منتديات التصفية و التربية السلفية

منتديات التصفية و التربية السلفية (http://www.tasfiatarbia.org/vb/index.php)
-   الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام (http://www.tasfiatarbia.org/vb/forumdisplay.php?f=2)
-   -   تساقط الأصحاب. (http://www.tasfiatarbia.org/vb/showthread.php?t=22956)

أسامة لعمارة 22 Feb 2018 05:27 PM

تساقط الأصحاب.
 
بسم الله الرّحمن الرّحيم

تساقط الأصحاب.

زمن العجائب والله؛ أن تسير مع أصدقاء وأحباء طيلة سنوات ملئها المحبة والوفاء، والصدق والصفاء، على منهج رباني واضح المباني والمعاني، له قواعد مسطرة وقوانين مؤطرة وأصول مقررة، تعلمناها وتذاكرناها وكنّا نعتز بها، ونحمل في قلوبنا دعوة قائمة عليها...
فكم هي الفتن التي مرّت وانقضت كانت فيها هذه القواعد هي الحاكمة، وهي المهيمنة وهي القاضية، كم رأينا لهم دفاعا عنها ونصرة لها واحتفاءً بها ....
كم سمعنا لهم تأييدا لرجال كانوا لهذه الدعوة بالنفس والنفيس، كم علمنا لهم مآزرة لعلماء كانوا هم المرجع في النوازل والفتن المدلهمة... كم وكم وكم....
ثم نأتي بعدها إلى زمن يُتنكَّب فيه عن الطريق، وتضيع فيه تلك السنون وكأننا ما اجتمعنا على منهج واحد قطّ ...
زمن تغيرت فيه المفاهيم واختلت الموازين، فأصبح المعروف منكرا والمنكر معروفا، زمن أصبحت فيه تلك القواعد والأصول غير محكمة؛ فلا بد لها من شروط ومعايير تحكمها المصالح الشخصية والعواطف العرقية والمشاعر النفسية حتى تكون حاكمة...
زمن أصبح فيه التلاعب بالقواعد هو عين الحق، والتجرد للحق هو عين الباطل...
زمن أصبح من كنا بالأمس نسمع لهم الدفاع عن عرضه عندهم اليوم: ساقطٌ قليلُ البضاعة ليس بذاك!!!
زمن والله ليس الزمن الذي عشناه سويّا، إخوان لنا فارقوا طريقا سلكناه معا راضين به معتزين بسلوكه؛ إلى طريق – ورب الكعبة - ليس بالطريق، طريق قد سلكه قبلنا أقوام طالما انتقدوا هم عليهم سلوكه، وحذروهم من مغبة المواصلة عليه.
زمن تغير فيه الأصحاب وتنكّر فيه الأحباب... زمن أصبح فيه الصديق الحميم عدوا... زمن اجتمع فيه الأعداء فصاروا أحبابا بعدما كانوا أعدى الأعداء!!!

زمن تساقط فيه الأصحاب والأحباب.

فأصبحوا لا للنصيحة يقبلون ولا للحق يرجعون، بل للباطل يهرعون وللشر يسارعون، قد أعمى الهوى أبصارهم وأصم أسماعهم، فهم لا يبصرون ولا يسمعون...
لكن وما الحيلة؛ فهي القلوب في تقلبها وتحولها، وهي الغربة الموحشة ووحشتها، بل أقول: هي اللذة الحقيقية لمن عقلها وعلم حسن عاقبتها...

فأقول لهؤلاء: كنا على الطريق معا؛ فمن الذي تغير؟؟؟

لكن القوم قد أعدوا للسؤال المخارج، وما علموا أن الحقيقة المرة هي أنهم تنكبوا عن الطريق الذي لزموه أول مرة، فصاروا إلى ما صاروا، والله الموعد.

وما هي إلا نفثة مصدور، فليست على كبير تنظيم ولا على متين عرض ولا على بديع تحرير، إنما تفجرت بعدما ضاق بها الصدر، فأبت إلا والقلم بيدي، فأطاعها القلم قائلا: زُفّي إليّ بما عندك فإني مسطِّر كل ما أمليتي ولست مشترطا سوى ما أحببتي....
فكانت هذه هي ....
والله المستعان وعليه التكلان.

نسأل الله أن يبصرنا بالحق وأن يوفقنا إلى سلوكه والثبات عليه إنه ولي ذلك والقادر عليه، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلّم على خاتم المرسلين.

كتبه متألِّما متأسِّفا:
أبو أمامة أسامة بن الساسي لعمارة.

عبد الحميد الهضابي 22 Feb 2018 05:59 PM

جزاك الله أخي الكريم على حرصك وهكذا السلفي الحق
أعلم الناس بالحق أرحمهم للخلق
فلا تذهب نفسك عليهم حسرات
ومن يضلل الله فلن تجد له وليا مرشدا
ماعلى الرسول إلا البلاغ
لست عليهم بمصيطر
ولا تعجب من هلك كيف هلك ولكن اعجب وتعجّب من نجا كيف نجا في مثل هذه الفتن المتلاطمة والتي يرقّق بعضها بعضا
نسال الله جلّ وعز أن يثبّتنا على ديننا القويم وعلى سنة نبيه الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم

أسامة لعمارة 22 Feb 2018 06:15 PM

أحسن الله إليك أخي عبد الحميد، صدقت والله، فالحمد لله على نعمة الثبات على هذا المنهج القويم ومن تنكب عنه فقد ضرّ نفسه، نسأل الله أن ينصر علمائنا القائمين عليه في هذا البلد الحبيب: العلّامة محمد علي فركوس والشيخ عبد المجيد والشيخ الأزهر ومن سار على نهجهم وجعلهم الله غصة في حلوق المبطلين آمين.

أبو معاوية محمد أنور زروقي 23 Feb 2018 03:01 AM

جزاك الله خيرا أسامة ، وضعت اليد على الجُرح نسأل الله أن يثبتنا وأن يهدي ضالنا.

أسامة لعمارة 23 Feb 2018 02:30 PM

جزاك الله خيرا أخي أنور على المرور.

نسيم منصري 23 Feb 2018 05:12 PM

بارك الله فيك اخي أسامة وجزاك خيرا أستسمحك اخي الطيب أن أشارككم بهذه الأبيات في الموضوع.

عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه ----- فكل قرين بالمقارن يقتدي.

همـوم أناس في أمـور كـثيرة ----- وهمي في الدنيا صديق مصـاحب
نعيش كروح بين جسمين قسمت ----- فجسماهما جسمان والروح واحد.


فلا تصحب أخا الجهل ----- وإيــاك وإيــاه
فكم مـن جاهل أرذى ----- حـليـما حين آخاه
يـقـاس المـرء بالمرء ----- إذا مـا هـو ماشاه
وما ينفع الجرباء قرب صحيحة ----- إليها ولكـن الصـحيحة تجـرب

أسامة لعمارة 24 Feb 2018 04:39 PM

جزاك الله خيرا أخي نسيم على هذه المشاركة.

نسيم منصري 26 Feb 2018 06:55 AM

وجزاكم الله خيرا وبارك فيكم

أبو الضحى سالم ناسي 27 Feb 2018 09:19 PM

إيه يا أسامة هو كما قلت والله وأشد .

أسامة لعمارة 01 Mar 2018 12:52 AM

جزاك الله خيرا أخي سالم على المرور.
هؤلاء قوم أحببناهم في الله لما كانوا عليه من الخير ومن لازم هذه المحبة ومن أدلتها كذلك بغضهم في الله بعدما تركوا ما كانوا عليه وصاروا إلى ضده ولم يقبلوا النصح، فالحمد لله على نعمة الثبات ونسأله تعالى أن يردهم إلى الحق ردا جميلا...آمين.


الساعة الآن 08:53 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013