منتديات التصفية و التربية السلفية

منتديات التصفية و التربية السلفية (http://www.tasfiatarbia.org/vb/index.php)
-   قــســـــــــــم الأخــــــــــــوات (http://www.tasfiatarbia.org/vb/forumdisplay.php?f=36)
-   -   لِـدُوا لِلْمَوْتِ وابْنُوا لِلْخَرَابِ!!! (http://www.tasfiatarbia.org/vb/showthread.php?t=24651)

أم وحيد 06 Jan 2020 01:25 PM

لِـدُوا لِلْمَوْتِ وابْنُوا لِلْخَرَابِ!!!
 
5 مرفق


https://i.servimg.com/u/f58/19/62/82/12/12581310.png

http://www.tasfiatarbia.org/vb/attac...1&d=1578312808

لِـدُوا لِلْمَوْتِ وابْنُوا لِلْخَرَابِ!!!

وكلّ نفسٍ في هذه الحياة مصيرها الموت، وكلّ ما في الدنيا، من مبانٍ وزخارف، وملذّات، وشهوات، مصيره الزوال، وقد أحسن أبو العتاهيّة حين قال:
"لِدُوا للموتِ وابنُوا لِلخُرابِ**فكُلّكُمُ يَصِيرُ إلى تَبابِ(1)
لِمنْ نبنِي ونحنُ إلى ترابِ**نصِيرُ كمَا خُلِقْنَا منْ ترابِ."

فهل يعتبر مَن يشاهد، ويعاين الأحداث والوقائع، وقد رأى الموت، وحالات تصير إلى الموت، واحتضارا للموت؟

http://www.tasfiatarbia.org/vb/attac...1&d=1578313972

كُلَّ يَوْمٍ، نستيقظ على وقع أحداث
تفزعنا بـمفاجآت،
تُخبر أنّ ِنَفْسًا تَحْتَضِرْ لِلْمَمَات،
بِحَادِثٍ مُرَوِّعٍ، أو مَرَضِ الوَفَاة،
أو مَنِيَّةٍ تَبْغَتُ،
والقَلْبُ في غَفْلَةٍ و نَوْمٍ و سُبَات!

كُلَّ يَوْمٍ، رُوحٌ تُفْضِي إلى مَوْلاَها،
والأَلَمُ يَقْوَى والضَّيْقُ لاَيَبْرَحُ البُكَاة!
وتستمر -مع كُلِّ فَجْأَةِ مَوْتٍ- الْحَيَاة.

كُلَّ يومٍ، يفارقنا مَن شاطرونا العِلْمَ
والهَمَّ والبَسْمَة، بِوَدَاعِ الحَسَرَات!
و يَسْتَمِرُّ -رغم ذلك - أَمَلُ العَيْشِ، و الْحَيَاة.

http://www.tasfiatarbia.org/vb/attac...1&d=1578312924

كُلَّ يومٍ، تُقْبَضُ أَرْوَاحُ مُذْنِبِينَ، أَكْثَرُوا السَّيّـِئَات،
والقُلُوبُ لاَتَعِي الدُّرُوسَ والعِظَات
أنّ المَوْتَ حَقٌّ،
وكُلُّ شَيْءٍ يُدَوَّنُ -يَوْمَ اللّـِقَاءِ- فِي السّـِجِلاَّت .!

وتَفْنَى الدُّنْيَا، وتَفْنَى اللّذّات،
وتَبْقَى آثَارُ مُقْتَرِفِيِّ الْمُوبِقَات،
تَشْهَدُ بـالعَار، إلاّ «مَنْ» سَتَرَ اللهُ رَبُّ البَرِيَّات،
وقد عاد إليه بِالاسْتِغْفَار، قَبْلَ الرَّحِيلِ،
فَتَزَوَّدَ بِـالْمَاحِيَات، مِنَ الأَعْمَالِ الصَّالِحَات.

http://www.tasfiatarbia.org/vb/attac...1&d=1578313017

وهكذا تَسِيرُ الأيّام، وهكذا تَسْتَمِرُّ الحياة،
بين مُسْرِفٍ فِي الذُّنُوبِ والمُهْلِكَات،
وبين بَاذِلِ العُمُر في الخَيْرِ والطَّاعَات،
إلى أَنْ يَرِثَ اللهُ الأَرْضَ ومَنْ عَلَيْهَا
مِنَ الأَنْفُسِ والكَائِنَات.

أم وحيد بهية صابرين

------------------------------------------------------------------
(1) هناك من نقل البيت باللّفظ الأخير في قول الشاعر: إلى "ذهاب" وليس "تباب"


http://www.tasfiatarbia.org/vb/attac...1&d=1578313276




الساعة الآن 09:19 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013