نظم مسألة: السنة التَّركية من نثر أخينا الكوشي "إضاءات أصولية"
بــــــــسم الله الرحمن الرحيم قَاعِدَةُ: تَرْكِ النَّبِي لِلْفِعْلِ === أَوْ قُلْ: سُنَّةُ تَرْكِهِ لِلْفِعْلِ بِهَا تَسُدُّ بَابَ الاِبْتِدَاعِ === فِي الدِّينِ عَمَّنْ كَانَ لَهُ دَاعِي معنى الترك لغة واصطلاحا فَالتَّرْكُ فِي اللُّغَةِ: أَنْ تُخَلِّيَا === الشَّيْءَ أَوْ تَدَعَهُ مُوَلِّيَا وَفِي اصْطِلَاحِهِمْ: هُوَ الإِعْرَاضُ عَنْ === أَمْرٍ تَقْدِرُ عَلَى فِعْلِهِ زُكِنْ هل الترك فعل أم لا؟ وَالتَّرْكُ فِعْلٌ عِنْدَ جُلِّ العُلَمَا === َوِضِدُّهُ يُنْسَبُ لِلْجُبَائِيِّ افْهَمَا وَالأَوَّلُ قَوْلُ: السُّبْكِي وَالشَّاطِبِي === وَالسَّرْخَسِي الغَزَالِي وَابْنِ الحَاجِبِ وَابْنِ المُنِيرِ وَابْنِ حَزْمٍ الصَّنْعَانِي === وَالزَّرْكَشِي الشِّنْقِيطِي وَالشُّوكَانِي دليل من قال أن الترك فعل دَلِيلُهُمْ مِنَ الكِتَابِ فَاسْمَعَا === إِذْ سَمَّى اللهُ التَّرْكَ فِيهِ صُنْعَا وَفِي الحَدِيثِ: «المُسْلِمُ مَنْ سَلِمَا» === إِذْ سَمَّى تَارِكًا أَذَاهُ مُسْلِمَا وَمِنْ كَلَامِ العَرَبِ الأَحْرَارِ === فِي بَيْتِ قَائِلٍ مِنَ الأَنْصَارِ: لَئِنْ قَعَدْنَا وَالنَّبِيُّ يَعْمَلُ === لَذَاكَ مِنَّا الْعَمَلُ المُضَلِّلُ أنواع الترك: معلل، وتشريعي، ومشترك بينهما أَنْوَاعُهُ: مُعَلَّلٌ، تَشْرِيعِيٌّ، فَمَا === يَكُونُ التَّرْكُ اشْتَرَكَ بَيْنَهُمَا فَالأَوَّلُ: بِنُفْرَةِ الطَّبْعِ لَهُ=== كَقَوْلِهِ فِي الضَّبِّ: إِنِّيَ أَعَافُهُ أَوْ خَشْيَةِ مَا يُفْرَضُ عَلَيْنَا === كَتَرْكِهِ القِيَامَ فِي رَمْضَانَا أَوْ مَحْضِ إِشْفَاقٍ مِنْهُ بِالأُمَّهْ === كَتَرْكِ تَأْخِيرِ صَلَاةِ العَتَمَهْ أَوْ خَوْفٍ مِنْ تَرَتُّبِ المَفَاسِدِ === كَتَرْكِ الكَعْبَةِ بِلَا قَوَاعِدِ وَالثَّانِي: تَشْرِيعِي لِمَا خُصَّ بِهِ === كَتَرْكِ أَكْلِ الثَّوْمِ مَعْ إِذْنٍ بِهِ أَوْ لَمْ يَعُدْ إِلَى مَا كَانَ نُسِخَا === كَتَرْكِهِ الوُضُو مِمَّا قَدْ طُبِخَا أَوْ تَرْكِهِ الفِعْلَ قَصْدًا إِلَى بَدَلْ === يَتْرُكُ تَارَةً وَتَارَةً أُخْرَى فَعَلْ فَائْتِ بِهَا كَصِيَغِ التَّشَهُّدِ === مِنْ غَيْرِ جَمْعٍ فِي مَقَامٍ وَاحِدِ أَوْ تَرْكِهِ وَفِعْلِهِ الأَمْرَ مَعَا === فَالْتَزِمِ الكُلَّ كَرَفْعٍ فِي الدُّعَا وَالثَّالِثُ: فَالمُقْتَضَى لَمْ يَقُمِ === فِي عَهْدِهِ مِثْلُ تَدْوِينِ العِلْمِ أَوْ مُقْتَضَاهُ قَامَ لَكِنْ مُنِعَهْ === كَتَرَاوِيحٍ فِعْلُهَا فِيهِ سَعَهْ أَوْ مُقْتَضَاهُ قَامَ دُونَ مَانِعِ === فَفِعْلُهُ مُخَالِفٌ لِلشَّارِعِ طرق معرفة التَّرك وَطُرُقُ مَعْرِفَةِ التُّرُوكِ === أَصْرَحُهَا التَّصْرِيحُ بِالتُّرُوكِ أَوْ عَدَمِ النَّقْلِ فِيمَا لَوْ فَعَلَهْ === لَقَامَ دَاعِ النَّقْلِ فِيمَا فَعَلَهْ نظمها أبو الحارث يوسف بن عومر ليلة الأحد الرابع من ذي الحجة الحرام سنة ثمان وثلاثين وأربع مئة وألف للهجرة |
جزاك الله خيرا أخي يوسف ووفق لما يحبه ويرضاه، نظم بديع ومفيد.
مزيدا من التألق |
الساعة الآن 07:35 AM. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013