منتديات التصفية و التربية السلفية

منتديات التصفية و التربية السلفية (http://www.tasfiatarbia.org/vb/index.php)
-   مــــنـــتــدى الأســـــــــــرة والصحــــــــة (http://www.tasfiatarbia.org/vb/forumdisplay.php?f=23)
-   -   فأعد النظر في نفسك (http://www.tasfiatarbia.org/vb/showthread.php?t=11844)

إسحاق بارودي 18 Dec 2013 08:55 PM

فأعد النظر في نفسك
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وأزواجه ومن اتبع هداه أما بعد

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

إن التدبر في خلق الله يعتبر من أعظم الأمور التي يزيد بسببها الإيمان و أقرب شيء إلى الإنسان نفسه التي بين جنبيه ; قال الله تعالى ﴿فلْينْظرِ الْإِنْسان مِمّ خلِق﴾ [ الطارق:5] وقال تعالى ﴿وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ ﴾ [ الذاريات:21] وقال تعالى ﴿وَفِي خَلْقِكُمْ وَمَا يَبُثُّ مِنْ دَابَّةٍ آيَاتٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ ﴾ [ الجاثية:4]وقال تعالى ﴿ لَقَدْ خَلَقْنَا الإنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ ﴾ [ التين:4] وقال تعالى ﴿ أَلَمْ نَخْلُقْكُمْ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ * فَجَعَلْنَاهُ فِي قَرَارٍ مَكِينٍ * إِلَى قَدَرٍ مَعْلُومٍ * فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ الْقَادِرُونَ ﴾ [ المرسلات:20-23] و قال تعالى ﴿أولمْ ير الْإِنْسان أنّا خلقْناه مِنْ نطْفةٍ فإِذا هو خصِيمٌ مبِينٌ﴾ [ يس:77] و غيرها من الآيات التي يدعو الله عز و جل فيها عباده إلى التفكر و التدبر في خلق الإنسان .

سأنقل إن شاء الله فوائد لابن القيم من كتابه مفتاح دار السعادة لأهميتها.
وعناوين هذه الفوائد مأخوذة من هذا الكتاب:(مفتاح دار السعادة لابن قيم الجوزية /اعتنى به :محمد بن عيادي بن عبد الحليم /مكتبة الصفا).

إسحاق بارودي 18 Dec 2013 09:08 PM

في الكلام على الحواس التي في الإنسان

قال ابن القيم رحمه الله :
((فأعد النظر في نفسك وحكمة الخلاق العليم في خلقك وانظر إلى الحواس التي منها تشرف على الأشياء كيف جعلها الله في الرأس كالمصابيح فوق المنارة لتتمكن بها من مطالعة الأشياء ولم تجعل في الأعضاء التي تمتهن كاليدين والرجلين فتتعرض للآفات بمباشرة الأعمال والحركات ولا جعلها في الأعضاء التي في وسط البدن كالبطن والظهر فيعسر عليك التلفت والإطلاع على الأشياء فلما لم يكن لها في شيء من هذه الأعضاء موضع كان الرأس أليق المواضع بها وأجملها فالرأس صومعة الحواس ثم تأمل الحكمة في أن جعل الحواس خمسا في مقابلة المحسوسات الخمس ليلقى خمسا بخمس كي لا يبقى شيء من المحسوسات لا يناله بحاسة فجعل البصر في مقابلة المبصرات والسمع في مقابلة الأصوات والشم في مقابلة أنواع الروائح المختلفات والذوق في مقابلة الكيفيات المذوقات واللمس في مقابلة الملموسات فأي محسوس بقي بلا حاسة ولو كان في المحسوسات شيء غير هذه لأعطاك له حاسة سادسة ولما كان ما عداها إنما يدرك بالباطن أعطاك الحواس الباطنة وهي هذه الأخماس التي جرت عليها السنة العامة والخاصة حيث يقولون في المفكر المتأمل ضرب أخماسه في أسداسه فأخماسه حواسه الخمس وأسداسه جهاته الست وأرادوا بذلك أنه جذبه القلب وسار به في الأقطار والجهات حتى قلب حواسه الخمس في جهاته الست وضربها فيها لشدة فكره))

المصدر : كتاب مفتاح دار السعادة الجزء الأول

إسحاق بارودي 18 Dec 2013 09:35 PM

في بيان تركيب البدن ووضع الأعضاء مواضعها و إعدادها لما أعدت له

و قال ابن القيم رحمه الله في نفس الكتاب في فصل آخر يبين فيه كيفية تركيب البدن ووضع الأعضاء مواضعها و إعدادها لما أعدت له :

((فأعد النظر في نفسك وتأمل حكمة اللطيف الخبير في تركيب البدن ووضع هذه الأعضاء مواضعها منه وإعدادها لما أعدت له وإعداد هذه الأوعية المعدة لحمل الفضلات وجمعها لكيلا تنتشر في البدن فتفسده ثم تأمل الحكمة البالغة في تنميتك وكثرة أجزائك من غير تفكيك ولا تفصيل ولو أن صائغا أخذ تمثالا من ذهب أو فضة أو نحاس فأراد أن يجعله أكبر مما هو هل كان يمكنه ذلك إلا بعد أن يكسره ويصوغه صياغة أخرى والرب تعالى ينمي جسم الطفل وأعضاءه الظاهرة والباطنة وجميع أجزائه وهو باق ثابت على شكله وهيئته لا يتزايل ولا ينفك ولا ينقص وأعجب من هذا كله تصويره في الرحم حيث لاتراه العيون ولا تلمسه الأيدي ولا تصل إليه الآلات فيخرج بشرا سويا مستوفيا لكل ما فيه مصلحته وقوامه من عضو وحاسة وآلة من الأحشاء والجوارح والحوامل والأعصاب والرباطات والأغشية والعظام المختلفة الشكل والقدر والمنفعة والموضع إلى غير ذلك من اللحم والشحم والمخ وما في ذلك من دقيق التركيب ولطيف الخلقة وخفي الحكمة وبديع الصنعة كل هذا صنع الله أحسن الخالقين في قطرة من ماء مهين وما كرر عليك في كتابه مبدأ خلقك وإعادته ودعاك إلى التفكير فيه إلا لما بك من العبرة والمعرفة ولا تستطل هذا الفصل وما فيه من نوع تكرار يشتمل على مزيد فائدة فإن الحاجة إليه ماسة والمنفعة عظيمة فانظر إلى بعض ما خصك به وفضلك به على البهائم المهملة إذ خلقك على هيئة تنتصب قائما وتستوي جالسا وتستقبل الأشياء ببدنك وتقبل عليها بجملتك فيمكنك العمل والصلاح والتدبير ولو كنت كذوات الأربع المكبوبة على وجهها لم يظهر لك فضيلة تمييز واختصاص ولم يتهيأ منك ما تهيأ من هذه النسبة ))

إسحاق بارودي 19 Dec 2013 05:06 PM

حاسة الذوق

لنتأمل الآن في بديع خلق الله لحاسة الذوق

إن اللسان يحتوي على براعم ذوقية مسؤولة عن تذوق الأذواق الأربعة الرئيسية : الحلو ; المر ; المالح و الحامضي

وتختلف قوة الذوق باختلاف أجزاء اللسان كما يلي:

‏أ. البراعم الذوقية الواقعة في طرف اللسان مسؤولة عن تذوق المادة الحلوة.

‏ب. البراعم الذوقية الواقعة على السطح الجانبي وحافتي اللسان مسؤولة عن تذوق المواد المالحة والحامضية.

‏ج. البراعم الذوقية الواقعة عند مؤخرة السطح العلوي للسان مسؤولة عن تذوق المواد المرة.

http://www.larousse.fr/encyclopedie/..._go%c3%bbt.jpg

اللون البنفسجي في الصورة : المنطقة المسؤولة عن تذوق المواد المرة
اللون الأصفر في الصورة : المنطقة المسؤولة عن تذوق المواد الحامضية
اللون الأزرق في الصورة : المنطقة المسؤولة عن تذوق المواد المالحة
اللون البرتقالي في الصورة : المنطقة المسؤولة عن تذوق المواد الحلوة

منقول بتصرف

إسحاق بارودي 24 Dec 2013 11:20 PM

التأمل في خلق العينين و تجميلهما بالأجفان

قال ابن القيم رحمه الله
"فانظر كيف حسن شكل العينين وهيئتهما ومقدارهما ثم جملهما بالأجفان غطاء لهما وسترا وحفظا وزينة فهما يتلقيان عن العين الأذى والقذا والغبار ويكنانهما من البرد المؤذي والحر المؤذي ثم غرس في أطراف تلك الأجفان الأهداب جمالا وزينة ولمنافع أخرى وراء الجمال والزينة ثم أودعهما ذلك النور الباصر والضوء الباهر الذي يخرق ما بين السماء والأرض ثم يخرق السماء مجاوزا لرؤية ما فوقها من الكواكب وقد أودع سبحانه هذا السر العجيب في هذا المقدار الصغير بحيث تنطبع فيه صورة السموات مع اتساع أكنافها وتباعد أقطارها "
المصدر : مفتاح دار السعادة الجزء الأول

إسحاق بارودي 24 Dec 2013 11:29 PM

لماذا جعل ماء العينين مالحا ?

قال ابن القيم رحمه الله
"وجعل ماء العينين مالحا ليحفظها فإنها شحمة قابلة للفساد فكانت ملوحة مائها صيانة لها وحفظا وجعل ماء الفم عذبا حلوا ليدرك به طعوم الأشياء على ما هي عليه إذ لو كان على غير هذه الصفة لأحالها إلى طبيعته كما أن من عرض لفمه المرارة استمر طعم الأشياء التي ليست بمرة كما قيل :
ومن يك ذا فم مر مريض ... يجد مرا به الماء الزلالا "

المصدر : مفتاح دار السعادة الجزء الأول

إسحاق بارودي 25 Dec 2013 01:37 AM

العين
هذه صورة لتشريح العين :

منقول

إسحاق بارودي 27 Dec 2013 10:53 PM

خلق الأذن و الحكم في إبداعها

قال ابن القيم رحمه الله في نفس الكتاب :
"وشق له السمع وخلق الأذن أحسن خلقة وأبلغها في حصول المقصود منها فجعلها مجوفة كالصدفة لتجمع الصوت فتؤديه إلى الصماخ وليحس بدبيب الحيوان فيها فيبادر إلى إخراجه وجعل فيها غضونا وتجاويف واعوجاجات تمسك الهواء والصوت الداخل فتكسر حدته ثم تؤديه إلى الصماخ ومن حكمة ذلك أن يطول به الطريق على الحيوان فلا يصل إلى الصماخ حتى يستيقظ أو ينتبه لإمساكه وفيه أيضا حكم غير ذلك ثم اقتضت حكمة الرب الخالق سبحانه أن جعل ماء الأذن مرا في غاية المرارة فلا يجاوزه الحيوان ولا يقطعه داخلا إلى باطن الأذن بل إذا وصل إليه أعمل الحيلة في رجوعه "

إسحاق بارودي 28 Dec 2013 12:22 AM

الأذن

تشريح الأذن :

منقول

إسحاق بارودي 29 Dec 2013 10:46 PM

الأنف و إحسان شكله و هيأته ووضعه

قال ابن القيم رحمه الله في نفس الكتاب :
"ونصب سبحانه قصبة الأنف في الوجه فأحسن شكله وهيأته ووضعه وفتح فيه المنخرين وحجز بينهما بحاجز وأودع فيهما حاسة الشم التي تدرك بها أنواع الروائح الطيبة والخبيثة والنافعة والضارة وليستنشق به الهواء فيوصله إلى القلب فيتروح به ويتغذى به ثم لم يجعل في داخله من الاعوجاجات والغضون ما جعل في الأذن لئلا يمسك الرائحة فيضعفها ويقطع مجراها وجعله سبحانه مصبا تنحدر إليه فضلات الدماغ فتجتمع فيه ثم تخرج منه واقتضت حكمته أن جعل أعلاه أدق من أسفله لأن أسفله إذا كان واسعا اجتمعت فيه تلك الفضلات فخرجت بسهولة ولأنه يأخذ من الهواء ملأه ثم يتصاعد في مجراه قليلا حتى يصل إلى القلب وصولا لا يضره ولا يزعجه ثم فصل بين المنخرين بحاجز بينهما حكمة منه ورحمة فإنه لما كان قصبة ومجرى ساترا لما ينحدر فيه من فضلات الرأس ومجرى النفس الصاعد منه جعل في وسطه حاجزا لئلا يفسد بما يجرى فيه فيمنع نشقه للنفس بل إما أن تعتمد الفضلات نازلة من أحد المنفذين في الغالب فيبقى الآخر للتنفس وإما أن يجرى فيهما فينقسم فلا ينسد الأنف جملة بل يبقى فيه مدخل للتنفس وأيضا فإنه لما كان عضوا واحدا وحاسة واحدة ولم يكن عضوين وحاستين كالأذنين والعينين اللتين اقتضت الحكمة تعددهما فإنه ربما أصيبت إحداهما أو عرضت لها آفة تمنعها من كمالها فتكون الأخرى سالمة فلا تتعطل منفعة هذا الحس جملة وكان وجود أنفين في الوجه شيئا ظاهرا فنصب فيه أنفا واحدا وجعل فيه منفذين حجز بينهما بحاجز يجري مجرى تعدد العينين والأذنين في المنفعة وهو واحد فتبارك الله رب العالمين وأحسن الخالقين"

إسحاق بارودي 29 Dec 2013 11:29 PM

الفم وما أودع فيه من آلات الذوق و الكلام و الطحن
قال ابن القيم رحمه الله في نفس الكتاب :
"وشق سبحانه للعبد الفم في أحسن موضع وأليقه به وأودع فيه من المنافع و آلات الذوق والكلام وآلات الطحن والقطع ما يبهر العقول عجائبه فأودعه اللسان الذي هو أحد آياته الدالة عليه وجعله ترجمانا لملك الأعضاء مبينا مؤديا عنه كما جعل الأذن رسولا مؤديا مبلغا إليه فهي رسوله وبريده الذي يؤدي إليه الأخبار واللسان بريده ورسوله الذي يؤدي عنه ما يريد واقتضت حكمته سبحانه أن جعل هذا الرسول مصونا محفوظا مستورا غير بارز مكشوف كالأذن والعين والأنف لأن تلك الأعضاء لما كانت تؤدي من الخارج إليه جعلت بارزة ظاهرة ولما كان اللسان مؤديا منه إلى الخارج جعل له سترا مصونا لعدم الفائدة في إبرازه لأنه لا يأخذ من الخارج إلى القلب وأيضا فلأنه لما كان أشرف الأعضاء بعدالقلب ومنزلته منه منزلة ترجمانه ووزيره ضرب عليه سرادق يستره ويصونه وجعل في ذلك السرادق كالقلب في الصدر وأيضا فإنه من ألطف الأعضاء وألينها وأشدها رطوبة وهو لا يتصرف إلا بواسطة الرطوبة المحيطة به فلو كان بارزا صار عرضة للحرارة واليبوسة والنشاف المانع له من التصرف ولغير ذلك من الحكم والفوائد ثم زين سبحانه الفم بما فيه من الأسنان التي هي جمال له وزينة وبها قوام العبد وغذاؤه وجعل بعضها أرحاء للطحن وبعضها آلة للقطع فأحكم أصولها وحدد رؤوسها وبيض لونها ورتب صفوفها متساوية الرؤوس متناسقة الترتيب كأنها الدر المنظوم بياضا وصفاء وحسنا وأحاط سبحانه على ذلك حائطين وأودعهما من المنافع والحكم ما أودعهما وهما الشفتان فحسن لونهما وشكلهما ووضعهما وهيأتهماوجعلهما غطاء للفم وطبقا له وجعلهما إتماما لمخارج حروف الكلام ونهاية له كما جعل أقصى الحلق بداية له واللسان وما جاوره وسطا ولهذا كان أكثر العمل فيها له إذ هو الواسطة واقتضت حكمته أن جعل الشفتين لحما صرفا لا عظم فيه ولا عصب ليتمكن بهما من مص الشراب ويسهل عليه فتحهما وطبقهما وخص الفك الأسفل بالتحريك لأن تحريك الأخف أحسن ولأنه يشتمل على الأعضاء الشريفة فلم يخاطر بها في الحركة وخلق سبحانه الحناجر مختلفة الأشكال في الضيق والسعة والخشونة والملامسة والصلابة واللين والطول والقصر فاختلفت بذلك الأصوات أعظم اختلاف ولا يكاد يشتبه صوتان إلا نادرا ولهذا كان الصحيح قبول شهادة الأعمى لتمييزه بين الأشخاص بأصواتهم كما يميز البصير بينهم بصورهم والاشتباه العارض بين الأصوات كالاشتباه العارض بين الصور وزين سبحانه الرأس بالشعر وجعله لباسا له لاحتياجه إليه وزين الوجه بما أنبت فيه من الشعور المختلفة الأشكال والمقادير فزينه بالحاجبين وجعلهما وقاية لما يتحدر من بشرة الرأس إلى العينين وقوسهما وأحسن خطهما وزين أجفان العينين بالأهداب وزين الوجه أيضا باللحية وجعلها كمالا ووقارا ومهابة للرجل و زين الشفتين بما أنبت فوقهما من الشارب وتحتهما من العنفقة"

إسحاق بارودي 02 Jan 2014 02:27 PM

الأسنان
لنتعرف الآن على تشريح السن :
http://4.bp.blogspot.com/-57yA-GVZrm...%25D9%2589.jpg
منقول

إسحاق بارودي 02 Jan 2014 02:52 PM

التأمل في كيفية خلق الرأس و كثرة ما فيه من العظام
قال ابن القيم رحمه الله في نفس الكتاب :
"وتأمل كيفية خلق الرأس وكثرة ما فيه من العظام حتى قيل إنها خمسة وخمسون عظما مختلفة الأشكال والمقادير والمنافع وكيف ركبه سبحانه وتعالى على البدن وجعله عاليا علو الراكب على مركوبه ولما كان عاليا على البدن جعل فيه الحواس الخمس وآلات الإدراك كلها من السمع والبصر والشم والذوق واللمس وجعل حاسة البصر في مقدمه ليكون كالطليعة والحرس والكاشف للبدن وركب كل عين من سبع طبقات لكل طبقة وصف مخصوص ومقدار مخصوص ومنفعة مخصوصة لو فقدت طبقة من تلك الطبقات السبع أو زالت عن هيئتها وموضعها لتعطلت العين عن الإبصار ثم أركز سبحانه داخل تلك الطبقات السبع خلقا عجيبا وهو إنسان العين بقدر العدسة يبصر به ما بين المشرق والمغرب والأرض والسماء وجعله من العين بمنزلة القلب من الأعضاء فهو ملكها وتلك الطبقات والأجفان والأهداب خدم له وحجاب وحراس فتبارك الله أحسن الخالقين"

إسحاق بارودي 02 Jan 2014 03:45 PM

الحكمة في خلق اليدين
قال ابن القيم رحمه الله في كتابه :
"وكذلك خلقه سبحانه لليدين اللتين هما آلة العبد وسلاحه ورأس مال معاشه فطولهما بحيث يصلان إلى ما شاء من بدنه وعرض الكف ليتمكن به من القبض والبسط وقسم فيه الأصابع الخمس وقسم كل أصبع بثلاث أنامل والإبهام باثنتين ووضع الأصابع الأربعة في جانب والإبهام في جانب لتدور الإبهام على الجميع فجاءت على أحسن وضع صلحت به للقبض والبسط ومباشرة الأعمال ولو اجتمع الأولون والآخرون على أن يستنبطوا بدقيق أفكارهم وضعا آخر للأصابع سوى ما وضعت عليه لم يجدوا إليه سبيلا فتبارك من لو شاء لسواها وجعلها طبقا واحدا كالصفيحة فلم يتمكن العبد بذلك من مصالحه وأنواع تصرفاته ودقيق الصنائع والخط وغير ذلك فإن بسط أصابعه كانت طبقا يضع عليه ما يريد وإن ضمها وقبضها كانت دبوسا وآلة للضرب وإن جعلها بين الضم والبسط كانت مغرفة له يتناول بها و يمسك فيها ما يتناوله وركب الأظفار على رؤوسها زينة لها وعمادا ووقاية وليلتقط بها الأشياء الدقيقة التي لا ينالها جسم الأصابع وجعلها سلاحا لغيره من الحيوان والطير وآلة لمعاشه وليحك الإنسان بها بدنه عند الحاجة فالظفر الذي هو أقل الأشياء وأحقرها لو عدمه الإنسان ثم ظهرت به حكة لاشتدت حاجته إليه ولم يقم مقامه شيء في حك بدنه ثم هدى اليد إلى موضع الحك حتى تمتد إليه ولو في النوم والغفلة من غير حاجة إلى طلب ولو استعان بغيره لم يعثر على موضع الحك إلا بعد تعب ومشقة ثم انظر إلى الحكمة البالغة في جعل عظام أسفل البدن غليظة قوية لأنها أساس له وعظام أعاليه دونها في الثخانة والصلابة لأنها محمولة ثم انظر كيف جعل الرقبة مركبا للرأس وركبها من سبع خرزات مجوفات مستديرات ثم طبق بعضها على بعض وركب كل خرزة تركيبا محكما متقنا حتى صارت كأنها خرزة واحدة ثم ركب الرقبة على الظهر والصدر ثم ركب الظهر من أعلاه الى منتهى عظم العجز من أربع وعشرين خرزة مركبة بعضها في بعض هي مجمع أضلاعه والتي تمسكها أن تنحل وتنفصل ثم وصل تلك العظام بعضها ببعض فوصل عظام الظهر بعظام الصدر وعظام الكتفين بعظام العضدين والعضدين بالذراعين والذراعين بالكف والأصابع وانظر كيف كسا العظام العريضة كعظام الظهر والرأس كسوة من اللحم تناسبها والعظام الدقيقة كسوة تناسبها كالأصابع والمتوسطة كذلك كعظام الذراعين والعضدين فهو مركب على ثلاثمائة وستين عظما مائتان وثمانية وأربعون مفاصل وباقيها صغار حشيت خلال المفاصل فلو زادت عظما واحدا لكان مضرة على الإنسان يحتاج إلى قلعه ولو نقصت عظما واحدا كان نقصانا يحتاج إلى جبره فالطبيب ينظر في هذه العظام وكيفية تركيبها ليعرف وجه العلاج في جبرها والعارف ينظر فيها ليستدل بها على عظمة باريها وخالقها وحكمته وعلمه ولطفه وكم بين النظرين ثم إنه سبحانه ربط تلك الأعضاء والأجزاء بالرباطات فشد بها أسرها وجعلها كالأوتاد تمسكها وتحفظها حتى بلغ عددها إلى خمسمائة وتسعة وعشرين رباطا وهي مختلفة في الغلظ والدقة والطول والقصر والإستقامة والإنحناء بحسب اختلاف مواضعها ومحالها فجعل منها أربعة وعشرين رباطا آلة لتحريك العين وفتحها وضمها وإبصارها لو نقصت منهن رباطا واحدا اختل أمر العين وهكذا لكل عضو من الأعضاء رباطات هن له كالآلات التي بها يتحرك ويتصرف ويفعل كل ذلك صنع الرب الحكيم وتقدير العزيز العليم في قطرة ماء مهين فويل للمكذبين وبعدا للجاحدين "

يوسف صفصاف 02 Jan 2014 03:55 PM

بارك الله فيك و جزاك ربي خيرا

إسحاق بارودي 02 Jan 2014 04:20 PM

و إياك أخي يوسف بارك الله فيك

إسحاق بارودي 07 Jan 2014 08:29 PM

لننتقل الآن إلى العظام و ننظر إلى بديع صنع الله فيها

الحكمة البالغة في تركيب العظام

قال ابن القيم رحمه الله في كتابه :
" ثم انظر الحكمة البالغة في تركيب العظام قواما للبدن وعمادا له وكيف قدرها ربها وخالقها بتقادير مختلفة وأشكال مختلفة فمنها الصغير والكبير والطويل والقصير والمنحني والمستدير والدقيق والعريض والمصمت والمجوف وكيف ركب بعضها في بعض فمنها ما تركيبه تركيب الذكر في الأنثى ومنها ما تركيبه تركيب اتصال فقط وكيف اختلفت أشكالها باختلاف منافعها كالأضراس فإنها لما كانت آلة للطحن جعلت عريضة ولما كانت الأسنان آلة للقطع جعلت مستدقة محددة ولما كان الإنسان محتاجا إلى الحركة بجملة بدنه وببعض أعضائه للتردد في حاجته لم يجعل عظامه عظما واحدا بل عظاما متعددة وجعل بينها مفاصل حتى تتيسر بها الحركة وكان قدر كل واحد منها وشكله على حسب الحركة المطلوبة منه وكيف شد أسر تلك المفاصل والأعضاء وربط بعضها ببعض بأوتار ورباطات أنبتها من أحد طرفي العظم وألصق أحد طرفي العظم بالطرف الآخر كالرباط له ثم جعل في أحد طرفي العظم زوائد خارجة عنه وفي الآخر نقرا غائصة فيه موافقة لشكل تلك الزوائد ليدخل فيها وينطبق عليها فإذا أراد العبد أن يحرك جزء من بدنه لم يمتنع عليه ولولا المفاصل لتعذر ذلك عليه"

إسحاق بارودي 07 Jan 2014 09:04 PM

العظام

وهذه بعض أنواع العظام :


إسحاق بارودي 07 Jan 2014 10:38 PM

العظام(تابع)


هذه صورة لمفصل :



وهذه صورة لتشريح العظام الطويلة :


إن النخاع العظمي أو نقي العظام هو مكان نشأة الخلايا الدموية و هو موجود داخل العظم و لهذا سمي بهذا الإسم و الخلايا الدموية التي تنشأ داخل النخاع هي :

خلايا الدم الحمراء : و التي لها دور في نقل غاز الأكسجين إلى جميع خلايا الجسم

خلايا الدم البيضاء : و التي لها دور في المناعة و الدفاع عن الجسم

الصفائح الدموية : و التي لها دور في قطع النزيف الدموي و توقيفه سواء كان هذا النزيف داخليا أو خارجيا


و هذه صورة توضيحية :


إسحاق بارودي 11 Jan 2014 11:06 PM

الجهاز الهضمي

العبر و العجائب في مدخل الغذاء و مستقره و مخرجه
قال ابن القيم في كتابه :
"وإذا نظر العبد إلى غذائه فقط في مدخله ومستقره ومخرجه رأى فيه العبر والعجائب كيف جعلت له آلة يتناول بها ثم باب يدخل منه ثم آلة تقطعه صغارا ثم طاحون يطحنه ثم أعين بماء يعجنه ثم جعل له مجرى وطريقا إلى جانب النفس ينزل هذا ويصعد هذا فلا يلتقيان مع غاية القرب ثم جعل له حوايا وطرقا توصله إلى المعدة فهي خزانته وموضع اجتماعه ولها بابان باب أعلى يدخل منه الطعام وباب أسفل يخرج منه ثفله والباب الأعلى أوسع من الأسفل إذ الأعلى مدخل للحاصل والأسفل مصرف للضار منه والأسفل منطبق دائما ليستقر الطعام في موضعه فإذا انتهى الهضم فإن ذلك الباب ينفتح إلى انقضاء الدفع ويسمى البواب لذلك والأعلى يسمى فم المعدة والطعام ينزل إلى المعدة متكيمسا فإذا استقر فيها انماع وذاب ويحيط بالمعدة من داخلها وخارجها حرارة نارية بل ربما تزيد على حرارة النار ينضج بها الطعام فيها كما ينضج الطعام في القدر بالنار المحيطة به ولذلك تذيب ما هو مستحجر كالحصا وغيره حتى تتركه مائعا فإذا أذابته علا صفوه إلى فوق ورس كدره إلى أسفل"

إسحاق بارودي 11 Jan 2014 11:32 PM

المعدة و إرسالها معلوم كل عضو و قوامه
قال ابن القيم رحمه الله :
"ومن المعدة عروق متصلة بسائر البدن يبعث فيها معلوم كل عضو وقوامه بحسب استعداه وقبوله فيبعث أشرف ما في ذلك وألطفه وأخفه إلى الأرواح فيبعث إلى البصر بصرا وإلى السمع سمعا وإلى الشم شما وإلى كل حاسة بحسبها فهذا ألطف ما يتولد عن الغذاء ثم ينبعث منه إلى الدماغ ما يناسبه في اللطافة والاعتدال ثم ينبعث من الباقي إلى الأعضاء في تلك المجاري بحسبها وينبعث منه إلى العظام والشعر والأظفار ما يغذيها و يحفظها فيكون الغذاء داخلا إلى المعدة من طرق ومجار وخارجا منها إلى الأعضاء من طرق ومجار هذا وارد إليها وهذا صادر عنها حكمة بالغة ونعمة سابغة ولما كان الغذاء إذا استحال في المعدة استحال دما ومرة سوداء ومرة صفراء وبلغما اقتضت حكمته سبحانه وتعالى أن جعل لكل واحد من هذه الأخلاط مصرفا ينصب إليه ويجتمع فيه ولا ينبعث إلى الأعضاء الشريفة إلا أكمله فوضع المرارة مصبا للمرة الصفراء ووضع الطحال مقرا للمرة السوداء والكبد تمتص أشرف ما في ذلك وهو الدم ثم تبعثه إلى جميع البدن من عرق واحد ينقسم على مجار كثيرة يوصل إلى كل واحد من الشعور والأعصاب والعظام والعروق ما يكون به قوامه ثم إذا نظرت إلى ما فيه من القوى الباطنة والظاهرة المختلفة في أنفسها ومنافعها رأيت العجب العجاب كقوة سمعه وبصره وشمه وذوقه ولمسه وحبه وبغضه ورضاه وغضبه وغير ذلك من القوى المتعلقة بالإدراك والإرادة وكذلك القوى المتصرفة في غذائه كالقوة المنضجة له وكالقوة الماسكة له والدافعة له إلى الأعضاء والقوة الهاضمة له بعد أخذ الأعضاء حاجتها منه إلى غير ذلك من عجائب خلقته الظاهرة والباطنة"

إسحاق بارودي 03 Feb 2014 08:43 PM

الجهاز الهضمي (تابع)


http://img.khleeg.com/imgcache/2013/07/110422.jpg

لنتكلم على بعض أعضاء الجهاز الهضمي :

المعدة

عبارة عن كيس عضلي ، عمودي الكل ، يقع بين المريء والأمعاء الدقيقة ، وهي بمثابة خزان تستقر فيه المواد الغذائية بعد بلعها ، وتقع في الخاصرة اليسرى ، أسفل الكبد والحجاب الحاجز ، وفوق القولون المستعرض .

يفتح المريء عند الفتحة العلوية للمعدة المسماة "الفؤاد Cardia" وهي تشتمل على دسام أو عاصرة ، وتقع في القسم الأيسر من البطين ، خلف غضروف الضلع السابع الأيسر ، ومقابل الفقرة الصدرية الحادية عشرة .

أما الأثني عشر من الأسفل فيتصل بالمعدة بواسطة فتحة معدية تدعى "البواب" وهي تحتوي على دسام وعاصرة تعمل على نوبات لتسمح بمرور الطعام إلى الأمعاء ، وتمتد إلى الجزء الأيمن للبطن مقابل الطرف السفلي للفقرة القطنية الأولى .

والمعدة فيها قوسان : الأول صغير ومقعر ، وهو امتداد للحافة اليمنى للمريء ، يمتد بين الفتحتين الفؤادية والبوابية من جهة اليمين .

والثاني كبير ومحدب ، وهو استمرار للجزء اليمين من المريء الذي يكون مع الانحناء المعدي زاوية حادة تدعى "ثلمة المعدة Cardiac Notch" ، ويبدأ من فتحة الفؤاد ، محدثا قوسا للأعلى والخلف واليسار ، وتدعى المنطقة العلوية في تحدبة "القاع Fundus" ، مقابل غضروف الضلع الخامس الأيسر ، ويمتد حتى البواب . ويفصل المعدة عن القلب الحجاب الحاجز ، وعند البواب توجد الحدبة الصغيرة مكونة تجويفا داخليا هو "الجيب البوابي Pyloric Antrum" .

وهكذا يمكن تلخيص أجزاء المعدة كما يلي :

أ - فتحة الفؤاد Cardia
ب- القاع Fundus أعلى تحدب في القوس الكبير
ج - الجسم Body يمتد من القاع إلى الجيب المعدي
د – الجيب (الغار) Anturm يمتد بين جسم المعدة وفتحة البواب
هـ - البواب Pylorus وهو على شكل انبوب يفتح على الاثني عشر

موقع المعدة وحدودها

تقع المعدة في الجزء الأعلى من البطن ، وتمتد من الخاصرة اليسرى إلى منطقتي الشرسوف والسرة .
ويقع أمامها الجدار الأمامي للبطن ، والطرف الأيسر للأضلاع ، الرئة اليسرى والجنب الأيسر ، الحجاب الحاجز ، والفص الأيسر من الكبد .

ويقع خلفها الكيس الصغير ، الحجاب الحاجز ، الطحال ، غدة الكظر اليسرى ، الجزء العلوي مز الكلية اليسرى ، الشريان الطحالي ، البنكرياس ، القولون المستعرض .

تركيب المعدة

إذا نظرنا إلى المعدة بالعين المجردة نجدها تتركب من ثلاثة أجزاء ، هي من الداخل للخارج : الطبقة المخاطية ، الطبقة العضلية ، الطبقة البيرتوانية .

أ‌- الطبقة المخاطية

وهي الطبقة الداخلية لجدار المعدة وهي ذات خلايا أسطوانية تفرز المخاط المعدي القاعدي الذي يعمل على تغطية خلايا اسطوانية تفرز المخاط المعدي القاعدي الذي يعمل على تغطية سطح المعدة الداخلي فيحميه من أضرار الإفرازات الحامضية . وتحتوي على الكثير من الغدد المعدية التي تفرز خميرة طليعة الببسين Propepsin Enzym الذي لا يمكن أن يتحول إلى ببسين إلا في المعدة ، بينما حامض الكلور لا يفرز مباشرة من المعدة ، وإنما من تفاعل حامض كربونيك الدم مع الكلور .

ب - الطبقة أو الجدار العضلي

ويتكون من طبقتين من الألياف العضلية :

1- داخلية ذات ألياف دائرية التوضع تدعى الطبقة الدائرية
2 - خارجية ذات ألياف طولية التوضع تدعى الطبقة الطولانية
وهاتان الطبقتان تكسبان المعدة المتانة وقابلية التمدد ، حيث يمكنها أن تتمدد إلى أن تصبح سعتها 15 – 20 لتراً ، وهي ذات ألياف ملساء ، تقوم بعملية انقباض خفيفة ومستمرة محدثة حركة دودية هادئة لدفع الطعام للأسفل .

ج - طبقة البيرتوان

وهي رقيقة وملساء ، وتفصلها عن بقية الأحشاء الموجودة داخل التجويف ، وتعمل على تسهيل حركتها .

الأوعية الدموية والأعصاب

ترتوي المعدة من الشرايين المتفرعة من الجذع الجوافي ( الذلاقي ) المتفرع بدوره من الشريان الأبهر أسفل الحجاب الحاجز ، وشريان المعدة الأيمن يتفرع من الشريان الكبدي ، والشرايين المعدية القصيرة المتفرعة من الشريان الطحالي عند مدخل الطحال .

ويعود الدم المختزل من المعدة عبر الوريدين المعديين الأيمن والأيسر اللذين يصبان في الوريد البابي ، والأوردة المعدية الصغيرة تصب في الوريد الطحالي .

والمعدة معصبة بالعصب العاشر ( الرئوي - المعدي )، والعصب الودي الكبير الذي يشكل الضفيرة الشمسية Solary Plexus، وهي عبارة عن مجموعة من العقد العصبية المتصلة بالمخ والنخاع الشوكي ، وتوجد وسط البطن ، وعند مستواها يتم الشعور بالألم في حالات أمراض المعدة .
منقول بتصرف

إسحاق بارودي 03 Feb 2014 09:05 PM

الكبد

وهو أكبر غدة في جسم الإنسان ، يقع في الجهة العلوية اليمنى من تجويف البطن ، أسفل الحجاب الحاجز ، بيضاوي الشكل ، يزن حوالي ‏2000 ‏غرام ، لونه أحمر رمادي ، ذو ملمس صلب ، ورغم ذلك فهو هش ، إذ يتمزق بسرعة .

‏وللكبد سطحان أو وجهان :

- حجابي محدب ملامس للحجاب الحاجز
- حشوي منسط يتجه للأسفل واليمين والأمام

أ - الوجه الحجابي

‏محدب الشكل ، ومغطى في معظمه بصفاق البطن ( الثرب ) ويظهر عليه من الأمام آثار انطباع القمة اليمنى والقمة اليسرى للحجاب الحاجز ، وكذلك يوجد بينهما انخساف مكان مرور الوتر المركزي والقلب ، وكذلك يوجد أثراً عميقا إلى اليسار من قاع المرارة . وتعمل الرابطة المنجلية Falci form Ligament على تقسيمه إلى جزئين : أيمن وأيسر .

ب - السطح العشوي :

‏وهو منبسط أو قليل التقعر ، بوجد فيه سرة ( مدخل ) الكبد Porta Hepatis، ويقع داخل حرف H الذي يتشكل من الأثلام الطولية والعرضية . والطرف الأيمن لحرف H غير مكتمل ويتكون من المرارة والوريد الأجوف السفلي ، أما الطرف الأيسر فيتكون من امتدادات الرابطة المدملكة ( الطويلة ) والرابطة الوريدية . ويعبر سرة الكبد القنوات الصفراوية الكبدية اليمنى واليسرى ، والأوعية الدموية ( الشريان الكبدي والوريد الكبدي ) . وتعمل أخاديد الرابطة المدملكة ( الطويلة ) Teres Ligament والرابطة الوريدية Ligament Venosum على تقسيم هذا السطح إلى فصين هما : أيمن وأيسر . وتعمل أخاديد الحرف H الطولية والافقي على تقسيمه إلى أربعة أفصاص هي :

‏1 - الفص المربع Quadrate Lobe ويقع أمام الثلم أو الأخدود الأفقي ، وبين الرابطة المدملكة والمرارة ، ويتجه للأسفل فيلامس البيريتوان وبواب المعدة.

2- الفص المذنب أو فص سبيجل Spigel ، ويقع خلف الثلم الأفقي ، ويلامس البيريتوان المجاور للحجاب الحاجز فوق الصمام الأبهري ، وأمام الأبهر الصدري ، والى اليسار من الوريد الأجوف السفلي .

3 - الفص الأيمن ، ويقع على يمين الأخدود ( الثلم : الطولي الأيمن والمرارة ، ويلامس من الخلف الطرف العلوي للكلية اليمنى ، ومن الأمام انحناء القولون الكبدي

4 - الفص الأيسر : ويقع على يسار الثلم الطولي الأيسر والرابطة المنجلية ويظهر على سطحه الأمامي تقعر عليه آثار جدار المعدة ، والى الخلف من ذلك توجد حدبة ، والى اليسار منها يترك المريء أحيانا ثلما خفيفا .

‏وعملياً يعتبر الفصان المربع والمذنب ( سبيجل ) جزئين من الفص الأيسر ، حيث يصبح الكبد منقسما إلى قسمين متساويين ، هما : النصف الأيمن والنصف الأيسر ، حيث وجد أن ترويتهما بالدم تتم من الشريان الكبدي الأيسر ، وافرازاتهما تصب في قناة الكبد اليسرى .

‏ويتكون الكبد من الخارج للداخل من :

1 - غشاء مصلي يدعى محفظة جليسون Glisson متين وقابل للتمدد ، وعند سرة الكبد يحط بالأوعية الدموية والقنوات .

2 - نسيج الكبد ، ‏وهو مطاطي الملمس ، ولا توجد فيه مناطق غدية ، والمناطق الوحيدة التي لا تحتوي على نسيج كبدي ، هي أعضاء مدخل الكبد

3 - السرة ( المدخل ) : تحتوي على نسيج خلوي - دهني ، وعلى الأوعية الدموية والأعصاب والقنوات ، وهو محاط بالثرب ( صفاق البطن )

‏التشريح المجهري للكبد :

‏يتركب الكبد من أفصاص تتكون بدورها من فصيصات صغيرة الجسم 1 – 2 ملم يتخللها نسيج فجوي ، ولا تحتوي إلا على القليل من النسيج الضام الذي تتوضع فيه الأوعية الدموية الكبدية والقنوات الصفراوية ، وتتكون هذه الفصيصات من أعمدة من خلايا كبيرة محاطة بالدم ، وتوجد بين هذه الخلايا خلايا خاصة شبكية – طلائية داخلية تدعى خلايا كوبفر Kupffer.

‏ويوجد في الفصيصات قنوات رفيعة إلى جانب خلايا الكبد فيها تجمع السائل الصفراوي ، ثم تتحد فيما بينها مشكلة قنوات أكبر عند أطراف الفصيصات ، مبطنة بنسيج طلائي عمادي .

‏والخلية الكبدية منبسطة حجمها ما بين 15 – 20 ‏ميكرون ، متعددة الأضلاع ، ذات 6 – 8 أوجه ، والأوجه المسطحة تكون ملامسة للشعيرات الدموية الملتوية ، وبعض أوجه الخلايا يكون ملتصقاً بالقنيات ( قنوات صغيرة ) الصفراوية ، فتدعى الأطراف الصفراوية للخلية . وتتوضع الخلايا الكبدية على شكل صفيحات ذات طبقة واحدة من الخلايا ، وكل سطح للخلية يلامس شعيرة دموية ، ووجه يلامس قنوات صفراوية ، والصفيحات الخلوية تتوضع بشكل متواز ، تسير بإتجاه الوريد الكبدي ، فوق الكبد ، وتنفصل الصفيحات عن بعضها البعض بشعيرات دموية ملتوية تتصل هذه الشعيرات بشريان من جهة ، وبوريد من الجهة الثانية .

‏التروية الدموية للكبد

‏يرتوي الكبد بالدم من مصدرين ، أحدهما شرياني يحمل دماً مؤكسداً عبر الشريان الكبدي الذي يتفرع إلى شريانين كبديين : أيمن وأيسر عند مدخل الكبد . والآخر وريدي يحمل الدم الوريدي عبر الوريد البابي الذي يتفرع هو الآخر إلى وريد كبدي أيمن ووريد كبدي أيسر عند مدخل الكبد ، وهذا الدم الوريدي محمل بالعناصر الغذائية التي تم امتصاصها من القناة الهضمية لكي يقوم الكبد باستقلابها . ويلاحظ عدم وجود اتصال بين أوعية النصف الأيمن والنصف الأيسر للكبد ، وحتى داخل النصف الواحد للكبد فإن الشرايين هي شرايين نهاية لا تتابع مسيرها إلى عضو آخر .

‏والدم الوريدي الخارج من الكبد بعد اختزاله يخرج من الكبد عبر الأوردة الكبدية الثلاثة التي تصب في الوريد الأجوف السفلي ، ويلاحظ هنا اختلاط واتصال بين أوردة الكبد اليمنى واليسرى . ويتعصب الكبد بالعصب الودي والعصب الحائر ( العاشر ) .
منقول بتصرف

يوسف صفصاف 03 Feb 2014 09:06 PM

بارك الله فيك أيها الفاضل
جزاك الله خيرا

إسحاق بارودي 03 Feb 2014 09:29 PM

و فيك بارك الله و جزاك خيرا أخي يوسف

إسحاق بارودي 09 Feb 2014 10:44 PM

البنكرياس (المعثكلة)

عبارة عن غدة ملساء ناعمة ، داخلية الإفراز ( صماء ) وخارجية الإفراز ، فهي خارجية الإفراز لأنها تفرز عصارة هاضمة تحتوي على أنزيمات ( خمائر ) وأملاح معدنية ، وهي داخلية الإفراز ( صماء : لأنها تفرز هرمونات الانسولين و الجلوكاغون ).

‏يقع البنكرياس في تجويف البطن عند مستوى الفقرة القطنية الأولى أو الثانية ، وهو في وضع أعمق من المعدة ، فيقع خلفها ، يبلغ طوله حوالي 15 سم ، ووزنه حوالي 70 ‏غراما . ويبدو سطحه الخارجي مقسما إلى ‏أجزاء صغيرة ، وقطره يختلف من جزء إلى آخر ، فيتدرج من رأس كبير إلى ذنب مغير . ويقسم إلى أربعة أجزاء هي :

1 - الرأس :

‏وهو أكبر جزء في البنكرياس ، دائري الشكل ، يقع داخل حذوة الفرس العفجية ، ويمتد يساراً إلى الخلف من الأوعية المساريقية العليا ، ‏وأعلى من الوريد الأجوف السفلي ، والأوردة الكلوية اليمنى واليسرى ، وغالباً ما يظهر عليه أثر الجزء الأخير من القناة الصفراوية العامة .

2- العنق :

‏وهو أضيق جزء في البنكرياس ، ويربط بين رأس البنكرياس وجسمه ، ويقع أمام بداية الوريد البابي ، وبداية تفرع الشريان المساريقي العلوي من الأبهر .

3 - الجسم :

‏وهو الجزء الأوسط من البنكرياس ، يتجه للأعلى واليسار الوسطي ، ويبدو مثلث الشكل في مقطع عرضي .

4 - الذيل :

‏وهو جزء ضيق في نهاية الغدة ، يتجه لليسار ليلامس سرّة (مدخل ) الطحال .

‏التركيب المجهري للبنكرياس

‏يتركب البنكرياس من عدة أفصاص Lobes تحتوي على أعداد ضخمة من الأسناخ Acini ‏المصلية ، المبطنة بخلايا إفرازية ، وتحتوي على قنوات قليلة لنقل الإفرازات الخلوية . وتشتمل الأفصاص على تجمعات خلوية دائرية تدعى "جزر لانجرهانس Langerhans" التي تظهر شاحبة مصفرة ومبعثرة ، ‏وأحجامها مختلفة إذ قد يصل حجم بعضها إلى 4 ‏مرات أكثر من حجم الحويصل البنكرياسي ، وتحتوي على خلايا نوعين من الخلايا هما :
أ‌- خلايا بيتا β التي تفرز هرمون الانسولين
ب - خلايا ألفا ά التي تفرز هرمون الجلوكاغون

‏الموقع و العلاقات التشريحية

‏يقع البنكرياس في تجويف البطن ، مباشرة خلف صفاق ( بيريتوان ) الجدار الخلفي للبطن ، ومعظم أجزائه تقع في مستوى أعلى من القولون ، وهو يمتد من اليمين الى اليسار ، فيما بين حذوة الفرس العفجية يمينا ، إلى سرة الطحال يساراً ، ويحده ‏:

- من الأمام : ومن اليمين الى اليسار : القولون المستعرض ، و الكيس الأصفر البطني ، والمعدة
- من الخلف : ومن اليمين الى اليسار : القناة الصفراوية العامة ، الوريدين البابي والطحالي ، والوريد الأجوف الاسفل ، وسرة الطحال .

‏القنوات الإفرازية

‏يفرز البنكرياس عصارته الهاضمة بواسطة قنوات رئيسية وفرعية ، تتحد فيما بينها لتشكل قناتين :- القناة الرئيسية ، والقناة الفرعية .

‏أ - القناة الرئيسية :

‏تبدأ من ذنب البنكرياس ، وتعبر الغدة البنكرياسية بشكل طولي ، تسير نحو اليمين ، وتستقبل أثناء سيرها عدداً كبيراً من القنوات الصغيرة التي هي عبارة عن روافد صغيرة تزود القناة الأصلية بالعصارة الهاضمة ، وتدعى قناة فيرسونغ Wirsung ، وهي تصب في الجزء الثاني من الاثني عشر بعد أن تتحد مع القناة الصفراوية العامة مكونة أمبولة فاتر Vater ، إلى الأعلى من حلمة الاثني عثر وقبيل صمام أودي Oddi الذي ينظم عملية دخول العصارة للاثني عثر ، ويكون مغلقاً خارج وجبات الطعام ، ويفتح أثناء الأكل والهضم .

ب - القناة الفرعية :

‏وتعرف باسم قناة سانتوريني Santorini التي تنقل الافرازات من رأس البنكرياس ، وغالبا ما تتفاغر مع القناة الرئيسية . أو تصب بشكل مستقل فوق مصب القناة الرئيسية

الدورة الدموية

‏يرتوي البنكرياس بالدم بوامعلة الشريان الطحالي ، ‏والشريانين البنكرياس - العفجي الأعلى والأسفل ، أما الأوردة فهي مرافقة للشرايين وتصب في الدورة البابية


صور أخرى للجهاز الهضمي :

منقول بتصرف

" لننظر و لنتأمل في خلق الله لأنفسنا الذي أتقن صنع كل شيء "

إسحاق بارودي 19 Sep 2014 12:04 PM

الجهاز التنفسي

http://www.elwardah.com/files/u2/T_8...fd6013d7e7.jpg

http://www.123esaaf.com/Atlas/Lung_06.png

http://www.arabscoach.com/breath1.jpg


و الآن سنتكلم عن التبادل بين غازي الأكسجين و ثاني أكسيد الكربون على مستوى الرئة:

إن الحويصل الهوائي ( كما توضحه الصورة الأولى) ملتف حوله شرايين و أوردة ، خلال عملية الشهيق يصل الهواء إلى الحويصل و ينتقل الأكسجين من الحويصل إلى الشريان الحويصلي و بالضبط على مستوى الهيموغلوبين الموجود داخل كريات الدم الحمراء الذي تنقله بدورها إلى كل خلية من خلايا الجسم و في نفس الوقت ينتقل غاز ثاني أكسيد الكربون( الذي تطرحه الخلايا عند عملية الإحتراق )من الوريد الحويصلي إلى الحويصل فتطرحه الرئة خلال عملية الزفير وهكذا يستمر التبادل الغازي خلال عملية التنفس حيث أنه توجد بين الحويصل الهوائي و الدم ظروف ضغط مناسبة و دقيقة تسمح لهذا التبادل بأن يتم بصفة عادية


http://dc352.4shared.com/doc/AI2E_en...l_56032c8d.jpg

http://interagircomfono.xpg.uol.com....s/hematose.png

الصور منقولة


الساعة الآن 11:15 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013