![]() |
هذا ما قيَّدته من كتاب.../ للمشاركة، والبخيل من بخل بكلمة هدى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه.
أما بعد: فمن طرق التَّحصيل التي أدركنا عليها مشايخنا، ورأينا آثارها في كتب علمائنا: تقييدُ الفوائد المهمَّة التي تستفاد من جهة الكتاب الَّذي قرأه، وغالبا ما يكون تقييدها في الصَّفحة البيضاء المقابلة لصفحة الغلاف الدَّاخلية للكتاب، وربما تقيد في دفتر أو ورق مستقل، الغرضُ أن لا تضيع الفائدة بعد أن يصل إليها، على حدِّ قول القائل: العلم صيـــــــدٌ والكتابة قيده//قيِّد صيودك بالحبال الواثقة فمن الحماقة أن تصيد غزالة//وتتركها بين الخلائق طالقة وقلت: الَّتي تستفاد من جهة ذلك الكتاب، لأن بعض المسائل مشتركة بين كثير من كتب الفن أو هي في مظانها المعتادة بحيث يجدها متى ما طلبها من غير كلفة، فهذه لا تحتاج إلى تقييد. وأنا أدعو إخواني -وما منهم إن شاء الله إلا من قرأ وقيد- إلى أن يتشاركوا معنا ما اقتنصوه من فوائد الكتب، مذاكرةً للعلم وإحياءً لسنن الماضين. وأنا أوَّل بادئ، فمن آخر الكتب النفيسة التي اشتريتها وقرأتها وقيَّدت نفائسها القطعة الَّتي وُجدت من "جواب الاعتراضات المصرية على الفتيا الحموية" لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، وهذا ما قيَّدته على صفحة الفوائد منه: -(ص28): ذمَّ العلماء الراسخون من اقتصر في إعجاز القرآن على اللفظ فقط. -(ص44): ليس كل من وجد العلم قدر على التعبير عنه والاحتجاج له، فالعلم شيء، وبيانه شيء آخر، والمناظرة عنه وإقامة دليله شيء ثالث، والجواب عن حجة مخالفه شيء رابع. -(ص47): الأقوال في العدد المشترط في التواتر كثيرة، ولا يعلم بها قائل معيَّن، ولا حجة تذكر، وما رواه الاثنان قد يكون متواترا باعتبار صفاتهم. -(ص49): تحقيق أنَّ الصدِّيقية هي كمال الاتباع. -(ص95): التنبيه على استشعار الاحتساب في النفقات الواجبة. -(ص112): مسألة التمثُّل للقرآن ببيت من الشِّعر وتفسيره - أي القرآن - بمجرَّد اللُّغة. -(ص161): الكلام فيما وقع بين بعض العلماء من الكلام في بعض بالاجتهاد أو غيره يشبه الكلام فيما وقع بين الصحابة رضي الله عنهم، إذ المعنى المقتضي لذلك يعمُّ الصَّحابة وسائر طبقات الأمَّة. |
جزاك الله خيرا أخي خالد
|
احسن الله اليك اخي خالد واجزل لك الثواب .
وهذه مبادرة طيبة منك اخي ، ودعوتك الى التقيد امر طيب وتذكير جيد . ونشر الفوائد قل في هذا الزمان ، فدأب سلفنا الصالح من اصحاب الحديث انهم اذا التقوا سالوا بعضهم عن الحديث ورجاله فيستفيدون من بعضهم البعض . فاين نحن منهم . |
و هذه بعض الفوائد التي قيدتها من شرح حديث جبريل من صحيح مسلم للشيخ محمد الإمام حفظه الله تعالى
قال الإمام مسلم رحمه الله تعالى : (حدثني أبو خيثمة زهير بن حرب حدثنا وكيع عن كهمس عن عبد الله بن بريدة عن يحيى بن يعمر ح وحدثنا عبيد الله بن معاذ العنبري وهذا حديثه حدثنا أبي حدثنا كهمس عن ابن بريدة عن يحيى بن يعمر قال كان أول من قال في القدر بالبصرة معبد الجهني..) الحديث. 01/ كهمس : هو ابن الحسن التميمي البصري أبو الحسن من رجال الجماعة و هو ثقة كما ذكر ذلك الحافظ في التقريب و تفرد ابن معين بتضعيفه. قال كهمس : من لم يعرف أن علماء الحديث حراس الدين فهو من ضعفاء الناس. 02/ ابن بريدة : هو عبد الله بن بريدة بن الحصيب الأسلمي قاضي مرو أخو سليمان وكانا توأمين. قال أحمد : سليمان أصح حديثا من عبد الله و أوثق و قال ابن عيينة : و حديث سليمان بن بريدة أحب إليهم من حديث عبد الله[(1)]. قال الشيخ محمد الإمام : فائدة : قال الحاكم : إذا روى الحسن بن واقد عن عبد الله بن بريدة هذا أصح أحاديث مرو. و قال الشيخ : و ابن بريدة له في مسلم 18 حديثا و كهمس له 9 أحاديث و كلاهما من رجال الجماعة. ======== [(1)] : وجدت في السلسلة الصحيحة للعلامة الألباني عند حديث (خمس لا يعلمهن إلا الله..) ما يثبت أن سليمان سمع من أبيه عكس ما كنت أظن حيث قال الألباني بعد أن ذكرعدة أحاديث صحيحة تثبت سماع عبد الله و سلميان من أبيهما:(قلت: هذه الأحاديث الصحيحة كلها و غيرها كثير و كثير جدا ، مما يعنيه الرجل المتعالم ( الذي يرد عليه الشيخ نفي سماع عبد الله و سليمان من أبيهما) بالإعلال الذي نقله عن الإمام البخاري و غيره بعدم سماع عبد الله بن بريدة و أخيه سلميان من أبيهما!...) ثم أورد الشيخ عدة أحاديث للابنين و بيّن أنها صحيحة ، و للمزيد راجع السلسلة الصحيحة (6/من الصفحة: 978 إلى الصفحة: 992) حديث رقم (2914). |
بوركتم
مما وفقت لتقييده من دروس الشيخ عبد المحسن العباد حفظه الله عند شرحه لابن ماجه : 1_ممن روى عن ابن لهيعة عبد الله المصري قبل الإختلاط: عبد الله بن مسلمة عبد الله بن يزيد قتيبة بن سعيد عبد الله بن وهب عبد الله بن المبارك فهؤلاء روايتهم عنه معتبرة 2_عطاء بن السائب ممن إختلط ورواية سفيان الثوري عنه معتبرة 3_يحي بن سعيد القطان وعبد الرحمان بن مهدي من أئمة الجرح والتعديل . قال الذهبي :إذا إتفقا على جرح شخص والله لا يكاد يندمل جرحه 4_يروي عن ابن عباس أبو جمره و أبو حمزة ولذا كثيرا ما يلتبس بينهما وهذا ما يسمى بالمؤتلف والمختلف 5_عبد الله بن الزبير رضي الله عنه ولد بقباء وهو أول مولود للمسلمين بعد الهجرة 6_الحسن بن عرفة شيخ ابن ماجه :سمى عشرة من أولاده بأسماء العشرة المبشرين بالجنة وكذلك ابن دقيق العيد 7_قال حفظه الله في كتاب الأدب باب المدح : المدح قسمان : مذموم وهو ما كان فيه مبالغة وزيادة وكذب ويتولد منه غرور الممدوح محمود:وهو ما كان صدقا وحقا ويشجع الممدوح على الزيادة 8_قال حفظه الله في باب البناء والخراب : الأصل في إصلاح البناء الجواز إلا أنه ينبغي على المسلم ألا يشتغل بالدنيا والترف فيها بتزيين البناء بل يتخذ ما يستضل به ولا يتوسع في ذلك بارك الله فيكم على هذا الموضوع النافع باذن الله ولعلنا نوفيكم ببعض التقييدات |
جزى الله الشيخ خالدا خير الجزاء على المبادرة الطيبة، والمواضيع والمشاركات النافعة الماتعة.
هذه فائدة قيدتها من كتاب: "بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع" للكاساني -رحمه الله- حول التتباع في الصوم؛ قال -رحمه الله-: (2/552): كل صوم يؤمر فيه بالتتابع لأجل الفعل وهو الصوم يكون التتابع شرطا فيه حيث دار الفعل، وكل صوم يؤمر فيه بالتتابع لأجل الوقت ففوت ذلك الوقت يسقط التتابع، وإن بقي الفعل واجب القضاء. فإن من قال: لله علي صوم شهر شعبان يلزمه أن يصوم شعبان متتابعا، لكنه إن فات شيء منه يقضي إن شاء متتابعا، وإن شاء متفرقا، لأن التتابع ههنا لمكان الوقت فيسقط بسقوطه، وبمثله لو قال: لله علي أن أصوم شهرا متتابعا يلزمه أن يصوم متتابعا لا يخرج عن نذره إلا به، ولو أفطر يوما في وسط الشهر يزلمه الاستقبال، لأن التتابع ذكر للصوم، فكان الشرط هو وصل الصوم بعينه، فلا يسقط عنه أبدا. اهـ |
جزاكم الله كل خير
|
بعض الفوائد التي قيدتها من شرح جامع بيان العلم و فضله للشيخ رضا أبو شامة حفظه الله.
باب: قوله صلى الله عليه و سلم : (طلب العلم فريضة على كل مسلم ). 01/ قال أبو بكر : و حدثنا أبو الأحوص ، عن [هارون بن عنترة] ، عن ابيه ، عن ابن عباس قال : ما سلك رجل طريقا يلتمس فيها علما سهل الله له طريقا إلى الجنة. قال الشيخ رضا : هذا الحديث بهذا الإسناد ضعيف. و الشيخ يقصد هنا ضعف هارون بن عنترة. 02/ قال : و حدثنا عبد الله بن محمد ، حدثنا الحسن بن محمد ، حدثنا يعقوب بن سفيان ، حدثنا سليمان بن عبد الرحمان ، حدثنا إسماعيل بن عياش ، قال : حدثني عبد الحميد بن عبد الرحمن ، عن محمد بن عبد الرحمن ، عن [ابن الزبير] ، عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : (ما من عبد يغدو في طلب علم مخافة أن يموت جاهلا ، أو في إحياء سنة مخافة أن تدرس ، إلا كان كالغادي الرائح في سبيل الله عزوجل ، [ومن بطأ به علمه ، لم يسرع به نسبه]. عن [ابن الزبير] . قال الشيخ رضا : تصحيف و الصحيح أبي الردين و هو صحابي جليل ليس له إلا هذا الحديث ، و هذا الحديث خرجه الحارث بن أبي اسامة و ابو نعيم في معرفة الصحابة و غيرهما ، و ذكره ابن حجر في الإصابة و قال : أبو الردين غير منسوب وحديثه في الشاميين في معجم الطبراني و مسند الشاميين للطبراني. [ومن بطأ به علمه ، لم يسرع به نسبه]. قال الشيخ رضا : هذا الجزء صحيح. أما ما قبل هذا فلا يصح ، فيه إسماعيل بن عياش و بعض المجاهيل كعبد الحميد بن عبد الرحمن. باب : قوله صلى الله عليه و سلم : ( الدال على الخير كفاعله). أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ نا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ أنا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ نا أَبُو الْيَمَانِ نا [أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ الْغَسَّانِيُّ ]عَنِ الْأَشْيَاخِ أَنَّ أَبَا الدَّرْدَاءِ قَالَ: (الْعَالِمُ وَالْمُتَعَلِّمُ شَرِيكَانِ وَالْمُتَعَلِّمُ وَالْمُسْتَمِعُ شَرِيكَانِ وَالدَّالُ عَلَى الْخَيْرِ وَفَاعِلُهُ شَرِيكَانِ). قال الشيخ رضا : إسناده ضعيف لوجود أبي بَكْرِ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ الْغَسَّانِيُّ. بَابُ قَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مَنْ يُرِدِ اللَّهَ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ). وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( إِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِعَبْدٍ خَيْرًا جَعَلَ فِيهِ ثَلَاثَ خِلَالٍ: فَقَّهَهُ فِي الدِّينِ، وَزَهَّدَهُ فِي الدُّنْيَا، وَبَصَّرَهُ عُيُوبَهُ). قال الشيخ رضا : هذا الحديث معلق لأنه دون إسناد. بَابُ تَفْضِيلِ الْعِلْمِ عَلَى الْعِبَادَةِ 01/ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سُفْيَانَ، نا قَاسِمُ بْنُ أَصْبَغَ، نا أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ، نا أَبُو سُفْيَانَ السُّرُوجِيُّ عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ مُطَرِّفِ ابْنُ عَمِّ وَكِيعٍ ثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْعُذْرِيُّ، عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (خَيْرُ دِينِكُمْ أَيْسَرُهُ وَخَيْرُ الْعِبَادَةِ الْفِقْهُ) . قَالَ أَبُو سُفْيَانَ: وَيُكْرَهُ الْحَدِيثُ عَنِ [الْعُذْرِيِّ]. قال الشيخ رضا : و العذري منكر الحديث. 02/ وَقَرَأْتُ عَلَى أَبِي الْقَاسِمِ خَلَفِ بْنِ الْقَاسِمِ أَنَّ أَبَا عَلِيٍّ سَعِيدَ بْنَ عُثْمَانَ بْنِ السَّكَنِ، حَدَّثَهُمْ ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَوْنٍ الْخَرَّازُ، سَنَةَ سِتٍّ وَعِشْرِينَ وَمِائَتَيْنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ عَطِيَّةَ قَالَ: حَدَّثَنِي زَيْدٌ الْعَمِّيُّ، عَنْ جَعْفَرٍ الْعَبْدِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (فَضْلُ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ كَفَضْلِي عَلَى أُمَّتِي). قال الشيخ رضا : هذا الحديث موضوع كما قال الألباني. 03/ حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْقَاسِمِ، نا ابْنُ السَّكَنِ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ زَكَرِيَّا الْمُحَارِبِيُّ ثنا أَبُو كُرَيْبٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ، ثنا عُمَرُ بْنُ بُزَيْعٍ أَبُو سَعِيدٍ الطَّيَالِسِيُّ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ الْحَجَّاجِّ بْنِ أَبِي الْحَجَّاجِ، عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مَنْ أَدَّى الْفَرِيضَةَ وَعَلَّمَ النَّاسَ الْخَيْرَ كَانَ فَضْلُهُ عَلَى الْمُجَاهِدِ الْعَابِدِ، كَفَضْلِي عَلَى أَدْنَاكُمْ رَجُلًا، وَمَنْ بَلَغَهُ عَنِ اللَّهِ فَضْلٌ فَأَخَذَ بِذَلِكَ الْفَضْلِ الَّذِي بَلَغَهُ أَعْطَاهُ اللَّهُ مَا بَلَغَهُ وَإِنْ كَانَ الَّذِي حَدَّثَهُ كَاذِبًا). قال الشيخ رضا : موضوع. 04/ حَدَّثَنِي خَلَفُ بْنُ الْقَاسِمِ، نا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ زُكَيْرٍ، نا عَلِيُّ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الْمُدَوَّرِ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَبِيبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا شِبْلُ بْنُ عَبَّادٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (يَبْعَثُ اللَّهُ الْعَالِمَ وَالْعَابِدَ، فَيُقَالُ لِلْعَابِدِ: ادْخُلِ الْجَنَّةَ وَيُقَالُ لِلْعَالِمِ: اشْفَعْ لِلنَّاسِ كَمَا أَحْسَنْتَ أَدَبَهُمْ ). قَالَ شِبْلٌ: يَعْنِي تَعْلِيمَهُمْ. قال الشيخ رضا : الحديث لا يصح. 05/ أَخْبَرَنَا خَلَفُ بْنُ الْقَاسِمِ، نا سَعِيدُ بْنُ أَحْمَدَ الْفِهْرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، نا عَمْرُو بْنُ أَبِي سَلَمَةَ التِّنِّيسِيُّ ثنا صَدَقَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَاقِدٍ، عَنْ حَرَامِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ عَمِّهِ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (إِنَّكُمْ أَصْبَحْتُمْ فِي زَمَانٍ كَثِيرٍ فُقَهَاؤُهُ قَلِيلٍ خُطَبَاؤُهُ، قَلِيلٍ سَائِلُوهُ، كَثِيرٍ مُعْطُوهُ الْعَمَلُ فِيهِ خَيْرٌ مِنَ الْعِلْمِ وَسَيَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ قَلِيلٌ فُقَهَاؤُهُ كَثِيرٌ خُطَبَاؤُهُ قَلِيلٌ مُعْطُوهُ كَثِيرٌ سَائِلُوهُ، الْعِلْمُ فِيهِ خَيْرٌ مِنَ الْعَمَلِ). قال الشيخ رضا : لم يصح مرفوعا و لكن صح موقوفا. 06/ حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ قَاسِمٍ، نا سَعِيدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ السَّكَنِ، نا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى الْخَوَّاصُ بِبَغْدَادَ، نا عَبَّاسٌ التَّرَقُّفِيُّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ غَالِبٍ الْعَبَّادَانِيُّ، ثنا خَلَفُ بْنُ أَعْيَنَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ [عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ]، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (لَأَنْ تَغْدُوَ فَتَتَعَلَّمَ بَابًا مِنَ الْعِلْمِ خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ تُصَلِّيَ مِائَةَ رَكْعَةٍ). [عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ]. قال الشيخ رضا : عَلِيِّ بْنِ زَيْد بن جدعان ضعيف. 07/ وروي عن ابن عباس رضي الله عنه أنه قال: ( إن الشياطين قالوا لإبليس يا سيدنا مالنا نراك تفرح بموت العالم مالا تفرح بموت العابد فقال انطلقوا فانطلقوا إلى عابد قائم يصلي فقالوا له إنا نريد أن نسألك فانصرف فقال له إبليس هل يقدر ربك أن يجعل الدنيا في جوف بيضة فقال : لا، فقال: أترونه كفر في ساعة ثم جاء إلى عالم في حلقة يضاحك أصحابه ويحدثهم فقال انا نريد أن نسألك فقال سل فقال هل يقدر ربك أن يجعل الدنيا في جوف بيضة قال نعم قال وكيف قال يقول لذلك إذا أراده كن فيكون قال إبليس: أترون ذلك لا يعدو نفسه وهذا يفسد علي عالما كثيرا). قال الشيخ رضا : لا يصح. بَابُ قَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (الْعَالِمُ وَالْمُتَعَلِّمُ شَرِيكَانِ). حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ أَبَاهُ حَدَّثَهُ أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُونُسَ، نا بَقِيُّ بْنُ مَخْلَدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ تَمِيمِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ [أَبِي عُبَيْدَةَ ] قَالَ: قَالَ [عَبْدُ اللَّهِ] : (اغْدُ عَالِمًا أَوْ مُتَعَلِّمًا، وَلَا تَغْدُ بَيْنَ ذَلِكَ). قال الشيخ رضا : [أَبِي عُبَيْدَةَ ]. هو بن عبد الله بن مسعود و هو لم يسمع من أبيه كما ذكر في سنن الترمذي. [عَبْدُ اللَّهِ]. هو عبد الله بن مسعود رضي الله عنه. باب تَفْضِيلُ الْعُلَمَاءِ عَلَى الشُّهَدَاءِ 01/ أَنْشَدَنِي بَعْضُ شُيُوخِي لِأَبِي بَكْرِ بْنِ دُرَيْدٍ: أَهْلًا وَسَهْلًا بِالَّذِينَ أُحِبُّهُمْ *** وَأَوَدُّهُمْ فِي اللَّهِ ذِي الْآلَاءِ أَهْلًا بِقَوْمٍ صَالِحَيْنِ ذَوِي تُقًى *** غُرِّ الْوُجُوهِ وَزَيْنِ كُلِّ مَلَاءِ يَسْعَوْنَ فِي طَلَبِ الْحَدِيثِ بِعِفَّةٍ *** وَتَوْقِيرٍ وَسَكِينَةٍ وَحَيَاءِ لَهُمُ الْمَهَابَةُ وَالْجَلَالَةُ وَالنُّهَى *** وَفَضَائِلُ جَلَّتْ عَنِ الْإِحْصَاءِ [وَمِدَادُ مَا تَجْرِي بِهِ أَقْلَامُهُمْ *** أَزْكَى وَأَفْضَلُ مِنْ دَمِ الشُّهَدَاءِ] يَا طَالِبِي عِلْمَ النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ *** مَا أَنْتُمُ وَسِوَاكُمُ بِسَوَاءِ. قال الشيخ رضا: [وَمِدَادُ مَا تَجْرِي بِهِ أَقْلَامُهُمْ *** أَزْكَى وَأَفْضَلُ مِنْ دَمِ الشُّهَدَاءِ]. هذا البيت يحتاج إلى دليل من النبي صلى الله عليه و سلم. 02/ وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ فِي ذَلِكَ الْحَدِيثِ لَمْ يَكُنْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْأَنْبِيَاءِ إِلَّا دَرَجَةً وَاحِدَةً فِي الْجَنَّةِ وَرُوِيَ أَيْضًا مَرْفُوعًا مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَقَدْ ذَكَرْنَا هَذَا الْحَدِيثَ بِإِسْنَادِهِ فِي كِتَابِنَا هَذَا فِي بَابِ اسْتِدَامَةِ الطَّلَبِ، وَفِي بَابِ جَامِعِ فَضْلِ الْعِلْمِ، وَفِي إِسْنَادِهِ اضْطِرَابٌ؛ لِأَنَّ مِنْهُمْ مَنْ يَجْعَلُهُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَجْعَلُهُ عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَأَبِي ذَرٍّ، وَمِنْهُمْ مَنْ يُرْسِلُهُ عَنْ سَعِيدٍ، [وَالْفَضَائِلُ تُرْوَى عَنْ كُلِّ أَحَدٍ]، وَالْحُجَّةُ مِنْ جِهَةِ الْإِسْنَادِ، إِنَّمَا تُتَقَصَّى فِي الْأَحْكَامِ وَفِي الْحَلَالِ وَالْحَرَامِ قال الشيخ رضا : [وَالْفَضَائِلُ تُرْوَى عَنْ كُلِّ أَحَدٍ] نعم إذا لم يكن شديد الضعف كالأحاديث التي مرت معنا و التي فيها بعض الكذابين و الوضاعين. بَابُ ذِكْرِ حَدِيثِ [صَفْوَانَ بْنِ عَسَّالٍ] فِي فَضْلِ الْعِلْمِ 01/ صفوان بن عسال المرادي. مراد : قبيلة باليمن. 02/ وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ خَلِيفَةَ رَحِمَهُ اللَّهُ قَالَ: نا أَبُو بَكْرِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ الْبَغْدَادِيُّ بِمَكَّةَ، ثنا أَبُو مُزَاحِمٍ مُوسَى بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ يَحْيَى بْنِ خَاقَانَ، ثنا عَلِيُّ بْنُ سَهْلِ بْنِ الْمُغِيرَةِ الْبَزَّارُ أَبُو الْحَسَنِ، ثنا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ وَحَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ [عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ]، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ قَالَ: " أَتَيْتُ صَفْوَانَ بْنَ عَسَّالٍ فَقَالَ: مَا جَاءَ بِكَ؟ قَالَ: قُلْتُ: طَلَبُ الْعِلْمِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: (إِنَّ الْمَلَائِكَةَ تَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ). قال الشيخ رضا : [عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ]. هو بن أبي النجود المقرئ و في حفظه كلام. ====== نسأل الله أن يوفق شيخنا الفاضل على إتمام ما بدأ به من تعليقات نفيسة على هذا الكتاب القيم. |
قال العلامة صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله تعالى في شرحه على كتاب الكبائر لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى صفحة 138: [يقول بعض السلف : لو أنكم تشترون الأقلام والقرطاس من أموالكم للحفظة لأمسكتم عن كثير من كلامكم .]
|
بارك الله فيكم إخواني على هذه الجهود و الفوائد الطيبة وفق الله الجميع لما يحبه الله و يرضاه
|
ما شاء الله فوائد طيبة ، زادكم الله حرصا .
|
هذه كلمات تربوية من العلامة عبد الحميد بن باديس -رحمه الله- دونتها في كراستي وهي تستحق أن تجعل نبراسا يسير عليه المسلم:
1- قال -رحمه الله- تحت قوله تعالى: ((انظر كيف فضلنا بعضهم على بعض وللآخرة أكبر درجات وأكبر تفضيلا)): «وفي هذا ترغيب للخلق في تحصيل الفضل في درجات الآخرة، فإنهم إنما يتهالكون في الدنيا على أن يفضل بعضهم بعضا في شيء منها، وهي الدار الفانية، فلم لا يتسابقون فيما ينالون به الفضل في الدار الباقية مع أن من عمل لنيل الفضل في الآخرة -وما عملها إلا الخير والمعروف- حاز الفضل والسعادة فيهما على أفضل وجه وأكمل حال، فللآخرة ونيل درجاتها فليعمل العاملون، وفي ذلك فليتنافس المتنافسون»[ابن باديس حياته وآثاره (1/214)]. 2- وقال -رحمه الله-: «...ولما كان هو عليه الصلاة والسلام قدوتنا فنحن مخاطبون بأن نكون مثله في عموم رحمته وشفقته وعدله وبره وإحسانه، نفعل الخير عاما، كما تعم خيرات الله العباد، نفعله لأنه خير نستطعم لذته غير منتظرين جزاء إلا من الله، لأن من انتظر الجزاء من الناس وفي هذه الحياة لا بد أن يميل بخيره عن جهة إلى جهة، وربما يكون في ميله قد أخطأ وجه الصواب، ولا بد أيضا أن ييأس فيفتر في العمل أو ينقطع عنه عندما يرى عدم المكافأة من الناس وعدم ظهور أثر خيره في الحياة وأبناء الحياة»[المصدر السابق (1/211-212)]. والله أعلم. |
زادك الله حرصا أخي خالد
|
قال الشيخ ربيع حفظه الله تعالى في كتاب اللباب من نصائح وتوجيهات الشيخ ربيع للشباب صفحة 136:((فمنهم من كان يقول : كلما تعلمت أدركت أنني جاهل )).
وقال صفحة 180:(( ولهذا قال بعض السلف : نحن أرحم بأهل البدع منهم بأنفسهم )). |
من الفوائد التي قيدتها للإمام هناد الكوفي في كتاب الزهد :
( والكتاب قيم ويشعر الواحد وهو يقرأه بحقارة نفسه أمام هذه النماذج ) النسخة التي عندي طبعة دار الخلفاء للكتاب الإسلامي تحقيق الشيخ عبد الرحمن الفريوائي وما أنقله هو من نسخة المكتبة الشاملة . كلام جميل عن داء العجب حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ رَجُلٍ , مِنْ أَهْلِ صَنْعَاءَ , عَنِ ابْنِ مُنَبِّهٍ قَالَ: " مَرَّ رَجُلٌ عَلَى رَاهِبٍ , فَقَالَ: يَا رَاهِبُ , كَيْفَ ذِكْرُكَ لِلْمَوْتِ؟ قَالَ: مَا أَرْفَعُ قَدَمًا , وَلَا أَضَعُ أُخْرَى إِلَّا رَأَيْتُ أَنِّي قَدْ مُتُّ. قَالَ: كَيْفَ دَأْبُ نَشَاطِكَ؟ قَالَ: مَا كُنْتُ أَرَى أَنَّ أَحَدًا سَمِعَ بِذِكْرِ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ تَأْتِي عَلَيْهِ سَاعَةٌ لَا يُصَلِّي فِيهَا. قَالَ: فَقَالَ الرَّجُلُ إِنِّي لَأَبْكِي فِي سُجُودِي حَتَّى يَنْبُتَ الْبَقْلُ مِنْ دُمُوعِ عَيْنِي. قَالَ: فَقَالَ الرَّاهِبُ إِنَّكَ إِنْ تَضْحَكْ وَأَنْتَ مُعْتَرِفٌ لِلَّهِ بِخَطِيئَتِكَ خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ تَبْكِي وَأَنْتَ مُدِلٌّ بِعَمَلِكَ إِنَّ صَلَاةَ الْمُدِلِّ لَا تَصْعَدُ فَوْقَهُ. قَالَ: فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ: أَوْصِنِي قَالَ: ازْهَدْ فِي الدُّنْيَا وَلَا تُنَازِعُهَا أَهْلَهَا وَكُنْ فِيهَا كَالنَّحْلَةِ إِنْ أَكَلَتْ أَكَلَتْ طَيِّبًا , وَإِنْ وَضَعَتْ وَضَعَتْ [ص: 265] طَيِّبًا , وَإِنْ وَقَعَتْ عَلَى عُودٍ لَمْ تَكْسِرْهُ وَلَمْ تَضُرَّهُ , وَانْصَحْ لِلَّهِ كَنُصْحِ الْكَلْبِ لِأَهْلِهِ؛ فَإِنَّهُمْ يَضْرِبُونَهُ وَيَطْرُدُونَهُ وَيُجِيعُونَهُ وَيَأْبَى إِلَّا أَنْ يُحِيطَ بِهِمْ نُصْحًا " إن إعترض امر الدنيا مع أمر الآخرة 520 - حَدَّثَنَا الْمُحَارِبِيُّ , عَنْ لَيْثٍ , عَنْ صَاحِبٍ لَهُ , عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَرْوَانَ , عَنْ مُعَاذٍ قَالَ: «إِنَّهُ لَا غِنًى بِكَ عَنْ دُنْيَاكَ , وَأَنْتَ إِلَى نَصِيبِكَ مِنَ الْآخِرَةِ أَفْقَرُ , إِذَا عَرَضَ لَكَ أَمْرَانِ أَحَدُهُمَا الدُّنْيَا وَأَحَدُهُمَا الْآخِرَةُ فَبَدَأْتُ بِنَصِيبِكَ مِنَ الدُّنْيَا فَاتَكَ نَصِيبُكَ مِنَ الْآخِرَةِ , وَإِنْ بَدَأْتَ بِنَصِيبِكَ مِنَ الْآخِرَةِ مَرَّ بِنَصِيبِكَ مِنَ الدُّنْيَا فَانْتَظَمَهُ لَكَ انْتِظَامًا فَدَارَ بِهِ مَعَكَ حَيْثُ دُرْتَ» سبب رفعة أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وأنه لم يكن بكثرة العمل 575 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنِ الْأَعْمَشِ , عَنْ عُمَارَةَ بْنِ عُمَيْرٍ , عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: " أَنْتُمْ أَكْثَرُ صِيَامًا , وَأَكْثَرُ صَلَاةً , وَأَكْثَرُ جِهَادًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَهُمْ كَانُوا أَعْظَمَ مِنْكُمْ أَجْرًا. قَالُوا: فَبِمَ ذَلِكَ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ؟ قَالَ: كَانُوا أَزْهَدَ فِي الدُّنْيَا , وَأَرْغَبَ فِي الْآخِرَةِ " رجل يعمل لوجه الله ويحب أن يحمد حَدَّثَنَا يَعْلَى، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ رَجُلٍ قَدْ سَمَّاهُ عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ , فَقَالَ: رَجُلٌ يُصَلِّي يَبْتَغِي وَجْهَ اللَّهِ وَيُحِبُّ أَنْ يُحْمَدَ , وَيَتَصَدَّقُ وَيَبْتَغِي وَجْهَ اللَّهِ وَيُحِبُّ أَنْ يُحْمَدَ. قَالَ: لَيْسَ بِشَيْءٍ إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ: «أَنَا خَيْرُ شَرِيكٍ فَمَنْ كَانَ لَهُ مَعِي شَرِيكٌ فَهُوَ لَهُ كُلُّهُ لَا حَاجَةَ لِي فِيهِ» فتنة الشهرة حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، وَالْحَسَنِ قَالَا: «كَفَى فِتْنَةً لِلْمَرْءِ أَنْ يُشَارَ إِلَيْهِ بِالْأَصَابِعِ فِي دَينٍ أَوْ دُنْيَا إِلَّا مَنْ عَصَمَهُ اللَّهُ وَالتَّقْوَى هَهُنَا يُؤمِئُ إِلَى صَدْرِهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ» من قال لمن نصحه عليك بنفسك حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ سُوَيْدٍ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: " إِنَّ مِنْ أَحَبِّ الْكَلَامِ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يَقُولَ الرَّجُلُ: سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ , تَبَارَكَ اسْمُكَ , وَتَعَالَى جَدُّكَ , وَلَا إِلَهَ غَيْرُكَ، رَبِّ إِنِّي قَدْ ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي إِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ قَالَ: " فَإِنَّ مِنْ أَكْبَرِ الذَّنْبِ عِنْدَ اللَّهِ أَنْ يَقُولَ الرَّجُلُ لِلرَّجُلِ اتَّقِ اللَّهَ , فَيَقُولُ: عَلَيْكَ بِنَفْسِكَ " فيمن إشتغل بذنوب الناس عن ذنوبه حَدَّثَنَا الْمُحَارِبِيُّ، عَنْ زَكَرِيَّا بْنِ سَلَّامٍ، عَنْ بَعْضِ أَشْيَاخِهِ أَنَّ الرَّبِيعَ [ص: 537] بْنَ خُثَيْمٍ كَانَ يَقُولُ: " لَا خَيْرَ فِي الْكَلَامِ إِلَّا فِي تِسْعٍ: تَحْمِيدُ اللَّهِ , وَتَكْبِيرُ اللَّهِ , وَتَسْبِيحُ اللَّهِ , وَتَهْلِيلُ اللَّهِ , وَأَمْرُكَ بِالْمَعْرُوفِ , وَنَهْيُكَ عَنِ الْمُنْكَرِ , وَسُؤَالُكَ الْخَيْرَ , وَتَعَوُّذُكَ مِنَ الشَّرِّ , وَقِرَاءَةُ الْقُرْآنِ. قَالَ: فَسَمِعْتُ مِنَ أَشْيَاخِنَا مَنْ يَزِيدُ فِيهِ قَالَ: فَذَكَرُوا عِنْدَهُ عَلِيًّا وَعُثْمَانَ , فَقَالَ: عَلَيْكُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا ذِكْرَ الرِّجَالِ مَا لَنَا وَلِذِكْرِ الرِّجَالِ، وَذِكْرُ اللَّهِ أَحَبُّ إِلَيْنَا مِنْ ذِكْرِ الرِّجَالِ. قَالَ: فَقِيلَ لَهُ: يَا أَبَا يَزِيدَ , مَا لَكَ لَا تَذُمُّ النَّاسَ؟ قَالَ: فَقَالَ: مَا أَنَا بِرَاضٍ عَنْ نَفْسِي فَأَتَفَرَّغَ مِنْ ذَمِّهَا إِلَى ذَمِّ غَيْرِهَا، إِنَّ النَّاسَ خَافُوا مِنْ ذُنُوبِ النَّاسِ وَأَمِنُوا عَلَى ذُنُوبِهِمْ فأنا أشر من الذي لايغتسل يوم الجمعة حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ , عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ , عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ قَالَ: كَانَ بَيْنَ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ وَبَيْنَ رَجُلٍ كَلَامٌ فِي الْمَسْجِدِ , فَقَالَ لَهُ عَمَّارٌ: «أَسْأَلُ اللَّهَ إِنْ كُنْتَ كَذَبْتَ عَلَيَّ أَنْ لَا يُمِيتَكَ حَتَّى يَكْثُرَ مَالُكَ وَوَلَدُكَ حَتَّى يُوطَأَ عَقِبُكَ , وَإِنْ كُنْتُ فَعَلْتُ الَّذِي قُلْتَ فَأَنَا أَشَرُّ مِنَ الَّذِي لَا يَغْتَسِلُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ» |
مما قيدته في كراستي ما ذكر في مقدمة كتاب "الحيوان" عن ابن الجهم -رحمه الله-:
1- قال ابن الجهم -رحمه الله-: ((إذا استحسنت الكتاب واستجدته، ورجوت منه الفائدة ورأيت ذلك فيه فلو تراني وأنا ساعة بعد ساعة أنظر كم بقي من ورقة مخافة استنفاذه، وانقطاع المادة من قلبه، وإن كان المصحف عظيم الحجم كبير الورق، كثير العدد فقد تم عيشي وكمل سروري)). 2- ذكر العتبي كتابا لبعض القدماء فقال: لولا طوله وكثرة ورقته لنسخته. فقال ابن الجهم -رحمه الله-: ((لكني ما رغبني فيه إلا الذي زهدك غبه، وما قرأت قط كتابا كبيرا فأخلاني من فائدة، وما أحصي كم قرأت من صغار الكتب، فخرجت منها كما دخلت)). ولما كان سبب وقوفي على هذا الكلام ما نقله علي العمران -حفظه الله- في رسالته "المشوق إلى القراءة وطلب العلم"(ص55) عن ابن الجهم نفسه -رحمه الله- -بإحالته للمصدر السابق الذكر- ناسب ذلك أن أذكره: قال ابن الجهم -رحمه الله-: ((إذا غشيني النعاس في غير وقت نوم -وبئس الشيء النوم الفاضل عن الحاجة- قال: فإذا اعتراني ذلك تناولت كتابا من كتب الحكم، فأجد اهتزازي للفوائد، والأريحية التي تعتريني عند الظفر ببعض الحاجة، والذي يغشى قلبي من سرور الاستبانة وعز التبيين أشد إيقاظا من نهيق الحمير وهَدَّة الهدم)). وعلق عليه قائلا: ((فهذا غاية في الشغف والتعلق بالكتب والعلم، فإذا غلبه النعاس طرده باستجلاب الكتب والنظر فيها، فيهتز لفوائدها، ويطرب لحكمها. فأين هذا من طلاب يستجلبون النوم بالنظر في الكتب؟! فاختلاف الحالين وتباين النتيجتين تبع لاختلاف مكانة العلم عند الفريقين)). والله أعلم. |
اقتباس:
ياريت تتحفنا بالمزيد في هذا الباب إن كان فيه مزيد مما قيدته |
...جزاكم الله خيرا أيها الإخوة الأفاضل على هذا الطرح الطيب
أما كتاب (الحيوان) هذا فهو كتاب ماتع وقد سبقتني بهذه المشاركة الطيبة يا أبا حذيفة فحياك الله وبياك... وكذلك أعجبني منه: وقال العتبي ذات يوم لابن الجهم: ألا تتعجّب من فلان! نظر في كتاب الإقليدس مع جارية سلمويه في يوم واحد، وساعة واحدة، فقد فرغت الجارية من الكتاب وهو بعد لم يحكم مقالة واحدة، على أنّه حرّ مخيّر، وتلك أمة مقصورة، وهو أحرص على قراءة الكتاب من سلمويه على تعليم جارية. قال ابن الجهم: قد كنت أظنّ أنّه لم يفهم منه شكلا واحدا، وأراك تزعم أنّه قد فرغ من مقالة! قال العتبي: وكيف ظننت به هذا الظنّ، وهو رجل ذو لسان وأدب؟ قال: لأنّي سمعته يقول لابنه: كم أنفقت على كتاب كذا؟ قال: أنفقت عليه كذا، قال: إنّما رغّبني في العلم أنّي ظننت أنّي أنفق عليه قليلا وأكتسب كثيرا، فأمّا إذا صرت أنفق الكثير، وليس في يدي إلّا المواعيد، فإنّي لا أريد العلم بشيء! [الإنفاق على الكتب] فالإنسان لا يعلم حتى يكثر سماعه، ولا بدّ من أن تكون كتبه أكثر من سماعه؛ ولا يعلم، ولا يجمع العلم، ولا يختلف إليه، حتى يكون الإنفاق عليه من ماله، ألذّ عنده من الإنفاق من مال عدوّه. ومن لم تكن نفقته التي تخرج في الكتب، ألذّ عنده من إنفاق عشّاق القيان، والمستهترين بالبنيان، لم يبلغ في العلم مبلغا رضيّا. وليس ينتفع بإنفاقه، حتّى يؤثر اتّخاذ الكتب إيثار الأعرابي فرسه باللبن على عياله، وحتّى يؤمّل في العلم ما يؤمّل الأعرابي في فرسه. [مغالاة الزنادقة بتحسين كتبهم] وقال إبراهيم بن السّنديّ مرة: وددت أنّ الزنادقة لم يكونوا حرصاء على المغالاة بالورق النقيّ الأبيض، وعلى تخيّر الحبر الأسود المشرق البرّاق، وعلى استجادة الخطّ والإرغاب لمن يخطّ، فإنّي لم أر كورق كتبهم ورقا، ولا كالخطوط التي فيها خطّا. وإذا غرمت مالا عظيما- مع حتّي للمال وبغض الغرم- كان سخاء النفس بالإنفاق على الكتب، دليلا على تعظيم العلم، وتعظيم العلم دليل على شرف النفس، وعلى السلامة من سكر الآفات... |
جزى الله خيرا أخي المغربي على النقول الممتعة، ومرحبا بك من جديد، فقد غبت عنا طويلا!!!
وهذا نقل قيدته من "مجموع الفتاوى" لشيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- وفيه تنبيه منه -رحمه الله- على ما انتشر من تسمية الأعمال الصالحة وغيرها بأنها تكليف. قال -رحمه الله-: «... نفس الإيمان بالله وعبادته ومحبته وإجلاله هو غذاء الإنسان وقوته وصلاحه وقوامه كما عليه أهل الإيمان، وكما دل عليه القرآن؛ لا كما يقول من يعتقد من أهل الكلام ونحوهم: إن عبادته تكليف ومشقة!!! وخلاف مقصود القلب لمجرد الامتحان والاختبار، أو لأجل التعويض بالأجرة كما يقوله المعتزلة وغيرهم، فإنَّه وإن كان في الأعمال الصَّالحة ما هو على خلاف هوى النفس –والله سبحانه يأجر العبد على الأعمال المأمور بها مع المشقة، كما قال تعالى: ﴿ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لَا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلَا نَصَبٌ﴾ الآية، وقال صلى الله عليه وسلم لعائشة: (أجرك على قدر نصبك)- فليس ذلك هو المقصود الأول بالأمر الشَّرعي، وإنما وقع ضمنا وتبعا لأسباب ليس هذا موضعها، وهذا يفسر في موضعه. ولهذا (لم يجئ) في الكتاب والسنة وكلام السلف إطلاق القول على الإيمان والعمل الصالح: أنه تكليف، كما يطلق ذلك كثير من المتكلمة والمتفقهة؛ وإنما جاء ذكر التكليف في موضع (النفي)؛ كقوله: ﴿لا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا﴾.﴿لا تُكَلَّفُ إِلا نَفْسَكَ﴾.﴿لا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْسًا إلا مَا ءَاتَاهَا﴾. أي: وإن وقع في الأمر تكليف، فلا يكلف إلا قدر الوسع، لا أنه يسمي جميع الشريعة تكليفا، مع أن غالبها قرة العيون وسرور القلب، ولذات الأرواح وكمال النعيم، وذلك لإرادة وجه الله والإنابة إليه، وذكره وتوجه الوجه إليه، فهو الإله الحق الذي تطمئن إليه القلوب، ولا يقوم غيره مقامه في ذلك أبدا. قال الله تعالى: ﴿فاعبده واصطبر لعبادته هل تعلم له سميا﴾...».["مجموع الفتاوى"(1/25-26)]. |
بعض خصائص ولي الأمر الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و بعد ، فهذه بعض خصائص ولي الأمر ذكرها إمام أهل السنة أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى في كتابه "أصول السنة" و قد استفدتها من شرح الشيخ العلامة الفاضل عبيد بن عبد الله الجابري حفظه الله تعالى الموسوم ب"التقرير الأحمد بشرح أصول السنة للإمام أحمد" الأولى: الجهاد في سبيل الله معه، قال الإمام أحمد"و الغزو ماض مع الأمراء إلى يوم القيامة البر و الفاجر لا يترك" الثانية: قسمة الفيئ الثالثة: إقامة الحدود، قال الإمام أحمد "و قسمة الفيئ و إقامة الحدود إلى الأئمة ماض، ليس لأحد أن يطعن عليهم ولا ينازعهم" الرابعة: إقامة الجمعة موكولة إليه و كذلك الأعياد، قال الإمام أحمد "و صلاة الجمعة خلفه و خلف من ولاه جائزة باقية تامة ركعتين" |
ذكر الإمام المزني بعض خصائص ولي الأمر في كتابه شرح السنة (و قد اعتنى الشيخ العلامة عبيد بن عبد الله بشرحه و سماه "الطيب الجني على شرح السنة للإمام المزني" فقد أجاد حفظه الله تعالى) فذكر إقامة الجمعة و الجهاد معه عادلا كان أم فاجرا و هذه ذكرها الإمام أحمد رحمه الله تعالى و زاد على ذلك:
الحج معه: قال رحمه الله: "و الجهاد مع كل إمام عدل أو فجر و الحج" |
ذكر الحافظ ابن كثير -رحمه الله- في "البداية والنهاية"(م1/ص95) تعليقا على حديث بعث إبليس لعنه الله سراياه أنه يقول له: (نعم أنت) أنه يروى بفتح النون بمعنى: نعم أنت ذاك الذي تستحق الإكرام، وبكسرها أي: نعم منك، وقد استدل به بعض النحاة على جواز كون فاعل نعم مضمرا وهو قليل، واختار شيخنا الحافظ أبو الحجاج الأول ورجحه وجهه بما ذكرناه، والله أعلم.
|
رد
جزاك الله خيرا أخانا خالد على جهودك النافعة المفيدة في هذا المنتدى عامة وعلى فتحك لهذا المنبر القيم ، وسنوافيكم ببعض الفوائد من دروس مشايخنا إذا تيسر ذلك وفقكم الله للمزيد من العلم والهدى وأعاننا وإياكم على الخير والنفع .
|
جزاك الله خيرا أخانا الحبيب خالد، ووفّقكم لكلّ برٍّ وفضيلة.
ولما لا تكون هذه الصفحة قسيماً لبقية أقسام المنتدى، وتكون - مَثَــــلاً - باسم : قسم الدّرر والفوائد المنتقاة من بطون الكتب |
جزاكم الله خيرا على هذه الفوائد و الدرر
مما قيدته من كتاب تفسير سورة الكهف لابن عثيمين الطبعة الشرعية دار ابن الجوزي ( و كل كتب الشيخ ماتعة و فيها الفوائد الفرائد و التأصيل و التقعيد) 1- وصف الله نبيه صلى الله عليه وسلم بالعبودية في أشرف المقامات: في حال لإنزال القرآن عليه، وفي حال الدفاع عنه، وفي حال الإسراء به. ص 8 2- فائدة من فوائد علم التفسير: أن الشيء يعرف بذكر قبيله المقابل له، مثاله قوله تعالى: (فانفروا ثبات أو انفروا جميعا) ثباتٍ يعني متفرقين والدليل ذكر المقابل له (أو انفروا جميعا). ص 10 3- قرر الشيخ رحمه الله أن من أخلص في البدعة فعمله غير مقبول. ص 11 4- فائدة سبب تسمية الثواب أجرا: وذلك لأنه في مقابلة العمل، وهذا من عدله جل وعلا أن يسمي الثواب أجرا حتى يطمئن الإنسان لضمان هذا الثواب؛ لأنه معلوم أن الأجير إذا قام بعمله فإنه يستحق الأجر. ص 11 5- إعراب كلمةً من قوله تعالى: ( كبرت كلمةً تخرج من أفواههم) الجواب : كلمةً تمييز و الفاعل محذوف و التقدير : كبرت مقالتهم كلمةً تخرج من أفواههم أي عظمت . ص 14 6- التعليق بالشرط لا يدل على إمكانية المشروط بل قد يكون مستحيلا غاية الاستحالة. ص 14 7- نكتة : إذا تأملت القرآن وجدت أنه غالبا يقدم الشرع على الخلق؛ لأن أصل إيجاد الدنيا إنما هو القيام بشريعة الله . ص 17 8- الجهمية يقولون إن (الجعل) بمعنى الخلق في جميع المواضع و يقولون معنى قوله تعالى (إنا جعلنه قرآنا عربيا) أي خلقناه ، و هذا غلط على اللغة لأن الجعل يأتي بمعنيين : إن تعدى لمفعول واحد كان بمعنى الخلق، و إن تعدى لمفعولين كان بمعنى التصيير. ص 18 9- في قوله تعالى : (ثم بعثناهم لنعلم) هذه العبارة يراد بها شيئان : الأول :علم رؤية و ظهور و مشاهدة لأن علم الله بالشيء قبل أن يقع هو علم بأنه سيقع و لكن بعد وقوعه علم بأنه وقع. الثاني : المراد هو العلم الذي يترتب عليه الجزاء لأن الله قبل أن يخلقنا علم ما سنعمل لكن لا يترتب على ذلك العلم جزاء و إنما يترتب الجزاء على علم الظهور و المشاهدة. ص 24 10- الاستفهام إذا ضُمِّن معنى النفي كان مشربا معنى التحدي. ص28 11- في قوله تعالى (وكلبهم باسط ذراعيه بالوصيد) دليل على جواز اتخاذ الكلب لحراسة الآدميين . ص 35 12- التفريق بين لام التعليل و لام العاقبة ، في قوله تعالى (وكذلك بعثناهم ليتساءلوا بينهم) وقوله (فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوا و حزنا) وقول موسى للخضر (أخرقتها لتغرق أهلها) فالام في الآيات ليست للتعليل و إنما هي لبيان العاقبة و المقصود : بعثناهم فتساءلوا ، والتقطه آل فرعون فكان لهم عدوا و حزنا، ومعنى قول موسى أنك إذا خرقتها غرق أهلها لا أن الخضر يريد إغراقهم و لا يمكن أن تكون للتعليل. ص 37 و 115 13- الجواب على حديث ( خلق الله آدم على صورته ) من أحد وجهين : الأول : أنه لا يلزم من كونه على صورته أن يكون مماثلا له فأول زمرة تدخل الجنة على صورة القمر ليلة البدر و معلوم أنه ليس هناك مماثلة بين القمر و هؤلاء، و الوجه الثاني: أن يقال على صورته أي على الصورة التي اختارها الله عز و جل فإضافة صورة الآدمي إلى الله على سبيل التشريف و التعظيم. ص 60 14- من معاني كون القرآن مثاني : أنه تثنى فيه المعاني و الأحوال و الأوصاف ( مثلا إذا ذكر الله أهل الجنة و حالهم ذكر أهل النار و حالهم) ليكون الإنسان جامعا في سيره إلى ربه بين الخوف و الرجاء. ص 64 15- يجوز مراعاة اللفظ و مراعاة المعنى في كلتا، وقد اجتمع ذلك في قول الشاعر يصف فرسين استبقا : كلاهما حين جدَّ الجري بينهما ==== قد أقلعا و كلا أنفيهما رابي فقوله: قد أقلعا هنا راعى المعنى لأنهما اثنان ، وفي قوله رابي : راعى اللفظ فلم يقل رابيان. ص 68 16- في إعراب ما شاء الله وجهان : 1- أن ما اسم موصول خبر لمبتدأ محذوف تقديره : هذا ما شاء الله 2- أن ما شرطية و شاء الله فعل الشرط و جوابه محذوف تقديره: ما شاء الله كان . ص 72 17- (ما شاء الله و لا قوة إلا بالله) جاء في الأثر أن من قال ذلك في شيء يعجبه من ماله فلن يرى فيه مكروها . يشير الشيخ إلى حديث أنس بن مالك مرفوعا (ما أنعم الله عز و جل على عبد نعمة في أهل و مال و ولد: فيقول: ما شاء الله لا قوة إلا بالله فيرى فيها آفة دون الموت: و قرأ : (ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله). أخرجه أبو يعلى في مسنده و البيهقي في شعب الإيمان و الطبراني في الأوسط و الصغير و غيرهم. ص 72 18- في قوله تعالى ( وإذا الأرض مدت) و قوله (وترى الأرض بارزة) دليل على أن الأرض كروية لأنها الآن غير بارزة و غير ممدودة. ص 81 19- لماذا سميت المخاصمة مجادلة؟ ج: لأن كل واحد يَجْدُل حجته للآخر و الجَدْل هو فتل الحبل حتى يشتد و يقوى هذا أصل المجادلة. ص 100 20- كيف نجمع بين الآيات الوارد فيها (ومن أظلم)؟ الجواب : أنها اسم تفضيل في نفس المعنى الذي وردت به فتكون الأظلمية بالنسبة للمعنى الذي سيقت فيه وليست أظلمية مطلقة. انظر بالتفصيل ص 29 و 102 21- رجح الشيخ رحمه الله أن الخضر ليس بنبي بل هو عبد صالح له كرامات. ص 112 22- (كان) قد يسلب منها معنى الزمان، ويكون المراد بها التحقيق، مثل قوله تعالى (وكان الله غفورا رحيما). ص 148 |
جزاك الله خيرا أبا البراء على هذا الموضوع القيم النافع بإذن الله جل وعلا.
ولعلي أشارك إخواني الأعزاء بفائدة وقفت عليها ولعلها في ذهن أكثركم إن لم نقل كلكم. وقفت عليها في مجلة الإحياء للشيخ الوالد أبي عبد المعز محمد علي فركوس - حفظه الله - في مقاله " البينة الجلية في شرح حديث تبييت النية " ذكر الشيخ جملة من الفوائد المستنبطة من الحديث، وفي الفائدة الثالثة قال الشيخ - حفظه الله - 3- فيه دليل على أن النية ركن في الصيام، لا يصح إلا بها. ثم ذكر فائدة في الحاشية ( وهي المقصود ) : قال: العلماء يختلفون في حكم النية في العبادات: أهي ركن أم شرط أم أنها ركن في بعض العبادات شرط في غيرها؟ على أقوال، والمختار منها ما ذهب إليه العلائي المتوفى سنة(761) من تفصيل بين ما تعتبر النية في صحته وما تعتبر في حصول الثواب عليه، حيث يقول: " فما كانت النية معتبرة في صحته فهي ركن فيه، وما يصح بدونها ولكن يتوقف حصول الثواب عليها، كالمباحات والكف عن المعاصي، فنية التقرب شرط في الثواب " [ انظر هذه المسألة في: " الأشباه والنظائر " (43) و " منتهى الآمال " (141) كلاهما للسيوطي]. ولعل الإخوة الفضلاء يثرون الموضوع ولا يبخلوا علينا بالفائدة. جزاهم الله خيرا. |
بسم الله الرحمن الرحيم: هذه فائدة مهمة استفدتها وقيدتها من كتاب العلامة المحدث شيخ مشايخنا مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله، «المقترح في أجوبة أسئلة المصطلح» وهو من هو في علم الحديث، وهي متعلقة بقول كثير من المحققين عند تخريجهم لبعض الأحاديث:« صححه الحاكم و وافقه الذهبي »، قال رحمه الله: « مما ينبغي أن يعلم أن سكوت الحافظ الذهبي على بعض الأحاديث التي يُصحِّحها الحاكم وهي ضعيفة لا يعد تقريرًا للحاكم، بل الذي ينبغي أن يقول الكاتب: صححه الحاكم، وسكت عليه الذهبي. لأمور، منها:
* أن الذهبي -رحمه الله- لم يذكر في مقدمة تلخيصه (ما سكتُّ عليه فأنا مقرّ ٌ للحاكم). ومنها: أنه ذكر في "سير أعلام النبلاء" في ترجمة الحاكم أن كتابه التلخيص محتاج إلى نظر. ومنها: أن الحاكم قد يقول: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، أو صحيح على شرط أحدهما، أو صحيح ولم يخرجاه، ويكون في سنده من قال الذهبي في "الميزان": إنه كذَّاب أو ضعيف وربما يذكر الحديث في ترجمته من "الميزان". فعلى هذا فلا تقل: (صحّحه الحاكم وأقره الذهبي)، بل تقول: (صححه الحاكم وسكت عنه الذهبي)، على أني وقعت في كثير من هذا قبل أن أتنبّه لهذا، والحمد لله، ونسأله المزيد من فضله، إنه على كل شيء قدير» انتهى كلامه رحمه الله . |
جزاك الله خيرا أبا بسطام على هذه الفائدة القيمة.
و رحم الله شيخنا مقبل وجميع علماء أهل السنة والجماعة. |
جزاكم الله خيرا.
أحببت أن أشارك إخواني بفائدة جليلة قيدتها عن الشيخ عبد الرزاق البدر -حفظه الله- في محاضرة ((أثر العلم في تزكية النفوس)) التي ألقاها في قسنطينة قبل سنوات، وقد قيدت رؤوس ما ذكره من فوائد ثم وقفت على كلامه كاملا، فأنقله لعظم نفعه. قال الشيخ -حفظه الله-: و أقف هنا أيُّها الإخوة لأعرض لكم مثلين عظيمين ضربهما عالمان جليلان لهما عناية دقيقة في هذا الباب باب تزكية النّفس : المثل الأول :للإمام الآجري -حمه الله تعالى- ذكره في كتابه - أدب النُّفوس -وكتابه أدب النُّفوس و إنّ كان صغير الحجم إلّا أنّه كبير الفائدة ، عظيم النفع . و المثل الثاني :ضربه العلامة ابن القيمرحمه الله تعالى في كتابه _ مدارج السالكين _ نقف أولاً مع المثل الذي ضَربه الإمام الآجري رحمه الله و أُؤكد أيّها الإخوة على التأمُلِ في المثل و في مضامينه و دلالاته و أبعاده ، لأن الأمثال مِن شأنِها تقريب المعاني ، و جعلها بمثابة الأشياء الملموسة المحسوسة ، فيتضح الأمر تماماً . يقول الآجري رحمه الله و أنا أُمثل لك مثالا لا يخفى عليك أمرها إن شاء الله ، يعـني إذا تأملت المثل ، قال :( اعلم أنّ النّفس مثلها كمثل المُهرِ الحسن من الخَيل إذا نظر إليه النّاظر أعجبهُ حسنه وبهاؤُه ، فيقول أهل البصيرة به( يقولون لصاحب هذا المُهر ) : لا يُنتفع بهذا حتى يُراض رياضة حسنةً ، ويؤدب أدباً حسناً ، فحينئذ يُنتفع به ، فيصلح للطلَب والهرب ، و يَحمَد راكبه عواقبَ تأديبه و رياضته ، فإن لم يُؤدب لم ينتفع بحسنه ولا ببهائه ، ولا يَحمَد راكبه عواقبَه عند الحاجة . فإن قبِل صاحب هذا المُهر قول أهل النصيحة والبصيرة به ،علم أنّ هذا قول صحيح فدفعه إلى رائضٍ فراضه . ثم لا يصلح أنْ يكون الرائض إلا عالما بالرياضة ، معه صبر على ما معه من علم الرياضة ، فإنْ كان معه علم بالرياضة ، ونصيحة انتفع به صاحبه ، فإن كان الرائض لا معرفة معه بالرياضة ، ولا علم بأدب الخيل ، أفسد هذا المُهر وأتعب نفسه ، ولم يَحمَد راكبه عواقبه ، وإنْ كان الرائض معه معرفة بالرياضة والأدب بالخيل إلّا أنّه مع معرفته لم يصبر على مشقة الرياضة ، وأحبَّ الترفيه لنفسه ، وتوانى عما وجب عليه من النّصيحة في الرياضة ، أفسد هذا المُهر ، وأساء إليه ، ولم يصلح للطلب ، ولا للهرب ، وكان له منْظر بلا مَخْبَر ، فإن كان مالكه هو الرائض له ، ندم على توانيه يوم لا ينفع الندم ، وحين نظر إلى غيره في وقت الطلب ، قد طلب فأدرك ، وفي وقت الهرب قد هرب فسَلِم ، وطلب هو فلم يدرك ، وهرب فلم يسلم ، كل ذلك بتَوانيه ، وقلة صبره بعد معرفته منه ، ثم أقبل على نفسه يلُومها ويُوبخها ، فيقول : لمَ فرطتِ ؟ لمَ قصرتِ ؟ ، لقد عاد علي من قلة صبري كل ما أكره . والله المستعان ) اعقلوا رحمكم الله هذا المثل و تفقهوا به تُفلحوا و تنجحوا. ثم نقل رحمه الله عن وهب بن منبه و هو من علماء التابعين قال :( النّفس كنفوس الدّواب ، والإيمان قائد ، والعمل سائق ، والنّفس حَـرون ، فإن فتر قائدُها حرنَت على سائقها ، وإن فتر سائقها ضلت على الطريق ). هذا المثل الأول و هو للإمام الآجري رحمه الله تعالى و يوضح أنّ النّفس البشرية تحتاج من صاحبها إلى رياضة و صبر عليها ، و أنْ يكون على علم بلأمور التي تُصلح النّفس و تزكِّيها في ضوء دلائل كتاب الله عـز و جل و سنة نبيه صلى الله عليه و سلم و أنّ الإنسان إنْ فرّط في هذا الجانب سيندم في نهايه المطاف غاية الندم . و المثل الثاني للإمام ابن القيم رحمه الله تعالى أورده في كتابه– مدارج السالكين –فقال رحمه الله :( النّفس جبلٌ عظيم شاق في طريق السّير إلى الله تعالى وكل سائر لا طريق له إلاّ على ذلك الجبل فلا بُد أن ينتهى إليه ولكن منهم( أي من النّاس )من هو شاق عليه ومنهم من هو سهل عليه وإنَّه ليسير على من يسره الله عليه قال : و في ذلك الجبل أودية و شُعوب و عَقبات ووهُـود وشوك وعوسَج وعُـلَّيْـق وشِبرق ولصوص يقطعون الطريق على السائرين ، ولا سيما أهل الّليل المُدلجين ، فإذا لم يكن معهم عُـدَدُ الإيمان ومصابيح اليقين تَتَّـقِد بزيت الإخبات ، وإلا تعلقت بهم تلك الموانع وتشبثت بهم تلك القواطع وحالت بينهم وبين السّير فإنَّ أكثر السّائرين فيه رجعوا على أعقابهم لمّا عجزوا عن قطعه واقتحام عقباته ، والشّيطان على قُـلَّـة ذلك الجبل( أي على أعلاه )يُحذرُ النّاس من صعوده و ارتفاعه و يُخوفهم منه ، فيتـفِق مشقة الصعود و قُعود ذلك المُخوف على قُـلّـتِه ، وضَعف عزيمة السّائر ونيته ، فيتولد من ذلك الانقطاع والرّجوع ، والمعصوم من عصمَه الله ، وكلما رقَى السّائر في ذلك الجبل اشتد به صياح القاطع وتحذيره وتخويفه فإذا قطعه وبلغ قُـلَّـته انقلبت تلك المخاوف كلهنَّ أمنًا وحينئذ يسهل السّير وتزول عنه عوارض الطريق ومشقتة ومشقة عقباتها ويَرى طريقا واسعا آمنا يُفضي به إلى المنازل والمناهِل و عليه الأعلام وفيه الإقاماتُ قد أُعدت لركب الرحمن ، فبين العبد و بين السّعادة و الفلاح قوة عزيمةٍ وصبر ساعةٍ وشجاعة نفسٍ و ثبات قلب و الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء و الله ذو الفضل العظيم ) . |
جزاك الله خيرا؛ موضوعٌ طيب
إن تقييد الفوائد من الأهمية بمكان فقلّ أن تجد عالما من علماء أهل السنة كتب في العلم وآدابه إلا وقد نبّه على مسألة تقييد الفوائد وكيفيتها وما الذي يجب على الطالب أن يقييده إلى غير ذلك وقد تطرَّق النووري -رحمه الله - لهذا الموضوع لأهميته فقال -وهو ينصح طالب العلم ببعض الآداب التي يجب عليه التحلي بها -: " ولا يحتقرّن -الطالب- فائدة يراها أو يسمعها في أي فنٍّ كانت بل يبادر إلى كتابتها ثم يواظب على مطالعة ما كتبه " [المجموع شرح المهذّب] {1/ 39} وعملاً بقول النووي -رحمه الله- وتلبيةً لرغبة الأخ الكبير خالد -حفظه الله- أنقل لإخواني فائدة استفدتها من "السلسلة الصحيحة" للعلاّمة الألباني -رحمه الله- ليس لي فيها ناقة ولا جمل كما يقال إلا النقل ! تعريف الحاكم للشاذ وتفرّده عن جمهور العلماء ! قال الشيخ الألباني -رحمه الله- : " ... فقد نقلوا عنه -أي الحاكم- أنه قال في (الشاذ) : " هو الذي يتفرد به الثقة؛ وليس له متابع". وهذا خلاف قول الإمام الشافعي : "هو أن يروي الثقة حديثا يخالف ما روى الناس؛ وليس من ذلك أن يروي ما لم يروي غيره". وهذا هو الذي عليه جمهور العلماء من المتقدمين والمتأخرين؛ وخلافه هو الشاذ ومن الغريب أن تعريف الحاكم للشاذ بما سبق يلزم منه رد مئات الأحاديث الصحيحة؛ لاسيما ما كان منها في كتابه هو نفسه (المستدرك) " [السلسلة الصحيحة] {2/ 324} |
حالات ذكر حسنات المبتدع قيدته من كتاب "الحدود الفاصلة بين أصول منهج السلف و أصول القطبية السرورية" تأليف : الشيخ أبي عبد الأعلى خالد عثمان المصري حفظه الله. [صفحة : 511] نقلته مختصرا 1 _ في مقام الترجمة و التقويم لهذا المبتدع : قال الإمام الألباني رحمه الله : "إذا أردنا أن نترجم للرجل فنذكر محاسنه و مساوئه" كما في شريط "مَن حامل راية الجرح و التعديل في هذا العصر"، و قال العلامة بن عثيمين رحمه الله : "و أما إذا كنا نريد أن نتكلم عن حياته فالواجب أن يذكر ما له وما عليه" (لقاء الباب المفتوح : 121). 2 _ عند مقارنته بمبتدع آخر بدعته أغلظ : نحو مقارنة الأشاعرة بالجهمية، فالتمشعر أخف من التجهم، و قد رد الأشاعرة على الجهمية تعطيلهم لبعض الأسماء و الصفات. 3 _ على سبيل الإخبار لا على سبيل المدح : أي يخبر عن وجود هذه المحاسن فيهم من باب الإخبار عن السمات التي يتميزون بها، دون أن يكون قصده مدحهم بهذا الإخبار، بدليل السياق نفسه، يذكر أن هذه المحاسن لم تنفعهم، كما في أحاديث الخوارج، حيث بين النبي صلى الله عليه و سلم بعض محاسن الخوارج في العبادة، قاصدا الإخبار عن السمات التي يتميزون بها عن غيرهم لا قاصدا مدحهم، بدليل أنه صلى الله عليه و سلم في السياق نفسه بين أن هذا الاجتهاد في العبادة لم ينفعهم، لأنهم يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية. 4 _ على سبيل نفي ما لا تصح نسبته لهذا المبتدع : و هذا من باب الإنصاف في الأحكام و العدل في الإخبار، لا من باب المدح و الثناء المطلق، مثل ما قال شيخ الإسلام بن تيمية كما في الفتاوى الكبرى (6/539) : "فكل مسلم بل كل عاقل إذا فهم قولهم حقيقة علم أن القوم جاحدون للصانع مكذبون للرسل و الشرائع مفسدون للعقل و الدين و ليس الغرض هذا الكلام فيهم فإن الأشعرية لا تقول بهذا و حاشاها من هذا، بل هم من أعظم الناس تكفيرا و محاربة لمن هو أمثل من هؤلاء، و إنما هؤلاء من جنس القرامطة و الباطنية". 5 _ من باب الإخبار عن صدقه في الرواية : لا من باب المدح المطلق له، بدليل أهم في الموضع نفسه يذمون بدعته، كما في ترجمة أبان بن تغلب : "قال أحمد و يحي و أبو حاتم و النسائي : ثقة –أي في الرواية-"، و لما خرج له الحاكم في مستدركه قال : كان قاص الشيعة و هو ثقة. 6 _ لعدم العلم بحاله : و هذا يكون لسببين : الأول :إخفاء هذا المبتدع بدعته أو عدم ظهورها عليه في الوقت الذي مدح فيه. و الثاني : عدم علم العالم بما عليه هذا المبتدع، و إن كانت بدعته ظاهرة لغير هذا العالم. نحو تزكية عمر بن الخطاب رضي الله عنه لعبد الرحمن بن ملجم قاتل علي رضي الله عنه، و ذلك قبل أن تظهر بدعته. |
جزاك الله خيرا أخي يوسف على النقل الطيب.
|
"تاريخ الطبَّري" عند المسلمين أصحُّ نقلًا من الإنجيل قال القرافيُّ -رحمه الله- في رسالته "الأجوبة الفاخرة عن الأسئلة الفاجرة"(ص 121) بعد أن بيَّن طرفًا من تناقض النَّصارى في الإنجيل: "حتى أني أحلف بالله الذي لا إله إلا هو أن "تاريخ الطبري" عند المسلمين أصح نقلا من الإنجيل ويعتمد العاقل عليه أكثر، مع أن التاريخ لا يجوز عند المسلمين أن يبنى عليه شيء من أمر الدين وإنما هو حكايات في المجالس". اهـ |
أقسام المتخلِّفين عن غزوة تبوك قال الحافظ ابن كثير -رحمه الله- في "البداية والنهاية‬"(7/ 200): "كان المتخلفون عن غزوة تبوك أربعة أقسام:1- مأمورون مأجورون: كعلي بن أبي طالب ومحمد بن مسلمة وابن أم مكتوم رضي الله عنهم. 2- ومعذورون: وهم الضعفاء والمرضى والمقلون وهم البكاءون. 3- وعصاة مذنبون: وهم الثلاثة وأبو لبابة وأصحابه المذكورون. 4- وآخرون مذمومون: وهم المنافقون" اهـ. |
جزى الله خيرا إخواننا الفضلاء و خصوصا أبا البراء ، ومن باب المشاركة مع إخواني فهذا ما قيدته من " كنّاشة النّوادر " لشيخ المحقّقين عبد السّلام محمّد هارون ـ رحمه الله ـ
قال ـ رحمه الله ـ ص 47 ـ نشر مكتبة الخانجي ـ : " كتاب القوافي لسيبويه ليس إمام النّحاة سيبويه بالنّكرة ، وليست أخباره بخافية على النّاس ، ولا تكاد تفتح كتابا في تراجم الأدباء أو العلماء حتى تظهر على ترجمة لسيبويه . والمعروف أنّ له كتابا واحدا، هو الكتاب في علوم العربيّة الذي كان يقال له «قرآن النحو». وقد تناول القدماء والمحدثون ، ومنهم الأستاذ علي النّجدي ترجمة سيبويه ودراسته ، ولم أجدهم ذكروا من آثاره غير هذا الكتاب . ولكنّي عثرت بأَخَرَةٍ على كتاب له آخر يسمّى « كتاب القوافي » ولم أجد له ذكرا في كتب المؤلّفات كالفهرست لابن النديم و « كشف الظنون » لمُلاّ كاتب جَلبى . ووجدته في حاشية الدمنهوري على متن الكافي لأحمد القِنائي يقول عند الكلام على الردف 1 : والرّدف واجبٌ اتفاقا حيث يلتقي ساكنان آخرَ البيت، كقوله: أبلغ النُّعمان عنِّي مألكاً / أنّه قد طال حبسي وانتظاري 2 ليسهل الانتقال من أحد الساكنين إلى الآخر بالمد الذي هناك . وعلى قول الأكثر حيث يستكمل البيت عددَ أجزاء دائرته وينقص من ضربه حرفٌ متحرك أو زنته، أي حرف ساكن مع حركة ما قبله كما في القطع . ثمّ يقول: وأجاز سيبويه في كتاب القوافي له استعمال مثل ذلك بغير ردف. قال لقيام الوزن بالحرف الصحيح. وأنشد:ولقد رحلت العيسَ ثمّ زجَرتُها / قِدماً وقلت عليكِ خَيْرَ مَعَدّ ثم يسوق كلاما يشرك فيه مع سيبويه الجرميَّ ، والفارسي ، والشّلوبين . وقد رجعت إلى كتب القوافي التي نُشرت حديثاً كمختصر القوافي لابن جني 3 المتوفى سنة 392 ، والقوافي لأبي يعلى التنوخي 4 المتوفى قريبا من سنة 488 ، والوافي في العروض والقوافي للتبريزي 5 المتوفى سنة 502 ، والعيون الغامزة 6 للدماميني المتوفى 827 بالإضافة إلى العقد الفريد ، ووفاة صاحبه 328 ــ فلم أجد ذكرا لهذا الكتاب . لكنّي وجدت أبا يعلى التنوخي في كتاب القوافي يقول عند الكلام على الرِّدف 7 :« وذكرَ سيبويه أنّ فتح ما قبل الواو والياء لا يجوز » . ثمّ يقول معترضا على سيبويه : « وقد استعملت الشعراء ذلك . ومما ورد بالفتح أيضا قول الشاعر 8 : لعمرك ما أخزى إذا مانَسَبْتَنَى / إذا لم تقلْ بُطْلاً عليَّ وَمينا 9 وقد ذكر ما ذهب إليه سيبويه أبو بكر الخزَّاز العَروضي » . اهـ . فسيبويه فيما نُقل عنه هنا متشدّد ، على حين نراه في المسألة الأولى على كثير من االيسر . على أن ما نُقل عنه في المسألة الأولى نجد عكسه في كتابه 10 فهو فيه يوجب حرف الرِّدف في كل قافية محذوفة، أي حذف منها حرف متحرك، وهو القطع الذي سبقت الإشارة إليه. إلاّ أن يكون قد رجع عن رأيه في أحد الكتابين إلى الرأي الآخر."ولكنّما يخزى امرؤ تكلِم استه / قنا قومه ، إذا الرماح هَوَينا ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ 1ـ حاشية الدمنهوري على الكافي ص92 . 2 ـ البيت لعدي بن زيد في ديوانه 93. 3 ـ نشره وحققه حسن شاذلى فرهود سنة 1975 مطبعة الحضارة العربية . 4 ـ نشره وحققه عوني عبد الرؤوف سنة 1975 مطبعة الحضارة العربية . 5 ـ نشره وحققه عمر يحيى ، وفخر الدين قباوة بالمطبعة العربية بحلب سنة 1970 . وأعاد نشره محققا 1977 الحسّاني حسن عبد الله بمكتبة الخانجي باسم « الكافي » . 6 ـ نشره محققا الحساني حسن عبد الله بمكتبة الخانجي سنة 1973 . 7 ـ القوافي للتنوخي ص 77 . 8 ـ هو جابر بن رأْلان السِّنْبِسيّ ، كما في الحماسة 234 بشرح المرزوقي . 9 ـ في الأصل « سببستنى » ، صوابه من الحماسة . 10 ـ الكتاب 4 : 441 ." انتهى كلامه ـ رحمه الله ـ |
هذا وقد نقلت الكلام كما هو ــــ مع أنّ الفائدة هي بيان أنّ لسيبويه كتابا آخرا غير الكتاب المعروف ، فهو إذن بهذا النّقل العزيز من شيخ المحقّقين لا يكون ممّن عرف بمؤلّف واحد ــــ عسى أن يبلغ من هو أوعى منّي بكلام هؤلاء الرّجال ـ رحمهم الله ـ فأستفيد ويستفيد الإخوة.
وأخيرا أعتذر شيخنا أبا البراء عن تأخّر النّشر |
تنبيه: ما سأنقله هنا ليس على شرط صاحب الموضوع، إذْ ليست الفائدة مقيّدةً عندي وإنّما هي فائدةٌ استوقفتني فأحببتُ أن أشارككم بها
قال ابن القيّم رحمه الله رحمة واسعة في "مفتاح دار السعادة": قَالَ تَعَالَى {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} جعل سُبْحَانَهُ مَرَاتِب الدعْوَة بِحَسب مَرَاتِب الْخلق: فالمتسجيب الْقَابِل الذّكيّ الَّذِي لَا يعاندالحق وَلَا يأباه يدعى بطرِيق الْحِكْمَة والقابل الَّذِي عِنْده نوع غَفلَة وَتَأَخر يدعى بِالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَة وَهِي الأمر وَالنَّهْي المقرون بالرغبة والرهبة والمعاند الجاحد يُجَادَل بِالَّتِي هِيَ أحسنُ هَذَا هُوَ الصَّحِيح فِي معنى هَذِه الآية لَا مَا يزْعم أسير منطق اليونان أنّ الْحِكْمَة قِيَاس الْبُرْهَان وَهِي دَعْوَة الْخَواص، وَالْمَوْعِظَة الْحَسَنَة قِيَاس الخطابة وَهِي دَعْوَة الْعَوام، والمجادلة بِالَّتِي هِيَ أحسن الْقيَاس الجدلي وَهُوَ رَدُّ شَغَب المُشَاِغب بِقِيَاس جدلي مُسلَّم الْمُقدمَات، وَهَذَا بَاطِل وَهُوَ مَبْنِيّ على أصول الفلسفة وَهُوَ منَاف لأصول الْمُسلمين وقواعدالدين من وُجُوه كَثِيرَة لَيْسَ هَذَا مَوضِع ذكرهَا |
* قاعدة في تعريف الفنون وهي أن الذين يعرفون أي فن لا بد أن يسيروا على أحد ثلاثة مناهج، إما أن يعرفوه بالإدراك، أو المدرك، أو بالملكة. 1-الإدراك: هو العملية الذهنية، التي بواسطتها ندرك تلك المعلومات. مثال: تعريف الفقه: معرفة الأحكام الشرعية العملية بأدلتها التفصيلية. ( فإن المعرفة إدراك). 2- المدرك: هو الأحكام العملية الشرعية. مثال: تعريف بعضهم للفقه بأنه: الأحكام العملية الشرعية. 3- الملكة: وهي ما يحصله الإنسان من خلال ممارسته للعلم. * من كتاب شرح الأصول من علم الأصول للشيخ سعد بن ناصر الشثري-حفظه الله-. سؤال: لماذا الشيخ ابن العثيمين-رحمه الله - عرف الفقه في كتابه" الأصول من علم الأصول" بالإدراك فقال: معرفة الأحكام الشرعية العملية بأدلتها التفصيلية، وعرف علم الأصول بمنهج آخر وهو المدرك فقال: علم يبحث عن أدلة الفقه الإجمالية وكيفية الاستفادة منها وحال المستفيد. ؟؟؟ |
وهذه فائدة استفدتها من أخينا الفاضل خالد حمودة - حفظه الله - عند شرحه لمراقي السعود فذكر قاعدة عزيزة أصلها في كتاب "الموافقات" للشاطبي رحمه الله.
قال-حفظه الله-:" عد الشاطبي-رحمه الله- في المقدمة الرابعة من كتابه" الموافقات": أن كل ما لم تنبني عليه فروع فقهية، ولا آداب شرعية، وليس عونا في ذلك فإنه ليس من أصول الفقه ووضعها في أصول الفقه عارية. مثاله: اختلافهم في تعريف التكليف، فبعض العلماء قال: التكليف: إلزام الذي يشق أو إلزام مافيه مشقة. وآخرون من أهل العلم قالوا: التكليف: طلب مافيه مشقة. " وهذا كلام الشاطبي رحمه الله في "الموافقات" بتمامه : المقدمة الرابعة: كُلُّ مَسْأَلَةٍ مَرْسُومَةٍ فِي أُصُولِ الْفِقْهِ لَا يَنْبَنِي عَلَيْهَا فُرُوعٌ فِقْهِيَّةٌ، أَوْ آدَابٌ شَرْعِيَّةٌ، أَوْ لَا تَكُونُ عَوْنًا فِي ذَلِكَ1؛ فَوَضْعُهَا فِي أُصُولِ الْفِقْهِ عَارِيَةٌ. وَالَّذِي يُوَضِّحُ ذَلِكَ أَنَّ هَذَا الْعِلْمَ لَمْ يَخْتَصَّ بِإِضَافَتِهِ إِلَى الْفِقْهِ إِلَّا لِكَوْنِهِ مُفِيدًا لَهُ، وَمُحَقِّقًا لِلِاجْتِهَادِ فِيهِ، فَإِذَا لَمْ يُفِدْ ذَلِكَ؛ فَلَيْسَ بِأَصْلٍ لَهُ، وَلَا يَلْزَمُ عَلَى هَذَا أَنْ يَكُونَ كُلُّ مَا انْبَنَى عَلَيْهِ فَرْعٌ فِقْهِيٌّ مِنْ جُمْلَةِ أُصُولِ الْفِقْهِ، وَإِلَّا أَدَّى ذَلِكَ إِلَى أَنْ يَكُونَ سَائِرُ الْعُلُومِ مِنْ أُصُولِ الْفِقْهِ؛ كَعِلْمِ النَّحْوِ، وَاللُّغَةِ، وَالِاشْتِقَاقِ, وَالتَّصْرِيفِ، وَالْمَعَانِي، وَالْبَيَانِ، وَالْعَدَدِ، وَالْمِسَاحَةِ، وَالْحَدِيثِ، وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الْعُلُومِ الَّتِي يَتَوَقَّفُ عَلَيْهَا تَحْقِيقُ الْفِقْهِ2، وَيَنْبَنِي عَلَيْهَا مِنْ مَسَائِلِهِ، وَلَيْسَ كَذَلِكَ؛ فَلَيْسَ [كُلُّ مَا يَفْتَقِرُ إِلَيْهِ الْفِقْهُ يُعد مِنْ أُصُولِهِ, وَإِنَّمَا اللَّازِمُ أَنَّ كُلَّ أَصْلٍ يُضاف إِلَى الْفِقْهِ لَا يَنْبَنِي عَلَيْهِ فِقْهٌ؛ فَلَيْسَ] 3 بِأَصْلٍ لَهُ. وَعَلَى هَذَا يَخْرُجُ عَنْ أُصُولِ الْفِقْهِ كَثِيرٌ مِنَ الْمَسَائِلِ الَّتِي تَكَلَّمَ عَلَيْهَا الْمُتَأَخِّرُونَ وَأَدْخَلُوهَا فِيهَا؛ كَمَسْأَلَةِ ابْتِدَاءِ الْوَضْعِ1، وَمَسْأَلَةِ الْإِبَاحَةِ2 هَلْ هِيَ تَكْلِيفٌ أَمْ لَا، وَمَسْأَلَةِ أَمْرِ الْمَعْدُومِ، وَمَسْأَلَةِ هَلْ كَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مُتَعَبَّدًا بِشَرْعٍ أَمْ لَا، وَمَسْأَلَةِ لَا تَكْلِيفَ إِلَّا بِفِعْلٍ، كَمَا أَنَّهُ لَا يَنْبَغِي3 أَنْ يُعد4 مِنْهَا مَا لَيْسَ مِنْهَا، ثُمَّ البحث فيه في علمه وَإِنِ انْبَنَى عَلَيْهِ الْفِقْهُ؛ كَفُصُولٍ كَثِيرَةٍ مِنَ النَّحْوِ، نَحْوَ مَعَانِي الْحُرُوفِ، وَتَقَاسِيمِ الِاسْمِ وَالْفِعْلِ وَالْحَرْفِ، وَالْكَلَامِ عَلَى الْحَقِيقَةِ وَالْمَجَازِ، وَعَلَى الْمُشْتَرَكِ وَالْمُتَرَادِفِ، وَالْمُشْتَقِّ، وَشِبْهِ ذَلِكَ. غَيْرَ أَنَّهُ يُتَكَلَّمُ مِنَ الْأَحْكَامِ الْعَرَبِيَّةِ فِي أُصُولِ الْفِقْهِ عَلَى مسألة هي عريقة فِي الْأُصُولِ، وَهِيَ أَنَّ الْقُرْآنَ [الْكَرِيمَ لَيْسَ فيه من طرائق كلام الْعَجَمِ شَيْءٌ، وَكَذَلِكَ السُّنَّةُ، وَأَنَّ الْقُرْآنَ] 1 عَرَبِيٌّ، وَالسُّنَّةُ عَرَبِيَّةٌ, لَا بِمَعْنَى أَنَّ الْقُرْآنَ يَشْتَمِلُ عَلَى أَلْفَاظٍ أَعْجَمِيَّةٍ فِي الْأَصْلِ أَوْ لَا يَشْتَمِلُ؛ لِأَنَّ هَذَا مِنْ عِلْمِ النَّحْوِ وَاللُّغَةِ، بَلْ بِمَعْنَى أَنَّهُ فِي أَلْفَاظِهِ وَمَعَانِيهِ وَأَسَالِيبِهِ عَرَبِيٌّ, بِحَيْثُ إِذَا حُقِّقَ هَذَا التَّحْقِيقَ سُلِكَ بِهِ فِي الِاسْتِنْبَاطِ مِنْهُ وَالِاسْتِدْلَالِ بِهِ مَسْلَكَ كَلَامِ الْعَرَبِ فِي تَقْرِيرِ مَعَانِيهَا وَمَنَازِعِهَا فِي أنواع مخاطباتها خاصة؛ فإن كثير مِنَ النَّاسِ يَأْخُذُونَ أَدِلَّةَ الْقُرْآنِ بِحَسَبِ مَا يُعْطِيهِ الْعَقْلُ فِيهَا، لَا بِحَسَبِ مَا يُفهم مِنْ طَرِيقِ الْوَضْعِ، وَفِي ذَلِكَ فَسَادٌ كَبِيرٌ وَخُرُوجٌ عَنْ مَقْصُودِ الشَّارِعِ، وَهَذِهِ مَسْأَلَةٌ مُبَيَّنَةٌ2 فِي كِتَابِ الْمَقَاصِدِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ. فَصْلٌ وَكُلُّ مَسْأَلَةٍ فِي أُصُولِ الْفِقْهِ يَنْبَنِي عَلَيْهَا فِقْهٌ؛ إِلَّا أَنَّهُ لَا يَحْصُلُ مِنَ الْخِلَافِ فِيهَا اخْتِلَافٌ3 فِي فَرْعٍ مِنْ فُرُوعِ الْفِقْهِ؛ فَوَضْعُ الْأَدِلَّةِ عَلَى صِحَّةِ بَعْضِ الْمَذَاهِبِ أَوْ إِبْطَالِهِ عَارِيَةٌ أَيْضًا، كَالْخِلَافِ مَعَ الْمُعْتَزِلَةِ فِي الْوَاجِبِ المخير4،أَيْضًا، وَهُوَ: هَلِ الْوُجُوبُ وَالتَّحْرِيمُ أَوْ غَيْرُهُمَا راجعة إلى صفة الْأَعْيَانِ1، أَوْ إِلَى خِطَابِ الشَّارِعِ؟ وَكَمَسْأَلَةِ تَكْلِيفِ الْكُفَّارِ بِالْفُرُوعِ2 عِنْدَ الْفَخْرِ الرَّازِيِّ، وَهُوَ ظَاهِرٌ؛ فَإِنَّهُ لَا يَنْبَنِي عَلَيْهِ عَمَلٌ، وَمَا أَشْبَهَ ذَلِكَ مِنَ الْمَسَائِلِ الَّتِي فَرَضُوهَا مِمَّا لَا ثَمَرَةَ لَهُ فِي الْفِقْهِ. لَا يُقَالُ: إِنَّ مَا يَرْجِعُ الْخِلَافُ فِيهِ إِلَى الِاعْتِقَادِ [يَنْبَنِي عَلَيْهِ حُكْمُ ذَلِكَ الِاعْتِقَادِ مِنْ وُجُوبٍ أَوْ تَحْرِيمٍ، وَأَيْضًا] 3 يَنْبَنِي عَلَيْهِ عِصْمَةُ الدَّمِ وَالْمَالِ، وَالْحُكْمُ بِالْعَدَالَةِ أَوْ غَيْرِهَا مِنَ الْكُفْرِ إِلَى ما دونه، وأشباه ذلك، وهو مِنْ عِلْمِ الْفُرُوعِ؛ لِأَنَّا نَقُولُ: هَذَا جَارٍ فِي عِلْمِ الْكَلَامِ فِي جَمِيعِ مَسَائِلِهِ؛ فَلْيَكُنْ مِنْ أُصُولِ الْفِقْهِ، وَلَيْسَ كَذَلِكَ، وَإِنَّمَا الْمَقْصُودُ ما تقدم. |
فوائد أردت أن أعلقها لنفسي من كتاب العالم النحرير محمد تقي الدين الهلالي
فوائد أردت أن أعلقها لنفسي من كتاب العالم النحرير محمد تقي الدين الهلالي
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و على آله و صحبه و من اتبع هداه و بعد فهذه فوائد أردت أن أعلقها لنفسي من كتاب العالم النحرير و الداعية إلى الله تعالى المحنك البصير الشيخ العلامة تقي الدين الهلالي رحمه الله تعالى و أسكنه فردوسه الأعلى و الكتاب بعنوان : " الدعوة إلى الله في أقطار مختلفة " و هو تجربة ذاتية له رحمه الله تعالى و غفر له و هذا أوان الشروع في المقصود و الله الموفق : 1_ أن أهل الباطل كثيرا ما يحبون تعثّر السلفيين فيوردون عليهم ما يفخرون به من علوم الآلات كالعربية و نحوها و هذا مشاهد معلوم و يفيد فائدة و هي أن يكون الداعية إلى الله السلفي على دراية بهذه العلوم و من أهمها علوم اللغة و الأصول و هذا له شاهد من كلام الشيخ رحمه الله حيث قال ص11 : " .... و حضر هذا الدرس أستاذ الجامعة الشيخ عبد الظاهر الريرموني فأخذ يبحث عن عثراتي في النحو و الصرف و اللغة و يلقي عليّ أسئلة بقصد الزراية و إظهار نقصي فقابلت ـ بتوفيق من الله ـ كل ذلك بأدب و حلم كما يفعل التلميذ المتأدب مع أستاذه, و صرت إذا أجبته عن سؤال فلم يقبل جوابي أسلم أسلم له و أقول له: تفضل يا حضرة الأستاذ و أفدنا في هذه المسألة بما علمك الله فصبر الجماعة لهذه المقاطعات على مضض ثم عيل صبرهم فقال الشيخ إسماعيل صاحب البيت: يا شيخ عبد الظاهر هذه المسألة اللغوية التي تقطع بها على الأستاذ المغربي كلامه لا فائدة لنا فيها دعها إلى الوقت المناسب لها, ثم أنطلق في الوعظ شوطا أو شوطين, و إذا بالشيخ عبد الظاهر يعود إلى أسئلته فأعود أنا إلى التسليم و الأدب فيزداد المستمعون غيظا و يعيدون عليه قولهم, و استمر الأمر على ذلك ثلاث ليال و لم ينته عما نهوه عنه فخشنوا له القول و انتهروه فقال لهم: هذا ضيفي أصنع به ما أشاء و يحق لي و لو شئت أن أقول له: إن أيام الضيافة ثلاثة وقد أنقضت فتفضل فارحل لقلت له ذلك, فقال له أحدهم و أظنه الشيخ إسماعيل:(إيه ده يا خوي أنت ما تقدرش تقوله كده ده ما هو ضيفك ده ضيفنا حنا إحنا دعوناه واحنا كبناه بعدما ترجيناك أنت تدعوه و يإسنا منك) معناه: ما هذا يا أخي؟! إنه ليس ضيفك و إنما هو ضيفنا نحن و لا تستطيع أن تقول له: ارحل. فعند ذلك غضب الشيخ عبد الظاهر و لم يعد يحضر دروس الوعظ و الدعوة..." إهـ . 2_ تأمّل قوله : " ..... فقابلت ـ بتوفيق من الله ـ كل ذلك بأدب و حلم كما يفعل التلميذ المتأدب مع أستاذه, و صرت إذا أجبته عن سؤال فلم يقبل جوابي أسلم أسلم له و أقول له: تفضل يا حضرة الأستاذ و أفدنا في هذه المسألة بما علمك الله..." و هذا يفيدك أن الداعية إلى الله ينبغي أن يغض الطرف عما يحصل من الأذى من قبل المعارضين لأن الهدف الأسمى هو نفع الحاضرين و صرف قلوبهم لما تدعو إليه و في خلاف هذا تضييع لمقصد إفادة السامع و شغل لوقته بما لا طائل تحته سوى البلبلة و إضاعة الوقت و الداعي إلى الله تعالى يتنزّه عن ذلك . 3- قوله ص 13 : " .... اعلم يا أخي أن الشيخ عبد الظاهر كان قد خط لنفسه خطة في الدعوة و هي أنه كان يفرض على كل أحد من السلفيين في الريرمون أن يبايعه بيعة تشبه في بعض نواحيها بيعة المريد المتصوف لشيخ الطريقة, و كانت شروط هذه البيعة شديدة إلى حد أنه لو وقع من أحد الإخوان شئ طفيف مما يخالف ما يريده الشيخ عبد الظاهر, يغضب عليه و يقول له: انتقضت بيعتك فتب إلى الله و بايعني من جديد..." قلت : لعل عبد الظاهر هذا كان إخوانيا أو على الأقل سلفيا التبس عليه الأمر فأراد سلوك طريقة الإخوان . 4_ فوله : " ..... و في الليلة السادسة أو السابعة قام شيخ البلد فأعلن توبته وقال: أيها الشيخ المغربي إنك لم تأتنا بشيء جديد فكل هذه المسائل التي دعوتنا إليها سبقك إليها الشيخ علي التونسي و الشيخ عبد الظاهر الريرموني و فلان و فلان و لكن الفرق بين دعوتك و دعوتهم أننا إذا جادلناك تصبر على جدالنا و تجيبنا بلطف و لين حتى نقتنع و ننتقل إلى مسألة أخرى ثم أخرى إلى أن يزول ما عندنا من الإشكال. و أما الدعاة الذين تصدوا للدعوة قبلك فقد كات لهم أسلوب آخر متى جادلناهم و عرضنا عليهم شبهاتنا قالوا لنا: كفرتم! فنقول لهم: و أنتم أكفر و نفترق على أقبح ما يكون....." فيه الأسلوب الأمثل للدعوة . 5_ قوله : " ..... ثم حان وقت الحج و كنت في أثنائها أظهر الغنى و لم أسمح لأحد أن يدفع عني أجرة البريد لرسالة أرسلها في البريد فضلا عن غير ذلك حتى صار الناس يعتقدون أنني غني, و لم يتجرأ أحد أن يقدم لي شيئا لا دراهم و لا ثيابا إلا شيئا من الخبز اليابس و شيئا من السمن في إناء من خزف انكسر حين ركبت العربة قبل أن أصل إلى مستقري في القاهرة و إلا كسوة كسانيها الشيخ يوسف رحمه الله بعد أن قدم لنا مقدمات من الإلحاح الكثير....." و فيه أن الداعية إلى الله هو أغنى الناس نفسا و أشدهم استغناء عما في أيدي الناس . 6_ قوله : " .... لما استجاب لي شيخ البلد و تبعه الناس كلهم إلا من ذكرت أعني المرفوت و شيخ الطريقة أصاب هذين الرجلين من الغم الحزن شيء كثير فبعثا إلى الجامع الأزهر و دعيا أحد كبار الأساتذة المعروفين بغزارة العلم و طلاقة اللسان لمناظرتي فجاء الأستاذ الأزهري و نزل في قصر العمدة المرفوت, فجاء أصحابنا و أخبروني بقدومه و قالوا لي: ناظره فستنتصر عليه يقينا فإن الأزهريين ضعفاء في علم السنة و التوحيد و نحن العوام نغلبهم, فقلت لهم: إني أرى في هذه القضية رأيا مخالفا لرأيكم و هو أنني لا أناظره فأنا حارث و زارع و قد دعوت أهل البلد فاستجابوا لي فليتقدم هو و يدعهم إلى الرجوع إلى الشرك و البدعة فإن رجع معه أحد فأبعده الله و من تبعه فهو له و من تبعني فهو لي, و المناظرة تعتريها المشاغبة ثم المضاربة فلا تحق حقا و لا تبطل باطلا فقالوا لي كلامك هذا يسبب لنا الهزيمة و يصدق قول أعدائنا إنك مغربي حاج ما درست في الأزهر و لا عندك الشهادة العالمية فقلت لهم: صدقوا أنا جاهل ما درست في الأزهر و لا عندي الشهادة العالمية, و لكن هذه المسائل التي أدعوا إليها لو جاء شيخ الأزهر و معه علماء الأزهر كلهم لم يستطيعوا أن ينقضوا منها شيئاغير أنني لا أحب المناظرة و دعوا الأعداء يقولون ما شاءوا, فلم يعجبهم كلامي...." و فيه أن الداعية إلى الله جل و علا أميره الكتاب و السنة لا قول العامة و كذلك النظر الصائب و لو ظهر بادي الرأي أنه على خلاف الحق و كذلك مجانبة الطيش و العجلة . 7_ قوله : " .... قدم مراد الله يقدم مرادك...." قلت : و هي كافية إن شاء الله تعالى . 8_ قوله : " ....تقدم أني تعففت أثناء إقامتي بالريرمون و أظهرت الغنى: تـعـفــــــــــف و لا تـبـتـئـــــس فـمـــــا يـقــــض يـأتـيـكـــــــــــــــا..." 9_ قوله : " ...... و إنما فعلت ذلك لعلمي أن الذي يأخذ من الناس لا يستطيع أن يعطيهم شيئا, و أن من كان له غرضان متضاضان لا يمكن الحصول عليهما جميعا. فلذك وحدت همي و وجهت همتي بعد فتح الله لي قلوب الناس إلى الدعوة وحدها كما قال الناصح: اجـعــــل الـهــــــم واحــــــــــــدا و ارض بـاللــــــــه صـاحـبــــا و كنت أظن قبل التوجه إلى الصعيد أن ييسر الله لي دراهم أحج بها حجة الفريضة. بعدما أقمت في مصر سنة و شهرا نفذ كل ما كان عندي و كنت أنفق على نفسي و أخي الأستاذ محمد العربي الهلالي الذي صحبته معي و كان صغيرا, لكن لما حصلت على تلك الغنيمة فوضت الأمر إلى الله و قلت: عـســى فـرج يـأتــي بـه اللـــــه إنــه لــه كــل يــوم فــي خـلـيـقـتــه أمـــر و بعد وصولي إلى القاهرة ببضعة أيام جاءتني حوالة من الشيخ يوسف بثلاثة عشر دينارا فكانت كافية لأن أحج بها أنا و أخي و هذا ما أردت بقولي قدم مراد الله يقدم الله مرادك." 10_ قوله : " ..... و الزاوية في الحقيقة كالضرة للمسجد فهي بناء قصد به إقامة الصلوات الخمس مع الأذان في كل وقت و قراءة القرآن و إلقاء دروس الوعظ, فهي إلى هذا الحد تشبه المسجد و تكاد تكون إياه, و لكن قد قصد بها بالدرجة الأولى اجتماع طائفة مخصوصة لها اسم يعينها كالدرقاوية و التجانية و القادرية و الزروقية و الناصرية و الكتانية و الكرزازية و الوزانية و هلم جرا,يجتمعون فيها لما يسمونه بالذكر و هذا الذكر يكون جماعة بلسان واحد كترانيم النصارى في كنائسهم..." 11_ قوله : " .... ولما استقررت أنا في تطوان و هي شرقي طنجه على مسافة أربعين ميلا و عرفت ذلك كله ظهر لي أن دعوة الشيخ الذكور توافق دعوتي في جانب و تخالفها في جوانب, فعزمت أن أدعو إلى توحيد الله و اتباع السنة دون أن أتعرض للشيخ أحمد بطعن أو بتزكية من الوجهة الشخصية فأنا أدعوا إلى توحيد الله و أعلم الناس معنى لا إله إلا الله محمد رسول الله أي جميع مدلولات الكلمتين و أبين لهم أن من عبد غير الله بشيء من أنواع العبادة المذكورة أعلاه بعد أن يعرف أن هذا شرك و يصر على عمله فهومشرك, و من اعتقد وحدة الوجود فهو كافر, و من استمد أو استغاث بغير الله فهو كافر, و من ترك الكتاب و السنة و قلد الرجال قلادة سوء فهو ضال, وقد يفضي به إصراره على ذلك إلى الشرك كما قال تعالى:{فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم}[النور: 63] قال الإمام أحمد لصاحبه الفضل بن زياد رحمهما الله:"أتدري ما الفتنة؟ الفتنة الشرك لعله إذا رد بعض قوله(يعني النبي صلى الله عليه و سلم) أن يقع في قلبه زيغ فيهلك", و هذا تفسير للآية في غاية التحقيق من وجهة الدلالة و من وجهة العلم و المعرفة الذوقية لا يرتاب فيه إلا جاهل غمر...." و في هذا فائدة مسشلكية يا معشر الدعاة إلى السنة و تأملوا أن البيئة واحدة و اللبيب بالإشارة يفهم . 12_ قوله : " .... و استمرت المعركة مدة من الزمان فيما بيني و بينهم, و كانوا كعادتهم يمزجون الشتم بالعلم فأدع الشتم لا أجيبهم عنه و أجيبهم عن المسائل العلمية فقط فاكتسبت بذلك و بالحجج القوية التي أدليت بها كثيرا من الأنصار من قراء صحيفة الأخبار." . 13_ قوله : " ..... أنا أدعوا الناس إلى أمرين في كل مكان دعوة فيه إلى الله في الشرق و الغرب و في أوروبا. أولهما: تحقيق معنى لا إله إلا الله بجعل جميع أنواع العبادة, من دعاء و استغاثة, و استعانة فيما يخرج عن الأسباب, و نذر, و حلف, و توكل, و استعاذة, و استمداد و عبودية, و خوف, و رجاء, و جعل شيء من الأحكام الخمسة, و صلاة, و صيام, و صدقة, و حج, و سفر يراد به التقرب إلى الله, و ما أشبه ذلك, لله وحده لا شريك له لا يجعل شيء منه و لا مثقال ذرة لملك مقرب و لا لنبي مرسل و لا غير مرسل و لا لصديق و لا لصالح و لا لأحد من الجن و الإنس فهذا مجمل الأمر الأول. الأمر الثاني: تحقيق شهادة أن محمدا رسول الله صلى الله عليه و سلم بامتثال ما أمر و اجتناب ما نهى عنه و زجر, و أن لا يحول دون اتباعه حب شيء من المحبوبات الثمانية المذكورة في قوله تعالى: { قل إن كان آباؤكم و أبناؤكم و إخونكم و أزوجكم و عشيرتكم و أموال اقترفتموها و تجارة تخشون كسادها و مساكن ترضونها أحب إليكم من الله و رسوله و جهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره و الله لا يهدي القوم الفاسقين} التوبة 24. و يدخل في العشيرة المذهب و الطريقة و الحزب, و من يعد هذين الأصلين الذين قامت عليهما الحنيفية السمحة ملة إبراهيم و خير أبنائه بل خير خلق الله على الإطلاق محمد رسول الله صلى الله عيله و سلم, و من يعد ذلك شقاقا و تفريقا بين المسلمين إلا شيطان رجيم أفاك أثيم؟!..." 13_ قوله : " .... و قد تعرض لي لما كنت مقيما في الشمال زمان الاستعمار رجال لا تساوي أنت قلامة ظفر أحدهم, فانقلبوا خائبين, لأني بالله أستعين و إياه أستنصر و أستهدي و أدعوا إلى سبيله على بصيرة, لا أريد بدعوتي إلا وجه الله و منه أرجوا القبول, فقل لي بالله: أي فائدة في الدعوة إلى رد التقليد و حده مع نصر الشرك الأكبر و عقيدة الاتحاد و تقديس إمامها ابن العربي الزنديق الذي أجمع الأئمة على كفره؟! و لا يتسع المقام هنا لذكر أسماء الأئمة الذين حكموا بكفره في عصور مختلفة و قد ألف الإمام إبراهيم بن عمر البقاعي الحافظ كتابين في إقامة البرهان على كفر ابن الفارض وابن عربي أحدهما سماه تنبيه الغبي إلى تكفير بن عربي, و الثاني سماه تحذير العبا من أهل العناد ببدعة الاتحاد, أقام البرهان فيه على كفر ابن الفارض و أمثاله من أصحاب وحدة الوجود و نقل في هذين الكتابين نقولا وافية شافية عن اثنين و ثلاثين إماما من بلدان مختلفة في عصور مختلفة نقتصر على ذكر اثني عشر إماما منهم لهم قدم صدق عند جميع المسلمين: الأول سلطان العلماء الإمام عز الدين ابن عبد السلام, الثاني الإمام ابن دقيق العيد, الثاث الإمام الحافظ زين الدين العراقي, الرابع شيخ الإسلام ابن تيمية, الخامس تلميذه الحافظ شمس الدين بن القيم, السادس الإمام أبواحيان الأندلسي, السابع الإمام تقي الدين السبكي, الثامن الإمام جمال الدين ابن هشام صاحب المغني, التاسع الحافظ محمد ابن أحمد بن عثمان الذهبي مؤلف تذكرة الحفاظ, العاشر الإمام الحافظ تقي الدين الفاسي مؤلف تاريخ مكة, الحادي عشر إمام الصوفية في عصره أبو القاسم القشيري, الثاني عشر الإمام السهروردي مؤلف عوارف المعارف, فأي امرئ عنده ذرة من الإيمان والنصيحة لنفسه و للمسلمين يخالف هؤلاء الأئمة و يقدس الشيخ الأكفر ابن عربي الحاتمي و شيعته؟!لا جرم أنه لا يفعل ذلك إلا زنديق مثلهم. و لا يجوز التوقف في الحكم عليهم، قال الإمام البقاعي في كتابه تحذير العباد المتقدم الذكر ما نصه: ( و لا يسع أحدا أن يقول: أنا واقف أو ساكت لا أثبت و لا أنفي لأن ذلك يقتضي الكفر, لأن الكافر من أنكر ما علم من الدين بالضرورة و من شك في كفر مثل هذا كفر, و لهذا قال ابن المقري في مختصر الروضة: من شك في اليهود و النصارى و طائفة ابن عربي فهو كافر )...." . 14_ قوله : " .... و ضعت حاشية على كتاب كشف الشبهات لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب و طبعتها و نشرتها, و لكني استعملت في ذكر اسمه ما يسمى في مصطلح الحديث بتدليس الشيوخ, و هو جائز بل مستحسن إذا أريد به الإصلاح, و ذلك أن الشيخ يكون له اسمان اشتهر بأحدهما و لم يشتهر بالآخر قيذكره الراوي عنه بالاسم الذي لم يشتهر به لمصلحة في ذلك, أما إذا فعل ذلك ليوهم الناس علو سنده و ترفعه عن الرواية عنه ليوهم الناس أنه لا يتنزل للرواية عن مثله لصغر سنه أو عدم شهرته و غير ذلك من حظوظ النفس الأمارةفهو مذموم, و قد سميت الشيخ محمد بن عبد الوهاب محمد بن سليمان الدرعي فنسبته إلى جده ثم نسبته إلى الدرعية و ذلك حق فهي بلدته و لكن لم يشتهر بذلك, و زاد الأمر غموضا أن في المغرب كورة تسمى (درعة) و النسبة إليها درعي, فنجحت فيما قصدته من ترويج الكتاب, فقد طبعت ألف نسخة فبيعت في وقت قصير,.... و لما اطلع العالم الأجل مفتي المملكة العربية السعودية و شيخ شيوخها محمد بن إبراهيم رحمة الله عليه على هذا العمل استحسنه كل الاستحسان " . 15_ قوله : " .... و لما طبع هذا الكتاب غضب عباد القبور و أصحاب الطرائق و خطب كثير من أئمة المساجد خطبة الجمعة و نبهوا المستمعين إلى ما في هذا الكتاب من لضلال بزعمهم, لأن توحيد الله عندهم أعظم الضلال و لكن لم يستمع لهم أحد, أما العلماء المحققون, كالأستاذ محمد الطنجي و الأستاذ المجاهد عبد السلام المرابط و الأستاذ العبقري عبد الله كنون فإنهم رحبوا بطبع هذا الكتاب و أثنو عليه و على مؤلفه و ناشره, و لا يضر السحاب نبح الكلاب. ما ضر بدر السما في الأفق تنبحه سود الكلاب و قد مشى على مهل ثم طبعت رسالة زيارة القبور مع حواشي قليلة لشيخ الإسلام أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن تيمية و سميته أحمد بن عبد الحليم الحراني, و لم أذكر لفظ بن تيمية للعلة السابقة الذكر, فراح الكتاب و انتشر و نفع الله به المسلمين, و لما بعثت من كل من الكتابين نسخة إلى الشيخ محمد بن إبراهيم رحمة الله عليه فرح بنشرهما و استحسن الطريقة التي سلكتها لبعد نظره و وفور عقله و حكمته. و قد جربت في بلاد المغرب في الشمال و الجنوب أن نشر كتب التوحيد و اتباع السنة يتوقف على نجاح الدعوة إلى الله في المساجد فإذا درس الداعي كتابا من كتب التوحيد و بين للمستمعين ما فيه من كنوز العلم و الحكمة يرغب المستمعون في اقتناء ذلك الكتاب, و بقراءته تتسع معرفتهم للحق و يزدادون اطمئنانا و يقوى إيمانهم و تندفع عنهم الشبهات. فمن ذلك: أنني درست في الجامع الكبير كتاب فتح المجيد شرح كتاب التوحيد لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب و ختمته في ذلك المسجد مرتين, فانتشر هذا الكتاب انتشارا عظيما حتى أني طلبت من جلالة الملك فيصل جزاه الله عنا و عن المسلمين أحسن الجزاء, بواسطة الشيخ عبد الملك بن إبراهيم بارك الله في حياته أن يمدني بنسخ من فتح المجيد, فأمر بإرسال ثلاثمائة و ثلاث و أربعين نسخة بالبريد الجوي, فبدا لي أن لا أوزعها مجانا لأمرين:أحدهما: أنني لا آمن أن تقع بعض النسخ في أيدي أعداء التوحيد فيحرقوها, و قد رأيناهم يفعلون ذلك في المشرق و المغرب فإذا فرضنا أن شخصا أو أشخاصا بلغ بهم التعصب إلى أن يشتروا الكتاب و يحرقوه فإن ذلك لا يضرنا, لأننا نجمع دراهمه و نطبعه مرة أخرى و لا شك أنه لا يفل ذلك منهم إلا قليل, لأن الناس مجبولون على حب المال و البخل به و لا يبدلونه إلا فيما هو أحب منه إليهم, الأمر الثاني: ما قاله المؤلف الإنكليزي الطائر الصيت( برناردشو) أن الكتاب الذي لا يدفع ثمنه لا يقرأ...." |
الساعة الآن 05:10 AM. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013