صهيب رضي الله عنه عربي وليس روميًّا!
بسم الله الرَّحمن الرَّحيم عليك بتقوى الله في كل حالة // فلا تترك التَّقوى اتِّكالا على النسبْ فقد رفع الإسلام سلمان فارسٍ // وقد وضع الشِّرك النسيب أبا لهبْ فهم يعنون أنهم أعاجم من غير العرب، ومع ذلك رفعهم الله بالإسلام والصحبة إلى ما صاروا عليه من نباهة الذكر وشرف الموضع في الدنيا والآخرة. ولا يتنبهون إلى أن صهيبًا رضي الله عنه ليس روميَّ النسب، ولكنه عربيٌّ صليبة، من بني النِّمر بن قاسط، فهو صهيب بن سنان بن مالك –ويقال خالد- بن عبد عمرو بن عقيل –ويقال طفيل- بن عامر بن جندلة بن سعد بن جديم بن كعب بن سعد بن أسلم بن أوس بن زيد مناة بن النِّمر بن قاسط. سبته الروم صغيرا فمكث فيهم إلى أن كبر فقيل له الرُّومي، وقال ابن سعد: إنه صار بذلك ألكن، وروى البغوي (3/343) من طريق يحيى بن عبد الرَّحمن بن حاطب أنَّ عمر قال له: "أراك تنسب عربيًّا ولسانك أعجمي"، فقال صهيب: "سبتني الروم صغيرا فأخذت لسانهم". ورواه ابن سعد بنحوه (3/169) من طريق عبد الله بن محمد بن عقيل عن حمزة بن صهيب عن أبيه. توفِّي رضي الله عنه في شوال سنة ثمان وثلاثين وله سبعون سنة (الثِّقات لابن حبان 3/193) وقيل: تسع وثلاثين (الإصابة 3/255). وبهذا يعلم بطلان الحديث الذي أخرجه الحاكم وغيره أنَّ النَّبي صلى الله عليه وسلم قال: "السباق أربعة: أنا سابق العرب وسلمان سابق الفرس وبلال سابق الحبشة وصهيب سابق الروم". فهذه النسبة أعني الرُّومي هي نسبة على خلاف ظاهرها، والأنساب التي على غير ظاهرها نوع لطيف من علوم الحديث نبَّه عليه المحدثون، وسماه ابن الصلاح في النوع الثامن والخمسين من أنواع علوم الحديث: "معرفة الأنساب التي باطنها على خلاف ظاهرها"، ومن أشهر أمثلته: معاوية بن عبد الكريم الضَّال، وإنما ضل في طريق مكة، وعبد الله بن محمد الضَّعيف، وإنما كان ضعيفا في بدنه لا في حديثه، وفي هذين قال الحافظ عبد الغني بن سعيد: "رجلان جليلان لزمهما لقبان قبيحان: معاوية بن عبد الكريم الضال، وإنَّما ضلَّ في طريق مكَّة، وعبد الله بن محمد الضَّعيف، وإنَّما كان ضعيفًا في جسمه، لا في حديثه". وفي كتب التَّراجم من ذلك أمثلة كثيرة، والله أعلم. |
فائدة جليلة , و تنبيه نبيه من رجل نبيه
|
نفيسة من نفائس التصفية
|
جَزَاكَ اللهُ خَيْرًا أَخِي الحَبِيب خَالِد عَلَى الفَائِدَةِ النَّفِيسَة.
فإنَّ مَعْرِفَةُ أَلْقَابِ الْمُحَدِّثِينَ وَمَنْ يُذْكَرُ مَعَهُمْ مِنَ العُلُومِ الشَّرِيفَة ، وَمَنْ لَا يَعْرِفُهَا يُوشِكُ أَنْ يَظُنَّهَا أَسَامِيَ ، وَأَنْ يَجْعَلَ مَنْ ذُكِرَ بِاسْمِهِ فِي مَوْضِعٍ وَبِلَقَبِهِ فِي مَوْضِعٍ شَخْصَيْنِ ، كَمَا اتَّفَقَ لِكَثِيرٍ مِمَّنْ أَلَّفَ . وَمِمَّنْ صَنَّفَ في هَذَا العِلْم: أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الشِّيرَازِيُّ الْحَافِظُ ، ثُمَّ أَبُو الْفَضْلِ بْنُ الْفَلَكِيِّ الْحَافِظُ . قَوْلُكَ حَفِظَكَ اللهُ وَرَعَاك: قال: عَبْدِ الْغَنِيِّ بْنِ سَعِيدٍ الْحَافِظِ أَنَّهُ قَالَ : رَجُلَانِ جَلِيلَانِ ، لَزِمَهُمَا لَقَبَانِ قَبِيحَانِ : مُعَاوِيَةُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ الضَّالُّ ، وَإِنَّمَا ضَلَّ فِي طَرِيقِ مَكَّةَ ، وَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ الضَّعِيفُ ، وَإِنَّمَا كَانَ ضَعِيفًا فِي جِسْمِهِ لَا فِي حَدِيثِهِ" أنظر: ابن الصلاح "علوم الحديث" ص 339. وقَالَ ابْنُ الصَّلاَح الشهْرُزُورِي رَحِمَهُ الله عَقِبَ نَقْلِهِ لِكَلَامِ عَبْدِ الغَنِّيِّ رحمه الله: "وَثَالِثٌ ، وَهُوَ عَارِمٌ أَبُو النُّعْمَانِ مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ السَّدُوسِيُّ ، وَكَانَ عَبْدًا صَالِحًا بَعِيدًا مِنَ الْعَرَامَةِ . وَالضَّعِيفُ هُوَ الطَّرَسُوسِيُّ أَبُو مُحَمَّدٍ ، سَمِعَ أَبَا مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرَ وَغَيْرَهُ ، كَتَبَ عَنْهُ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ ، وَزَعَمَ أَبُو حَاتِمِ بْنُ حِبَّانَ أَنَّهُ قِيلَ لَهُ الضَّعِيفُ لِإِتْقَانِهِ وَضَبْطِهِ" . وَأَسْتَسْمِحُكَ عَلَى التَّطَفُّل. |
حفظكم الله وبارك فيكم.
اقتباس:
|
بارك الله فيكم على الفوائد.
|
بارك الله فيك فائدة نفيسة
|
لعلها من باب ما يؤثر عن ابن المبارك رحمه الله أنه قال من أقام ببلد أربع سنين نسب إليها
|
بوركت أخانا حمودة على الفائدة النفيسة وما أكثرها
زادك الله توفيقا وسدادا |
بارك الله فيكم
|
بارك الله فيك أبا البراء على هذه الفائدة
|
جزاكم الله خيرا شيخ خالد
|
الساعة الآن 01:58 PM. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013