمي (المشاركة 48445)
[b فكان أخي كلما قرأ قوله تعالى : (( تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ)) فكانت ترتعد فرائسه و يتملكه رعب شديد لأنه فهم قوله تعالى : و الروح فيها . على المعنى الدارج , أي كما نقول بالعامية : نروحوا فيها , بمعنى نهلك و نضيع , فكان يسأل والدي و هو خائف : علاه تنزل الملائكة و نروحوا فيها ؟؟


و غير هذا كثير إن ذكرته ذكرته لكم .[/b]


أضحك الله سنّك أبا عبد الرحمن، والشكر موصول لصاحب الموضوع، أخينا فتحي على فكرة هذا المشاركة الطريفة.


الساعة الآن 11:47 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013