منتديات التصفية و التربية السلفية

منتديات التصفية و التربية السلفية (http://www.tasfiatarbia.org/vb/index.php)
-   الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام (http://www.tasfiatarbia.org/vb/forumdisplay.php?f=2)
-   -   إِتحَافُ الطَّائِفَة بِالتَّعلِيقِ عَلَى كَلاَمِ جُمعَة حَولَ تَعرِيفِ الوَاقِفَة! (http://www.tasfiatarbia.org/vb/showthread.php?t=24211)

أبو حـــاتم البُلَيْـــدِي 24 Jan 2019 07:37 PM

إِتحَافُ الطَّائِفَة بِالتَّعلِيقِ عَلَى كَلاَمِ جُمعَة حَولَ تَعرِيفِ الوَاقِفَة!
 
إِتحَافُ الطَّائِفَة
بِالتَّعلِيقِ عَلَى كَلاَمِ جُمعَة
حَولَ تَعرِيفِ الوَاقِفَة!



أعده: أبو حـــاتم البُلَيْـــدِي -سَلَّمَهُ الله من الفتن-



بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي جعل بقايا من أهل العلم ينفون عنه تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له ولي الصادقين، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الصادق الأمين، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
فإن من أعظم الخطايا عند الله -وأكثرها وقعا في النفوس- مصيبة القول في دين الله بغير علم، قال ابن القيم رحمه الله: "وأما القول على الله بلا علم فهو أشد هذه المحرمات تحريْمًا وأعظمها إثْمًا، ولهذا ذكر في المرتبة الرابعة من المحرمات التي اتفقت عليها الشرائع والأديان ولا تباح بحال، بل لا تكون إلا محرمة، وليست كالميتة والدم ولحم الخنزير، الذي يباح في حال دون حال، فإن المحرمات نوعان: محرم لذاته لا يباح بحال، ومحرم تحريْمًا عارضًا في وقت دون وقت. قال الله تعالى في المحرم لذاته: {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّي الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ} ثم انتقل منه إلى ما هو أعظم منه فقال: {وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ} ثم انتقل منه إلى ما هو أعظم منه فقال: {وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا} ثم انتقل منه إلى ما هو أعظم فقال: {وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ} فهذا أعظم المحرمات عند الله وأشد إثْمًا، فإنه يتضمن الكذب على الله ونسبته إلى ما لا يليق به، وتغيير دينه ونفي ما أثبته وإثبات ما نفاه، وتحقيق ما أبطله وإبطال ما حققه وعداوة من والاه وموالاة من عاداه، وحب ما أبغضه وبغض ما أحبه، ووصفه بما لا يليق به في ذاته وصفاته وأقواله وأفعاله.
فليس من أجناس المحرمات أعظم عند الله منه ولا أشد إثْمًا، وهو أصل الشرك والكفر، وعليه أسست البدع والضلالات، فكل بدعة مضلة في الدين أساسها القول على الله بلا علم.
ولهذا اشتد نكير السلف والأئمة لها وصاحوا بأهلها من أقطار الأرض وحذَّروا فتنتهم أشد تحذير، وبالغوا في ذلك ما لم يبالغوا في إنكار الفواحش والظلم والعدوان، إذ مضرة البدع وهدمها للدين ومنافاتها له أشد". اهـ [(مدارج السالكين: 1/ 378)].
ولقد وقفت على كلام لعبد المجيد جمعة في غاية السوء والقبح، لما فيه من التجني على أئمة الإسلام وعلماء الأمة، حيث سئل جمعة السؤال التالي:
"شيخنا أحسن الله إليك، البعض من إخواننا السلفيين يقولون نحن لن نحضر مجالس الشيخ فركوس ولا مجالس رجال الإصلاح بحجة أنهم لم يتبين لهم الحق!!، كيف يكون الرد عليهم وهل يدخلون في حكم الواقفة؟ أفيدونا بارك الله فيكم".
فأجاب جمعة:
"نعم هم من الواقفة، والتوقف في وقت نصرة الحق مذموم، وقد أنكر الإمام أحمد على الذين توقفوا ولم ينصروا الحق في محنة خلق القرآن".

هذا الجواب من جمعة يدل على أمرين:
أحدهما: أنه جاهل بتعريف الواقفة، فخَلَّطَ في الكلام والحكم، وهذا لسوء فهمه لكلام العلماء -إن كان قرأه!-.
الثاني: أنه طعنٌ قبيحٌ في علماء الأمة وأئمة الإسلام الذين انتقد الإمام أحمد موقفهم في فتنة القول بخلق القرآن، وذلك لأنهم أخذوا بالرخصة وأجابوا في الفتنة، فنسبهم جمعة إلى بدعة الوقف!.

ولتقف -يا طالب الحق- على بيان جهل جمعة في هذا الجواب، ينبغي عليك أن تعلم أن لقب "الواقفة" إذا أُطلِقَ وذُكِرَ مَعَه الإمام أحمد وفتنة القول بخلق القرآن فإنه لا ينصرف إلا إلى أصحاب البدعة المُغَلَّظة!.

وأوافيك بتعريف الواقفة، ثم أذكر لك الفرق بينهم وبين موقف بعض العلماء الذين أجابوا في الفتنة -ولم يستطيعوا نصرة الحق-، لتعرف عظيم الجهل الذي يتخبط فيه جمعة.

لما وقعت الفتنة ودُعِيَ الناس إلى القول بأن "القرآن مخلوق"، تميز أهل السنة عن أهل البدعة بقولهم في تعريف القرآن: "هو كلام الله تعالى غير مخلوق"، وظهرت طائفة قالت: "نقول في القرآن هو كلام الله ونتوقف، فلا نقول مخلوق ولا غير مخلوق".

قال الإمام أبو بكر محمد بن الحسين الآجري رحمه الله: "وَأَمَّا الَّذِينَ قَالُوا: "الْقُرْآنُ كَلَامُ اللَّهِ وَوَقَفُوا فِيهِ" وَقَالُوا: "لَا نَقُولُ غَيْرُ مَخْلُوقٍ"، فَهَؤُلَاءِ عِنْدَ كَثِيرٍ مِنَ الْعُلَمَاءِ -مِمَّنْ رَدَّ عَلَى مَنْ قَالَ بِخَلْقِ الْقُرْآنِ- قَالُوا: هَؤُلَاءِ الْوَاقِفَةُ مِثْلُ مَنْ قَالَ الْقُرْآنُ مَخْلُوقٌ "وَأَشَرُّ"؛ لِأَنَّهُمْ شَكُّوا فِي دِينِهِمْ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِمَّنْ يَشُكُّ فِي كَلَامِ الرَّبِّ: "إِنَّهُ غَيْرُ مَخْلُوقٍ"، وَأَنَا أَذْكُرُ مَا تَأَدَّى إِلَيْنَا مِنْهُ مِمَّنْ أَنْكَرَ عَلَى الْوَاقِفَةِ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ.
ثم ساق كلام العلماء في الواقفة، نذكر منه:
1. سُئِلَ الإمام أحمد: هَلْ لَهُمْ رُخْصَةٌ أَنْ يَقُولَ الرَّجُلُ: "الْقُرْآنُ كَلَامُ اللَّهِ"، ثُمَّ يَسْكُتُ؟ فقال: "ولِمَ يسكُت؟ لولا ما وقَعَ فيه الناس كان يسَعُهُ السُّكوتُ، ولكن حيثُ تكلَّموا فيما تكلَّموا لأيِّ شيءٍ لا يتكلَّمون؟".
قال الحافظ أبو بكر الآجُريُّ -معلقا على كلام للإمام أحمد-:"معنى قول أحمدَ بن حنبل في هذا المعنى، يقول: لم يختلفْ أهلُ الإِيمان أنَّ القرآنَ كلامُ الله عَزَّ وجَلَّ، فلمَّا جاءَ جَهْمٌ فأحْدَثَ الكُفْرَ بقولِهِ: إنَّ القرآن مخلوقٌ، لم يسَع العلماءَ إلاَّ الرَّدُّ عليه بأنَّ القرآنَ كلامُ الله عَزَّ -وجَلَّ غيرُ- مخلوقٍ بلا شكٍّ ولا تَوقُّفٍ فيهِ، فمَنْ لم يَقُلْ: "غيرُ مخلوقٍ"، سُمّيَ واقفيّاً شاكاً في دينه".
2. قال الإمام إِسْحَاقَ بْنَ رَاهَوَيْهِ: "مَنْ قَالَ لَا أَقُولُ الْقُرْآنُ غَيْرُ مَخْلُوقٍ فَهُوَ جَهْمِيٌّ".
3. قال الإمام قُتَيْبَةَ بْنَ سَعِيدٍ: "هَؤُلَاءِ الْوَاقِفَةُ شَرٌّ مِنْهُمْ، يَعْنِي مِمَّنْ قَالَ: الْقُرْآنُ مَخْلُوقٌ".
4. عُثْمَانَ بْنَ أَبِي شَيْبَةَ يَقُولُ: "هَؤُلَاءِ الَّذِينَ يَقُولُونَ: الْقُرْآنُ كَلَامُ اللَّهِ وَيَسْكُتُونَ شَرٌّ مِنْ هَؤُلَاءٍ، يَعْنِي مِمَّنْ قَالَ: الْقُرْآنُ مَخْلُوقٌ".
5. قال أَحْمَدَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ، سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ مُقَاتِلٍ الْعَبَّادَانِيَّ -وَكَانَ مِنْ خِيَارِ الْمُسْلِمِينَ- يَقُولُ فِي الْوَاقِفَةِ: "هُمْ عِنْدِي شَرٌّ مِنَ الْجَهْمِيَّةِ". [(الشريعة: 1/ 527-530)].

هذا هو تعريف "الواقفة" وحكم علماء الإسلام عليهم، وليس فيهم واحد من علماء السنة ممن أجابوا في الفتنة، ولم يقل واحد من علماء الأمة في أولئك العلماء الذين أجابوا في الفتنة "إنهم من الواقفة"، حتى جاءنا عبد المجيد جمعة بهذه البلية في دين الله، فقال على الله بغير علم، وجعل أولئك العلماء - الذين أنكر عليهم الإمام أحمد إجابتهم في الفتنة- جعلهم جمعة من الواقفة!، فإنا لله وإنا إليه راجعون.

وحتى تقف -يا طالب العلم- على عِظَمِ جُرم جمعة وحقيقة من طعن فيهم من علماء الأمة وأئمة الإسلام، عليك أن تعلم:
أن بعض من أجاب في الفتنة هم من كبار علماء الإسلام -كالإمامين علي بن المديني ويحيى بن معين وغيرهما-، وكانوا قد أُكرهوا وعُرضوا على السيف لأجل أن يقولوا إن "القرآن مخلوق"، فأجابوا وهم يرون أنهم أخذوا بالرخصة في قوله تعالى: {إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ}، ثم إنهم بعد زوال المحنة أظهروا مذهب السلف، وقالوا بتكفير القائلين بخلق القرآن، ولكن الإمام أحمد كان يلومهم ويُنكر عليهم الإجابة، لأجل مقامهم في الدين واغترار الناس بهم، ومع ذلك فإنه لم يُنقل عنه -ولا عن أحد من علماء الإسلام- أنهم نسبوا هؤلاء الأعلام إلى بدعة الوقف، ولا أنهم وافقوا الواقفة.

فإذا تبين لك هذا الأمر -يا طالب الحق- فاعلم أن جمعة رجل لا يدري ما يتفوه به وينسبه إلى العلم ومذهب السلف، والله ورسوله براء من كلامه وجهله.

ومن جملة ما جاء في جواب جمعة قوله: "وقد سمع الجميع كيف يفسر كبيرهم قوله تعالى: {ونفخت فيه من روحي} كيف فسره أنه جبريل، فهو حسب جهله أن الله تعالى خلق آدم من جبريل، وأن آدم تسري فيه روح جبريل. وغيرها من الطوام التي قد لا يتفوه بها العوام".

فانظر كيف أن جمعة راح يحذر من الشيخ عبد الخالق ماضي في مسألة بيَّن الشيخ فيها أنه غفل أثناء الجواب فاستحضر في ذهنه آية سورة مريم وهي قوله تعالى:
{فأرسلنا إليها روحنا} فقال: "إن المقصود بها جبريل عليه السلام"، وهذا قد يعرض لأي أحد من أهل العلم والفضل، ولكن جمعة يُصِرُّ على السير على منهج الحدادية الخبيث -كما قال شيخنا العلامة ربيع-: "وهو أنهم إذا ألصقوا بإنسان قولا هو بريء منه ويعلن براءته منه، فإنهم يصرون على الاستمرار على رمي ذلك المظلوم بما ألصقوه به، فهم بهذا الأصل الخبيث يفوقون الخوارج".

وفي الختام أدعوك -يا طالب الحق- إلى أن تستحضر ما جاء في الصحيحين عَن عَبدِ اللَّهِ بنِ عَمرٍو مَرفُوعًا «إنَّ اللَّهَ لَا يَقْبِضُ الْعِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنْ النَّاسِ وَلَكِنْ يَقْبِضُ الْعِلْمَ بِقَبْضِ الْعُلَمَاءِ حَتَّى إذَا لَمْ يَبْقَ عَالِمٌ اتَّخَذَ النَّاسُ رُؤَسَاءَ جُهَّالًا فَسُئِلُوا فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا».
وَبَكَى رَبِيعَةُ، فَقِيلَ مَا يُبْكِيكَ؟ فَقَالَ: "اسْتُفْتِيَ مَنْ لَا عِلْمَ لَهُ، وَظَهَرَ فِي الْإِسْلَامِ أَمْرٌ عَظِيمٌ"، وَقَالَ: "وَلَبَعْضُ مَنْ يُفْتِي هَهُنَا أَحَقُّ بِالسِّجْنِ مِنْ السُّرَّاقِ" [(الآداب الشرعية: 2/ 63)].

واعلم أن هذا التطاول من جمعة على علماء السلف هو امتداد لمنهج الكوثري الخبيث الذي لم يسلم منه أحد من أئمة السلف، الصحابة فمن دونهم من القرون المفضلة.
فاتقوا الله، واعلموا أن من كان متجاسرا على الكلام عن علماء الأمة والتطاول عليهم بمثل صنيع جمعة فإن البُعدَ عنه حتمٌ لازمٌ، فهو بهذا يدعو إلى إفساد الشباب وتلقينهم سوء الأدب مع أئمة الإسلام من السلف، والكذب عليهم، ورميهم بالبدعة، فكيف يربي الشباب على التعامل مع من دونهم؟!.
نسأل الله تعالى أن يكفينا شر الفتن وأهلها بما شاء، وأن يبصر الناس بالحق حتى لا يضلوا، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.



فندق التوحيد - مكة المكرمة
05 جمادى الأولى 1440 هـ


عبد الله جواج 24 Jan 2019 08:24 PM

بارك الله فيك وفي جهودك أسأل الله أن يوفقك لكل خير

كمال بن سعيد 24 Jan 2019 08:42 PM

جزاك اللّه خيرا أخي رضوان،هذا ماجناه الاتباع لما أعرضوا عن العلماء وهمشوا نصائحهم في الفتن ورجعوا لمن فرق السلفيين وحارب كل من خالفه فما عسانا أن نقول !! كفانا اللّه شرهم وجنبنا وإياكم مضلات الفتن ماظهر منها ومابطن
ونسأل اللّه أن يردهم إلى دينه ردا جميلا.

فاتح عبدو هزيل 24 Jan 2019 08:44 PM

جزاك الله خيرا

أبو همام القوناني 24 Jan 2019 08:58 PM

جزاك الله خيرا أبا حاتم
جمعة هذه الأيام يتخبط
أظنه شعر بإنفضاض الناس من حوله

أبو عبد المحسن عبد الكريم الجزائري 24 Jan 2019 09:04 PM

جزاك الله خيرا على ما خطت يمينك، فبعد قاعدة "التهميش" التي أعرضوا بها عن الحق وعن كلام العلماء ،صاروا الآن إلى قاعدة "التجهيل" وذلك لما وجدوا الأرض خصبة عند مريديهم فلا أحد يعترض ولا أحد يناقش وإلا سينطرد، الله احفظ علينا ديننا الذي هو عصمة أمرنا.

أبو كنان بلحسن علي 24 Jan 2019 09:08 PM

عودة حميدة أستاذ رضوان و مقال رصين و موفق وهادف كما عودتنا دائما، جزاك الله خيرا و ذب عن وجهك النار.

أبو عبد الرحمن مصطفى الحراشي 24 Jan 2019 09:09 PM

أحكام جمعة مبنية على الغلو والمجازفة وهذا ليشعر المغرر بهم أنه على الحق والهدى، وأن من خالفه فقد خالف الإمام أحمد وأئمة الإسلام، فيرهبون وينقادون له، إلا أن هذا الأسلوب ما صار يؤثر كما كان في الأول والزمن جزء من العلاج
جزاك الله خيرا أخي الحبيب أبا حاتم وجعل ما كتبت في ميزان حسناتك وهدى به من يشاء بمنه وكرمه

أبو أويس عمر التلمساني 24 Jan 2019 09:26 PM

وفقك الله لكل خير

أبو محمد الزواوي 24 Jan 2019 09:43 PM

جزى الله خيرا أبا حاتم على تبيينك لجهالات مفرق السلفيين في بلدنا الحبيبة نسأل الله عز وجل أن يكفينا غيه و أن يبصر أتباعه بشره و جهله.

أبو عبد الرحمن العكرمي 24 Jan 2019 09:59 PM

جزاك الله خيرا أخي الحبيب أباحاتم
ولا تزال هذه الفتنة تخرج علينا فيها المفرقة بأفانين من عجيب القول ومنبوذه فاللهم سلم

أبو العباس عبد الله بن محمد 24 Jan 2019 10:18 PM

سبحان الله العظيم كيف لجاهل مركب -أي نعم مركب- أن يقود جمع غفير من المصعفقة، فإن كان هذا حال كبير المفرقة فكيف بأفراخ المفرقة؟!

بارك الله فيك أبا حاتم وما خفي أعظم

أبو عبد الله حيدوش 24 Jan 2019 10:22 PM

بوركت يمينك أخي رضوان جزاك الله خيرا على هذه الدرر السنية
مقال موفق أفحمت فيه المفرق (جمعة) الذي لا يفرق بين فرقة الواقفة التي قيل عنها شر من الجهمية وبين المتوقفين في هذه الفتنة وما أجهل مريديه وما أشد حيرتهم الذين صاروا يجمعون بين المتناقضات ( كالمجانين )فهم منذ أيام قليلة فرحوا بصوتية الدكتور محمد بازمول الذي قال فيها بالتوقف حتى لمن ظهر له الحق ولا ينحاز إلى أهله؟ ! وشيخ طريقة (التفريق ) جمعة يطعن في المتوقفين طعناً قبيحا هو جنون المفرقة .
فالحمد لله الذي سلم لنا ديننا وحفظ علينا عقولنا.

أبو عبد الرحمن التلمساني 24 Jan 2019 10:37 PM

جزاك الله خيرا على هذا المقال ، وهذا كي نضع كل إنسان في موضعه .

يوسف شعيبي 24 Jan 2019 11:14 PM

جزاك الله خيرًا أبا حاتم على هذا المقال المبيِّن لجراءة جمعة على الأحكام الغليظة، وتهويله الأمور من غير موجب، وتظاهره بأنَّه يسير على خُطا أئمَّة الإسلام!
فكيف يجعل توقُّف السلفيِّين عن الانحياز لأحد الفريقين من السلفيين المختلفين للالتباس الواقع، كتوقُّف الجهميَّة المستترين بعقيدتهم خوفًا من سطوة أهل السنَّة؟!
وإذا كان يرى أنه يجب على هؤلاء السلفيين المتوقفين نصرة المظلوم، فلِمَ يُنكر هو وحزبُه على من نصر مشايخ الإصلاح المظلومين -فيما يرون ويعتقدون- وإخوانَهم من طلبة العلم؟!
وإذا كان يعتقد أنَّه ومن معه مظلومون، فلم ينكُلون عن البيان والتوضيح حتَّى يتبيَّن هؤلاء المتوقِّفون السبيل الصحيح، ويقفوا الموقف الَّذي يوجبه عليهم دينُهم، أم يُريدونهم أن يُغمضوا أعينهم ويصدِّقوهم في دعاويهم الباطلة، وأن يُجاروهم على طريقتهم الفاسدة؟!
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في "الفتاوى الكبرى" (6/ 351-352): "يَسَعُ الْإِنْسَانَ فِي مَقَالَاتٍ كَثِيرَةٍ لَا يُقِرُّ فِيهَا بِأَحَدِ النَّقِيضَيْنِ لَا يَنْفِيهَا وَلَا يُثْبِتُهَا، إذَا لَمْ يَبْلُغْهُ أَنَّ الرَّسُولَ نَفَاهَا أَوْ أَثْبَتَهَا، وَيَسَعُ الْإِنْسَانَ السُّكُوتُ عَنِ النَّقِيضَيْنِ فِي أَقْوَالٍ كَثِيرَةٍ إذَا لَمْ يَقُمْ دَلِيلٌ شَرْعِيٌّ بِوُجُوبِ قَوْلِ أَحَدِهِمَا.
أَمَّا إذَا كَانَ أَحَدُ الْقَوْلَيْنِ هُوَ الَّذِي قَالَهُ الرَّسُولُ دُونَ الْآخَرِ، فَهُنَا يَكُونُ السُّكُوتُ عَنْ ذَلِكَ وَكِتْمَانُهُ مِنْ بَابِ كِتْمَانِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ، وَمِنْ بَابِ كِتْمَانِ شَهَادَةِ الْعَبْدِ مِنَ اللَّهِ، وَفِي كِتْمَانِ الْعِلْمِ النَّبَوِيِّ مِنَ الذَّمِّ وَاللَّعْنَةِ لِكَاتِمِهِ مَا يَضِيقُ عَنْهُ هَذَا الْمَوْضِعُ، وَكَذَلِكَ إذَا كَانَ أَحَدُ الْقَوْلَيْنِ مُتَضَمِّنًا لِنَقِيضِ مَا أَخْبَرَ بِهِ الرَّسُولُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَالْآخَرُ لَا يَتَضَمَّنُ مُنَاقَضَةَ الرَّسُولِ، لَمْ يَجُزْ السُّكُوتُ عَنْهُمَا جَمِيعًا، بَلْ يَجِبُ نَفْيُ الْقَوْلِ الْمُتَضَمِّنِ لِمُنَاقَضَةِ الرَّسُولِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وَلِهَذَا أَنْكَرَ الْأَئِمَّةُ عَلَى الْوَاقِفَةِ فِي مَوَاضِعَ كَثِيرَةٍ حِينَ تَنَازَعَ النَّاسُ، فَقَالَ قَوْمٌ بِمُوجَبِ السُّنَّةِ، وَقَالَ قَوْمٌ بِخِلَافِ السُّنَّةِ، وَتَوَقَّفَ قَوْمٌ فَأَنْكَرُوا عَلَى الْوَاقِفَةِ، كَالْوَاقِفَةِ الَّذِينَ قَالُوا لَا نَقُولُ: الْقُرْآنُ مَخْلُوقٌ، وَلَا نَقُولُ: إنَّهُ غَيْرُ مَخْلُوقٍ، هَذَا مَعَ أَنَّ كَثِيرًا مِنْ الْوَاقِفَةِ يَكُونُ فِي الْبَاطِنِ مُضْمِرًا لِلْقَوْلِ الْمُخَالِفِ لِلسُّنَّةِ، وَلَكِنْ يُظْهِرُ الْوَقْفَ نِفَاقًا وَمُصَانَعَةً، فَمِثْلُ هَذَا مَوْجُودٌ.
وَأَمَّا الْقَوْلُ الَّذِي لَا يُوجَدُ فِي كَلَامِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ لَا مَنْصُوصًا وَلَا مُسْتَنْبَطًا، بَلْ يُوجَدُ فِي الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ مِمَّا يُنَاقِضُهُ مَا لَا يُحْصِيهِ إلَّا اللَّهُ، فَكَيْفَ يَجِبُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ عَامَّةً أَوْ خَاصَّةً اعْتِقَادُهُ، وَيُجْعَلُ ذَلِكَ مِحْنَةً لَهُمْ؟!".
فانظر إلى الفرق بين كلام إمام السنَّة في زمانه وبين تقريرات جمعة الحزبية!
وتدبَّر هذا الكلام من شيخ الإسلام -رحمه الله- في بيان الطريقة الشرعية في التعامل مع الأساتذة والمعلِّمين عند الاختلاف، وقارنها بطريقة جمعة ومن معه، قال ابنُ تيمية -رحمه الله-: " وَعَلَى الْمُعَلِّمِينَ أَنْ يَكُونُوا مُتَعَاوِنِينَ عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى كَمَا أَمَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقَوْلِهِ: (الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لَا يُسْلِمُهُ وَلَا يَظْلِمُهُ) . وَقَوْلِهِ: (مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ كَمَثَلِ الْجَسَدِ الْوَاحِدِ، إذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالْحُمَّى وَالسَّهَرِ). وَقَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (وَاَلَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ مِنَ الْخَيْرِ مَا يُحِبُّهُ لِنَفْسِهِ). وَقَوْلِهِ: (الْمُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا. -وَشَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ-). وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (لَا تَحَاسَدُوا وَلَا تَقَاطَعُوا وَلَا تَبَاغَضُوا وَلَا تَدَابَرُوا وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إخْوَانًا). وَهَذَا كُلُّهُ فِي الصَّحِيحِ. وَفِي السُّنَنِ عَنْهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: (أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِأَفْضَلَ مِنْ دَرَجَةِ الصَّلَاةِ وَالصِّيَامِ وَالصَّدَقَةِ وَالْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنْ الْمُنْكَرِ)؟ قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: (صَلَاحُ ذَاتِ الْبَيْنِ؛ فَإِنَّ فَسَادَ ذَاتِ الْبَيْنِ هِيَ الْحَالِقَةُ؛ لَا أَقُولُ: تَحْلِقُ الشَّعَرَ، وَلَكِنْ تَحْلِقُ الدِّينَ). وَفِي الصَّحِيحِ عَنْهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: (تُفْتَحُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ كُلَّ يَوْمِ اثْنَيْنِ وَخَمِيسٍ فَيُغْفَرُ لِكُلِّ عَبْدٍ لَا يُشْرِكُ بِاَللَّهِ شَيْئًا؛ إلَّا رَجُلًا كَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَخِيهِ شَحْنَاءُ؛ فَيُقَالُ: أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا). وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (لَا يَحِلُّ لِمُسْلِمِ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلَاثٍ؛ يَلْتَقِيَانِ فَيَصُدُّ هَذَا وَيَصُدُّ هَذَا، وَخَيْرُهُمَا الَّذِي يَبْدَأُ بِالسَّلَامِ). وَلَيْسَ لِأَحَدٍ مِن الْمُعَلِّمِينَ أَنْ يَعْتَدِيَ عَلَى الْآخَرِ، وَلَا يُؤْذِيَهُ بِقَوْلِ وَلَا فِعْلٍ بِغَيْرِ حَقٍّ؛ فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ: (وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا). وَلَيْسَ لِأَحَدٍ أَنْ يُعَاقِبَ أَحَدًا عَلَى غَيْرِ ظُلْمٍ وَلَا تَعَدِّي حَدٍّ وَلَا تَضْيِيعِ حَقٍّ؛ بَلْ لِأَجْلِ هَوَاهُ؛ فَإِنَّ هَذَا مِنَ الظُّلْمِ الَّذِي حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ؛ فَقَدْ قَالَ تَعَالَى فِيمَا رَوَى عَنْهُ نَبِيُّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (يَا عِبَادِي، إنِّي حَرَّمْت الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِي وَجَعَلْته بَيْنَكُمْ مُحَرَّمًا فَلَا تَظَالَمُوا). وَإِذَا جَنَى شَخْصٌ فَلَا يَجُوزُ أَنْ يُعَاقَبَ بِغَيْرِ الْعُقُوبَةِ الشَّرْعِيَّةِ، وَلَيْسَ لِأَحَدٍ مِنَ الْمُتَعَلِّمِينَ وَالْأُسْتَاذين أَنْ يُعَاقِبَهُ بِمَا يَشَاءُ، وَلَيْسَ لِأَحَدٍ أَنْ يُعَاوِنَهُ وَلَا يُوَافِقَهُ عَلَى ذَلِكَ؛ مِثْلُ أَنْ يَأْمُرَ بِهَجْرِ شَخْصٍ فَيَهْجُرَهُ بِغَيْرِ ذَنْبٍ شَرْعِيٍّ، أَوْ يَقُولَ: أَقْعَدْته أَوْ أَهْدَرْته أَوْ نَحْوَ ذَلِكَ، فَإِنَّ هَذَا مِنْ جِنْسِ مَا يَفْعَلُهُ القساقسة وَالرُّهْبَانُ مَعَ النَّصَارَى، والحزابون مَعَ الْيَهُودِ، وَمِنْ جِنْسِ مَا يَفْعَلُهُ أَئِمَّةُ الضَّلَالَةِ وَالْغَوَايَةِ مَعَ أَتْبَاعِهِمْ. وَقَدْ قَالَ الصِّدِّيقُ الَّذِي هُوَ خَلِيفَةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أُمَّتِهِ: (أَطِيعُونِي مَا أَطَعْت اللَّهَ، فَإِنْ عَصَيْت اللَّهَ فَلَا طَاعَةَ لِي عَلَيْكُمْ). وَقَدْ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (لَا طَاعَةَ لِمَخْلُوقِ فِي مَعْصِيَةِ الْخَالِقِ). وَقَالَ: (مَنْ أَمَرَكُمْ بِمَعْصِيَةِ اللَّهِ فَلَا تُطِيعُوهُ). فَإِذَا كَانَ الْمُعَلِّمُ أَوْ الْأُسْتَاذُ قَدْ أَمَرَ بِهَجْرِ شَخْصٍ، أَوْ بِإِهْدَارِهِ وَإِسْقَاطِهِ وَإِبْعَادِهِ وَنَحْوِ ذَلِكَ؛ نُظِرَ فِيهِ، فَإِنْ كَانَ قَدْ فَعَلَ ذَنْبًا شَرْعِيًّا عُوقِبَ بِقَدْرِ ذَنْبِهِ بِلَا زِيَادَةٍ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ أَذْنَبَ ذَنْبًا شَرْعِيًّا لَمْ يَجُزْ أَنْ يُعَاقَبَ بِشَيْءٍ؛ لِأَجْلِ غَرَضِ الْمُعَلِّمِ أَوْ غَيْرِهِ. وَلَيْسَ لِلْمُعَلِّمِينَ أَنْ يُحزِّبوا النَّاسَ، وَيَفْعَلُوا مَا يُلْقِي بَيْنَهُمْ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ، بَلْ يَكُونُونَ مِثْلَ الْإِخْوَةِ الْمُتَعَاوِنِينَ عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى؛ كَمَا قَالَ تَعَالَى: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ) [المائدة:2]، وَلَيْسَ لِأَحَدٍ مِنْهُمْ أَنْ يَأْخُذَ عَلَى أَحَدٍ عَهْدًا بِمُوَافَقَتِهِ عَلَى كُلِّ مَا يُرِيدُهُ، وَمُوَالَاةِ مَنْ يُوَالِيهِ، وَمُعَادَاةِ مَنْ يُعَادِيهِ، بَلْ مَنْ فَعَلَ هَذَا كَانَ مَنْ جِنْسِ جنكيزخان وَأَمْثَالِهِ الَّذِينَ يَجْعَلُونَ مَنْ وَافَقَهُمْ صَدِيقًا مُوَالِيًا وَمَنْ خَالَفَهُمْ عَدُوًّا بَاغِيًا؛ بَلْ عَلَيْهِمْ وَعَلَى أَتْبَاعِهِمْ عَهْدُ اللَّهِ وَرَسُولِهِ بِأَنْ يُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ؛ وَيَفْعَلُوا مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ وَرَسُولُهُ؛ وَيُحَرِّمُوا مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ؛ وَيَرْعَوْا حُقُوقَ الْمُعَلِّمِينَ كَمَا أَمَرَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ. فَإِنْ كَانَ أُسْتَاذُ أَحَدٍ مَظْلُومًا نَصَرَهُ، وَإِنْ كَانَ ظَالِمًا لَمْ يُعَاوِنْهُ عَلَى الظُّلْمِ، بَلْ يَمْنَعُهُ مِنْهُ؛ كَمَا ثَبَتَ فِي الصَّحِيحِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: (اُنْصُرْ أَخَاك ظَالِمًا أَوْ مَظْلُومًا)، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنْصُرُهُ مَظْلُومًا، فَكَيْفَ أَنْصُرُهُ ظَالِمًا؟ قَالَ: (تَمْنَعُهُ مِنْ الظُّلْمِ؛ فَذَلِكَ نَصْرُك إيَّاهُ). وَإِذَا وَقَعَ بَيْنَ مُعَلِّمٍ وَمُعَلِّمٍ أَوْ تِلْمِيذٍ وَتِلْمِيذٍ أَوْ مُعَلِّمٍ وَتِلْمِيذٍ خُصُومَةٌ وَمُشَاجَرَةٌ، لَمْ يَجُزْ لِأَحَدٍ أَنْ يُعِينَ أَحَدَهُمَا حَتَّى يَعْلَمَ الْحَقَّ، فَلَا يُعَاوِنُهُ بِجَهْلِ وَلَا بِهَوًى، بَلْ يَنْظُرُ فِي الْأَمْرِ، فَإِذَا تَبَيَّنَ لَهُ الْحَقُّ أَعَانَ الْمُحِقَّ مِنْهُمَا عَلَى الْمُبْطِلِ؛ سَوَاءٌ كَانَ الْمُحِقُّ مِنْ أَصْحَابِهِ أَوْ أَصْحَابِ غَيْرِهِ؛ وَسَوَاءٌ كَانَ الْمُبْطِلُ مِنْ أَصْحَابِهِ أَوْ أَصْحَابِ غَيْرِهِ، فَيَكُونُ الْمَقْصُودُ عِبَادَةَ اللَّهِ وَحْدَهُ وَطَاعَةَ رَسُولِهِ؛ وَاتِّبَاعَ الْحَقِّ وَالْقِيَامَ بِالْقِسْطِ؛ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ إنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا) [النساء: 135] يُقَالُ: لَوَى يَلْوِي لِسَانَهُ: فَيُخْبِرُ بِالْكَذِبِ. وَالْإِعْرَاضُ: أَنْ يَكْتُمَ الْحَقَّ؛ فَإِنَّ السَّاكِتَ عَنْ الْحَقِّ شَيْطَانٌ أَخْرَسُ. وَمَنْ مَالَ مَعَ صَاحِبِهِ - سَوَاءٌ كَانَ الْحَقُّ لَهُ أَوْ عَلَيْهِ - فَقَدْ حَكَمَ بِحُكْمِ الْجَاهِلِيَّةِ وَخَرَجَ عَنْ حُكْمِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ. وَالْوَاجِبُ عَلَى جَمِيعِهِمْ أَنْ يَكُونُوا يَدًا وَاحِدَةً مَعَ الْمُحِقِّ عَلَى الْمُبْطِلِ، فَيَكُونَ الْمُعَظَّمُ عِنْدَهُمْ مَنْ عَظَّمَهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ، وَالْمُقَدَّمُ عِنْدَهُمْ مَنْ قَدَّمَهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ، وَالْمَحْبُوبُ عِنْدَهُمْ مَنْ أَحَبَّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ، وَالْمُهَانُ عِنْدَهُمْ مَنْ أَهَانَهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ؛ بِحَسَبِ مَا يُرْضِي اللَّهَ وَرَسُولَهُ، لَا بِحَسَبِ الْأَهْوَاءِ؛ فَإِنَّهُ مَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ رَشَدَ، وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّهُ لَا يَضُرُّ إلَّا نَفْسَهُ. فَهَذَا هُوَ الْأَصْلُ الَّذِي عَلَيْهِمْ اعْتِمَادُهُ. وَحِينَئِذٍ فَلَا حَاجَةَ إلَى تَفَرُّقِهِمْ وَتَشَيُّعِهِمْ؛ فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ: (إنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ) [الأنعام: 159]. وَقَالَ تَعَالَى: (وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ) [آل عمران: 105] ". انتهى من "مجموع الفتاوى" (28/ 13-17).


الساعة الآن 02:58 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013